آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟

التوتر والإجهاد يؤثران على وظيفة الجهاز الهضمي

آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟
TT

آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟

آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟

السبب الأكثر شيوعاً لآلام المعدة المزمنة لدى الأطفال ليس شيئاً يمكنك اكتشافه في التحليل، أو علاجه بتناول دواء. وهذا الأمر يجعل من الصعب بمكان تشخيص وعلاج تلك الآلام.

ربما لم تسمع من قبل بـ«آلام البطن الوظيفية (functional abdominal pain)». ومع ذلك؛ فإنها تصنف السببَ الأكثر شيوعاً لآلام المعدة التي تستمر لشهرين أو أكثر لدى الأطفال والمراهقين.

آلام البطن الوظيفية

يرتبط العقل والجسم ارتباطاً وثيقاً بطرق ما زلنا نعمل على فهمها، وهذا ينطبق بشكل خاص على العقل والجهاز الهضمي. ويمكن أن يؤدي الإجهاد؛ خصوصاً الإجهاد المزمن والاكتئاب والقلق، إلى ألم حقيقي شديد. وفي بعض الأحيان، يكون الألمُ العرضَ الوحيد للتوتر، خصوصاً لدى الأطفال المتفوقين ذوي الكفاءة العالية أو الذين يميلون إلى إخفاء عواطفهم.

وفي بعض الأحيان، لا يكون سبب الألم هو الإجهاد، بل نتيجة لعدوى أو لمرض آخر، ويبقى حتى بعد زوال المرض، وقد يضيف ألماً إضافياً للمرض في أثناء علاجه. القلق بشأن الألم وسببه المحتمل يمكن أن يجعل الأمور أسوأ، فالجهاز العصبي للأمعاء يمكن أن يعمل بنشاط أكبر حد الإفراط.

الأعراض الشائعة لآلام البطن

يمكن أن تظهر على الأطفال الذين يعانون آلاماً وظيفية في البطن أعراض خفيفة تظهر من حين لآخر، وقد تكون لديهم أعراض أكثر حدة تتداخل مع الحياة اليومية.

وإلى جانب آلام المعدة، يمكن أن يصاب الأطفال بالغثيان أو القيء أو الإمساك أو الإسهال... أو بمزيج من كل هذا. وقد تكون لديهم شهية ضعيفة أو يشكون من الشعور بالشبع بسرعة كبيرة.

الاتصال بالطبيب

متى يجب عليك الاتصال بطبيب طفلك؟ من المهم مراجعة الطبيب إذا كان طفلك يعاني آلاماً مزمنة في المعدة. يجب أن يخضع طفلك للفحص الجسماني، وقد يرغب طبيبك في إجراء بعض التحاليل، مثل تحاليل الدم أو البراز، في ظل وجود كثير من الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب آلاماً مزمنة في المعدة.

ومن المهم بشكل خاص الاتصال بطبيبك إذا كان طفلك يعاني مما يلي:

* فقدان الوزن.

* وجود دم في البراز.

* ألم شديد.

* الحمى، أو الطفح الجلدي، أو التهاب المفاصل، أو علامات مرضية أخرى.

إذا وجد طبيبك أن فحص طفلك واختباراته طبيعية، ولا يفقد وزنه، فمن المحتمل أن يكون طفلك يعاني آلاماً وظيفية في البطن.

بالنسبة إلى بعض العائلات، يبدو هذا التشخيص كأن الأطباء يقولون إن العلة تكمن في عقل الطفل، أو إن ما يشعر به من وحي خياله، لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة؛ إذ إن الألم حقيقي؛ لكنه لا يحدث بسبب شيء خطر، وهو خبر جيد في حد ذاته.

مساعدة الطفل المريض

كيف يمكنك مساعدة طفل مصاب بألم البطن الوظيفي؟ هناك كثير من الطرق لمساعدة طفل يعاني آلامَ بطن وظيفية بمجرد إجراء التشخيص. وهذه الطرق تشمل:

* فهم وإدارة الضغوطات في حياة الطفل، إن وجدت.

* الأدوية الموصى بها من قبل فريق الرعاية الصحية الخاص بك يمكن أن تساعد في التغلب على الأعراض، مثل الملينات للإمساك.

* العلاج السلوكي المعرفي؛ نوع من العلاج يرفع الوعي باستراتيجيات إدارة الألم، وكذلك إدارة أي إجهاد أو حزن يمكن أن يكون من ضمن الأسباب.

* التأمل واليوغا وطرق أخرى لمساعدة الطفل على الاسترخاء وتدريبه على التفاعل مع عالمه.

* بالنسبة إلى بعض الأطفال، يمكن أن يكون اتباع نظام غذائي «قليل الفودماب (low FODMAP diet)» مفيداً. («الفودماب» سلسلة قصيرة من الكربوهيدرات التي يجري امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، وتشمل: اللاكتوز، والفركتوز، والسوربيتول، والفركتانز، والغلاكتوز. «ويكيبيديا»).

