نتنياهو: «المعركة لم تنتهِ» في غزة والمنطقة... ولن نتسامح أبداً مع من هاجمونا

اجتماع للمجلس الأمني الإسرائيلي المصغر لمناقشة استعادة رفات بقية المحتجزين

عائلات بجانب مقبرة أقاربها في مستوطنة كفار عزة الواقعة في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة (أ.ف.ب)
عائلات بجانب مقبرة أقاربها في مستوطنة كفار عزة الواقعة في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: «المعركة لم تنتهِ» في غزة والمنطقة... ولن نتسامح أبداً مع من هاجمونا

عائلات بجانب مقبرة أقاربها في مستوطنة كفار عزة الواقعة في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة (أ.ف.ب)
عائلات بجانب مقبرة أقاربها في مستوطنة كفار عزة الواقعة في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «المعركة لم تنتهِ» بالنسبة إلى بلاده، متعهداً بتأمين عودة رفات جميع الرهائن الذي ما زال في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو في مراسم رسمية أقيمت، الخميس، في مقبرة جبل هرتزل في القدس: «المعركة لم تنتهِ بعد، لكنّ هناك أمراً واحداً واضحاً، كل من سيرفع يده علينا يدرك أنه سيدفع الثمن غالياً»، معتبراً أن إسرائيل «تقف في الخط الأول للمواجهة بين الهمجية والحضارة».

وأعلن نتنياهو أنه «لا تسامح مطلقاً مع (الوحوش البشرية) التي هاجمتنا بوحشية مروعة قبل عامين»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت». وتابع: «نحن مصممون على تأمين عودة جميع الرهائن»، وذلك غداة إعلان حركة «حماس» أنها أعادت كل جثث الرهائن التي تمكنت من الوصول إليها، وأنها ستحتاج إلى معدات خاصة لانتشال بقية الجثث.

حفل تأبين في مستوطنة كفار عزة (رويترز)

وذكر إعلام إسرائيلي أن نتنياهو سيعقد اجتماعاً للمجلس الأمني المصغر مساء اليوم لمناقشة استعادة رفات بقية المحتجزين في غزة.

وفي السياق، طالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين اليوم الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أبرم مع «حماس» إذا لم تسلّم الحركة جثث الرهائن الـ19 المتبقية.

ودعا المنتدى، في بيان، الحكومة الإسرائيلية إلى «وقف تنفيذ أي مراحل أخرى من الاتفاق فوراً ما دامت (حماس) مستمرة في انتهاك التزاماتها بشكل صارخ فيما يتعلق بإعادة جميع الرهائن وجثث الضحايا».

وبموجب الإطار الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فإن المراحل التالية من الاتفاق تشمل من بين أمور أخرى، منح العفو لقادة «حماس» الذين يسلمون أسلحتهم وإرساء حكم لغزة بعد الحرب.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد هدد مساء الأربعاء باستئناف القتال إذا لم تلتزم «حماس» بشروط وقف إطلاق النار في غزة.

وجاء ذلك بعدما قالت «حماس» إنها أعادت كل جثث الرهائن التي تمكنت من الوصول إليها، وإنها ستحتاج إلى معدات خاصة لانتشال بقية الجثث.

وقال المنتدى في بيانه: «ما دامت (حماس) تنتهك الاتفاقات وتستمر في احتجاز (جثث) 19 رهينة، لن يكون هناك تقدم بشكل أحادي من الجانب الإسرائيلي».

عائلات بجانب مقبرة أقاربها في مستوطنة كفار عزة الواقعة في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة (أ.ف.ب)

وأضاف: «أي عمل سياسي أو عسكري لا يضمن عودتهم الفورية يعتبر تخلياً عن مواطني إسرائيل».

ومنذ الاثنين، سلمت حركة «حماس» إسرائيل 20 رهينة أحياء مقابل إطلاق سراح نحو ألفَي معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

كما أعادت جثث 9 رهائن من أصل 28 لقوا حتفهم في الأسر، إلى جانب جثة أخرى قالت إسرائيل إنها لا تعود إلى رهينة سابق.


