أطباء: فيروس كورونا بدأ يتبع «نمطاً محدداً» وأعراضه باتت أقل حدة

رجل يجري اختباراً للكشف عن فيروس «كورونا» في أميركا (إ.ب.أ)
رجل يجري اختباراً للكشف عن فيروس «كورونا» في أميركا (إ.ب.أ)
TT

أطباء: فيروس كورونا بدأ يتبع «نمطاً محدداً» وأعراضه باتت أقل حدة

رجل يجري اختباراً للكشف عن فيروس «كورونا» في أميركا (إ.ب.أ)
رجل يجري اختباراً للكشف عن فيروس «كورونا» في أميركا (إ.ب.أ)

قال عدد من الأطباء إن أعراض فيروس كورونا أصبحت أكثر اعتدالاً وتتبع نمطاً معيناً، مشيرين إلى أن السمات التي كانت تميز المرض في الماضي، مثل السعال الجاف أو فقدان حاسة التذوق أو الشم، أصبحت أقل شيوعاً.

ووفقاً لشبكة «إن بي سي نيوز»، فقد أشار الأطباء إلى أن الأعراض الحالية أصبحت تتركز بشكل أكبر في الجهاز التنفسي العلوي، وباتت أقرب لأعراض الحساسية أو نزلات البرد.

وقال الدكتور إريك إيتنغ، نائب رئيس العمليات لطب الطوارئ في مستشفى ماونت سيناي بنيويورك: «إنها ليست الأعراض النموذجية نفسها التي رأيناها من قبل. يشكو أغلب المرضى الآن من الاحتقان الأنفي والعطس، وعادة ما يكون هناك التهاب خفيف في الحلق».

ولفت إيتنغ إلى أن مرضى كورونا الذين عالجهم مؤخراً «كانوا يعانون من أعراض خفيفة حقاً»، مضيفاً: «لم نعرف أنهم مصابون بالفيروس إلا بعد إجراء اختبار لهم».

وقد أيدت دراسة «Zoe COVID Symptom»، التي تجمع بيانات عن الأعراض المبلغ عنها ذاتياً في المملكة المتحدة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، كلام إيتنغ. وتشير النتائج التي توصلت إليها إلى أن التهاب الحلق أصبح أكثر شيوعاً، بعد أن أصبح متغير أوميكرون هو السائد في أواخر عام 2021. وعلى النقيض من ذلك، أصبح فقدان حاسة الشم أقل انتشاراً، وانخفض معدل دخول المستشفى مقارنة بصيف وخريف عام 2021.

وقالت الدكتورة غريس ماكومسي، أستاذة الأبحاث السريرية والانتقالية في جامعة كيس ويسترن بالولايات المتحدة، إن الأعراض أصبحت تتبع نمطاً معيناً، حيث غالباً ما تبدأ الآن بالتهاب الحلق ثم الاحتقان الأنفي.

وأشارت إلى أن بعض المرضى يعانون أيضاً من الصداع والتعب وآلام العضلات والحمى والقشعريرة، وأحياناً التنقيط الأنفي الخلفي (نزول الإفرازات الأنفية من المنطقة الخلفية من الأنف إلى الحلق)، وهو العرض الذي قد يؤدي إلى السعال، على الرغم من أن السعال ليس من الأعراض الأولية للفيروس حالياً.

وقالت ماكومسي إن التهاب الحلق والتعب وآلام العضلات عادة ما تستمر بضعة أيام، في حين أن الاحتقان الأنفي يمكن أن يستمر في بعض الأحيان بضعة أسابيع.

وقدرت أن نحو من 10 إلى 20 في المائة فقط من مرضى كورونا يفقدون حاسة التذوق أو الشم الآن، مقارنة بنحو من 60 إلى 70 في المائة، في وقت مبكر من الوباء.

الأعراض الخفيفة التي يسببها المرض في الوقت الحالي تعود إلى المناعة من اللقاحات والإصابات السابقة (أ.ب)

وفيما يخص الإسهال، أحد الأعراض الأكثر شيوعاً في الماضي، فقد قال إيتنغ إنه لم يشهد كثيراً من حالات الإصابة بالإسهال بين مرضاه في الآونة الأخيرة.

وأكد إيتنغ وماكومسي أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون دخول المستشفى الآن بسبب الفيروس أصبح قليلاً جداً، كما لفتا إلى أن كثيراً من المرضى يتعافون دون الحاجة لتناول العقارات المضادة للفيروسات.

وعزا الدكتور دان باروش، مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن، الأعراض الخفيفة التي يسببها المرض في الوقت الحالي إلى المناعة من اللقاحات والإصابات السابقة.

وقال باروش: «بشكل عام، فإن شدة كورونا أقل بكثير عما كانت عليه قبل سنة أو سنتين. وهذا ليس لأن المتغيرات أقل قوة. بل لأن الاستجابات المناعية أعلى».

