مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحتها الدول الأوروبية لإيران بشأن برنامجها النووي، أكدت الحكومة الألمانية، الأربعاء، أن «الكرة ما زالت في ملعب طهران»، في وقت تكثف فيه «الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)»، تحركاتها لتفادي إعادة فرض عقوبات دولية شاملة على طهران.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن الدول الثلاث عرضت تمديداً مؤقتاً لتفعيل آلية «سناب باك»، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية، لكن بشرط التزام إيران خطوات محددة. وأضاف: «في هذه المرحلة، لم تكن الخطوات التي اتخذتها إيران كافية لتفادي هذه العودة».
مهلة قصيرة متبقية
جاءت التصريحات الألمانية عقب محادثات هاتفية أجراها وزراء خارجية «الترويكا الأوروبية» مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح الأربعاء، لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي لعام 2015، الذي ينتهي رسمياً في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الاتصال هدف إلى «تذكير طهران بالشروط الأوروبية لتفادي العقوبات، وتوضيح أن المهلة المتبقية قصيرة»، وفق ما أوردته «رويترز».
وكانت القوى الأوروبية قد أبلغت مجلس الأمن الدولي، في 28 أغسطس (آب) الماضي، بتفعيل آلية «سناب باك»؛ مما فتح نافذة مدتها 30 يوماً للتوصل إلى اتفاق تفاوضي مع إيران، وإلا فستُعاد تلقائياً العقوبات الدولية التي رُفعت بموجب «اتفاق 2015».
رسائل غير مباشرة
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في تصريحات صحافية على هامش اجتماع مجلس الوزراء في طهران، أن «تبادل الرسائل غير المباشرة مع الولايات المتحدة لا يزال مستمراً»، في إشارة إلى جهود دبلوماسية خلف الكواليس تهدف إلى احتواء التوتر، وفق وكالة «مهر» الحكومية.
في واشنطن، تواصلت التصريحات المتشددة ضد طهران. فقد رحّب السيناتور الجمهوري عن ولاية داكوتا الشمالية، كوين كريمر، بتفعيل «آلية الزناد (سناب باك)»، داعياً أوروبا إلى اعتماد سياسة صارمة مماثلة لتلك التي تنتهجها الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال في مقابلة مع «إيران إنترناشيونال»: «حان الوقت لأن تكون أوروبا قوية ومبدئية بقدر ما كانت واشنطن وتل أبيب».
وكان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، انتقد برنامج إيران الصاروخي، واصفاً إياه بـ«التهديد غير المقبول». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن «إيران النووية تهديد عالمي»، مؤكداً استمرار سياسة «الضغوط القصوى» على طهران.
رداً على هذه التصريحات، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، كلام روبيو بـ«الهراء»، مؤكداً أن البرنامج الصاروخي الإيراني «وسيلة دفاعية في وجه أطماع وهجمات خارجية، بما في ذلك من الولايات المتحدة وإسرائيل».

يأتي التصعيد وسط توترات غير مسبوقة، أدت خلال الأشهر الماضية إلى عمليات عسكرية متبادلة بين إيران وإسرائيل، شملت قصفاً إسرائيلياً لمواقع داخل إيران ورداً صاروخياً من طهران. كما تعرضت منشآت نووية إيرانية لهجمات أميركية، أخرجت «محادثات واشنطن - طهران» عن مسارها.
ورغم التصعيد، فإن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أكد هذا الشهر انفتاح بلاده على استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على أن البرنامج الصاروخي «خط أحمر»، ولا يخضع للنقاش.



