هدَّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، بتدمير غزّة والقضاء على «حماس» ما لم تستسلم الحركة.
وقال كاتس على منصة «إكس» بعد وقت قصير على إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترمب ما قال أيضاً إنه «التحذير الأخير» لـ«حماس» لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة: «هذا التحذير النهائي لقتلة ومغتصبي (حماس) سواء في غزة أو في الفنادق الفخمة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا فسيتم تدمير غزة وسيتم القضاء عليكم».
היום תכה סופת הוריקן אדירה בשמי העיר עזה וגגות מגדלי הטרור ירעדו.זאת אזהרה אחרונה למרצחי ואנסי החמאס בעזה ובמלונות הפאר בחו«ל: שחררו את החטופים והניחו את הנשק - או שעזה תיהרס ואתם תושמדו.צה«ל ממשיך כמתוכנן - ונערך להרחבת התמרון להכרעת עזה.
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) September 8, 2025
هجوم في القدس
وفي تداعيات الحرب المتواصلة في قطاع غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل منذ أكثر من 23 شهراً، أطلق مهاجمان، الاثنين، النار على محطة حافلات عند مدخل حي راموت في القدس الشرقية، وفق ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها تمكنت من السيطرة عليهما.
ورحّبت حركة «حماس» بالهجوم الذي قالت إنّ منفّذيه فلسطينيان. وأضافت، في بيان: «نؤكد أن هذه العملية ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا».
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لصحافيين من موقع إطلاق النار: «ليكن الأمر واضحاً، هذه الجرائم تعزّز تصميمنا على مكافحة الإرهاب».
واتهم وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش السلطة الفلسطينية بالهجوم «المروّع»، عادَّاً أنّها «تربّي وتعلّم أطفالها على قتل اليهود».
وقال، عبر منصة «إكس»، «يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية عن الخريطة، ويجب أن تواجه القرى التي جاء منها المهاجمون المصير ذاته مثل رفح وبيت حانون»، وذلك في إشارة إلى مدن غزة التي دمّرتها الغارات الجوية الإسرائيلية.

ويأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه مصادر من مستشفيات غزة بمقتل نحو 21 شخصاً بنيران الجيش الإسرائيلي منذ فجر الاثنين، بينهم 14 في مدينة غزة بعد قصف إسرائيلي لمناطق واسعة في القطاع.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء، بـ«وصول قتيلين ومصابين جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في محيط مسجد الكنز بحي الرمال غرب مدينة غزة»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وأضافت «وفا»: «ووصل 4 قتلى بينهم طفلة ومصابان بقصف استهدف خيمة تؤوي نازحين بالقرب من منطقة الشاليهات على شاطئ بحر مدينة غزة، وشهيد وعدد من المصابين جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلاً في شارع اليرموك بمدينة غزة».

وأضافت: «كما قُتل 3 مواطنين وأصيب آخرون بعد قصف للاحتلال على مفترق طموس في حي النصر غرب مدينة غزة... واستشهد عدد من المواطنين، إضافة إلى عدد من المفقودين، وأصيب آخرون جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي بعلوشة والنمر في شارع أحمد ياسين بحي الشيخ رضوان».
«وفجَّر جيش الاحتلال روبوتات مفخخة لتدمير منازل المواطنين في محيط بركة الشيخ رضوان، وقصفت مدفعية الاحتلال شرق حي الشيخ رضوان بالتزامن مع إطلاق نار من مسيرات للاحتلال»، حسب «وفا».
وترفض إسرائيل حتى الآن إعلان وقف الحرب. وأقرّت أخيراً خطة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، والسيطرة الأمنية على كامل القطاع، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ورغم أنّ الدولة العبرية لم تعلن رسمياً بدء الهجوم الواسع على مدينة غزة، فإنّ كبرى مدن القطاع تشهد منذ أسابيع تكثيفاً للقصف والعمليات العسكرية.
«ما ذنبهم؟»
وبدأ الجيش هذا الأسبوع توجيه إنذارات بإخلاء مبانٍ عالية في مدينة غزة، متهماً «حماس» باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية. ودمّر، الأحد، برجاً سكنياً هو الثالث في غضون ثلاثة أيام.
وأظهرت صور لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من مستشفى الشفاء في مدينة غزة (شمال)، فلسطينيين يبكون أقارب لهم قتلوا في غارات استهدفت خياماً للنازحين، بينهم نساء يبكين قرب جثتي طفلتين تبلغان من العمر عامين وخمسة أعوام.
على مسافة قريبة، كان رجل يلمس وجه طفله البالغ عاماً واحداً وقد لُفّ بكفن أبيض. وقال جدّ الطفل حازم عيسى: «أطفال يموتون، ما ذنبهم؟ طفل عمره سنة، ما ذنبه؟».
ويسيطر الجيش الإسرائيلي على نحو 75 في المائة من قطاع غزة و40 في المائة من مدينة غزة. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يقطن نحو مليون شخص المدينة ومحيطها.
«مقبرة»
وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان مدينة غزة إلى إخلائها والتوجه إلى منطقة المواصي (جنوب) التي أعلنها «منطقة إنسانية» منذ أشهر، غير أنّها تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر. كما أن فلسطينيين يقولون إن لا مكان فيها لخيم إضافية.
وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن قلقه إزاء ما وصفه بـ«خطاب الإبادة» الصريح الصادر عن مسؤولين إسرائيليين بشأن غزة، محذراً من أن القطاع تحوّل فعلاً «مقبرة»، ودعا إلى تحرك دولي حاسم «لإنهاء المذبحة».
في إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سلسلة إجراءات «لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة» تشمل فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، ومنع السفن التي تحمل الوقود للجيش الإسرائيلي من استخدام مواني البلاد.
وردّت إسرائيل بشدة، واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مدريد بمعاداة السامية؛ الأمر الذي رفضته الأخيرة، مشيرة إلى أنّها «لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان».
وأسفر هجوم حركة «حماس» على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصاً، بحسب حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بإعلان الحرب، وأوقعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 64 ألف قتيلاً، معظمهم مدنيون، حسب أرقام لوزارة الصحة في غزة تعدُّها الأمم المتحدة موثوقة.
