بعد حبس رئيس بلدية إسطنبول... تركيا تعتقل نحو 1900 وترفض الانتقادات الدولية

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أ.ف.ب)
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أ.ف.ب)
TT
20

بعد حبس رئيس بلدية إسطنبول... تركيا تعتقل نحو 1900 وترفض الانتقادات الدولية

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أ.ف.ب)
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أ.ف.ب)

أكدت تركيا اليوم (الخميس)، أنها ترفض التصريحات الدولية «المتحيزة» بشأن اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد، واعتقلت نحو ألف و900 شخص شاركوا في المظاهرات.

وصدر حكم بحبس إمام أوغلو، أكبر منافس سياسي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على ذمة المحاكمة بتهمة الفساد، يوم الأحد.

وأدى اعتقاله إلى أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عشر سنوات وإلى اعتقالات جماعية في أنحاء تركيا.

وقال حزب المعارضة الرئيسي (حزب الشعب الجمهوري) الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، وأحزاب معارضة أخرى، ومنظمات حقوقية، وقوى غربية، إن القضية ضد رئيس البلدية -الذي أُقيل من منصبه بسبب القضية- هي محاولة ذات دوافع سياسية للقضاء على تهديد انتخابي محتمل لإردوغان.

وتنفي الحكومة أي تأثير على القضاء وتقول إن المحاكم مستقلة.

وفي كلمة لمندوبين من وسائل إعلام دولية في إسطنبول، قال وزير العدل يلماز تونج، إن أنقرة طلبت من شركائها الأوروبيين التصرف «بمنطق سليم»، مضيفاً أن خطورة الاتهامات الموجهة ضد إمام أوغلو تتطلب توقيفه.

وأفاد تونج من خلال مترجم: «لا نريد احتجاز أي سياسي، ولكن إذا كان هناك دليل على وجود انتهاك فيمكن أن يحدث ذلك».

ودعا حزب الشعب الجمهوري مواطني تركيا إلى مواصلة الاحتجاج، قائلاً إنه سينظّم مسيرات وتجمعات في مواقع مختلفة في إسطنبول وأماكن أخرى.

ورفض إردوغان الاحتجاجات ووصفها بأنها «استعراضية»، وحذَّر من العواقب القانونية على المتظاهرين.

وقال وزير الداخلية علي يرلي قايا إن 1879 شخصاً أوقفوا منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، مضيفاً أن المحاكم أمرت بحبس 260 منهم على ذمة المحاكمة. وأضاف أنه جرى الإفراج عن 489، ولا يزال 662 آخرون يخضعون للإجراءات، في حين أُصيب 150 من رجال الشرطة.

ودعت منظمات حقوقية تركيا إلى التحقيق فيما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة من الشرطة في أثناء تفريق الحشود، وحثت الحكومة على السماح بالمظاهرات التي اتسمت بالسلمية إلى حد كبير. وقال قادة غربيون إن القضية تمثل تراجعاً ديمقراطياً.

وجاء اعتقال إمام أوغلو قبل أيام من إعلانه مرشحاً رئاسياً لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المقبلة المقررة في عام 2028، وبعد حملة قانونية استمرت لأشهر على المعارضة.

متظاهرون مؤيدون لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول الأربعاء 27 مارس (إ.ب.ا)
متظاهرون مؤيدون لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول الأربعاء 27 مارس (إ.ب.ا)

ورداً على سؤال حول توقيت التوقيت، أجاب تونج أن القضاء لم ينظر سوى في التقارير الجنائية. وأضاف أن كون إمام أوغلو مسؤولاً منتخباً لا يعني الإفلات من العقاب.

وفيما يتعلق بتوقيف سبعة صحافيين محليين كانوا يغطون المظاهرات في إسطنبول ثم إطلاق سراحهم لاحقاً، من بينهم مصور صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية، قال تونج إن هناك سوء فهم حول معاملة تركيا للصحافيين وإنها لم تسجن الصحافيين.

وصنفت منظمة «مراسلون بلا حدود»، المدافعة عن حرية التعبير، تركيا في المرتبة 158 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024.

وأكد تونج أن المؤشر لا يعكس الحقيقة.


مقالات ذات صلة

تركيا: اعتقال إمام أوغلو يلقي بظلال على عملية السلام مع أوجلان

شؤون إقليمية الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو تحولت إلى مطالبات بالعدالة والديمقراطية (د.ب.أ)

تركيا: اعتقال إمام أوغلو يلقي بظلال على عملية السلام مع أوجلان

ألقى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بظلال على عملية السلام الداخلي بتركيا التي اكتسبت دفعة مع النداء الذي وجهه أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رفض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اتهامات «تسييس القضاء» بعد اعتقال إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الصحافي السويدي يواكيم ميدين (إكس)

تركيا تؤكد حبس صحافي سويدي بتهمة «الإرهاب»

قالت السلطات التركية إنها قررت حبس الصحافي السويدي يواكيم ميدين، الذي تم القبض عليه في إسطنبول، الجمعة، بتهمتي: «الإرهاب»، و«إهانة الرئيس» رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية لقطة من الجو للتجمع الحاشد دعماً لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول أمس (أ.ف.ب) play-circle

