احذروا ضربة الشمس فقد تكون قاتلة!

دعوة لعدم التردّد في استعمال أرقام الطوارئ

ضربة الشمس قد تكون أخطر مما نظنّ (رويترز)
ضربة الشمس قد تكون أخطر مما نظنّ (رويترز)
TT

احذروا ضربة الشمس فقد تكون قاتلة!

ضربة الشمس قد تكون أخطر مما نظنّ (رويترز)
ضربة الشمس قد تكون أخطر مما نظنّ (رويترز)

أمام موجة الحرّ الشديد التي تجتاح بلداناً عدة حول العالم، تُعدّ ضربة الشمس الناجمة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم إلى مستوى قد يكون قاتلاً، من أخطر المشاكل الصحية التي يُحتمل التعرُّض لها.

وفي مواجهة الحرّ الذي يؤثر في عمله لمجرّد أن تتجاوز الحرارة 25 درجة مئوية، يطلق جسم الإنسان آليات عدّة لتبريد نفسه حتى تبقى حرارته عند 37 درجة، منها التعرّق، وزيادة تدفق الدم في الشرايين القريبة من الجلد.

لكن في أحيان، لا تكفي ردات فعل الجسم هذه، ويتحوّل منظم الحرارة الداخلي إلى اللون الأحمر، فيكون الشخص تالياً أمام ضربة شمس، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

يجب تجنب الخروج إلى الهواء الطلق أو القيام بأي مجهود جسدي خلال الساعات الأكثر حراً (أ.ب)

وتحت تأثير ارتفاع درجة الحرارة، يصبح معدّل نبضات القلب غير منتظم مع تسارعها بصورة كبيرة، وتصبح عمليتا التنفس والتهوية الرئوية متسارعتين أيضاً. ورغم ارتفاع درجة الحرارة الداخلية، يحتبس الجسم المياه قدر إمكانه، فيما يتوقف عن التعرّق ويصبح لون البول داكناً، وقد يتوقّف الشخص عن التبوّل لساعات.

وثمة علامات تحذيرية عدّة على الشخص التنبّه لها، وهي الحمى لأكثر من 40 درجة مئوية، ونبضات قلب سريعة جداً، وسخونة واحمرار وجفاف في البشرة، وصداع، وغثيان، وقيء، واضطرابات في الإدراك (نعاس أو التباس في الأمور أو انفعال أو عدوانية).

وتُعدّ ضربة الشمس أكثر خطورة من مشاكل أخرى يتسبب بها الحرّ، لكن من حدوث حمى (تشنجات بسبب الحرارة) أو مع حمى معتدلة (ضربة شمس خفيفة...).

وقد تتسبّب أيضاً بتخثر الدم الذي يؤدّي بدوره إلى تلف في الدماغ أو غيبوبة أو حتى الموت في حال لم يتلق المريض معالجة في الوقت المناسب.

ويُعدّ الأطفال الصغار، أي دون الخامسة، وكبار السنّ الذين لديهم آليات دفاع أقل فاعلية، الأكثر عرضة لخطر التعرض لضربة شمس، فيما قد يرتفع خطر الإصابة بضربة شمس لدى مَن يعاني وضعاً صحياً سيئاً أو إسهالاً أو حمى، أو مَن يتناول بعض الأدوية كالمهدئات ومدرات البول، أو يستهلك الكحول الذي يتسبب بجفاف الجسم.

تحت تأثير ارتفاع الحرارة، يصبح معدّل نبضات القلب غير منتظم مع تسارعها بصورة كبيرة (أ.ف.ب)

لكنّ البالغين الأصحاء ليسوا بمنأى عن ضربة الشمس، خصوصاً إن كانوا يعملون أو يمارسون الرياضة في الهواء الطلق بظل درجات حرارة شديدة. ومن شأن الجهد العضلي الكبير أو الطويل أن يعرّض الشخص لخطر الإصابة بـ«ضربة شمس إجهادية» (ناجمة عن مجهود) أو بـ«ارتفاع درجة الحرارة بسبب الجهد»، من خلال تعزيزه خطر تخطّي درجة حرارة الجسم الحدود التي يحتملها.

كذلك، تظهر انحرافات في السلوك؛ إذ تصبح طريقة مشي الشخص كما لو أنه مخمور، وتتزايد سرعة غضبه، بالإضافة إلى إصابته باهتزاز مع تلفّظه بعبارات غير مفهومة. وفي حال شعر الشخص بأنه يتعرّض لضربة الشمس مع بروز مؤشرات إلى ذلك، عليه الاتصال بخدمات الطوارئ. من هنا، تقول منظمة الصحة العالمية في أوروبا: «إذا عانى الشخص من بشرة ساخنة وجافة، وكان مصاباً بالهذيان أو يشعر بتشنجات أو فقد الوعي، فعليه الاتصال بطبيب أو بخدمات الطوارئ فوراً». وخلال الانتظار، من الضروري تبريد جسمه.

الهروب من الحر الرهيب إلى حيث توجد مياه (وكالة حماية البيئة)

ويوصى بانتقال الشخص إلى مكان مُنعش، وجعله يخلع ملابسه الزائدة عن الحاجة، ورش مياه باردة عليه، وتوفير كميات محدودة من المياه له ما لم تظهر عليه علامات تشير إلى اضطراب في الوعي. وقد تساعد مكعبات الثلج أو قطعة قماش باردة توضَع على الفخذ أو العنق، في تخفيف درجة الحرارة الجسم.

ولتجنب ضربة الشمس أو الجفاف، تشير السلطات الصحية إلى توصيات مماثلة لتلك المُتَّبعة خلال موجات الحرّ، وهي شرب كميات كبيرة من المياه، وتجنّب الكحول والمشروبات التي تحوي الكافيين، والبقاء في أماكن منعشة، وتجنب الخروج إلى الهواء الطلق أو القيام بأي مجهود جسدي خلال الساعات الأكثر حراً في اليوم.


