الكنيست يقر موازنة حكومة نتنياهو وسط تظاهرات واشتباكات

عناصر من الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين أغلقوا طريقًا يؤدي إلى البرلمان يوم الثلاثاء (أ.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين أغلقوا طريقًا يؤدي إلى البرلمان يوم الثلاثاء (أ.ب)
TT
20

الكنيست يقر موازنة حكومة نتنياهو وسط تظاهرات واشتباكات

عناصر من الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين أغلقوا طريقًا يؤدي إلى البرلمان يوم الثلاثاء (أ.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين أغلقوا طريقًا يؤدي إلى البرلمان يوم الثلاثاء (أ.ب)

أقر الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بشكل نهائي موازنة الدولة لعام 2025 التي قدمتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، (الثلاثاء) وسط مظاهرات واسعة على أبوابه واشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة.

وشهد الكنيست جلسة عاصفة أظهرت انقساما بين النواب والحكومة بشأن مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة والمشهد السياسي العام.ووافق البرلمان الإسرائيلي على الموازنة بأغلبية 66 صوتاً مقابل 52 صوتاً، قبل الموعد النهائي المحدد في 31 مارس (آذار) مما حال دون انهيار الحكومة.وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قبل التصويت: «هذه موازنة حرب... وستكون موازنة نصر».

ونوقشت الموازنة في جلسة عاصفة داخل مقر البرلمان حيث دخلت عائلات بعض الرهائن إلى القاعة الرئيسية رافعين لافتات وصور ذويهم. وانضم إليهم نواب من المعارضة رافعين أيضا لافتات كُتب عليها الرقم 59، وهو عدد الرهائن الذين لا يزالون في قطاع غزة. ويُعتقد أن 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة.

وقبل التصويت حاول المحتجون في الخارج منع أعضاء البرلمان من دخول المبنى، وأغلق متظاهرون المداخل، ودخل بعض النواب بصعوبة إلى البرلمان تحت حماية الشرطة، فيما وصل وزير الدفاع يسرائيل كاتس بطائرة مروحية.

وقال رئيس الكنيست أمير أوحانا خلال الجلسة: «حرية التعبير مكفولة في دولة إسرائيل، لكن لا أحد يملك حرية عرقلة العملية الديمقراطية في الكنيست بالقوة».

وقبل أيام من إقرار الموازنة، طالبت أحزاب اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم)، والتي تمثل مجتمعات تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي، بما يزيد على مليار شيقل (277 مليون دولار) لمعاهدها الدينية وغيرها من المجالات ذات الأهمية للحريديم.

وترفض المعارضة من تيار الوسط في الكنيست استثناء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية، وتستند إلى ذلك في احتجاجها على تقديم مخصصات لهم.


مقالات ذات صلة

«القسام» تنشر تسجيلاً مصوراً لمحتجزَين إسرائيليَين... وتحذر: «الوقت ينفد»

المشرق العربي محتجزان إسرائيليان أحدهما مصاب ظهرا في فيديو نشرته «كتائب القسام» (لقطة من فيديو)

«القسام» تنشر تسجيلاً مصوراً لمحتجزَين إسرائيليَين... وتحذر: «الوقت ينفد»

نشرت حركة «حماس»، اليوم السبت، تسجيلاً مصوراً لرهينتين إسرائيليين ظهر أحدهما وهو يقول إنه أصيب في قصف على المكان الذي يوجدون فيه ونجا من الموت بأعجوبة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية حسين سلامي القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني (أ.ب) play-circle

«الحرس الثوري»: لن نبدأ حرباً لكننا مستعدون لها ولن نتراجع

قال القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، إن «إيران لن تبدأ حرباً، لكنها مستعدة تماماً لمواجهة أي تهديدات عسكرية من العدو».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمدرسة يلجأ إليها النازحون بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة (رويترز) play-circle

مع استمرار الحصار... «الصحة العالمية» تحذر من التدهور السريع للوضع في غزة

حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط حنان بلخي، اليوم (السبت)، من أن الوضع في غزة يتدهور بوتيرة سريعة مع استمرار الحصار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle

مسؤولون يتوقعون زيارة نتنياهو للبيت الأبيض يوم الاثنين

كشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين اليوم (السبت) أنه من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البيت الأبيض يوم الاثنين لمناقشة الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس تلتقي الرئيس اللبناني جوزيف عون بالقصر الرئاسي في بعبدا (رويترز)

لبنان: المبعوثة الأميركية أورتاغوس تعقد اجتماعات «بناءة» و«إيجابية» مع عون وسلام

عقد الرئيس اللبناني جوزيف عون اجتماعا «بنّاء» اليوم السبت مع نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس بحثا خلاله الوضع في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إسرائيل تخطط لتجزئة الضفة كما تفعل في غزة

جنديان إسرائيليان يقفان إلى جانب آلية عسكرية خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية 4 مارس 2025 (رويترز).
جنديان إسرائيليان يقفان إلى جانب آلية عسكرية خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية 4 مارس 2025 (رويترز).
TT
20

إسرائيل تخطط لتجزئة الضفة كما تفعل في غزة

جنديان إسرائيليان يقفان إلى جانب آلية عسكرية خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية 4 مارس 2025 (رويترز).
جنديان إسرائيليان يقفان إلى جانب آلية عسكرية خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية 4 مارس 2025 (رويترز).

أكّدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية وجود مساعٍ كبيرة من جانب إسرائيل لإعادة إحيار مشروع «روابط القرى»، الذي يقسم المناطق الفلسطينية في الضفة إلى كانتونات صغيرة تقع تحت سيطرتها، وهو ما رفضه الفلسطينيون بقوة في سبعينات القرن الماضي.

وتحاول إسرائيل تنفيذ المشروع ضمن خطة «اليوم التالي» في قطاع غزة، وفق تقدير المصادر التي أوضحت أن الجهات الإسرائيلية التي تروج للمشروع بين الفلسطينيين تضم ممثلين للحكومة، على رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع ويتولى مسؤولية الإدارة المدنية في الضفة الغربية.

وتسعى إسرائيل أيضاً إلى استقطاب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروببة وقوى عربية إقليمية لهذه الفكرة،

وبحسب جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي، لعب دوراً في إدارة المناطق المحتلة، فإن هذا المشروع لا يلقى اليوم أي تأييد في الشارع الفلسطيني، مثلما كان عليه الحال في سنة 1978، عندما حاولت حكومة رئيس الوزراء مناحيم بيغن تسويقه.

رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن (يسار) وقائد أركان الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان (غيتي)
رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن (يسار) وقائد أركان الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان (غيتي)

وأضاف: «حينها كان الهدف استبدال منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بقيادات محلية عشائرية. وعملنا كل ما في وسعنا واستخدمنا قوة عنيفة لفرض هذا المشروع وفشلنا»، مشيراً إلى محاولة اغتيال اثنين من رؤساء البلديات هما بسام الشكعة في نابلس، وكريم خلف في رام الله، وتنفيذ اعتقالات في صفوف نشطاء منظمة التحرير.

وتابع: «في البداية اعترض الفلسطينيون على روابط القرى هذه، وفي بعض الحالات نُفذت اعتداءات واغتيالات لقادة تلك الروابط، ولكن اليمين الإسرائيلي أيضاً اعترض عليها، خصوصاً عندما بدأت تتحدث عن إقامة حركة سياسية تطالب بالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فقد خشوا أن يقود نشاطها إلى إقامة دولة فلسطينية، وراحوا يمارسون الضغوط لبناء مستوطنات».

ومضى قائلاً: «تم فعلاً بناء مستوطنات عديدة. وفي الوقت ذاته، بدأ الفلسطينيون يتحدثون عن فساد مريع في نشاط رؤساء روابط القرى. وفي مرحلة لاحقة، قررت إسرائيل تفكيك هذه الروابط».

«إما حياة كريمة وإما انتفاضة»

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن أهدافه في غزة، ارتباطاً بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للهجرة الطوعية. وفي مقابل الطلب الأميركي بمعرفة خطته لليوم التالي في غزة، راح يطرح فكرة روابط القرى، لكن ليس بمعزل عن الإصرار على تحقيق «نصر عسكري» في غزة والضفة، والاحتلال العسكري طويل الأمد لغزة، الذي يستعد حزب سموتريتش «الصهيونية الدينية» لدعمه بإقامة مستوطنات على الأرض.

فلسطينيون ملتفون حول جثمان شاب لدى تشييعه بعد مداهمة إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية في 4 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
فلسطينيون ملتفون حول جثمان شاب لدى تشييعه بعد مداهمة إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية في 4 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

وفي غزة، باشر نتنياهو مع رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، تنفيذ خطة تشمل الاستيلاء على الأراضي، أولاً في شمال قطاع غزة، وطرد أكبر عدد ممكن من المدنيين، وفرض «أمراء حرب» محليين داخل «فقاعات» إقليمية صغيرة تدير حياة من يبقون.

هذه هي «نسخة غزة» من خطة «الكانتونات» التي طرحها أول مرة المستشرق اليميني المتطرف، مردخاي كيدار، واقترح فيها إقامة إمارات أو جزر معزولة ذات حكم ذاتي فلسطيني محدود في الضفة الغربية، لكن تحت سيطرة أمنية إسرائيلية لحماية المستوطنات وازدهارها.

وقال الباحث في شؤون إسرائيل والشرق الأوسط، أساف دافيد، لصحيفة «هآرتس»، يوم الجمعة الماضي، إن هذه الخطة تعكس المعنى العملي لـ«صفقة القرن» التي طرحها ترمب. وعلى الرغم من أنها تحدثت عن «دولة فلسطينية»، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن نظام ترمب الحالي لن يحبط تنفيذ مثل هذه الخطة، بل سيروج لها.

وأضاف: «بافتراض أن اليمين الذي يقوى في إسرائيل لا يحشد الدعم الأميركي الكافي، أو يواجه معارضة عربية فعلية لطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية في السنوات المقبلة، فإن إحياء روابط القرى في الضفة الغربية، ووفق خطة الحكومة أيضاً في غزة، سيرافقنا لسنوات طويلة».

واستطرد: «هذا هو الواقع الذي يجب على اليسار في إسرائيل أن يستعد له: العمل على توفير حياة كريمة للفلسطينيين، أو انتفاضة عنيفة ستكون أكثر خطورة من 7 أكتوبر (تشرين الأول)».

ويرى خبراء إسرائيليون أنه حتى لو قيَّد الكونغرس إدارة ترمب بعد انتخابات التجديد النصفي، أو إذا ما استُبدلت بإدارة ديمقراطية بعد 4 سنوات، وإن سقط نظام نتنياهو قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر 2026، أو تم استبداله عبر الانتخابات، فإن ما سيحدث على الأرض، حتى ذلك الحين، سيكون من الصعب جداً التراجع عنه.