الجيش الإسرائيلي يتراجع أمام تسونامي احتجاجات ويبدأ حواراً مع جنوده

النقص الحاد في القوى البشرية يدق ناقوس الخطر

جنديان إسرائيليان يجوبان في 30 مارس 2025 موقعاً تذكارياً لقتلى هجوم 7 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
جنديان إسرائيليان يجوبان في 30 مارس 2025 موقعاً تذكارياً لقتلى هجوم 7 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يتراجع أمام تسونامي احتجاجات ويبدأ حواراً مع جنوده

جنديان إسرائيليان يجوبان في 30 مارس 2025 موقعاً تذكارياً لقتلى هجوم 7 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
جنديان إسرائيليان يجوبان في 30 مارس 2025 موقعاً تذكارياً لقتلى هجوم 7 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

تزداد أعداد المحتجين على استمرار الحرب في غزة بين صفوف الجيش الإسرائيلي، وتتوالى المطالبات بإيقافها، ويتصاعد التذمر من بقاء المحتجزين في القطاع؛ ما دفع الجيش لتغيير سياسته مع الجنود المحتجين، ومن ثم قام بإجراء حوار معهم خلال عطلة عيد الفصح.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوم الثلاثاء، إن قيادة الجيش ستحاور العسكريين الذين وقَّعوا على رسائل احتجاج يطالبون فيها بإنهاء قضية المحتجزين حتى لو كان ثمن ذلك وقف الحرب.

ويجيء هذا التغير في السياسة، حسب الصحيفة، نظراً لعدم رغبة الجيش في الدخول في مواجهة مع الجنود الموقّعين على الرسائل، وعلى ضوء تقديرات بأن ظاهرة الرفض والاحتجاج قد تتوسع.

وأكدت الصحيفة أن الجيش يحاول في هذه المرحلة احتواء الحدث قدر الإمكان، وتقليل الأضرار، ويأمل ألا يتسبب سلوك السياسيين في صب الزيت على النار.

ويجري الجيش حالياً حواراً مع عناصر سلاح الجو الذين وقَّعوا إحدى الرسائل، وتتردد أنباء عن حدوث نفس الشيء في مديرية الاستخبارات العسكرية (أمان)، بهدف منع أضرار لا يمكن إصلاحها في مثل هذا الوقت الحساس.

الرسائل تتوالى

بدأت الاحتجاجات في الجيش برسالة وقَّعها طيارون في التاسع من أبريل (نيسان) الحالي تطالب بإعادة المحتجزين من دون تأخير حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

وكتب الطيارون ومعهم جنود احتياط: «في هذا التوقيت، تخدم الحرب مصالح سياسية وشخصية وليس الأمن القومي، واستمرار الحرب لا يخدم أياً من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى مقتل الرهائن وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي ومدنيين أبرياء».

مسعفون حول فلسطينية حامل في شهرها السابع بعد انهيار منزلها في ضربة إسرائيلية قتلت أمها وابنتها وزوجها في جباليا البلد بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)

وأحدثت الرسالة ضجةً وجدلاً، وأثارت غضب الحكومة وقيادة الجيش، وقرر رئيس الأركان إيال زامير، وقائد سلاح الجو تومر بار، فصل المحتجين. وأيَّد ذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي هاجم بشدة «محاولة المساس بشرعية الحرب العادلة».

لكن الظاهرة توسعت

قالت «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، إن عشرات المقاتلين والمحاربين القدامى من «السرب 13» التابع للبحرية كتبوا في رسالة جديدة: «ندعم رسالة الطيارين الصادرة في 9 أبريل 2025، ونطالب بإعادة المختطفين إلى ديارهم دون تأخير، حتى لو كلّفنا ذلك وقف القتال فوراً. أوقفوا القتال، وأعيدوا جميع المختطفين، فكل يوم يمرّ يُعرّض حياتهم للخطر».

وكان أكثر من 200 من خريجي برامج الأمن السيبراني الهجومية، بالإضافة إلى جنود سابقين في الجيش قد دعموا كذلك رسالة الطيارين، ثم انضم عشرات من كتائب المشاة والمراقبين إلى الموجة وكتبوا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الجيش: «أوقفوا الحرب، وحرّروا الرهائن».

وقبل يوم واحد، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 1600 جندي احتياط وعسكري متقاعد من المظليين والمشاة دعوا أيضاً لوقف الحرب، وإعادة المختطفين، وساندهم أكثر من 170 خريجاً من برامج تدريبية لتجنيد الشباب المتميزين.

