إسرائيل تتأهب لاستقبال الرهائن... ومخاوف من عدم تسلّم جميع الجثامين

ثلاثة مستشفيات تستعد لعلاج العائدين... والطب الشرعي في انتظار الجثامين

إسرائيليون يحملون لافتات عليها صور الرهائن في «ساحة الرهائن» بتل أبيب (رويترز)
إسرائيليون يحملون لافتات عليها صور الرهائن في «ساحة الرهائن» بتل أبيب (رويترز)
TT

إسرائيل تتأهب لاستقبال الرهائن... ومخاوف من عدم تسلّم جميع الجثامين

إسرائيليون يحملون لافتات عليها صور الرهائن في «ساحة الرهائن» بتل أبيب (رويترز)
إسرائيليون يحملون لافتات عليها صور الرهائن في «ساحة الرهائن» بتل أبيب (رويترز)

من المنتظَر أن تفرج حركة «حماس» عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين بغزة في مقابل معتقلين فلسطينيين بالسجون الإسرائيلية بحلول الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش، غداً (الاثنين).

ويُعتقد أن 20 من 48 من الرهائن المتبقين من أصل 251 اختُطفوا في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ما زالوا على قيد الحياة.

وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن 26 رهينة لقوا حتفهم، فيما لا يزال مصير رهينتين غير معروف حتى الآن.

وتقوم إسرائيل ببعض الاستعدادات لاستقبال الرهائن المفرَج عنهم، وكذلك لاستقبال رفات وجثامين الرهائن الذين قُتِلوا.

صراع المستشفيات لاستقبال الرهائن

وبحسب موقع «واي نت» الإخباري، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، تستعد 3 مستشفيات، هم: سوراسكي وشيبا ورابين لاستقبال الرهائن العائدين.

لكن، خلف الكواليس، يدور صراع مرير حول عدد العائدين الذين سيستقبلهم كل مستشفى.

ونقل «واي نت» عن مصادر قولها إن مستشفى شيبا يعمل سراً لإقناع عائلات الرهائن بتلقي العلاج هناك، وإن هذا الأمر أثار قلق وزارة الصحة.

وقال أحد المصادر: «هناك صراعٌ محتدمٌ يدور خلف الكواليس بين وزارة الصحة ومستشفى شيبا، وهذا الأمر سيؤثر على عائلات الرهائن».

ويزعم مصدر في أحد المستشفيات أنه من المتوقَّع أن يستقبل مستشفى شيبا 11 عائداً حتى الآن، بينما سيتم استقبال 9 آخرين في المستشفيين الآخرين.

وقال مصدر في القطاع الصحي: «هناك حملة ينظّمها شيبا لجذب عائلاتٍ من مستشفياتٍ أخرى لأغراضٍ دعائية بطرقٍ غير لائقة تماماً».

وأكد مسؤول صحي آخر رفيع المستوى: «لن ننجر إلى صراعات إدارية على حساب العائلات».

تفاعل الناس خلال مظاهرة دعماً للرهائن في ساحة تُعرف بساحة الرهائن في تل أبيب (أ.ب)

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة هاجر مزراحي، مسؤولة ملف الرهائن في وزارة الصحة الإسرائيلية، في إحاطات صحافية حديثة، أن المستشفيات التي اختيرت لاستقبال العائدين قد تم اختيارها «بناءً على نظامها والخدمات الشاملة التي تقدمها، جسدياً ونفسياً، والخبرة الواسعة التي تتمتع بها».

وأضافت أن كل منشأة مجهزة لاستقبال 7 رهائن. وأشارت أيضاً إلى أن هناك عوامل متعددة تؤثر في توجيه العائدين للمستشفيات، بما في ذلك حقيقة أن بعضهم كانوا محتجَزين معاً، ومن ثم قد يتوجهون لنفس المستشفى معاً، لما يمثله ذلك من «عامل دعم» لهم.

