إسرائيل تهدد بضم الضفة الغربية أمام موجة «التسونامي» الأوروبية

تقارير عبرية: ساعر اتصل بـ10 وزراء أوروبيين لتغيير توجههم... وتساؤلات عن الصمت الأميركي

تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
TT

إسرائيل تهدد بضم الضفة الغربية أمام موجة «التسونامي» الأوروبية

تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)

بينما زاد الضغط الأوروبي على الحكومة الإسرائيلية بسبب التصعيد العسكري وسياسة التجويع بقطاع غزة، قررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم الرضوخ، وواصلت هجماتها في غزة، بل لمَّحت إلى ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها وفرض السيادة عليها، كما هو الحال في القدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية.

وقالت مصادر رسمية إسرائيلية في تسريبات نشرتها وسائل إعلام، الأربعاء، إن الضغوط الأوروبية «تدل على جهل بالظروف التي تعيشها إسرائيل منذ هجوم (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وسنسعى لتوضيح الأمور، لكننا لن نتراجع عن أهداف الحرب، وهي تدمير (حماس) ومنعها من العودة إلى الحكم» ومن تكرار هجومها.

لكن هذه التصريحات لقيت انتقادات واسعة داخل إسرائيل، واعتبرها العديد من الخبراء «محاولات إنكار بائسة»، مشيرين إلى أن دول الغرب قدمت لإسرائيل غطاءً سياسياً كبيراً لعدة شهور، معتبرة حربها على غزة «دفاعاً عن النفس»، إلا أن صور الدمار الشامل التي تصل من غزة، وقتل المدنيين، وظهور المواطنين الجوعى من النساء والأطفال، أثارت لدى الغرب قلقاً شديداً، واعتبرها «نسفاً» لمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية لمنع تكرار «جرائم الحرب».

لقطة للبرلمان الأوروبي في بروكسل ببلجيكا خلال مناقشة موقف الاتحاد من التحركات الإسرائيلية بقطاع غزة الأربعاء (إ.ب.أ)

وشارك مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون في موجة الانتقادات، وأشار أحدهم إلى أن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو يعلنون صراحة أن هدف الحرب ليس مكافحة الإرهاب، وإنما «تطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة الاستيطان اليهودي إليها».

وقال مصدر كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية: «التسونامي السياسي الذي انطلق في أوروبا لم يكن مفاجئاً، إذ عرفنا به مسبقاً، لكننا لم نتخيل أنه سيكون بهذا الحجم وبهذه الفظاظة. هذه أول مرة نواجه فيها هجمة سياسية كهذه خلال العقود الخمسة الماضية، وتكون لدينا حكومة متلبكة وعاجزة وفاشلة على هذا النحو».

الانتقاد «الخشن»

وكال المصدر، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الانتقادات للحكومة الإسرائيلية الحالية قائلاً إنها «هي التي جلبت علينا هذا الكابوس. فهي لا تدير سياسة، بل تدير حرباً بلا هدف حقيقي، ولا تحقق شيئاً فيها. تمنع تحرير المحتجزين بشكل يجعل دول الغرب تتساءل إن كنا فعلاً دولة تكترث بسكانها. وزراؤها يتباهون بالقتل والدمار في غزة، فيتساءل الأوروبيون إن كنا ننتمي إلى العالم الغربي المتحضر».

دخان يتصاعد عقب ضربة إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وتابع أن الغرب «انتقدنا بنعومة ثم بخشونة ثم لفت أنظارنا وحذرنا ولم نكترث. دفنا رؤوسنا في الرمال، وها هي النتيجة. يجب أن نعترف بالحقيقة: إسرائيل تُعامَل كأنها دولة جرباء. ومن لا يدرك معنى ذلك، سيشعر بالأضرار قريباً جداً، سواء في دخله أو عندما نسافر إلى الخارج ونرى كيف سيتعاملون معنا».

ومضى المصدر قائلاً: «الدول الأوروبية التي وقفت إلى جانب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وظلت تدافع عنا لأكثر من 6 أشهر وتقول إن إسرائيل تحمي نفسها في مواجهة إرهاب (حماس) وغيرها من التنظيمات الجهادية، تنقلب اليوم ولا ترى فرقاً بيننا وبين (حماس)، وقادة بريطانيا وفرنسا وكندا يدعوننا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً في القطاع والسماح بإدخال المزيد من المساعدات، ولا يكتفون بذلك، بل يهددون باتخاذ إجراءات ملموسة في حال رفضنا ذلك».

