سادت أجواء من التفاؤل بشأن عملية السلام الداخلي في تركيا عقب لقاء الرئيس رجب طيب إردوغان ووفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد، المعروف باسم «وفد إيمرالي».
جاء اللقاء، وهو الثالث بين إردوغان والوفد الذي يضم نائبَي الحزب بروين بولدان ومدحت سانجار بعد لقاءين سابقين في أبريل (نيسان) ويوليو (تموز) الماضيين، بعد أيام من إعلان «حزب العمال الكردستاني» في مؤتمر صحافي في جبل قنديل الأحد الماضي سحب قواته من تركيا إلى «مناطق الدفاع» في شمال العراق. وبرر الحزب هذه الخطوة بمنع أي احتمالات لتجدد الصراع في بعض المناطق، وتمهيد الطريق أمام «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وتعد الخطوة الجديدة واحدة من سلسلة خطوات «أحادية» اتخذها الحزب منذ إطلاق زعيمه التاريخي السجين في تركيا منذ 26 عاماً، عبد الله أوجلان، من محبسه الواقع في سجن بجزيرة إيمرالي المعزولة في جنوب بحر مرمرة غرب تركيا، في 27 فبراير (شباط) الماضي، دعوة لحل الحزب ونزع أسلحته والتوجه إلى العمل في الإطار السياسي الديمقراطي.
لقاء إيجابي
وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» إن اللقاء مع إردوغان، الذي عُقد في القصر الرئاسي في أنقرة مساء الخميس، بحضور نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، إفكان آلا، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، عُقد في «أجواء إيجابية وبنّاءة ومثمرة للغاية، وحافلة بالأمل في المستقبل».

وأضاف أن اللقاء، الذي استمر لمدة ساعة، ناقش «المرحلة الحالية من عملية السلام والمجتمع الديمقراطي» (تطلق عليها الحكومة «تركيا خالية من الإرهاب») والخطوات المستقبلية اللازمة».
وأكد البيان، الذي نشره الحزب عبر «إكس»، أن «السلام ليس مسألة سياسة داخلية فحسب، بل هو أيضاً مسألة تحول إقليمي، ولكي يدوم فلا بد من تعزيز عملية التحول الديمقراطي».
Basına ve Kamuoyuna,DEM Parti İmralı Heyeti Üyeleri Pervin Buldan ve Mithat Sancar'ın açıklaması:https://t.co/QLsay79fUm pic.twitter.com/CqjYDwblCO
— DEM Parti (@DEMGenelMerkezi) October 30, 2025
وبالتزامن مع لقاء إردوغان و«وفد إيمرالي» عُقدت جلسة استماع مغلقة مهمة في «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» التي شكلها البرلمان التركي في 5 أغسطس (آب) الماضي، عرض خلالها وزيرا الخارجية والعدل، هاكان فيدان ويلماظ تونتش، آخر تطورات حل «حزب العمال الكردستاني»، والخطوات السياسية والقانونية التي ستُتخذ بناء على التقدم في مسار «تركيا خالية من الإرهاب».

ولم يقدم تونتش معلومات محددة في رده على أسئلة الصحافيين عقب الجلسة التي استمرت قرابة 6 ساعات، قائلاً إنه أطلع النواب على الجهود المبذولة من جانب وزارته لحل المشاكل الناجمة عن الممارسات الإدارية، «وإذا لزم أي إجراء قانوني يتعلق بهذه العملية، فسيكون ذلك وفقاً لتقدير البرلمان». وعمّا إذا كان وفد من اللجنة سيزور أوجلان في «سجن إيمرالي» للاستماع إلى آرائه، قال تونتش: «ببساطة، إن هذا الأمر متروك لتقدير اللجنة».
انتقادات للجنة البرلمانية
في السياق، انتقد الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، السجين منذ 9 سنوات على ذمة تحقيقات وقضايا تتعلق بدعم الإرهاب، والذي أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارات عدة تطالب بالإفراج الفوري عنه، إضاعة اللجنة البرلمانية وقتاً طويلاً في جلسات الاستماع.

وقال دميرطاش، في مقال كتبه من محبسه في «سجن أدرنه» غرب تركيا لموقع «تي 24» الإخباري التركي ونُشر الجمعة، إن المفهوم الأساسي لهذه العملية ليس «الأسلحة، بل الأخوة»؛ لأن السلاح يُقوّض مبدأ الأخوة ويهينه، وكان لا بد من التخلص منه أولاً، وإعادة بناء روابط الأخوة، لكن لم تُتخذ أي خطوة فعّالة في هذا الصدد، وفق قوله.
وعدّ دميرطاش أن ما قامت به لجنة البرلمان على مدى أشهر كان نوعاً من التلاعب عبر جلسات الاستماع، في حين شهدت هذه الفترة شتائم واستفزازات وتهديدات انهالت على الناس عبر شاشات التلفزيون.
وأضاف أن الانقسامات تفاقمت بعمليات استهدفت المعارضة، وبخاصة حزب «الشعب الجمهوري»، شملت دعاوى قضائية واعتقالات وتعيين أوصياء على بلدياته، واتهامات بالفساد والرشوة والتجسس (في إشارة إلى الاتهامات الموجهة ضد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو)، ولم يغادر السجناء السياسيون الذين قضوا أحكاماً لمدة 30 عاماً، والسجناء المرضى، السجون، وتفاقم الانقسام التركي - التركي، من دون تعزيز الأخوة الكردية - التركية.
دراسة نماذج مشابهة
في الوقت ذاته، يشارك نواب أعضاء في اللجنة البرلمانية من أحزاب «العدالة والتنمية» الحاكم، و«الشعب الجمهوري» و«الديمقراطية والمساواة للشعوب» المعارضين، في ورشة عمل حول «التحرر من النزاعات» في آيرلندا بدعوة من «معهد التقدم الديمقراطي» في لندن. وأعلن البرلمان التركي أن حضور النواب هو مبادرة شخصية، وليس له علاقة بالبرنامج الرئيسي للجنة.
Millî Dayanışma, Kardeşlik ve Demokrasi Komisyonu’nun İrlanda’ya yönelik bir ziyaret gerçekleştireceğine dair çeşitli iddialar gündeme gelmiştir.Kamuoyunun doğru bilgilendirilmesi adına belirtmek isteriz ki, söz konusu ziyaretin Komisyonumuzun resmî çalışmalarıyla hiçbir ilgisi...
— TBMM (@TBMMresmi) October 30, 2025
لكن النائب بالحزب الحاكم، عبد الرحمن باباجان، قال إن هناك اهتماماً كبيراً بعملية «تركيا خالية من الإرهاب» في المملكة المتحدة، ودول أوروبية مختلفة، والولايات المتحدة. وأشار إلى أن «شخصيات بارزة من آيرلندا والفلبين وجنوب أفريقيا ستعرض تجاربها، وستتاح لنا فرصة التقييم والمناقشة، وتبادل وجهات النظر حول كيفية سير العملية المتعلقة بتركيا». وذكر أن هذا ليس برنامجاً رسمياً للجنة البرلمانية، لكن الأحزاب السياسية المعنية اختارت بطبيعة الحال النواب الأعضاء فيها، وهو قرار طبيعي للأحزاب السياسية.