* تستخدم البروبيوتيك ومستحضرات زيت النعناع وبعض المكملات الأخرى أحياناً للمساعدة في تهدئة الألم والوقاية منه.

يمكن لغالبية الأطفال الذين يعانون آلاماً وظيفية في البطن تلقي الرعاية من طبيب الأطفال. والزيارات المنتظمة للطبيب فكرة جيدة للتحقق ومعرفة كيفية سير الأمور وتعديل أي علاجات. وإذا لم تتحسن الأمور، فيمكن أن تكون الإحالة إلى اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي مفيدة.

• «مدونات هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

صحتك تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

نهايات «الجهاز العصبي الثاني» ترتبط بالمعدة والأمعاء.

هايدي غودمان (كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

يعدّ مزمناً إن استمر 8 أسابيع أو أكثر

مورين سالامون (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك خاتم «أورا» الذكي

خواتم ذكية تكشف الرجفان الأذيني

الخواتم الذكية - أحدث فئة من الأجهزة القابلة للارتداء - يمكنها القيام بعدد من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها الساعة الذكية، بما في ذلك مراقبة معدل ضربات القلب،…

جولي كورليس (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
TT

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الخبراء حذروا من زيادة استخدام فطر السيلوسيبين الذي يعرف بالفطر «السحري»، الذي انتشر بعد تقارير عن أنه يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات الصحية العقلية.

وأضافت أن فطر السيلوسيبين شهد نمواً سريعاً في شعبيته، مما أثار «نهضة» في المخدرات حيث أصبح الناس أكثر اهتماماً بفوائده على الصحة العقلية، لكن الخبراء حذروا من أن استخدامه الترفيهي يخاطر بإحداث ضرر أكثر من نفعه.

وأدت التجارب التي تستكشف السيلوسيبين كعلاج إلى انتشار شركات له في البلدان التي يكون فيها استخدامه قانونياً.

وتظهر أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني ببريطانيا أن السيلوسيبين كان المخدر غير القانوني الوحيد الذي زادت شعبيته في عام 2024، حيث زاد بنسبة 37.5 في المائة ليصل إلى 1.1 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 59 عاماً، وهو ما يمثل نحو 300000 شخص ويجعل المخدر شائعاً تقريباً مثل الإكستاسي.

وقال الخبراء إنه في حين أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، فإن الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السيلوسيبين خارج هذه الظروف يمكن أن يتعرضوا للأذى، بما في ذلك القلق والصدمات والأرق والتشوهات البصرية.

وأضاف الخبراء أن الأطباء العامين والأطباء النفسيين والمعالجين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لعلاج هذا الأمر وأحياناً يخطئون في تشخيص المرضى بالذهان أو الهوس.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد انتشار الأشخاص الذين يواجهون أضرار ما بعد الإدمان على المواد المخدرة، فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن 8.9 في المائة من المستجيبين الذين استخدموا المواد المخدرة بانتظام طوال حياتهم أفادوا بضعف يستمر لأكثر من يوم واحد.

وقال توميسلاف ماجيتش، وهو طبيب نفسي، إن الناس لديهم تجارب سيئة مع الأطباء الذين لم يكونوا على دراية بـ«التأثيرات والمخاطر والمضاعفات للمواد المخدرة».

وأضاف أن «معظم المرضى يستخدمونها علاجاً ذاتياً ويحتاجون إلى دعم نفسي، على الرغم من أن البعض يحتاجون إلى مساعدة نفسية».

شخص يدخن (أرشيفية - جامعة آرهوس)

وقال: «لقد حدثت زيادة في المشاكل المتعلقة بالسيلوسيبين والمواد المخدرة التقليدية الأخرى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الشعبية المتزايدة والتصوير المفرط لهذه المواد في وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات، في الخطاب العلمي، وإحصائياً، كانت هناك زيادة في حالات المواد المخدرة في أقسام الطوارئ في بعض البلدان».

وذكر ريت زوي، الأستاذ المشارك في أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، أن «نقطة الضعف في المواد المخدرة هي أن التجارب يمكن أن تكون أشبه بالأحلام وتشعر بأنها حقيقية للغاية، ويستنتجون خطأً أنهم يجب أن يستخدموها لفهم أنفسهم وعلاقاتهم وصعوباتهم».

وقال: «نحن بحاجة إلى المزيد من الاستراتيجيات لإعلام الناس بهذه الظواهر وتقديم الدعم عندما يحدث هذا»، مضيفاً أن حقيقة أن الاستخدام الترفيهي أصبح الآن «شائعاً للغاية» تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يتلقوا توجيهات لمعالجة هذه الظاهرة.