جهاز يرصد مستويات «هرمون التوتر»

قابل للارتداء حول الخصر ويتميز بالدقة العالية

الجهاز الجديد (الفريق البحثي)
الجهاز الجديد (الفريق البحثي)
TT

جهاز يرصد مستويات «هرمون التوتر»

الجهاز الجديد (الفريق البحثي)
الجهاز الجديد (الفريق البحثي)

يمكن رصد علامات الإنذار المبكر لكثير من الأمراض التي تسببها المستويات المختلفة لهرمون التوتر الآن بسهولة أكبر بفضل جهاز جديد يتم ارتداؤه، طوّره باحثو الغدد الصماء ضمن دراسة جديدة صادرة (الأربعاء).

ووفق القائمين على الدراسة، هذه هي المرة الأولى التي يمكن فيها قياس التغير في هرمون التوتر الذي تفرزه الغدة الكظرية لدى البشر أثناء قيامهم بالأنشطة اليومية العادية، في النهار والليل على حد سواء. كما أن البحث الجديد الذي تقوده جامعات بريستول وبرمنغهام وبيرغن، لديه القدرة على إحداث ثورة في كيفية تشخيص الأمراض المرتبطة بهرمون التوتر وعلاجها، على حد وصفهم.

وأظهرت نتائج الدراسة إمكانات جهاز U-RHYTHM، من خلال القيام بتحليل عينات من 214 متطوعاً على مدار 24 ساعة. وباستخدام البيانات عبر نقاط زمنية متعددة خلال تلك الفترة، تمكن الفريق البحثي من إنشاء ملفات تعريف ذلك الهرمون للأشخاص الأصحاء في ظروف الحياة الحقيقية.

قال الدكتور توماس أبتون، إخصائي الغدد الصماء في جامعة بريستول، وأحد باحثي الدراسة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «تمثل نتائجنا نقلة نوعية في فهم كيفية عمل هرمون التوتر لدى الأصحاء». وأضاف أنه «من خلال رصد الطريقة التي تختلف بها هرمونات الغدة الكظرية على مدار اليوم خلال الإيقاع المتغير للحياة اليومية، تمكنا من إنشاء نظام مرجعي جديد للمقارنة مع الحالات المرضية، هذا النظام لديه القدرة على تغيير طريقة تشخيص الأمراض الهرمونية وإدارتها في المستقبل».

وتُظهر نتائج الدراسة الممولة ضمن منحة مشروع «هوريزون للاتحاد الأوروبي 2020»، والمنشورة في دورية «ساينس ترانسليشين ميديسين»، كيف يمكن لتتبع مستويات هرمون التوتر بدقة عالية، على مدى فترة زمنية ممتدة، أن يوفر معلومات أفضل حول كيفية تغير مستوياته يومياً.

وهرمونات التوتر ليست هرموناً واحداً، وإنما مجموعة من الهرمونات، يأتي في مقدمتها هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيس في الجسم، ويكون هو المقصود عند ذكر مصطلح «هرمون التوتر». وتعدّ هرمونات التوتر ضرورية للحياة، ويرتبط اضطراب إيقاعاتها بالضغوط اليومية ومنظومة النوم واليقظة وتغير نمط إيقاعات الحياة أو الإصابة بأمراض مثل الاكتئاب والسمنة وأمراض القلب والسكري والأمراض الخطيرة الأخرى.

كانت المشكلة الرئيسية هي صعوبة فهم نتائج اختبار الهرمونات إذا تم أخذه عند نقطة زمنية واحدة فقط، نظراً لأنه يفشل في التعبير عن الإيقاعات الهرمونية المتغيرة للشخص. ما يؤدي إلى تأخير التشخيص، وبالتالي يؤخر فرص التدخل العلاجي.

ففي السابق، كانت الطريقة الوحيدة لبناء صورة دقيقة عن حالة المريض هي أخذ عينات متعددة من الدم عند الدخول إلى مستشفى أو إلى أي وحدة بحثية.

الآن يتم ارتداء الجهاز حول الخصر ليأخذ عينات تلقائية من تحت الجلد كل 20 دقيقة، من دون الحاجة إلى عينات من الدم. كما تسمح الطريقة الجديدة بأخذ العينات أثناء النوم والعمل وممارسة أنشطة الحياة اليومية الأخرى، ولمدة تصل إلى 72 ساعة.

وكما أوضح ستافورد لايتمان، أستاذ الطب في كلية بريستول الطبية، والباحث المشارك بالدراسة: «تتيح نتائجنا قياس الهرمون أثناء النوم، وهو الأمر الذي كان من المستحيل أن يتم في السابق خارج المستشفى».

