تركت إيران الباب مفتوحاً أمام استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، دون أي تغيير في شروط طهران، وفق ما أكد كمال خرازي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وبدأت إيران والولايات المتحدة، في أبريل (نيسان) الماضي، مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان حول البرنامج النووي الإيراني، لكنها توقفت قبل الجولة السادسة، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو (حزيران) الماضي.
وقال خرازي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أجريت الثلاثاء، إن «شروط إيران لم تتغير»، موضحاً أن تخصيب اليورانيوم سيستمر لتلبية احتياجات محطات الطاقة والاستخدامات الطبية، وأن برنامج الصواريخ الباليستية «خارج طاولة المفاوضات». وقال: «الملف النووي فقط قابل للنقاش مع الولايات المتحدة».
وشدد خرازي على أن جوهر أي مفاوضات مستقبلية سيتركز على «درجة التخصيب» وليس على وقف التخصيب نفسه، مضيفاً: «إذا كانت هناك مفاوضات حقيقية بين إيران والولايات المتحدة، فهناك طرق ووسائل لكيفية ضمان أن إيران يمكنها مواصلة التخصيب وفي الوقت نفسه طمأنة الآخرين بأنها لن تسعى للحصول على أسلحة نووية». وعن احتمالات مواجهة عسكرية جديدة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، قال: «كل شيء ممكن. لكننا مستعدون لذلك».
وانتقد خرازي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، نهج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قائلاً: «للأسف، الرئيس (دونالد) ترمب لا يؤمن بالمشاركة الدبلوماسية، بل يفضل استخدام القوة لتحقيق أهدافه».
وقال خرازي: «عليهم أن يتخذوا الخطوة الأولى لإظهار استعدادهم للتعامل معنا بالشروط التي نضعها... يجب أن يكون ذلك على أساس المساواة والاحترام المتبادل»، مضيفاً: «سيتم إعداد جدول الأعمال مسبقاً لضمان وضوح الجوهر وعملية المناقشات».
وأضاف موجهاً رسالة إلى واشنطن: «ابدأوا بنهج إيجابي مع إيران. إذا كان إيجابياً، فمن المؤكد أنه سيُقابَل بالمثل. ولكن لتحقيق ذلك، عليهم الامتناع عن أي استخدام للقوة ضد إيران... لقد جربوا ذلك ويدركون الآن أنه غير مقبول وغير عملي».
وفي وقت لاحق، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، إن «إيران ترغب في إبرام صفقة، أعتقد أنهم يريدون ذلك بشدة. أنا منفتح تماماً، ونتحدث معهم، وبدأنا العملية»، مؤكّداً: «سيكون من الجميل أن يكون هناك اتفاق مع إيران... أعتقد أنهم يرغبون بشدة في هذا الأمر».
ورداً على ترمب، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي في بيان إنه «لا توجد حالياً أي عملية تفاوضية بين إيران والولايات المتحدة».
وأضاف بقائي : «كما شدد وزير الخارجية مراراً، ليس للتفاوض أي مبرر منطقي مع طرفٍ لا يؤمن بالطبيعة الثنائية للتفاوض، ويتباهى باعتداءاته العسكرية على إيران وقتل أبناء الشعب الإيراني، ويسعى بوضوح إلى فرض إملاءاته».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال ترمب في مؤتمر صحافي، إنه كان «المسؤول والمشرف» على الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 12 يونيو الماضي، واصفاً الهجوم بأنه «قوي للغاية»، مضيفاً أن «الخسائر في اليوم الأول كانت تعادل خسائر جميع الأيام التالية».
وكان ترمب قد حذر من أنه سيأمر بشن هجمات جديدة على المواقع النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة في يونيو.
ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الشهر الماضي، عرض ترمب استئناف المفاوضات، قائلاً: «ترمب يدّعي أنه صانع صفقات، لكن الصفقات القائمة على الإكراه ليست سوى فرض واستقواء».
وكان خرازي قد أدلى بتصريحات، الأحد، أمام منتدى طهران للحوار، بأن بلاده «لن تستسلم أبداً»، داعياً الولايات المتحدة إلى إجراء مفاوضات حقيقية مع طهران، وخاطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً: «تعالوا إلى مفاوضات حقيقية مع إيران؛ مفاوضات تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ المساواة. نحن لا نهرب من التفاوض، لكن لن ندخل مفاوضات تُفرض بالقوة أو الحرب».
وتابع خرازي رئيس «المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية»، الخاضع لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي،: «إذا دخلت الولايات المتحدة في حوار يقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ المساواة، فسوف نرحب بذلك»، مؤكداً أنه لا توجد أي مؤشرات على تغير نهج إدارة ترمب تجاه إيران، كما دعا الأوروبيين إلى تغيير نهجهم «إذا أرادوا إقامة علاقات أكثر طبيعية» مع طهران.
وأضاف: «لم نلحظ أي دليل يشير إلى حدوث تحول في رؤية السيد ترمب. وإذا توصل فعلاً إلى قناعة بضرورة انتهاج تفاعل إيجابي قائم على مفاوضات حقيقية، فسنرحب بذلك، لكن حتى الآن لم يظهر مثل هذا التوجه».
وقال خرازي: «اعترف الرئيس الأميركي مؤخراً بمسؤوليته عن الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران. وبناءً على هذا الاعتراف، يجب على الولايات المتحدة تحمل المسؤولية القانونية، ومن حق إيران المطالبة بالتعويضات المالية والبشرية والنفسية عن هذا العدوان».
وقبل تعرض منشآتها النووية للهجوم، كانت إيران تخصب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة القريبة من مستوى 90 في المائة المطلوب للاستخدامات العسكرية.
وتقول الدول الغربية إنه لا حاجة مدنية إلى إنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المائة. وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة السلاح النووي التي تخصب اليورانيوم عند مستوى 60 في المائة.