مقالات ذات صلة

تركيا: القوة الدولية في غزة يجب أن تُثبّت وقف النار

المشرق العربي فتاتان فلسطينيتان تجلسان أمام الخيمة التي تسكنها عائلتهما في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)

تركيا: القوة الدولية في غزة يجب أن تُثبّت وقف النار

قالت وزارة الدفاع التركية إن الأولوية التي تُركز عليها أنقرة بشأن قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها بغزة تتمثل في ضمان تثبيت وقف إطلاق النار ووصول المساعدات.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دبابة إسرائيلية خلال مناورة على الحدود مع لبنان الخميس الماضي (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يستعد لضربة استباقية لـ«حزب الله»

في إطار العقيدة الجديدة للجيش الإسرائيلي التي تستند إلى أنه «يجب ألا ننتظر هجوم العدو ومُباغتته بضربة استباقية»، أنهت قواته تدريبات حربية قرب الحدود مع لبنان.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مسلحون من حركة «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتجهون إلى شرق مدينة غزة للبحث عن جثث الرهائن (أ.ب)

«حماس»: سنسلم إسرائيل جثة أحد الأسرى مساء اليوم

أعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الخميس، أنها ستقوم بتسليم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين في الثامنة من مساء اليوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ عنصر من الجيش الإسرائيلي يقف على دبابة (رويترز)

إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية مساعدات عسكرية جديدة لمدة 20 عاماً مع أميركا

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية جديدة مدتها 20 عاماً للحصول على مساعدات عسكرية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية فلسطينيون يسيرون بالقرب من مبانٍ مدمرة في مدينة غزة وسط وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» (إ.ب.أ) play-circle

بعد وقف النار بغزة... إسرائيل تضغط على ألمانيا لرفع حظر صادرات الأسلحة

تضغط إسرائيل على الحكومة الألمانية لرفع القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إليها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تركيا: «حل الدولتين» أكثر الخيارات واقعية لمشكلة قبرص

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وطوفان أرهُرمان رئيس القبارصة الأتراك (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وطوفان أرهُرمان رئيس القبارصة الأتراك (رويترز)
TT

تركيا: «حل الدولتين» أكثر الخيارات واقعية لمشكلة قبرص

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وطوفان أرهُرمان رئيس القبارصة الأتراك (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وطوفان أرهُرمان رئيس القبارصة الأتراك (رويترز)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الخميس) إن تركيا تعتقد أن أكثر الطرق واقعية لحل مشكلة قبرص هي وجود دولتين في الجزيرة المقسمة على أساس عرقي، وأضاف أنه لا جدوى من إجراء مفاوضات لن تفضي إلى أي نتائج، وفقاً لـ«رويترز».

جاء ذلك في تصريحات لإردوغان في حين كان واقفاً إلى جانب طوفان أرهُرمان، رئيس القبارصة الأتراك المنتخب حديثاً، والذي تعهد ببحث حل اتحادي تؤيده الأمم المتحدة منذ فترة طويلة لإنهاء انقسام الجزيرة المستمر منذ قرابة 50 عاماً.

وتركيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية الانفصالية، ويؤيد رئيس القبارصة الأتراك السابق إرسين تتار سياسة الدولتين التي يستبعدها القبارصة اليونانيون.


الجيش الإسرائيلي يستعد لضربة استباقية لـ«حزب الله»

دبابة إسرائيلية خلال مناورة على الحدود مع لبنان الخميس الماضي (رويترز)
دبابة إسرائيلية خلال مناورة على الحدود مع لبنان الخميس الماضي (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يستعد لضربة استباقية لـ«حزب الله»

دبابة إسرائيلية خلال مناورة على الحدود مع لبنان الخميس الماضي (رويترز)
دبابة إسرائيلية خلال مناورة على الحدود مع لبنان الخميس الماضي (رويترز)

في إطار العقيدة الجديدة للجيش الإسرائيلي، التي تستند إلى الرؤيا بأنه «يجب ألا ننتظر هجوماً من العدو ومباغتته بضربة استباقية»، وفي ضوء الاستفادة من الأخطاء التي رافقت الحرب الأخيرة، أنهت قواته في الشمال، تدريبات حربية جديدة قرب الحدود مع لبنان.

وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، بأن قواته أصبحت جاهزة لتوجيه ضربات قاصمة أكثر من ذي قبل، وأنه وضع خطة لتضخيم حجم وقدرات الجيش على تنفيذ هذه العمليات في كل الجبهات. وركز زامير على الجبهة مع لبنان نموذجاً.

ومع أن الإعلام الإسرائيلي أشار إلى تصريحات أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، بأنها «تتضمن رسالة طمأنة»؛ كونه تباهى بأن «الحزب لم ينجرَّ وراء محاولات إسرائيل جرَّه إلى حرب»، فقد أكد رئيس الأركان الإسرائيلي تمسكه بالعقيدة الجديدة لتوجيه ضربة استباقية.

مسألة وقت

ووفق صحيفة «معاريف»، فإن «التقديرات في تل أبيب هي أن المحور الإيراني كله يستعدّ لحرب أخرى مع إسرائيل لكي يمحو عار الضربات التي تلقّاها من قواتها في السنتين الأخيرتين». ويرى الجيش الإسرائيلي أن هذه الحرب قادمة حتماً، والقضية هي التوقيت، لذلك فإنه لن ينتظر وسيوجّه ضربة استباقية.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)

ووفق هذا النشر، فإن إيران لن تستعجل شن حرب في الوقت الحاضر، لكنها تُوجه أذرعها للاستعداد لهذه الحرب وتقوم بتزويدها بما يلزم. ففي «حزب الله» تمكنوا من تهريب وصنع كميات كبيرة من الصواريخ و«حماس» بدأت تستعيد بناء قوتها المحطَّمة في غزة، واستأنفت بناء خلاياها في الضفة الغربية، و«حزب الله» العراقي يستعد للمشاركة في حربٍ كهذه، على عكس موقفه في الحرب السابقة، والحوثي يواصل الاستعداد ويعلن صراحة أنه سيستأنف قصف إسرائيل بصواريخ أفضل. لذلك يواصل الجيش الإسرائيلي ضرباته اليومية في لبنان وغزة، رغم وقف النار.

تدريبات متعددة

وبناءً على ذلك، شهدت الجبهة الشمالية، وكذلك الضفة الغربية، هذا الأسبوع، تدريبات متعددة الألوية تستهدف القيام بعمليات حربية استباقية. ووفق تلخيصات رئاسة الأركان، فإن الجيش الإسرائيلي بات في جهوزية عالية جداً، كما لو أن الحرب ستنشب غداً.

الدفاع بالهجوم

لكن زامير كان قد تحدّث، في لقاءاته مع قادة الجيش الميدانيين أيضاً، عن عمليات دفاعية وفق عقيدة «الدفاع بالهجوم»، والتي تعني «الرد على أي هجوم على إسرائيل بعمليات صدّ وتحويله إلى حرب على أراضي العدو».

وقال إن «الجيش يشهد ثورة عملية وعقائدية في مفاهيمه الحربية، بعد الاستفادة من إخفاقات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأخطاء العمليات الحربية التي تلتها».

وأكد أن «العدو سيحاول، مرة أخرى، تنفيذ هجمات حربية على إسرائيل شبيهة بهجوم (حماس)، في كل الجبهات، والجيش الإسرائيلي جاهز لمنع هجمات كهذه وتدمير القوات المهاجِمة وإدخالها في حالات تلبك والإيقاع بها في مكائد عدة». وأوضح أن قواته «ستعتمد كثيراً على السايبر والتكنولوجيا بشكل صادم للعدو، والجيش كرَّس موارده الضخمة لخدمة سلاح الجو، بوصفه الاعتماد الأكبر، ولكن دون التقليل من أهمية بقية الأسلحة، وخصوصاً قوات الكوماندوس على اختلافها».