نقص غير مسبوق

جاء الكشف عن التحول في سياسة الجيش بعد تسريب مناقشات أجراها رئيس الأركان الجديد، زامير، مع القيادة السياسية، وحذَّر فيها من نقص في القوى البشرية القتالية بالجيش.

وكشفت مصادر أمنية أن زامير أكد أمام المجلس السياسي والأمني المصغر أن العجز يشكل «عائقاً كبيراً» أمام تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة، وقد لا يتيح تحقيقها بالكامل.

وأضاف: «هذا النقص في الجنود المقاتلين يحد من قدرة الجيش على تحقيق كامل التطلعات التي يضعها صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية ويتوقعونها من الجيش».

ويدور الحديث في إسرائيل عن «نقص غير مسبوق» في القوى البشرية، بعدما توقف أكثر من 100 ألف جندي في الاحتياط عن أداء الخدمة، بينما يرفض بعضهم الانخراط في الحرب «لأسباب أخلاقية».

غزيون يسيرون بمحاذاة بركة مياه أمام خيمة نُصبت قرب أنقاض مبنى في حي النصر بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وطالب زامير بتحرك سياسي موازٍ للعمليات على الأرض حتى لا تتآكل الإنجازات، مؤكداً أن «وضع الجيش الحالي غير كافٍ لتحقيق الأهداف المعلنة، خصوصاً في ظل غياب خطة سياسية تواكب المجهود العسكري، وتوفر بديلاً عن حركة (حماس) في القطاع».

وعملياً، يستخدم زامير نفس منطق رئيس الأركان المقال هيرتسي هاليفي، الذي تحرك ضده نتنياهو ووزراء اليمين، وجاءوا بزامير من أجل تغيير السياسات في قطاع غزة، قبل أن يعود سريعاً ليسير على نفس نهج هاليفي ومنطقه.


مقالات ذات صلة

أوروبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماعهما في القدس نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

إسبانيا تلغي صفقة شراء ذخيرة من إسرائيل

قال مصدر حكومي الخميس إن الحكومة الإسبانية ألغت من جانب واحد صفقة شراء ذخيرة لوزارة الداخلية من شركة إسرائيلية بعد ضغوط من ائتلاف «سومار»

«الشرق الأوسط» (مدريد)
المشرق العربي منظر للآلات المُدمَّرة في موقع غارة إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز) play-circle

23 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة

أفاد «المركز الفلسطيني للإعلام» نقلاً عن مصادر طبية بمقتل 23 شخصاً جراء غارات شنَّتها إسرائيل على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية حريق غابات بالقرب من بلدة بيت شيمش بوسط إسرائيل بالقرب من القدس (أ.ف.ب)

الشرطة الإسرائيلية تخلي بلدات مع تمدد حرائق غابات قرب القدس

أخلت الشرطة الإسرائيلية عدة بلدات قريبة من القدس اليوم الأربعاء مع تمدد حرائق غابات بسرعة في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية مقاتلون من «حماس» يقفون في تشكيل قبل حفل تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر بالنصيرات 22 فبراير الماضي (أ.ب)

تقرير: «حماس» ترفض أي مقترح يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة

ذكرت قناة «آي 24 نيوز» التلفزيونية الإسرائيلية اليوم (الأربعاء)، نقلاً عن مصدر سياسي مطلع، أن حركة «حماس» ترفض أي مقترح يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إيران: العلاقات مع «الترويكا» الأوروبية «متراجعة» ونقترح استئناف الحوار

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)
TT

إيران: العلاقات مع «الترويكا» الأوروبية «متراجعة» ونقترح استئناف الحوار

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)

اقترح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، استئناف الحوار مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال في منشور على «إكس» إن العلاقات مع «الترويكا» الأوروبية «متراجعة» حالياً، وذلك في وقت تستعد فيه طهران لجولة ثالثة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، يوم السبت، في سلطنة عُمان.

وأكد عراقجي أنه مستعد لاتخاذ الخطوة الأولى بزيارة باريس وبرلين ولندن، مؤكداً أن تدهور العلاقات بين إيران والبُلدان الثلاثة لا يخدم مصلحة أحد.

وقال عبر منصة «إكس» إن الكرة الآن في ملعب بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مشدداً على أن لديهم فرصة لتبنِّي نهج مختلف في التعامل مع إيران.

وأضاف عراقجي أن ما ستفعله العواصم الأوروبية الثلاث في هذه المرحلة «سيحدد على الأرجح شكل العلاقات خلال المستقبل القريب».