مقالات ذات صلة

217 قتيلاً حصيلة فيضانات إسبانيا والملك يقطع زيارة إثر احتجاجات

أوروبا الملك فيليب السادس يتحدث مع الجمهور الغاضب خلال زيارته جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من الفيضانات (أ.ب)

217 قتيلاً حصيلة فيضانات إسبانيا والملك يقطع زيارة إثر احتجاجات

قطع الملك فيليب السادس والملكة ليتيسيا، الأحد، زيارتهما إلى جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من الفيضانات بعدما اعترضتهما حشود ساخطة.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
الاقتصاد السعودية تستعد لاستضافة المؤتمر في بداية ديسمبر المقبل (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو العالم لمواجهة تحديات تدهور الأراضي في «كوب 16»

وجّهت الرئاسة السعودية لمؤتمر الأطراف (كوب 16) القادم في الرياض، نداءً إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قوية بشأن التصدي لتهديدات الجفاف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أميركا اللاتينية الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 16» في كالي الكولومبية (أ.ف.ب)

مؤتمر «كوب 16» للتنوّع البيولوجي يقرر تشكيل هيئة دائمة للشعوب الأصلية

اتفقت الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنوع البيولوجي (كوب 16) في كولومبيا على إجراء يقضي بتشكيل هيئة دائمة للشعوب الأصلية.

«الشرق الأوسط» (كالي (كولومبيا))
أوروبا امرأة تنظر من شرفتها بينما تُحاصر مياه الفيضانات السيارات في الشارع بفالنسيا (أ.ب) play-circle 01:09

فيضانات قاتلة تجتاح إسبانيا تودي بحياة أكثر من 95 شخصاً (صور)

أدّت فيضانات ناجمة عن تساقط أمطار غزيرة في منطقة فالنسيا، شرق إسبانيا، إلى مقتل 95 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق تغير المناخ يرفع درجات الحرارة إلى مستويات جديدة خطيرة (أ.ف.ب)

تقرير: مستويات قياسية من الوفيات المرتبطة بالحرارة في عام 2023

حذّر تقرير جديد أعدّه مجموعة من الأطباء وخبراء الصحة من أن تغير المناخ يرفع درجات الحرارة إلى مستويات جديدة خطيرة، كما يفاقم مشكلة الجفاف والأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)
يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)
TT

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)
يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

فما العلاقة بين الضوء والصحة العقلية؟

حسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فإن الضوء الساطع يرسل «إشارات توقيت» إلى الدماغ والساعة البيولوجية للجسم، التي تنظم إيقاعاتنا اليومية وتتحكم في وقت نومنا ووقت استيقاظنا.

وهذا الضوء الساطع يكون مفيداً في النهار. أما في الليل، فإنه يعطل إيقاع الساعة البيولوجية ويتسبب في اضطرابها. وحين يحدث هذا الاضطراب، فإنه يزيد خطر الإصابة باضطرابات عقلية معينة، تشمل: الاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب غير النمطي.

والاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي ينتقل فيه المريض من أقصى مرحلة إلى عكسها تماماً، وبمنتهى الحدة، في فترة وجيزة، وأحياناً في الفترة نفسها؛ أي أن الشخص يمكن أن تنتابه في بعض الأحيان نوبات من الحزن والخمول وفقدان الرغبة في عمل أي شيء (مثل مرض الاكتئاب العادي) وبعدها بفترة وجيزة تنتابه نوبات من السعادة والنشاط المفرط والاستعداد للإقدام على عدة أعمال.

أما الاكتئاب غير النمطي، فهو نوع من الاكتئاب ينام فيه الشخص لعدد ساعات كبيرة، ويعاني من مشكلات في طاقته وأيضه.

وقد يؤثر الضوء أيضاً على الدوائر الموجودة في الدماغ، والتي تتحكم في الحالة المزاجية، كما تُظهر الدراسات التي أُجريت على الحيوانات.

وهناك أدلة تشير إلى حدوث ذلك لدى البشر. فقد أظهرت دراسة قامت بتصوير أدمغة عدد من الأشخاص، أن التعرض للضوء الساطع في النهار قد يغيّر نشاط منطقة الدماغ المعنية بالمزاج واليقظة، وذلك بشكل إيجابي.

ويتعلق أحد التفسيرات لما يحدث في الدماغ عند التعرض للضوء بالناقلات العصبية: السيروتونين، والدوبامين.

ويساعد السيروتونين في تنظيم الحالة المزاجية، وهو هدف كثير من مضادات الاكتئاب. أما الدوبامين فهو ناقل عصبي يشارك في المكافأة والدافع والحركة، وهو أيضاً هدف لبعض مضادات الاكتئاب.

لكن الناس يختلفون بشكل كبير في حساسيتهم للضوء. ورغم أن هذا لا يزال مجرد فرضية، فإن الأشخاص الأكثر حساسية للضوء قد يكونون الأكثر عرضة لاضطرابات الساعة البيولوجية الناجمة عن الضوء الساطع في الليل، مما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية.

ويقول الخبراء إن السلوكيات الصحية المرتبطة بالتعرض للضوء -تجنب الضوء في الليل وزيادة التعرض له أثناء النهار- مفيدة للجميع. ولكنها قد تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر مشكلات الصحة العقلية.

وهؤلاء يشملون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من مشكلات الصحة العقلية، أو الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر ويستيقظون متأخرين، وهم أكثر عرضة لاضطرابات الساعة البيولوجية.