ميزانية طارئة

وكشفت مصادر بوزارة المالية الإسرائيلية أن زامير تقدَّم بطلب «عاجل ومُلح» للحصول على ميزانية طارئة لاستبدال بطائرات «أباتشي» القديمة جداً، التي تعمل في الشمال، طائرات مروحية قتالية حديثة ومضاعفة عددها.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (رويترز)

يُذكر أن الجيش الإسرائيلي واصل، الخميس، تصعيده العسكري في جنوب لبنان، بشنّ غارات جوية على مناطق في النبطية وصور، ما أسفر عن تسجيل عدد من الإصابات التي لم تُعرف طبيعتها بعد. وكانت المدفعية الإسرائيلية قد قصفت، ليل أمس الأربعاء، منطقة مفتوحة في محيط بلدة ميس الجبل جنوب لبنان. وادعى الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مستودع أسلحة وبنية تحتية تحت الأرض تابعة لـ«حزب الله»، زاعماً أن الأخيرة أُقيمت قرب مناطق مدنية. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن المواقع المستهدَفة أقيمت قرب مناطق مدنية، وعَدَّ ذلك دليلاً على استخدام «حزب الله» السكان دروعاً بشرية. كما ادعى أن «حزب الله» يواصل محاولاته لإعادة إعمار منشآت في أنحاء لبنان، ووجود تلك البنى التحتية وأنشطة «الحزب» فيها يشكل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.


تغيير لهجة روبيو تجاه المستوطنين المتطرفين يُزعج الإسرائيليين

TT

تغيير لهجة روبيو تجاه المستوطنين المتطرفين يُزعج الإسرائيليين

فلسطينيون يعاينون الأضرار التي ألحقها مستوطنون الخميس بمسجد الحاجة حميدة في قرية دير استيا الفلسطينية قرب سلفيت بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يعاينون الأضرار التي ألحقها مستوطنون الخميس بمسجد الحاجة حميدة في قرية دير استيا الفلسطينية قرب سلفيت بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، استخدم لهجة جديدة، وإن كانت بلغة ناعمة، في انتقاد الاعتداءات الدموية للمستوطنين في الضفة الغربية على الفلسطينيين؛ فإنها اعتُبرت في أوساط حكومية إسرائيلية «مصدر قلق، ويجب العمل على عدم تحويله إلى موقف صارم ضد الاستيطان».

وقال مصدر سياسي للقناة «12» العبرية، الخميس، إن «ربط روبيو بين أعمال المستوطنين المتطرفين بخطة الرئيس دونالد ترمب تجاه غزة، وقوله إنه يخشى من أن تكون هذه الاعتداءات مؤامرة تستهدف التخريب على ما نقوم به في غزة؛ يشيران إلى أن واشنطن لا تنوي السماح بوضع أي عراقيل أمام تنفيذ الخطة».

ورأى المصدر أنه «ينبغي أن تتوقف إسرائيل عن أسلوبها الحالي، الذي يشد الجهود نحو أمور تفصيلية في غزة وتصب جهودها في القضايا المركزية والتفاهم مع الإدارة الأميركية حتى تكون الخطة في خواتيمها ملائمة للسياسة الإسرائيلية ولا تقود لإقامة دولة فلسطينية كما يطمح العرب».

لهجة لافتة بعد إلغاء العقوبات

وكان روبيو قد استخدم لهجة لافتة عندما أعرب عن قلق الولايات المتحدة من اعتداء ميليشيات مسلحة لمستوطنين تضم نحو 100 شخص، على عدة قرى فلسطينية، ليلة الثلاثاء - الأربعاء، بإحراق سيارات وبيوت وإطلاق نار، ثم أكملوا اعتداءهم بإحراق سيارة عسكرية واعتداء على بعض الجنود.