كما لفتت إلى أنه سيتم أخذ طلبات العائلات في الاعتبار أيضاً.

ويقول مصدر من داخل المنظومة الصحية: «نعامل العائلات كأشخاص ضعفاء. وفي هذه الحالات، يُحظر استغلال ذلك. هذا جزء من أساسنا الأخلاقي. من المؤسف أن يُشوّه حدث مهم كهذا».

وأضاف المصدر: «من المؤسف تكديس الناس في مكان واحد. ليس هناك خطة لاستقبال هذا العدد الكبير من العائدين في مستشفى واحد، بينما يتلقى آخرون عدداً أقل. قد يؤثر هذا في النهاية على جودة الرعاية والدعم الطبي. نحن أطباء، ولسنا سياسيين أو أي شيء آخر».

ومن جهته، قال مستشفى شيبا: «كما كان الحال خلال الـ736 يوماً الماضية، نحن على أتمّ الاستعداد لاستقبال العائدين وتقديم أفضل رعاية طبية ممكنة لهم منذ لحظة عودتهم. سنواصل مرافقتهم في رحلة العودة الطويلة والصعبة إلى الحياة، أحراراً ومعافين».

استعدادات استقبال الجثامين

وأكملت الفرق الطبية في معهد أبو كبير للطب الشرعي استعداداتها لتأكيد هويات جثث الرهائن المتوقَّع عودتهم إلى إسرائيل، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

ووصفت الصحيفة هذه المهمة بأنها «واحدة من أكثر المهام حساسية في النظام الصحي الإسرائيلي».

وقد شكّل المعهد، برئاسة الدكتور تشين كوغل، أحد أمهر أطباء الطب الشرعي في العالم، فريقاً كبيراً من المتخصصين (اختصاصيي علم الأمراض، وفنيي المختبرات، وأطباء الأشعة، وعلماء الأنثروبولوجيا، ومتخصصي الحمض النووي). وسيتولى كل خبير مرحلة مختلفة من عملية تهديد هويات الرهائن.

وستبدأ عملية تحديد الهوية بفحوصات طبية شاملة، وعند الضرورة، فحوصات مقطعية مفصلة.

وقالت «جيروزاليم بوست» إنه «لدعم الموظفين في مواجهة العبء النفسي لهذا العمل، ستكون وحدة الدعم النفسي التابعة للمعهد موجودة في الموقع».

ومن المتوقَّع أن تستغرق عملية تحديد الهوية الكاملة من عدة ساعات إلى بضعة أيام. وبمجرد اكتمالها، سيتم تسليم النتائج إلى مسؤولي وزارتي الصحة والدفاع، وسيتم إبلاغ العائلات شخصياً. عندها فقط، سيتم تسليم الجثث للدفن، وفقاً لرغبات العائلات وإجراءات الجيش الإسرائيلي.

مخاوف من عدم اكتمال عملية استلام الجثث

قال المدير العام لوزارة الشؤون الدينية الإسرائيلية، يهودا أفيدان، في مقابلة إذاعية، إنه يخشى من أن عملية تسلّم الجثث قد لا تكتمل.

وأشار أفيدان إلى أن أسوأ السيناريوهات التي قد تحدث هي «ادعاء (حماس) أن بعض الرفات مفقودة، وأن تُترك العائلات دون حل». وأضاف: «نرجو ألا نضطر للتعامل مع مثل هذه الأمور».

ولفت أفيدان إلى أن عملية النقل ستمر بفحص أمني صارم، قائلاً: «لا نثق بـ(حماس) في أي شيء؛ فقد سبق العثور على قنابل يدوية ومتفجرات أخرى على الجثث. ولن تُنقل الرفات إلى معهد أبو كبير إلا بعد إجراء فحوصات أمنية، واتخاذ إجراءات من قِبل (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) عبر الحدود».

الاستعدادات لجنازات الرهائن القتلى

تستعد وزارة الشؤون الدينية الإسرائيلية لإقامة جنازات للرهائن القتلى.