أكرم إمام أوغلو يدعو من سجنه إلى «الوحدة» بمناسبة عيد الفطر

في مناسبة عيد الفطر دعا رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي تسبب توقيفه بحركة احتجاجية واسعة النطاق إلى «الوحدة» من سجن سيليفري

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية لقطة من الجو للتجمع الحاشد دعما لأكرم إمام أوغلو في اسطنبول أمس (أ.ف.ب)

تجمّع مليوني في إسطنبول دعماً لإمام أوغلو

احتشد مئات الآلاف في إسطنبول، أمس (السبت)، بدعوة من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة؛ دعماً لرئيس بلدية المدينة المعتقل أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لاريجاني يحذّر من دفع إيران لإنتاج سلاح نووي

لاريجاني يتحدث للتلفزيون الرسمي الإيراني (الشرق الأوسط)
لاريجاني يتحدث للتلفزيون الرسمي الإيراني (الشرق الأوسط)
TT
20

لاريجاني يحذّر من دفع إيران لإنتاج سلاح نووي

لاريجاني يتحدث للتلفزيون الرسمي الإيراني (الشرق الأوسط)
لاريجاني يتحدث للتلفزيون الرسمي الإيراني (الشرق الأوسط)

حذَّر علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، من تغيير مسار برنامج إيران النووي إذا تعرضت لهجوم من الولايات المتحدة.

وقال المرشد علي خامنئي، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستتلقى «صفعة قوية» إذا تصرفت بناءً على تهديدات الرئيس دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن.

وقال لاريجاني في حديث للتلفزيون الرسمي إن «فتوى المرشد تحرّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أميركا، قد يضطر الشعب الإيراني إلى المطالبة بتصنيعه».

وأضاف لاريجاني إن «عقلاءهم (الأميركيين) أنفسهم أدركوا أنه إذا هاجموا إيران، فسيدفعونها نحو السلاح النووي».

وسلمت إيران، الاثنين، تحذيراً يتعلق بتهديدات ترمب إلى السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأمريكية وتعمل وسيطاً بين واشنطن وطهران، وعبَّرت طهران في هذا التحذير عن تصميمها على الرد «بحزم وبشكل فوري» على أي تهديد.

وكانت طهران قد تلقت رسالة من الرئيس ترمب مطلع الشهر الحالي، أمهل فيها إيران شهرين لاتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات جديدة حول برنامجها النووي، أو مواجهة تحرّك عسكري محتمل.

وقال خامنئي في خطبة عيد الفطر: «في حال اعتدى الأعداء على إيران، فإنهم سيتلقون ضربة شديدة وقوية». وحذَّر الولايات المتحدة وإسرائيل من التفكير في «إثارة الفتنة داخل البلاد مثلما فعلتا في السنوات القليلة الماضية، فإن الشعب الإيراني سيتعامل معهما بنفسه».

وقال لاريجاني إن «الأميركيين لم يوضحوا موقفهم بوضوح في رسالتهم»، وأضاف مخاطباً الولايات المتحدة: «ماذا تريدون من إيران؟ وماذا ستقدمون بالمقابل؟».

وقلَّل لاريجاني من تأثير الخيار العسكري على برنامج بلاده النووي. وقال: «حتى لو هاجمت الولايات المتحدة منشآتنا، فلن تتمكن من تأخير تقدمنا النووي لأكثر من عام أو عامين؛ لأننا اتخذنا التدابير اللازمة لهذا الأمر».

ورأى أن «سلوك ترمب أصبح قضية عالمية، ونعتقد أنه قد يسعى إلى تصرف غير محسوب، رغم أن هذا الاحتمال ضعيف، لكن قواتنا العسكرية في حالة تأهب».

وقال لاريجاني: «لدينا تحليلات خارجية تشير إلى وجود مخططات لخلق الفوضى داخل إيران، بالتزامن مع تحركات من الخارج».

وأضاف: «من المستحيل أن تدفع أي جهة الشعب الإيراني للتخلي عن ثورته».

كما اتهم الولايات المتحدة بممارسة الضغوط على الدول الغربية لمنعها من إقامة علاقات مع طهران. وصرح في هذا الصدد: «معظم الدول الغربية ترغب في إقامة علاقات مستقلة مع إيران، لكنها لا تتخذ موقفاً حاسماً بسبب ضغوط واشنطن».

ودافع لاريجاني في جزء من تصريحاته عن تدخل إيران في سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد. وقال: «الإعلام الغربي يسلّط الضوء على تكاليف إيران في سوريا، لكن الواقع أن هذا التدخل كان ضرورة أمنية وطنية. واجهت إيران وروسيا والعراق وسوريا تهديداً مشتركاً، وكان من المنطقي التعاون لمكافحة الإرهاب».

وأضاف: «ما النتيجة؟ تمكنّا من ردع العدو قبل أن يصل إلى حدودنا، وعززنا أمن المنطقة، وأثبتنا أن الاستثمار في الأمن الوطني كان قراراً صائباً».