استخدم علماء الرياضيات من جامعة برمنغهام هذه البيانات لتطوير فئة جديدة من «العلامات الديناميكية» لفهم أفضل للتعبير الهرموني الصحي اعتماداً على جنس الفرد وعمره ومؤشر كتلة الجسم، فضلاً عن الخصائص الأخرى.

تُظهر هذه النتائج كيف تبدو الإيقاعات الهرمونية الصحية في الأفراد، في ظروف الحياة الواقعية، ويمكن أن تشكل أساساً لطرق جديدة أفضل لتشخيص حالات الغدد الصماء في مرحلة مبكرة جداً.

ومن جانبه، شدد لايتمان على أن «القدرة على قياس ديناميات إفراز الهرمونات على مدار النهار والليل لدى المرضى في منازلهم لن تؤدي فقط إلى تحسين قدرتنا على التشخيص الدقيق لأي خلل في إفراز الهرمونات دون الحاجة إلى إجراء تحقيقات معقدة للمرضى، ولكن يمكن أن يتم إجراء التشخيص بأكمله من قبل الرعاية الأولية وربطها بخوارزميات التشخيص المتوفرة حديثاً»، مشدداً على أن ذلك «لن يوفر طباً جيداً وشخصياً، يتناسب مع حالة كل مريض على حدة فحسب، بل سيسمح أيضاً للمريض بمتابعة ملفات الهرمونات الخاصة به أثناء التشخيص والعلاج».

وفيما يتعلق بالخطوة المقبلة، قال أبتون: «هناك كثير من التطبيقات المحتملة الأخرى لتلك التقنية، بما في ذلك دراسة آثار النوم المتغيرة (مثل العمل بنظام الورديات) على نظام الهرمونات، وقياس أنواع الهرمونات الأخرى».


مقالات ذات صلة

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

صحتك تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

كشفت دراسة جديدة أن استئصال اللوزتين يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)

نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

الخبراء يقولون إن هناك ترابطاً بين الإجازات والفوائد الصحية المؤثرة على صحتك الإدراكية والعقلية، إليك كيف يمكن للسفر أن يحسِّن من صحة دماغك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

قدَّم موقع «سيكولوجي توداي» نصائح للتحكُّم في النفس؛ حيث قال إن التحكم في النفس يشير إلى مقاومة الرغبات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدات يلتقطن الصور وسط الأضواء الموسمية المعروضة للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة في أسواق بيروت (إ.ب.أ)

هل ترغب في تقوية جهازك المناعي خلال العطلات؟ كل ما عليك معرفته

يسلِّط كل هذا النشاط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة أنظمتنا المناعية. فما بعض العادات التي يجب على الجميع تبنيها؟

يوميات الشرق المقر الرئيسي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) في ميريلاند (رويترز)

إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحدث تعريف الأطعمة «الصحية»

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) يوم الخميس تغييرات جديدة والتي بموجبها سيتعين على الأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة اتباع قواعد جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
TT

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام، لتحسين التنفس أثناء النوم، أو تقليل العدوى المتكررة.

إلا أن هناك دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، كشفت أن هذا الإجراء الشائع نسبياً يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة، حسب موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وقام الباحثون التابعون لجامعة قوانغشي الطبية في الصين ومعهد كارولينسكا في السويد، بتحليل بيانات أكثر من مليون شخص مسجلين في سجل صحي سويدي، ووجدوا أن استئصال اللوزتين مرتبط بزيادة -بنسبة 43 في المائة- في خطر الإصابة بحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو القلق.

وكانت نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة هي الأبرز من بين الاضطرابات الأخرى؛ حيث إن نسبة الإصابة به بين أولئك الذين خضعوا لاستئصال اللوزتين في وقت مبكر من حياتهم كانت أعلى 55 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يخضعوا للإجراء.

وبما أن الدراسة قائمة على الملاحظة، فلم يتمكن الباحثون من تحديد سبب هذه النتيجة، إلا أن الخطر المتزايد كان موجوداً حتى بعد مراعاة جنس المشاركين، والعمر الذي خضعوا فيه لاستئصال اللوزتين، وأي تاريخ عائلي لاضطرابات مرتبطة بالتوتر، ومستوى تعليم الوالدين (والذي يعد مؤشراً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين).

وكتب الباحثون في الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى دور محتمل لأمراض اللوزتين، أو الحالات الصحية المرتبطة بها، في تطور الاضطرابات العقلية».

وأضافوا: «لقد وجدنا أنه على الرغم من أن زيادة المخاطر كانت أعظم خلال السنوات الأولى بعد الجراحة، فإن زيادة خطر الاضطرابات العقلية المرتبطة بالتوتر كانت لا تزال ملحوظة بعد أكثر من 20 عاماً من الجراحة».

يذكر أن بعض الدراسات السابقة ربطت استئصال اللوزتين بزيادة في مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والسرطان.