بن غفير يتهم رئيس «الشاباك» بمحاولة انقلاب

إقالة بار المعلّقة تسلط الضوء على عمق الانقسام السياسي في إسرائيل

رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)
رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT
20

بن غفير يتهم رئيس «الشاباك» بمحاولة انقلاب

رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)
رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار (وسط) (أرشيفية - إ.ب.أ)

هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، واتهمه بمحاولة تنفيذ انقلاب على الحكومة.

وقال بن غفير في مقابلة مع قناة «i24NEWS» إن بار «يقوم بانقلاب»، مضيفاً: «إنه يجمع الأدلة ضد مسؤول منتخب»، في إشارة إلى تحقيقات كان مسؤول «الشاباك» يجريها مع موظفين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتُظهر تصريحات بن غفير العلنية إلى أي حد وصلت المواجهة بين الحكومة الإسرائيلية ورئيس «الشاباك» الذي أقاله بنيامين نتنياهو الخميس قبل الماضي، في خطوة جمّدتها المحكمة العليا، وأججت الخلافات السياسية الداخلية في إسرائيل.

وكان نتنياهو طلب في بداية الأمر من بار الاستقالة، لكن الأخير رفض. ثم أعلن نتنياهو نيته إقالة بار علانية، لكن الأخير رفض الاستقالة وتحداه ثانية. ودخلت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، على الخط، محذرة نتنياهو من أنه لا يستطيع إقالة بار. لكن رئيس الوزراء عقد الخميس قبل الماضي اجتماعاً حكومياً أفضى إلى تصويت بإقالة رئيس «الشاباك»، في خطوة أحدثت زلزالاً سياسياً وقانونياً، ووحدت المعارضة ضد نتنياهو وحكومته، وأطلقت سلسلة من الاحتجاجات أعادت إسرائيل إلى انقسام ما قبل هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023،

وجاءت إقالة رئيس «الشاباك» في الوقت الذي كان يحقق خلاله الجهاز مع موظفين في مكتب نتنياهو، وهو وضع وصفته المستشارة القضائية للحكومة بهاراف - ميارا بأنه يشكل تضارب مصالح، ويمنع إقالة بار.

بنيامين نتنياهو مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست بالقدس يوم 19 مارس الحالي (رويترز)
بنيامين نتنياهو مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست بالقدس يوم 19 مارس الحالي (رويترز)

لكن نتنياهو تجاهل ذلك ومضى في القرار حتى جمدته المحكمة العليا الإسرائيلية، في قرار عمّق الأزمة. وحذّرت بهاراف - ميارا من أن الإقالة تواجه تحديات قانونية، ثم أصدرت المحكمة العليا أمراً قضائياً مؤقتاً يعلق إقالة بار. وبعد صدور الأمر القضائي، أبلغت بهاراف - ميارا، التي تسعى الحكومة أيضاً إلى إقالتها، نتنياهو بأنه ممنوع قانونياً من تعيين رئيس جديد لـ«الشاباك»، أو حتى إجراء مقابلات لشغل المنصب، بما في ذلك تعيين رئيس مؤقت.

ورداً على الأمر القضائي قالت الحكومة إنه لا يمكن إجبارها على العمل مع رئيس لـ«الشاباك» لا تثق به. ورفضت الحكومة أيضاً ادعاء بهاراف - ميارا بأن هناك تضارب مصالح. وأضافت في مذكرة قدمتها للمحكمة يوم الثلاثاء الماضي أن البدء في البحث عن خليفة بار أمر بالغ الأهمية للأمن القومي. وقالت إن البحث سيستغرق نحو أسبوعين. ووافقت المحكمة على إجراء مقابلات ولكن ليس إقالة بار حالياً.

وتناقش الحكومة العليا التماسات قدمتها أحزاب معارضة ومنظمات غير حكومية عدة ضد إقالة بار بسبب تضارب المصالح.

وحذر قادة المعارضة في إسرائيل وكتاب ومحللون ومسؤولو أمن سابقون وأسلاف بار في قيادة «الشاباك» من أن نتنياهو يفكك الدولة ويعرّض الديمقراطية الإسرائيلية للخطر من خلال تعيين الموالين له على رأس هذا الجهاز الأمني.