واستطرد المصدر في حديثه لـ«يديعوت أحرونوت»: «ردَّ نتنياهو ببيان بدا فيه التلبُّك الواضح، إذ قال إن قادة لندن وباريس وأوتاوا يمنحون جائزة كبرى لهجوم الإبادة الذي تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر، ويدعون لمزيد من المجازر».

وقال إن تصريحات وزارة الخارجية الإسرائيلية، خصوصاً بعدما طالبت 27 دولة أوروبية إسرائيل بوقف الحرب وإدخال المساعدات، زادت البلَّة طيناً، إذ راحت الوزارة تُذكّر بريطانيا أن انتدابها انتهى قبل 77 سنة، وهو ما أثار انتقادات على الفور، «فإسرائيل أقيمت بفضل دعم الانتداب البريطاني لها أولاً. فما الحكمة من توجيه أقوال كهذه ضدها».

مظاهرة أمام بوابات داونينغ ستريت في لندن الأربعاء دعماً لأهل غزة (أ.ب)

من جهة أخرى، اتصل وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بعشرة وزراء خارجية أوروبيين يرجوهم تغيير توجههم وتخفيف إجراءاتهم، واعداً بإدخال كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.

لكنه في الوقت نفسه، خطب أمام المؤتمر اليهودي العالمي، وهدد بالرد على القرارات الأوروبية بإجراءات إسرائيلية، وراح سياسيون يمينيون يشرحون القصد من ذلك، فقالوا إن بوسع إسرائيل إغلاق القنصليات الغربية التي تقدم خدمات للفلسطينيين، وإعلان السيادة على مناطق في الضفة الغربية.

ولاحظ مسؤولون في الخارجية صمتاً أميركياً إزاء هذا الحراك الأوروبي، وتساءلوا فيما بينهم إن كان هذا الحراك يجري بالتنسيق مع الرئيس دونالد ترمب، أم أن الأوروبيين لمسوا ثغرات وشروخاً في العلاقة بينه وبين نتنياهو، «فوجدوها فرصة للانقضاض».

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمواقف بريطانيا وفرنسا وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي، وبالبيان المشترك للدول المانحة، وبيان اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، ورفضهم جميعاً سياسة الحصار والتجويع والتهجير والاستيلاء على الأرض. وأطلق نداءً عاجلاً لقادة دول العالم، لوقف الحرب في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات لكسر حصاره، وإدخال المساعدات إليه.

متظاهرون يرفعون لافتات تنديد بحرب غزة في لندن ببريطانيا يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

وكانت بريطانيا قد أعلنت، الثلاثاء، فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة؛ وبالتزامن أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أنها طلبت مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل.

نتنياهو «يتراجع»

وكشفت «القناة 12» بالتلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو بدأ يشعر بأن الأمور «تفلت من بين يديه» وأن الضغوط «تشتد وتخنقه»، لذلك بدأ يمهد للتراجع ويطلب من قيادة الجيش الإسراع في حسم المعركة بغزة.وبحسب تقرير للقناة، قال نتنياهو خلال مشاورات أمنية، الأربعاء، إن الضغوط الأوروبية والأميركية تتزايد، وإنه «من دون دعم لا يمكن استمرار الحرب».

وأضاف التقرير أن نتنياهو تطرق إلى تحذيرات واشنطن بشأن الجوع ومواصلة الحرب في غزة، ونسب إليه قوله: «أبلغونا بأن علينا أن نحدد وجهتنا. وبإمكاننا القول إن إسرائيل وصلت إلى مرحلة يتوجب عليها اتخاذ قرارات دراماتيكية، تتطلب أحياناً أثماناً، لكن لا مفر منها وإلا سنفقد كل الإنجازات التي تحققت حتى الآن».