وقال أفيدان إنه يجري التنسيق مع الجيش والشرطة وجهات أخرى لترتيب هذه الجنازات، مضيفاً: «ستبقى فرق الوزارة على اتصال دائم بأقاربهم، وستلبي الطلبات الخاصة المتعلقة بمراسم الدفن والوداع كلما أمكن».

وتابع قائلاً: «إن تركيز الوزارة ينصب على جانبين: حماية كرامة الموتى وتقديم الدعم الوثيق للعائلات؛ فنحن نبذل قصارى جهدنا حتى تتمكن العائلات من توديعهم بأقصى درجات الاحترام».

هتافات لترمب وصيحات استهجان ضد نتنياهو

في إسرائيل، مع حلول الظلام، تجمع عشرات الآلاف في ساحة الرهائن بتل أبيب؛ حيث عمت الهتافات المعبرة عن الفرحة بعد عامين من الاحتجاجات التي سادت فيها مشاعر الغضب والحزن، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وصعد إلى المنصة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإيفانكا ابنة ترمب برفقة المبعوث الأميركي لـ«الشرق الأوسط»، ستيف ويتكوف، الذي لعب دوراً رئيسياً في مفاوضات وقف إطلاق النار منذ تولي ترمب منصبه.

المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف برفقة ابنة ترمب إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر في تل أبيب (رويترز)

وقال ويتكوف: «حلمتُ بهذه الليلة. لقد كانت رحلة طويلة». وهتف بعض الحضور قائلين: «شكراً لك يا ترمب... شكراً لك يا ويتكوف»، وأطلقوا صيحات استهجان عند ذكر اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتوجه ويتكوف بالحديث إلى الرهائن، قائلاً: «عند عودتكم إلى أحضان عائلاتكم ووطنكم. اعلموا أن إسرائيل والعالم أجمع على أهبة الاستعداد لاستقبالكم في دياركم بأذرع مفتوحة ومحبة لا حدود لها».

وتوجه إلى عائلاتهم قائلاً: «شجاعتكم هزّت العالم».

وقالت إيناف زانغاوكر إحدى الناشطات من أجل عودة الرهائن، خلال التجمّع الذي أُقيم في تل أبيب، السبت: «سنواصل الهتاف والنضال حتى يعود الجميع إلى ديارهم». ويُعتبر ابنها، ماتان زانغاوكر، البالغ 25 عاماً، أحد الرهائن الـ20 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

ومن جهته، قال هاغاي أنغريست والد ماتان: «نحن متحمسون للغاية. ننتظر ابننا وجميع الرهائن... نحن في انتظار المكالمة الهاتفية».

وقال البيت الأبيض، يوم السبت، إن الرئيس الأميركي سيلتقي بأقارب الرهائن قبل إلقاء خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي، صباح يوم غدٍ (الاثنين).


مقالات ذات صلة

إسرائيل تستهدف آسري رهائن «7 أكتوبر»... وعائلاتهم

المشرق العربي نازحون فلسطينيون فاقمت الأمطار معاناتهم في مخيمهم وسط الخراب بميناء غزة أمس (إ.ب .أ)

إسرائيل تستهدف آسري رهائن «7 أكتوبر»... وعائلاتهم

في مساء 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اغتال مسلحان مجهولان على دراجة نارية، داعية إسلامياً يدعى محمد أبو مصطفى، في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، وفرّا…

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز) play-circle

روبيو: خطة ترمب لإنهاء حرب غزة أفضل سبيل للسلام بالشرق الأوسط

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، إن خطة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الحرب في قطاع غزة هي «أفضل سبيل لإرساء السلام في الشرق الأوسط».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (رويترز) play-circle

تقرير: ويتكوف يعتزم الاجتماع بخليل الحية قريباً

ذكر إعلام أميركي، الجمعة، أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يعتزم لقاء خليل الحية، كبير المفاوضين في حركة «حماس» الفلسطينية، قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي فلسطينيون يحملون جثثاً انتشلوها من بين أنقاض منزل دمر في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

«معركة قرارات» في مجلس الأمن بشأن «قوات الاستقرار»تهدد «اتفاق غزة»

يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلة من التجاذبات الدولية، بعد تقديم موسكو مشروع قرار مضاد لنظيره الأميركي بشأن نشر قوات استقرار في القطاع في مجلس الأمن.

