تناول الحوامل أدوية «التشنج» لا يضر الأجنة

طفل مولود قبل أوانه
طفل مولود قبل أوانه
TT

تناول الحوامل أدوية «التشنج» لا يضر الأجنة

طفل مولود قبل أوانه
طفل مولود قبل أوانه

وجدت دراسة نشرت (الخميس) في دورية «ذا لانسيت نيورولوجي» أن الأطفال الذين تعرضوا لأدوية مضادة للتشنج كانت قد وصفت لأمهاتهم أثناء الحمل، ليس لديهم نتائج نمو عصبي أسوأ من نظرائهم أطفال النساء الصحيحات. وقد تضطر بعض النساء الحوامل المصابات بالصرع إلى تناول هذه الأدوية للتقليل من حدة التشنج.

وتعدّ الأدوية المضادة للتشنج شائعة الاستخدام مثل لاموتريجين وليفيتيراسيتام فعالة وآمنة بشكل عام، لا سيما بالمقارنة مع العديد من علاجات الصرع من الجيل الأول التي تحمل مخاطر عميقة على الأجنة.

قال كبير باحثي الدراسة، بيج بينيل، أستاذ ورئيس قسم علم الأعصاب في جامعة بيتسبرغ في تصريحات نشرت (الخميس) على موقع «ميديكال اكسبريس»: «إن القول الشامل بأن جميع الأدوية المضادة للتشنج سيئة هو قول مفرط في التبسيط ولا معنى له».

وأضاف ناصحاً الأطباء: «أن تكون قادراً على القول بأن تناول هذه الأدوية لن يعرض الطفل لخطر أكبر مستقبلاً فيما يتعلق بالإصابة بالتوحد أو صعوبات التعلم، له تأثير كبير على النساء المصابات بالصرع اللواتي يفكرن في الحمل».

وأبرزت الأبحاث السابقة الحاجة لمراقبة جرعة الأدوية المضادة للتشنجات وضبطها بعناية لتحقيق السيطرة المناسبة عليها من دون المساس بصحة الجنين.

وركزت الدراسة الجديدة على تحديد ما إذا كان التعرض لهذه الأدوية يسبب آثار نمو عصبي ضارة طويلة المدى تؤثر على الطفل.

اختُبر الأطفال في سن الثالثة فيما يتعلق بالمفردات ومهارات الفهم اللفظي والقدرة على وصف الصور البسيطة. وكان أطفال النساء المصابات بالصرع بارعين في الوصف اللفظي للأشياء البسيطة والصور مثل أطفال النساء غير المصابات بالصرع. كما كانت قدرتهم على فهم اللغة قابلة للمقارنة أيضاً مع الأتراب الذين ولدوا لنساء لا يعانين الصرع.

لكن الباحثين وجدوا أن جرعة عالية من ليفيتيراسيتام بالثلث الثالث من الحمل ارتبطت بتأثيرات نمائية عصبية ضارة بالطفل، وأوصوا بمراقبة دقيقة لمستويات الدم لهذا الدواء والجرعات المدروسة.

ويشير الباحثون إلى الحاجة لمزيد من البحث لتحديد ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على الأدوية الأخرى الأقل شيوعاً المضادة للتشنج. كما لاحظوا زيادة قلق الأمهات، وأن الاكتئاب له تأثير سلبي على الأطفال حديثي الولادة.

أُطلقت الدراسة قبل عقدين من الزمن بهدف تقديم معلومات عالية الجودة في كيفية تأثير الأدوية المضادة للتشنج على كل من الأم والطفل. وظفت الدراسة القائمة على الملاحظة المرتقبة النساء اللواتي عولجن من الصرع في 20 مركزاً طبياً في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتابعتهن وأطفالهن خلال فترة الحمل وعدة سنوات بعد الولادة.


مقالات ذات صلة

علاج سريع وفعّال لفقر الدم عند الحوامل

صحتك فقر الدم يعد مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن (جامعة تكساس أيه آند إم)

علاج سريع وفعّال لفقر الدم عند الحوامل

أظهرت دراسة سويدية، أن دواء «فيريك كربوكسي مالتوز» الذي يُعطى عن طريق الوريد يعمل بسرعة وفاعلية أكبر في علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لدى النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك في هذه الصورة التي قدمتها ليز كراستيل عالمة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في إيرفين... تحمل هنا ابنها حديث الولادة في مايو 2020 (أ.ب)

بطرق لا تحصى... علماء يظهرون كيف يغيّر الحمل الدماغ

حصلت عالمة الأعصاب ليز كراستيل على فرصة فريدة لرؤية كيف تغير دماغها أثناء الحمل.