ولم يسبق في تاريخ إسرائيل أن أقال رئيس وزراء رئيساً لـ«الشاباك». وأنهى جميع من تولوا قيادة جهاز الأمن العام فترات تعيينهم باستثناء اثنين استقالا من نفسهما قبل المدة.

وكان بار تحدى نتنياهو وتعهد بالبقاء في منصبه حتى عودة جميع الرهائن من غزة وتشكيل لجنة تحقيق حكومية في هجوم «حماس»، وهو ما تعارضه الحكومة.

وساءت علاقة بار بنتنياهو إلى حد كبير بعد هجوم «حماس» وفي ظل اتهامات متبادلة بتحمل المسؤولية والفشل عن الهجوم.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تسمح لمواطنيها بالسياحة في سيناء رغم حرب غزة... ما موقف القاهرة؟

تحليل إخباري ساحة العلم في مدينة طابا (محافظة جنوب سيناء)

إسرائيل تسمح لمواطنيها بالسياحة في سيناء رغم حرب غزة... ما موقف القاهرة؟

«القناة 12» العبرية بثّت تقريراً مصوراً تضمن أن 40 ألف إسرائيلي عبروا من منفذ طابا باتجاه سيناء في مصر لقضاء عطلة «عيد الفصح».

هشام المياني (القاهرة)
شؤون إقليمية قوات تركية في شمال سوريا (أرشيفية - رويترز) play-circle

مسؤول: إسرائيل منفتحة على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية «محدودة» في سوريا

صرّح مسؤول إسرائيلي، الجمعة، أن بلاده «متفائلة جداً» بشأن محادثات خفض التوتر مع تركيا، مضيفاً أن تل أبيب «منفتحة حتى» على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ) play-circle

إردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة «نسف الثورة» في سوريا

اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بالسعي إلى «نسف الثورة» في سوريا من خلال تأجيج الانقسامات في البلاد بعد سقوط بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يظهرون على الحدود بين إسرائيل وغزة (د.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعتزم طرد جنود احتياط يدينون حرب غزة

ذكر الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، أنه سيطرد جنود احتياط في سلاح الجو وقَّعوا على رسالة تدين الحرب في غزة، وتتهمه بخدمة مصالح سياسية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي آليات تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تسير أمام مبانٍ مدمرة أثناء قيامها بدورية في قرية كفركلا جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب) play-circle

لبنان: قوة مشاة إسرائيلية تدخل متنزهات الوزاني في الجنوب

دخلت قوة مشاة إسرائيلية قبل ظهر الجمعة إلى متنزهات بلدة الوزاني في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ترقب دولي لمفاوضات مسقط اليوم

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف (أ.ف.ب)
TT
20

ترقب دولي لمفاوضات مسقط اليوم

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف (أ.ف.ب)

تتجَّه الأنظار، اليوم، إلى مسقط، عاصمة سلطنة عمان؛ حيث من المقرر انطلاق مفاوضات بين المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.

ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصفها بـ«المفاوضات المباشرة»، فإن الإيرانيين أكدوا أنها ستجري عبر «تبادل النصوص المكتوبة».

ومع ذلك، زعم تقرير لـ«نيويورك تايمز»، أن المرشد الإيراني علي خامنئي قد يوافق بعد ضغط من مسؤولين إيرانيين على مفاوضات مباشرة «إن لزم الأمر»، بسبب «وضع داخلي خطير».

أوروبياً، حذَّر دبلوماسيون من غياب التكتل عن المفاوضات، كما حذّروا من أن يرفع إهمال دورهم احتمالات قيام واشنطن وتل أبيب بعمليات عسكرية ضد إيران.

وفي واشنطن، قال خبير متخصص في الشأن الإيراني إن حظوظ فشل المفاوضات أو نجاحها متساوية، وإن الرئيس ترمب أمام خيارين؛ إما ضرب إيران، أو زيارتها بعد اتفاق.