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يمشون بين الخيام بعد هطول الأمطار على قطاع غزة (أ.ب) play-circle

«حماس» تدعو ضامني اتفاق غزة إلى التحرك العاجل لإيصال المساعدات

قالت حركة «حماس»، الجمعة، إن الأوضاع الإنسانية في غزة تفاقمت بعد غرق خيام للنازحين جراء الأمطار، ودعت الضامنين لاتفاق وقف النار إلى التحرك لإيصال الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إيران تحتجز ناقلة نفط في مضيق هرمز

ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تحتجز ناقلة نفط في مضيق هرمز

ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)

قالت مصادر أمنية بحرية إن «الحرس الثوري» الإيراني اعترض، أمس، ناقلة المنتجات النفطية «تالارا» التي ترفع علم جزر مارشال، واقتادها إلى المياه الإيرانية، بينما أعلنت الشركة المشغلة للسفينة فقدان الاتصال بطاقمها.

من جانبه، حذّر الجيش البريطاني من احتمال وجود «نشاط دولة» وراء قيام سفينة كانت تعبر من مضيق هرمز، بتغيير مسارها فجأة إلى المياه الإقليمية الإيرانية، فيما قالت شركة الأمن البريطانية الخاصة «أمبري» إن 3 قوارب صغيرة اقتربت في وقت سابق من السفينة، أثناء إبحارها جنوباً عبر مضيق هرمز، واعترضت الناقلة.

وأوضحت مصادر بحرية أن الناقلة كانت تبحر في المحيط الهندي قبالة سواحل الإمارات من الشارقة في طريقها إلى سنغافورة، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء. كما ذكرت مجموعة «فانغارد» البريطانية أن «الحرس الثوري» اعترض الناقلة في البحر، وأعاد توجيهها نحو الساحل الإيراني.


تركيا: اجتماع برلماني حاسم مرتقب في إطار «عملية السلام» وحل «الكردستاني»

تعقد اللجنة التي شكّلها البرلمان التركي لوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني» اجتماعها الـ17 الثلاثاء وسط توقعات بخطوات حاسمة (البرلمان التركية - إكس)
تعقد اللجنة التي شكّلها البرلمان التركي لوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني» اجتماعها الـ17 الثلاثاء وسط توقعات بخطوات حاسمة (البرلمان التركية - إكس)
TT

تركيا: اجتماع برلماني حاسم مرتقب في إطار «عملية السلام» وحل «الكردستاني»

تعقد اللجنة التي شكّلها البرلمان التركي لوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني» اجتماعها الـ17 الثلاثاء وسط توقعات بخطوات حاسمة (البرلمان التركية - إكس)
تعقد اللجنة التي شكّلها البرلمان التركي لوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني» اجتماعها الـ17 الثلاثاء وسط توقعات بخطوات حاسمة (البرلمان التركية - إكس)

أعلن البرلمان التركي أن «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» التي شكلها لوضع الإطار القانوني لحل حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، ستعقد اجتماعاً حاسماً، الثلاثاء المقبل، وذلك وسط ترقب واسع للاجتماع الذي تأجل مرتين.