«الشرق الأوسط»
يوميات الشرق تقدم الدراسة مزيداً من الأدلة على فائدة تناول الأسماك بانتظام أثناء الحمل (جامعة ناغويا)

4 فوائد لتناول الأسماك أثناء الحمل

أظهرت نتائج دراسة حديثة أن تناول أي كمية من الأسماك أثناء الحمل ارتبط بانخفاض خطر تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) بنحو 20 في المائة، خصوصاً لدى المواليد الإناث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك «التدخين الخفيف» قبل الحمل يمكن أن يسبب «مشاكل صحية كبيرة» للمولود الجديد (رويترز)

حتى قبل الحمل... «سيجارة واحدة» قد تسبب مشاكل خطيرة للمولود

حذرت دراسة جديدة من أن «التدخين الخفيف» - الذي يُعرَّف بأنه تدخين سيجارة أو اثنتين فقط في اليوم - قبل الحمل يمكن أن يسبب «مشاكل صحية كبيرة» للمولود الجديد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق زيادة مستويات هرمون التوتر أثناء الحمل تضر بصحة الجنين (جامعة واشنطن)

توتر الحمل يترك آثاراً في شعر الأطفال

اكتشف باحثون في جامعة واشنطن الأميركية علاقة بين توتر الأم أثناء الحمل وزيادة مستويات الكورتيزول أو هرمون التوتر في شعر الأطفال الصغار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تأثير الصدمات النفسية على الأطفال «أبدي»

صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
TT

تأثير الصدمات النفسية على الأطفال «أبدي»

صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)
صدمات الطفولة تؤلم مدى العُمر (جامعة كاليفورنيا)

كشفت دراسة أميركية أنَّ التعرُّض للصدمات النفسية في مراحل مبكرة من الحياة قد تكون لها آثار طويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية تمتدّ لمدى الحياة.

وأوضح الباحثون في جامعتَي «كاليفورنيا» و«ميشيغان» أنّ التجارب الصادمة تفاقم احتمالية المعاناة من الألم الجسدي والاكتئاب والشعور بالوحدة في السنوات الأخيرة من الحياة، ما يؤثّر سلباً في جودة الحياة خلال تلك المرحلة، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية الجمعية الأميركية لطبّ الشيخوخة.

والصدمات النفسية هي تجارب مؤلمة أو مروّعة يتعرّض لها الأفراد، وتؤثر سلباً في صحّتهم النفسية والعاطفية. ويمكن أن تشمل مجموعة واسعة من المواقف، مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي، وفقدان أحد الأبوين، والتعرّض لحادث خطير، أو حتى الظروف المعيشية القاسية.

وتؤدّي هذه التجارب إلى ردود فعل نفسية متعدّدة، مثل القلق، والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية، وتؤثر في قدرة الشخص على التكيّف والتعامل مع الضغوط اليومية، مما قد ينعكس سلباً على نوعية حياته بشكل عام.

واستندت النتائج إلى دراسة متابعة أجريت على نحو 6500 أميركي تجاوزوا سنّ الخمسين، وتوفوا بين عامي 2006 و2020.

وطُلب من المشاركين الإجابة على استبيان يتناول تجاربهم مع 11 نوعاً من الصدمات، بالإضافة إلى رفاهيتهم النفسية والاجتماعية. وكشفت المقابلات النهائية مع أفراد أسرهم أو من يتولّون شؤونهم القانونية عن معلومات حول الأعراض التي عانوها في السنة الأخيرة من حياتهم.

وأوضحت النتائج أنّ الصدمات التي يتعرّض لها الإنسان في الطفولة، خصوصاً الإيذاء الجسدي من الوالدين، ترتبط بشكل كبير بزيادة الألم والأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والوحدة في المراحل الأخيرة من العُمر.

كما وجدوا أنّ المشاركين الذين لم يتعرّضوا لصدمات كانوا أقل عرضة للألم أو الوحدة في نهاية حياتهم، إذ كانت نسبة تعرّضهم للألم الشديد أو المتوسط 46 في المائة، والشعور بالوحدة 12 في المائة، مقارنةً بـ60 في المائة و22 في المائة على التوالي لدى مَن تعرّضوا لـ5 أحداث صادمة أو أكثر.

وأشاروا إلى أنّ هذه النتائج تؤكد أهمية النظر إلى حاجات المرضى في نهاية حياتهم من خلال «عدسة الصدمات النفسية»، إذ إنّ الأحداث الصادمة في الطفولة قد تكون لها تأثيرات تمتدّ عبر مراحل الحياة، وتؤدّي إلى العزلة الاجتماعية والعاطفية، والعادات الصحّية السيئة، وزيادة التعرّض لصدمات لاحقة.