طهران ترفض الكشف عن مضمون رسالة ترمب... والرد قيد الدراسة

«الخارجية» الإيرانية دعت تركيا إلى حوار بشأن الوضع السوري

وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)
TT
20

طهران ترفض الكشف عن مضمون رسالة ترمب... والرد قيد الدراسة

وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)

رفضت إيران الإفصاح عن مضمون رسالة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ونفت أي صلة بين الرد عليها وزيارة وزير خارجيتها، عباس عراقجي، سلطنة عُمان.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد كشف في 7 مارس (آذار) الحالي عن أنه بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية يضغط فيها للتفاوض بشأن الملف النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

وسلّمت سلطنة عُمان الرسالة الموجّهة من ترمب إلى المرشد علي خامنئي، الذي استبعد عقد محادثات مع الولايات المتحدة، وأفاد بأن المفاوضات المقترحة «لن تؤدي إلى رفع العقوبات، بل ستتسبب في تشديدها».

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن «إيران لا ترى أي مبرر لنشر رسالة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب»، وأشار إلى أن «ما نشر بوسائل الإعلام هو مجرد تكهنات في معظمها، ومحتوى الرسالة لا يختلف كثيراً عن التصريحات العلنية التي أدلى بها ترمب».

وأكد بقائي أن إيران سترد على الرسالة بعد إكمال دراستها.

إلى ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «أي صلة بين زيارة وزير الخارجية إلى عُمان ورسالة ترمب».

وكان عراقجي ونظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، قد أكدا «أهمية تهيئة الظروف الداعمة للحلول الدبلوماسية»، واستخدام «قنوات الحوار والوسائل السلمية لمعالجة القضايا وتخفيف التوترات»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء العمانية».

وتُعدّ عمان من الوسطاء التقليديين بين الولايات المتحدة وإيران، خصوصاً في الملف النووي خلال السنوات الأخيرة.

وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي خلال استقباله نظيره الإيراني عباس عراقجي في مسقط (العمانية)
وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي خلال استقباله نظيره الإيراني عباس عراقجي في مسقط (العمانية)

وبشأن قبول إيران عرضاً بالتفاوض مع الأميركيين، أوضح بقائي أن «المفاوضات الدبلوماسية يجب أن تستند إلى قبول المصالح المتبادلة من الطرفين، على أساس الاحترام المتبادل، والأهم من ذلك الوفاء بالالتزامات».

وتابع الدبلوماسي الإيراني: «لقد كان أداء أميركا غير لائق في جميع الحالات، وأظهرت أنها غير وفية لتعهداتها، ذلك أنها تعدّ الحوار مجرد أداة سياسية للضغط. وما دام الأمر كذلك، فجوابنا واضح».

وشدد بقائي على أن «إيران سترد بحزم على أي تهديد لسلامة أراضيها ومصالحها الوطنية».

واشترطت إيران التأكد من وجود «منافع اقتصادية» قبل الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع الإدارة الأميركية، في حين أكدت أنها تعمل على صياغة ردٍّ على رسالة الرئيس دونالد ترمب.

العلاقة مع تركيا

إقليمياً، أوضح بقائي أن التفاعل مستمر بين إيران وتركيا، وقال إن البلدين «على وعي كافٍ بأهمية علاقتهما»، مشيراً إلى أن «الخلافات بشأن الأوضاع في سوريا، يجب أن تناقش من خلال الحوار».

إلى ذلك، أعربت روسيا عن أملها في استمرار المشاورات والتنسيق مع إيران بشأن «القضايا المهمة دولياً وإقليمياً».

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأربعاء، إنه هنأ نظيره الإيراني عباس عراقجي بحلول عيد «النوروز» في إيران.

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن لافروف شجع «تعزيز مستوى العلاقات بين روسيا وإيران»، مشيراً إلى توقيع «معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة» بين البلدين، وإلى الزيادة السريعة في التبادلات التجارية وتنفيذ المشروعات المشتركة في قطاعات البنية التحتية.


مقالات ذات صلة

ترمب يتوعّد إيران بـ«أمور سيئة» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز) play-circle

ترمب يتوعّد إيران بـ«أمور سيئة» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي

عدّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أن «أموراً سيئة» ستحدث لإيران إذا أخفقت في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إيرانيون يعرضون مجسمات كرتونية تمثل الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مسيرة في طهران يوم 28 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قاليباف: الاعتداء على إيران سيُفجر كل المنطقة

حذَّرت إيران من «انفجار كل الشرق الأوسط» في حال نفذت الولايات المتحدة اعتداءً عليها، ملوحة بهجمات ضد القواعد الأميركية في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع الخارجية الإيرانية من حوار عراقجي مع موقع «خبر أونلاين»

إيران ترد رسمياً على رسالة ترمب عبر عُمان

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران أرسلت ردا عبر سلطنة عمان على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي حثها فيها على إبرام اتفاق نووي جديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مستشار المرشد الإيراني في حوار سابق مع وكالة «أرنا» الرسمية

إيران بشروطها تفتح باب التفاوض «غير المباشر» مع واشنطن

قال كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني، الخميس، إن طهران لم تغلق جميع الأبواب لحل خلافاتها مع الولايات المتحدة، وإنه مستعدة لإجراء محادثات غير مباشرة مع واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ترمب يؤدي التحية عند نزوله من الطائرة الرئاسية «مارين ون» في نيوجيرسي السبت الماضي (أ.ف.ب)

هل فريق ترمب منقسم بشأن إيران؟

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تناقضات في استراتيجيته تجاه إيران؛ حيث يجمع بين التهديدات العسكرية وعروض التفاوض بشأن البرنامج النووي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بن غفير يتهم رئيس «الشاباك» بمحاولة انقلاب

رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)
رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT
20

بن غفير يتهم رئيس «الشاباك» بمحاولة انقلاب

رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)
رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)

هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، واتهمه بمحاولة تنفيذ انقلاب على الحكومة.