فلسطينيون ينتظرون أي مساعدات غذائية من تكية خيرية في مدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)

وانضم إلى جوقة المنتقدين عدد من المسؤولين الإسرائيليين السابقين من بينهم وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأسبق موشيه يعلون، الذي أيد النائب الأسبق لرئيس الأركان ورئيس حزب «الديمقراطيين»، يائير غولان، في اتهامه للحكومة، رئيساً ووزراءً، بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، من خلال تصريحاتهم التي لا تُفرّق بين الأطفال والمدنيين في قطاع غزة وبين «حماس»، وتأمر الجيش بالاستمرار في الحرب «لخدمة أهدافهم الحزبية والشخصية».

وقال يعلون في تصريحات إذاعية، الأربعاء، إن حكومة نتنياهو «تدير حرباً بلا هدف، وتتسبب في قتل جنود إسرائيليين ومختطفين إسرائيليين وكثير من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، بعدما تحوَّل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مجرمي حرب رغم أنوفهم».

وأضاف أن وزراء نتنياهو يعلنون صراحة أن هدف الحرب ليس مكافحة الإرهاب، وإنما «تطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة الاستيطان اليهودي إليها». وقال إن هذا الهدف «جريمة حرب» بحسب القانون الدولي.

وكان رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، قد قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، مساء الثلاثاء، إن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة «يقترب من كونه جريمة حرب». ووصف الحرب الحالية بأنها «بلا هدف، ولا فرصة لها لتحقيق أي شيء يمكن أن يحفظ حياة الأسرى».

فتاة تحاول التقاط ذرات طعام من وعاء خاو في تكية خيرية بمدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وتابع: «الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء يُقتلون، إلى جانب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين. هذا أمر مستفز ومثير للغضب».

وأطلق أيضاً عميت هليفي، عضو الكنيست عن حزب «ليكود»، تصريحات تقوض مصداقية الحرب.

وقال هليفي، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، بما تتضمنه من هجمات عنيفة وتوغلات واسعة متوقعة، «لن تؤدي إلى إخضاع حركة (حماس) أو القضاء عليها. وحتى لو نُفّذت بنجاح، ستُبقي (حماس) مسيطرة على الأرض، وعلى السكان، وعلى خطوط المساعدات، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها اللجنة في جلساتها المغلقة».

مواصلة التصعيد

ورغم الضغوط والانتقادات، واصل الجيش التصعيد في غزة، وأصبح يسيطر - بحسب «القناة 12» - على أكثر من 50 في المائة من أراضي قطاع غزة.

ولا يزال أهل القطاع يتنقلون بين مناطق مختلفة مثل مدينة غزة، ومخيمات المحافظة الوسطى، والمواصي، وخان يونس.

وشنت إسرائيل غارات جوية مساء الثلاثاء - فجر الأربعاء، أسفرت، وفقاً لمسؤولي «الصحة»، عن مقتل ما لا يقل عن 85 فلسطينياً.

دخان يتصاعد في سماء غزة قرب الحدود مع إسرائيل يوم الأربعاء (رويترز)

ولا يزال سكان قطاع غزة ينتظرون وصول الغذاء رغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى سكان القطاع الذين أصبحوا على شفا مجاعة بعد حصار دام 11 أسبوعاً.

ويسعى الجيش الإسرائيلي إلى تطبيق ما يسميه «نموذج رفح»، من حيث استكمال تطهير ما تبقى من المدينة، ثم إعادة النازحين إلى مدن خيام بعد التأكد من عدم وجود مقاتلين من «حماس». وفي نهاية عملياته، سيجري تشغيل مراكز لتوزيع المساعدات.

ووفق بيانات الجيش، تشارك في الحرب على غزة حالياً 4 فرق، هي الفرقة 252، والفرقة 143، والفرقة 36، والفرقة 162. وقد نشرت حركة «أمهات في الجبهة» تقريراً، الأربعاء، حذرت فيه من هذا التصعيد؛ لما له من آثار سلبية بالغة على حالة الجنود النفسية والجسدية.