وقال روبيو، مساء الأربعاء، خلال مشاركته في أعمال اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع في كندا: «نحن لا نتوقع أن يحدث هذا الأمر (التخريب على تطبيق الخطة في غزة) ونعمل على ألا يحدث».

مستوطنون إسرائيليون يحاولون الاقتراب من بستان زيتون يُجرى حصاده قرب قرية سلواد الفلسطينية شمال شرقي رام الله في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

وتعد إفادة روبيو أول مرة يتفوه بها مسؤول أميركي في إدارة ترمب بإدانة المستوطنين؛ لذا فقد ربطها مسؤولون إسرائيليون بتصريحات سابقة للوزير روبيو، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عشية زيارته لإسرائيل، الشهر الماضي، التي كان قد حذّر فيها من إقرار الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) مشاريع قوانين تهدف لتوسيع نطاق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وقال يومها أيضاً إن هذا الإجراء «قد يهدّد وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة».

وكانت إدارة ترمب قد استهلت عهدها بإلغاء وزارة الخزانة الأميركية، يناير (كانون الثاني) الماضي، العقوبات المفروضة على العشرات من المستوطنين المتطرفين من الإسرائيليين في الضفة الغربية تطبيقاً لقرار تنفيذي وقَّعه ترمب، لإبطال قرارات سلفه جو بايدن لمعاقبة المتورطين في ارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

تخريب مسجد في الضفة

وتواصلت اعتداءات المستوطنين الخميس أيضاً، إذ نفذوا أعمال تكسير وتخريب مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي دير استيا وكفل حارس غرب مدينة سلفيت، في شمال الضفة الغربية المحتلة. وقد أضرموا النار في أجزاء منه بغرض إحراقه وخطوا شعارات عنصرية وعدوانية على جدرانه.

وحاولت جهات استيطانية رسمية التنصل من هذه الأفعال، فادعوا أن مَن قام بها هم «مجموعة من الفوضويين السائبين الذين لا يمثلون المستوطنات، بل يشوهون سمعتها»، على حد زعمهم. وبدا أن هذه الرواية بدأت تطغى في إسرائيل، ويتبناها أيضاً قادة الجيش الإسرائيلي وعدد من الوزراء، بينما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتجاهلها ولم يتفوه بكلمة إزاءها، حتى مساء الخميس.

فلسطيني يحمل أوراق مصحف محترق بعد هجوم لمستوطنين الخميس على مسجد الحاجة حميدة في قرية استيا الفلسطينية قرب سلفيت بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وتضم ميليشيات المستوطنين المسلحة أكثر من ألفي شخص يدعمهم قادة المستوطنات، ويحظون بحماية شديدة من الجيش الإسرائيلي، وبغطاء سياسي كبير من عدد من الوزراء، وفي مقدمتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يتولى أيضاً منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع ومسؤول عن المستوطنين والمستوطنات.

ويشكل هؤلاء المسلحون قوة مساندة لقيادة الاستيطان في إقامة بؤر استيطانية عشوائية جديدة، يحولها سموتريتش إلى مستوطنات شرعية وفق القانون الإسرائيلي التوسعي.

وحسب «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، فإن الفلسطينيين في الضفة الغربية تعرضوا إلى أكثر من 2350 اعتداء خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بينها أكثر من 1500 اعتداء نفذها جيش الاحتلال بشكل مباشر، ونحو 850 اعتداء نفذتها ميليشيات المستوطنين.

ومن شأن تلك الاعتداءات أن تخرب جهود التسوية السياسية للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بما في ذلك خطة ترمب؛ إذ إن المستوطنين، وليست الميليشيات فقط، يعارضون إقامة دولة فلسطينية بكل شدة.

وأعلن هؤلاء المتطرفون تحفظات صريحة على خطة ترمب، لكنهم لا يهاجمونها لأنهم يأملون أن «يرفضها، ويخربها الفلسطينيون». وهم يعتبرون عهد الرئيس ترمب فرصة تاريخية لضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها على الأقل إلى إسرائيل.