وأكد الأطباء الحاجة إلى تلقي الجرعات المعززة من لقاحات كورونا، خصوصاً بالنسبة لكبار السن، مشيرين إلى أن ضعف الأعراض لا يعني زوال خطورة المرض.


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
TT

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟ وهل هناك أي شيء يمكننا القيام به لإدارة هذا؟

في معرض تسليط الضوء على بعض عواقب الطقس البارد، قالت كارولين أبراهامز، مديرة مؤسسة «إيدج يو كي» لـ«وكالة الأنباء البريطانية»: «يرفع البرد ضغط الدم، مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما أن استنشاق الهواء البارد يمكن أن يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض خطرة وتأثيراتها مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي».

ويمكن أن يسبب الطقس البارد تغيرات في الأوعية الدموية وهرمونات التوتر؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ويلاحظ كثير من المرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم في فصل الشتاء، حين تتسبب درجات الحرارة الباردة في انقباض الأوعية الدموية؛ مما يزيد من مقاومة تدفق الدم ويرفع ضغط الدم، وفق ما يوضح الدكتور مارتن ثورنتون، الطبيب العام والمسؤول الطبي الرئيسي في شركة الفحص الصحي «بلوكريست ويلنيس».

وأضاف ثورنتون: «يمكن أن يؤدي التعرض للبرد أيضاً إلى إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب».

كما يمكن أن يلعب انخفاض ضوء النهار في هذا الوقت من العام، والتغييرات اللاحقة في نمط الحياة، دوراً في هذا أيضاً، ويتابع ثورنتون: «يمكن أن تؤثر ساعات النهار الأقصر، والتغيرات الموسمية أيضاً، على الحالة المزاجية ومستويات التوتر؛ مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يكون الأشخاص أقل نشاطاً بدنياً في الطقس البارد».

ويوضح ثورنتون، وفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «يجد كثيرون أنفسهم يستهلكون مزيداً من الأطعمة المريحة ذات السعرات الحرارية العالية، أو يمارسون التمارين الرياضية بشكل أقل، مما قد يساهم في ارتفاع مستويات ضغط الدم».

وعلى العكس من ذلك، يجد كثير من الأشخاص أن ضغط دمهم أقل خلال فصل الصيف.

ويشرح ثورنتون: «يمكن أن تتسبب درجات الحرارة الأكثر دفئاً في تمدد وتوسع الأوعية الدموية، مما يقلل من مقاومة تدفق الدم، فيؤدي ذلك بدوره إلى انخفاض ضغط الدم. يميل كثيرون أيضاً إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً بدنياً في الطقس الأعلى دفئاً؛ مما قد يساهم أيضاً في خفض ضغط الدم».

بعض علامات ارتفاع ضغط الدم

في هذا الصدد، يقول الدكتور أشوين شارما: «غالباً لا تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ، ولهذا السبب يشار إليه غالباً باسم (الحالة الصامتة). ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يتجلى عبر أعراض مثل الصداع، أو عدم الوضوح في الرؤية، أو ألم في الصدر، لذا يجب عليك استشارة اختصاصي الرعاية الصحية إذا كنت تعاني من صداع متكرر، أو عدم وضوح في الرؤية، أو ألم متقطع في الصدر، أو أي أعراض أخرى تشك في أنها قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم».

كيف يمكننا إدارة مستويات ضغط الدم لدينا خلال فصل الشتاء؟

1- ابقَ نشيطاً في الداخل

يرى ثورنتون أن «الإجهاد المفرط في الطقس البارد يمكن أن يفرض ضغطاً إضافياً على القلب؛ لذا جرب التمارين الرياضية في المنزل، مثل اليوغا أو تمارين بيلاتس».

2- ارتدِ ملابس مدفئة

كما يرى ثورنتون أن «التعرض المفاجئ للبرد الشديد يمكن أن يضيق الأوعية الدموية»، ولذا ينصح بـ«تقليل الضغط الذي تفرضه درجات الحرارة الباردة على قلبك عبر ارتداء طبقات ملابس مناسبة».

3- راقب ضغط دمك بانتظام

يشدد ثورنتون: «إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم أو كنت معرضاً للخطر، فعليك مراقبة ضغط دمك بانتظام».

4- اتبع نظاماً غذائياً متوازناً

يقول شارما إن «الحفاظ على نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة الغنية بالملح والدهون، يمكن أن يساعدا في منع ارتفاع ضغط الدم».

5- إدارة التوتر

«استخدم تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو تمارين التنفس، وانتبه إلى محفزات التوتر الشائعة»، كما يقترح ثورنتون.

6- حافظ على الدفء داخل المنزل

يقول شارما: «من المهم أن تحافظ على دفئك ودفء منزلك لتقليل فقدان الحرارة ومساعدة الدم على الدوران بشكل أفضل حول الجسم».