وستعد الجلسة التي يشارك فيها وزيرا الدفاع، يشار غولر، والداخلية، علي يرلي كايا، ورئيس المخابرات، إبراهيم كالين، بشكل مغلق أمام الصحافة، وسيعرض المسؤولون الثلاثة خلالها آخر التطورات والخطوات التي اتخذت في إطار «مبادرة تركيا خالية من الإرهاب»، التي يطلق عليها الجانب الكردي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وتأجلت هذه الجلسة التي كان مقررها عقدها في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) مرتين؛ أولاهما بسبب سفر غولر خارج البلاد، والثانية بسبب حادث تحطم طائرة شحن عسكرية من طراز «سي - 130» على حدود جورجيا لدى عودتها من أذربيجان، الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى مقتل 20 جندياً بالقوات الجوية التركية.

مطالبات بلقاء «أوجلان»

ويأتي انعقاد الجلسة، التي تعقب جلسة مغلقة تم خلالها الاستماع إلى وزيري الخارجية هاكان فيدان، والعدل يلماز تونتش، وسط مطالبات متصاعدة بذهاب أعضائها إلى سجن إيمرالي، غرب تركيا، للاستماع إلى تقييمات وآراء زعيم حزب «العمال الكردستاني»، عبد الله أوجلان، بشأن «عملية السلام»، التي انطلقت بدعوته في 27 فبراير (شباط) الماضي، لحل الحزب ونزع أسلحته بعد 47 عاماً من الصراع مع الدولة التركية.

المتحدثة باسم حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد عائشة غل دوغان (حساب الحزب في إكس)

وقالت المتحدثة باسم «حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد الذي يقود الاتصالات بين مؤسسات الدولة وأوجلان في سجنه، عائشة غل دوغان،: «لم نعد نتحدث عن أقوال، هناك حاجة إلى خطوات قانونية عملية وملموسة، على اللجنة أن تذهب إلى إيمرالي».

وأضافت دوغان، في تصريحات، الجمعة: «يجب الاعتراف بأحكام المحكمة الدستورية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وعدم الانتظار لدقيقة واحدة، وإطلاق سراح الرئيس المشارك السابق لحزب (الشعوب الديمقراطية)، صلاح الدين دميرطاش، استجابة لقرار محكمة حقوق الإنسان الأوروبية الذي مر عليه نحو أسبوعين دون أن نرى خطوة واحدة على أرض الواقع... حتى هذا وحده كفيل بإحداث تغيير كبير في تركيا، وإعادة الثقة المتدهورة».

جانب من لقاء إردوغان وبهشلي في منزل الأخير في أنقرة في 12 نوفمبر (الرئاسة التركية)

وتعليقاً على تصريح رئيس حزب «الجيد» القومي المعارض لـ«عملية السلام»، بأن الرئيس رجب طيب إردوغان «لا يريد أن تذهب اللجنة البرلمانية إلى إيمرالي»، قالت دوغان: «إن عدم التحرك في الاتجاه المعاكس يعني تفويت الفرصة، يجب على الكتلة الحاكمة أن تعرض موقفها بشأن هذه القضية بوضوح دون ترك أي مجال للنقاش».

في السياق، قال الكاتب في صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة، عبد القادر سيلفي، إن التردد داخل حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) بشأن زيارة اللجنة البرلمانية إلى إيمرالي من أجل «عملية السلام»، حسم خلال لقاء إردوغان وحليفه حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، الذي عقد في منزل الأخير في أنقرة، الأربعاء.

وأوضح أنه كان هناك تردد بشأن «عملية السلام» الجديدة، التي بدأت تتخذ أولى خطواتها من خلال «مبادرة تركيا خالية من الإرهاب»، التي أطلقها بهشلي من البرلمان في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، داعياً أوجلان إلى توجيه نداء لحل حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، لكنه تبدد بعد هذا اللقاء.

انتقادات لتباطؤ الدولة

في الوقت ذاته، رأى النائب البرلماني المخضرم عن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» في مدينة ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذات الأغلبية الكردية، جنجيز تشاندار، إن عملية السلام لا تزال في مراحلها الأولى، وإن تقدمها يعتمد كلياً على «خطة» الرئيس إردوغان.