وقال بن غفير في مقابلة مع قناة «i24NEWS» إن بار «يقوم بانقلاب»، مضيفاً: «إنه يجمع الأدلة ضد مسؤول منتخب»، في إشارة إلى تحقيقات كان مسؤول «الشاباك» يجريها مع موظفين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتُظهر تصريحات بن غفير العلنية إلى أي حد وصلت المواجهة بين الحكومة الإسرائيلية ورئيس «الشاباك» الذي أقاله بنيامين نتنياهو الخميس قبل الماضي، في خطوة جمّدتها المحكمة العليا، وأججت الخلافات السياسية الداخلية في إسرائيل.

وكان نتنياهو طلب في بداية الأمر من بار الاستقالة، لكن الأخير رفض. ثم أعلن نتنياهو نيته إقالة بار علانية، لكن الأخير رفض الاستقالة وتحداه ثانية. ودخلت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، على الخط، محذرة نتنياهو من أنه لا يستطيع إقالة بار. لكن رئيس الوزراء عقد الخميس قبل الماضي اجتماعاً حكومياً أفضى إلى تصويت بإقالة رئيس «الشاباك»، في خطوة أحدثت زلزالاً سياسياً وقانونياً، ووحدت المعارضة ضد نتنياهو وحكومته، وأطلقت سلسلة من الاحتجاجات أعادت إسرائيل إلى انقسام ما قبل هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023،

وجاءت إقالة رئيس «الشاباك» في الوقت الذي كان يحقق خلاله الجهاز مع موظفين في مكتب نتنياهو، وهو وضع وصفته المستشارة القضائية للحكومة بهاراف - ميارا بأنه يشكل تضارب مصالح، ويمنع إقالة بار.

بنيامين نتنياهو مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست بالقدس يوم 19 مارس الحالي (رويترز)
بنيامين نتنياهو مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست بالقدس يوم 19 مارس الحالي (رويترز)

لكن نتنياهو تجاهل ذلك ومضى في القرار حتى جمدته المحكمة العليا الإسرائيلية، في قرار عمّق الأزمة. وحذّرت بهاراف - ميارا من أن الإقالة تواجه تحديات قانونية، ثم أصدرت المحكمة العليا أمراً قضائياً مؤقتاً يعلق إقالة بار. وبعد صدور الأمر القضائي، أبلغت بهاراف - ميارا، التي تسعى الحكومة أيضاً إلى إقالتها، نتنياهو بأنه ممنوع قانونياً من تعيين رئيس جديد لـ«الشاباك»، أو حتى إجراء مقابلات لشغل المنصب، بما في ذلك تعيين رئيس مؤقت.

ورداً على الأمر القضائي قالت الحكومة إنه لا يمكن إجبارها على العمل مع رئيس لـ«الشاباك» لا تثق به. ورفضت الحكومة أيضاً ادعاء بهاراف - ميارا بأن هناك تضارب مصالح. وأضافت في مذكرة قدمتها للمحكمة يوم الثلاثاء الماضي أن البدء في البحث عن خليفة بار أمر بالغ الأهمية للأمن القومي. وقالت إن البحث سيستغرق نحو أسبوعين. ووافقت المحكمة على إجراء مقابلات ولكن ليس إقالة بار حالياً.

وتناقش الحكومة العليا التماسات قدمتها أحزاب معارضة ومنظمات غير حكومية عدة ضد إقالة بار بسبب تضارب المصالح.

وحذر قادة المعارضة في إسرائيل وكتاب ومحللون ومسؤولو أمن سابقون وأسلاف بار في قيادة «الشاباك» من أن نتنياهو يفكك الدولة ويعرّض الديمقراطية الإسرائيلية للخطر من خلال تعيين الموالين له على رأس هذا الجهاز الأمني.

ولم يسبق في تاريخ إسرائيل أن أقال رئيس وزراء رئيساً لـ«الشاباك». وأنهى جميع من تولوا قيادة جهاز الأمن العام فترات تعيينهم باستثناء اثنين استقالا من نفسهما قبل المدة.

وكان بار تحدى نتنياهو وتعهد بالبقاء في منصبه حتى عودة جميع الرهائن من غزة وتشكيل لجنة تحقيق حكومية في هجوم «حماس»، وهو ما تعارضه الحكومة.

وساءت علاقة بار بنتنياهو إلى حد كبير بعد هجوم «حماس» وفي ظل اتهامات متبادلة بتحمل المسؤولية والفشل عن الهجوم.