وانتحر 35 جندياً إسرائيلياً منذ بداية الحرب على غزة.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تغلق حاجزاً عسكرياً شمال رام الله

المشرق العربي مركبات عسكرية تعمل خلال غارة إسرائيلية على بلدة قباطية قرب جنين (رويترز) play-circle

إسرائيل تغلق حاجزاً عسكرياً شمال رام الله

أغلقت القوات الإسرائيلية، صباح اليوم (السبت)، حاجز عطارة العسكري، شمال رام الله بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله )
المشرق العربي رجال شرطة يتفقدون المكان الذي قام فيه الفلسطيني بدهس وقتل إسرائيلية في عفولة الجمعة (أ.ب)

مقتل إسرائيليين طعناً ودهساً على يد فلسطيني

قُتل إسرائيليان، وأصيب آخران، الجمعة، إثر هجوم مزدوج نفّذه فلسطيني من سكان جنين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية

جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية

قال الجيش الإسرائيلي إن أحد جنود ​الاحتياط دهس بسيارته فلسطينيا بينما كان يصلي على جانب طريق بالضفة الغربية المحتلة، أمس الخميس، بعد أن أطلق النار، في وقت سابق

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مركبات للشرطة الإسرائيلية تعمل أثناء مداهمة في الضفة الغربية... 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

الشرطة الإسرائيلية: مقتل شخصين في هجوم شنه فلسطيني 

قالت السلطات الإسرائيلية ​اليوم الجمعة إن شخصين قتلا في هجوم نفذه فلسطيني بالطعن والدهس في ‌شمال ‌إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية آلية عسكرية إسرائيلية في مستوطَنة سنور قرب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس (إ.ب.أ) play-circle

واشنطن تؤنب إسرائيل: تصريحاتكم الاستفزازية تُبعد الدول العربية

أعربت أوساط أمريكية رفيعة عن امتعاضها من التصريحات الإسرائيلية المتلاحقة حول الاستيطان في قطاع غزة والضفة الغربية، وعدّتها «استفزازية».

نظير مجلي (تل أبيب)

قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
TT

قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)

أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية مرتبطة بإيران، اليوم (الأحد)، أنها اخترقت هاتفاً جوالاً لأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أيام من إعلانها اختراق حساب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على تطبيق «تلغرام».

وأعلنت مجموعة «حنظلة» أنها اخترقت هاتف تساحي برافرمان، رئيس ديوان نتنياهو والسفير المُعيّن لدى بريطانيا. وفي بيان نُشر على الإنترنت، ادّعى المخترقون أنهم تمكنوا من الوصول إلى جهاز برافرمان وحذّروا الدائرة المقربة من نتنياهو من تسريب معلومات حساسة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الادعاء قيد التحقيق، وإنه لم يتم تأكيد أي اختراق حتى الآن، حسبما أورد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت».

ووفقاً للصحيفة، أصدر المخترقون ادعاءات واسعة النطاق بامتلاكهم اتصالات مشفرة ومواد حساسة أخرى، لكنهم لم يقدموا أي دليل يدعم هذه الادعاءات. وأشاروا إلى أنه سيتم نشر معلومات إضافية لاحقاً. كما نشرت المجموعة صوراً لبرافرمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسلفه جو بايدن.

وأعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن اختراق هاتف بينيت الجوال قبل نحو أسبوع ونصف، فيما أطلقت عليه اسم «عملية الأخطبوط». وفي البداية، نفى مكتب بينيت اختراق الهاتف، لكن المخترقين نشروا لاحقاً صوراً ووثائق وآلاف أرقام الهواتف على صفحات متعددة، بما في ذلك أرقام زعموا أنها مرتبطة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وأقرّ بينيت لاحقاً باختراق حسابه على تطبيق «تلغرام». ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية علناً صحة ادعاءات المخترقين الأخيرة، وقالت إن التحقيقات لا تزال جارية.


تقرير: نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش و«الشاباك» بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

تقرير: نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش و«الشاباك» بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاهل مخاوف وتحذيرات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بشأن سلسلة من التقارير الكاذبة أضرت بالعلاقات مع القاهرة.

وبحسب صحيفة «إسرائيل هيوم»، فقد شملت هذه التقارير مزاعم بأنّ مصر تُشيِّد قواعد هجومية في سيناء، وهو ما ردّده السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، وأيضاً مزاعم بأنّ شخصيات بارزة في المخابرات المصرية كانت تتقاضى عمولات من تهريب الأسلحة إلى سيناء، وبأنّ مصر كانت متواطئة في خداع إسرائيل قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

واحتجّت مصر على حملة التشويه، وأثارت القضية في اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين، ولكن دون جدوى. وقد تسبب ذلك في تصاعد الخلاف بين مصر وإسرائيل.