النائب الكردي المخضرم بالبرلمان التركي جنجيز تشاندار (إعلام تركي)

ولفت تشاندار إلى أن لقاء «وفد إيمرالي» مع إردوغان في 30 أكتوبر الماضي، واللغة المتفائلة التي استُخدمت بعد ذلك أنعشا الآمال، لكن لم يتم إحراز أي تقدم ملموس.

ولفت إلى تصريحات القيادي في حزب «العمال الكردستاني» دوران كالكان، التي أدلى بها منذ أيام قليلة، وقال فيها إن المرحلة الأولى من عملية السلام قد اكتملت بالخطوات «أحادية الجانب»، التي اتخذها الحزب، وانتقلنا إلى مرحلة ثانية تتطلب وضع «قوانين التكامل الديمقراطي» التي يطالب بها أوجلان، وأن الشرط الأساسي لهذه العملية هي تحسين وضع أوجلان، وضمان حريته في العمل وإدارة هذه العملية.

جانب من مؤتمر صحافي في جبل قنديل شمال العراق في 26 أكتوبر الماضي تم خلاله إعلان سحب مسلحي «العمال الكردستاني» من تركيا في خطة جديدة لدفع عملية السلام (رويترز)

وعدّ تشاندار أن هذه التصريحات تدل على أن حزب «العمال الكردستاني» قام بما يتعين عليه القيام به، وأن الكرة الآن في ملعب الدولة، مضيفاً: «لا أفهم أسباب تردد الدولة حتى الآن».

ولفت إلى أن اللجنة البرلمانية، التي تم تشكيلها في 5 أغسطس (آب) الماضي، لا تزال «تحاول اللحاق بالركب»، ولا تؤدي وظيفتها التي أنشئت من أجلها، وهي اقتراح «قانون العودة»، و«بعض التعديلات على قانون تنفيذ الأحكام والتدابير الأمنية. وأوضح تشاندار، في تصريحات لوكالة أنباء «فرات» القريبة من حزب «العمال الكردستاني»، أن «قانون العودة» يتضمن لوائح قانونية تضمن عودة أعضاء الحزب إلى تركيا، والانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية.


قوات إيرانية تعترض ناقلة نفطية وتقتادها لمياهها الإقليمية

ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
TT

قوات إيرانية تعترض ناقلة نفطية وتقتادها لمياهها الإقليمية

ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)

قالت مصادر أمنية بحرية إن «الحرس الثوري» الإيراني اعترض ناقلة المنتجات النفطية «تالارا» التي ترفع علم جزر مارشال، واقتادها إلى المياه الإيرانية، بينما أعلنت الشركة المشغلة للسفينة فقدان الاتصال بطاقمها.

وأضافت المصادر، يوم الجمعة، أن الناقلة كانت تبحر في المحيط الهندي قبالة سواحل الإمارات من الشارقة في طريقها إلى سنغافورة محملة بشحنة من زيت الغاز عالي الكبريت، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت شركة «كولومبيا شيب ماندجمنت» المشغلة للسفينة في بيان: «انقطع الاتصال نحو الساعة 8:22 بالتوقيت المحلي يوم الجمعة... على بعد نحو 20 ميلاً بحرياً من ساحل خورفكان في الإمارات». وأضافت الشركة أنها تعمل بشكل وثيق مع الجهات المعنية، ومنها أجهزة الأمن البحري والشركة المالكة للناقلة، لاستعادة الاتصال. وتمتلك شركة «باشا فاينانس»، التي يوجد مقرها في قبرص، هذه الناقلة.

من جانبه، حذر الجيش البريطاني من احتمال وجود «نشاط دولة» وراء قيام سفينة كانت تعبر من مضيق هرمز، بتغيير مسارها فجأة إلى المياه الإقليمية الإيرانية، فيما قالت شركة أمن خاصة «أمبري» البريطانية إن ثلاثة قوارب صغيرة اقتربت في وقت سابق من السفينة، أثناء إبحارها جنوباً عبر مضيق هرمز، واعترضت الناقلة.

