أعلنت تركيا استئناف رحلاتها الجوية إلى مطار السليمانية بعدما حظرتها منذ عام 2023 لاتهامها «حزب العمال الكردستاني» بتكثيف أنشطته في المحافظة الواقعة بإقليم كردستان العراق، بدعم من حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يقوده بافل طالباني الذي يسيطر عليها.
وانطلقت، الاثنين، أولى رحلات الطيران بين مدينتي إسطنبول والسليمانية، في الاتجاهين، بعد انقطاع دام 31 شهراً.
وأغلقت تركيا، في 3 أبريل (نيسان) 2023، مجالها الجوي أمام الطائرات من وإلى مطار السليمانية لمدة 3 أشهر، متهمة حزب «العمال الكردستاني» باختراقه وتكثيف أنشطته في محيطه، ومددت الحظر منذ ذلك التاريخ.
تصعيد وحظر
وبعد أيام قليلة من إعلان الحظر، اتهم العراق تركيا بشن غارات قرب المطار أثناء وجود قوات أميركية رفقة قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، التي تتهم أنقرة مكوّنها الرئيسي (وحدات حماية الشعب الكردية)، بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني».
وأكد وزير الخارجية التركي آنذاك، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده «ستواصل عملياتها في السليمانية»، وذلك في أول تعليق رسمي على القصف الذي وقع بطائرة مسيرة على مطار المدينة، مشيراً إلى أن «(العمال الكردستاني) بات يهيمن على السليمانية وتحديداً على حزب طالباني، فضلاً عن تغلغله في النقاط الاستراتيجية والمطارات».

وأعلنت تركيا، عقب مباحثات أجراها رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، في أنقرة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع الرئيس رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، رفع حظر الطيران على مطار السليمانية.
وتخوض تركيا حالياً عملية لحل «حزب العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، يدعمها إقليم كردستان والحكومة العراقية، سعياً لإنهاء المشكلة الكردية، وأعلن خلالها الحزب، حلّ نفسه في 12 مايو (أيار) الماضي، بناءً على دعوة أطلقها زعيمه التاريخي السجين في تركيا عبد الله أوجلان من سجنه في جزيرة إيمرالي (غرب تركيا) في 27 فبراير (شباط) الماضي.

وأعلن الحزب، في مؤتمر صحافي عند سفح جبل قنديل في السليمانية الأسبوع الماضي، خطوة جديدة في إطار العملية، تمثلت في سحب جميع قواته من تركيا إلى منطقة الدفاع في شمال العراق، داعياً أنقرة إلى «المضي قدماً في الإجراءات القانونية اللازمة لحماية عملية السلام».
وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، الأحد، مع نظيره التركي هاكان فيدان، أن بغداد تدعم «بقوة» عملية السلام، في حين أكد فيدان ضرورة وضع «حد لأنشطة الحزب في العراق وسوريا وإيران، من أجل استقرار وأمن المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية».
استئناف الرحلات
وقوبل استئناف الرحلات الجوية بترحيب كبير من قبل سكان السليمانية، لما سيتيحه ذلك من تسهيلات كبيرة لهم في التنقل، فضلاً عن الآثار الاقتصادية الإيجابية على المدينة.
وأعلنت «الخطوط الجوية التركية»، في بيان، زيادة عدد وجهات رحلاتها إلى العراق لتصل إلى 6 بعد استئناف الرحلات إلى السليمانية، إضافة إلى بغداد والنجف وأربيل والبصرة وكركوك.
وعبر رئيس مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية في «الخطوط الجوية التركية» أحمد بولاط عن سعادته باستئناف الرحلات إلى السليمانية، قائلاً إنها «لن توسِّع شبكة الرحلات الجوية في المنطقة فحسب، بل ستسهم أيضاً في تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين».

وستُسيَّر الرحلات بين مطاري إسطنبول والسليمانية 4 أيام في الأسبوع بدءاً من ديسمبر (كانون الأول)، أيام الاثنين والخميس والجمعة والأحد، على أن يبدأ تسيير الرحلات يومياً بدءاً من 27 مارس (آذار) 2026.
وقال المتحدث باسم مطار السليمانية، دانا محمّد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «أول طائرة للخطوط الجوية التركية وصلت إلى مطار السليمانية من إسطنبول، الاثنين، وعلى متنها 105 ركّاب، ثمّ غادرت إلى إسطنبول وعلى متنها 123 راكباً».
وأوضح أن ذلك يعني «انتهاء الحصار المفروض على مطار السليمانية»، مشيرا إلى أن «المجال الجوي التركي أُعيد فتحه اعتباراً من الاثنين لرحلات الطيران من أوروبا إلى مطار السليمانية، والعكس».