وتتعدد ملفات الخلاف بين مصر وإسرائيل وتتعلق بالأوضاع في قطاع غزة وتحميل إسرائيل مسؤولية عدم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار»، وكذلك فتح معبر رفح مع وجود رغبة إسرائيلية لأن يكون في اتجاه واحد، وملف تهجير الفلسطينيين، والوجود الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» والتأكيد المصري على ضرورة إيجاد مسار سياسي لدولة فلسطينية، ما يتعارض مع توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وبين الحين والآخر يخرج الجيش الإسرائيلي ببيانات رسمية يشير فيها إلى أنه «أسقط طائرة مُسيَّرة كانت تُهرّب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل»، وحدث ذلك أكثر مرة في أكتوبر الماضي قبل قرار تحويل الحدود إلى «منطقة عسكرية مغلقة».

وسبق أن عدَّ رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، أن «اتهامات إسرائيل بتهريب السلاح من مصر خطاب مستهلك»، وأشار في تصريحات إعلامية إلى أن القاهرة «سئمت من هذه الادعاءات التي تُستخدم لإلقاء المسؤولية على أطراف خارجية كلّما واجهت الحكومة الإسرائيلية مأزقاً سياسياً أو عسكرياً».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن نتنياهو «مخاوفه من حشد مصر لقواتها العسكرية في سيناء»، وردت «الهيئة العامة للاستعلامات» بتأكيدها على أن «انتشار القوات المسلحة جاء بموجب تنسيق كامل مع أطراف معاهدة السلام».

وأشارت «الهيئة» حينها إلى أن «القوات الموجودة في سيناء في الأصل تستهدف تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب».


ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
TT

ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)

سلطت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الضوء على إعلان إسرائيل اعترافها، الجمعة، بإقليم «أرض الصومال»، وقالت الصحيفة إن البعض قد يرى في ذلك بداية عهد جديد من التنافس الدولي في القرن الأفريقي، لكن القضية الحقيقية تكمن في أن الأمر قد يبدو أقرب إلى رقعة شطرنج استراتيجية مما هو عليه في الواقع.

ولفتت إلى أن إقليم «أرض الصومال» يقع في القرن الأفريقي، ويجاور دولاً مثل إثيوبيا وجيبوتي، ويثير هذا الاعتراف تساؤلات أكثر بشأن ما يحيط به عبر خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يفصل بينهما مضيق باب المندب، الذي يُعدّ نقطة عبور اقتصادية حيوية للملاحة المتجهة من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الهندي، وبالتالي يُنظر إليه بوصفه منطقةً تجاريةً بالغة الأهمية عالمياً، بالإضافة إلى وجود قوات بحرية متعددة.

ومع ذلك، تعاني العديد من دول هذه المنطقة من الضعف أو الصراعات الداخلية، فالسودان غارق في حرب أهلية منذ سنوات، أما دولة الصومال فقد تفككت إلى حد كبير في أوائل التسعينات، مما استدعى تدخلاً دولياً بلغ ذروته في معركة قُتل فيها جنود أميركيون، وتعاني إريتريا منذ زمن طويل من الفقر والصراعات الداخلية، كما شهدت إثيوبيا صراعات داخلية.

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وذكرت الصحيفة أن منطقة القرن الأفريقي أشبه برقعة شطرنج استراتيجية، وصحيح أن وجود قوات بحرية أو أصول عسكرية في هذه المنطقة يبدو مهماً، إلا أن هجمات الحوثيين على السفن أظهرت أنه يمكن تهديد الملاحة البحرية باستخدام طائرات مسيَّرة وصواريخ بسيطة ورخيصة نسبياً، وكذلك اعتاد القراصنة الصوماليون على اختطاف القوارب باستخدام زوارق صغيرة وبنادق كلاشينكوف.

وأضافت أن منطقة القرن الأفريقي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، ولذلك فإن العديد من دولها ضعيفة، لذا، قد يكون الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال» أقل من مجموع مصالح دول المنطقة على مستوى الاستراتيجية الكبرى، وصحيح أن للعديد من الدول مصالح فيها، إلا أن هذه المصالح لم تُترجم حتى الآن إلا إلى مشاركة محدودة، وهناك أولويات أخرى أهم، ومعظم الدول تدرك ذلك.