كما قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إن هذه الواقعة «يُعتقد أنها من تدبير دولة، وإن السفينة تتجه إلى المياه الإقليمية الإيرانية».

وذكرت مجموعة «فانغارد» البريطانية لإدارة المخاطر البحرية ومصادر أمنية بحرية أخرى أن «الحرس الثوري» الإيراني اعترض الناقلة في البحر وأعاد توجيهها نحو الساحل الإيراني.

تأكيد أميركي

منظر عام لوزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، ( رويترز)

وأكد مسؤول أميركي أيضاً، أن إيران احتجزت ناقلة النفط خلال مرورها من مضيق هرمز يوم الجمعة، لتحول اتجاه السفينة إلى المياه الإيرانية، وذلك في أول حظر من نوعه خلال شهور في المياه الاستراتيجية.

ولم تقر إيران بمصادرة الناقلة التي كانت تتحرك من عجمان باتجاه سنغافورة عندما اعترضتها قوات إيرانية، حسبما قال مسؤول دفاع أميركي لمناقشة مسائل استخباراتية.

ومن ناحية أخرى، حلقت مُسيرة «إم كيو-4 سي تريتون»، تابعة للبحرية الأميركية فوق المنطقة حيث كانت تتواجد الناقلة «تالارا»، لساعات يوم الجمعة، حيث رصدت عملية الاحتجاز، بحسب ما أظهرته بيانات تعقب السفن التي حللتها وكالة «أسوشيتد برس».

وعلى مدى السنوات الماضية احتجز «الحرس الثوري» الإيراني مرة تلو أخرى سفناً تجارية في مياه الخليج، مشيراً في كثير من الأحيان إلى مخالفات بحرية مثل الاشتباه بعملية تهريب أو مخالفات فنية أو نزاعات قانونية.

رسالة عراقجي

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (د.ب.أ)

ويرى البعض أن هذا التصعيد ربما جاء على خلفية الرسالة التي أرسلها مؤخراً وزير الخارجية الإيراني عباس عراجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن الدولي مايكل عمران كانو ، بشأن اعتراف الرئيس الأميركي بقيادة «الأعمال العدوانية للكيان الصهيوني ضد إيران»، والتي أكد فيها عراقجي أنه «على الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفقاً لمسؤوليتهما في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان محاسبة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ومرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة».

وقال عراقجي: «بناءً على ذلك، تحتفظ جمهورية إيران الإسلامية بحقها الراسخ الذي لا يقبل الجدل في استخدام جميع القنوات القانونية المتاحة لمحاسبة الدول والأفراد المسؤولين والحصول على تعويضات عن الأضرار الناجمة»، ودعا إلى نشر هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.

وكان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، قد أعلن موقفاً مشابهاً في الأسبوع الماضي، خلال افتتاح الجلسة العلنية، يوم الأحد الماضي، إنه بعد الاعتراف الصريح من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«المسؤولية المباشرة» في الهجوم الإسرائيلي الذي أشعل حرب الـ12 يوماً في يونيو (حزيران)، فإنه «يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تتحمل العواقب القانونية والسياسية والعسكرية». وحذر قاليباف من أن إيران «ستجعل المعتدين يحاسَبون على أفعالهم العدوانية».

وكان ترمب قد صرح، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في وقت سابق، بأنه كان «المسؤول والمشرف» على الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 12 يونيو، واصفاً الهجوم بأنه «قوي للغاية»، وأن «الخسائر في اليوم الأول كانت تعادل خسائر جميع الأيام التالية».

وقُتل في اليوم الأول من الهجوم عدد كبير من قادة «الحرس الثوري»، ومسؤولون بارزون في البرنامج النووي الإيراني، كما شنت إسرائيل ضربات على المنشآت النووية وقواعد صاروخية تابعة لـ«الحرس الثوري».