إيران تشترط «منافع اقتصادية» للتفاوض مع ترمب

قاليباف قال إن «الخارجية» سترد على رسالة الرئيس الأميركي

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)
TT
20

إيران تشترط «منافع اقتصادية» للتفاوض مع ترمب

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)

اشترطت إيران التأكد من وجود «منافع اقتصادية» قبل الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع الإدارة الأميركية، في حين أكدت أنها تعمل على صياغة ردٍّ على رسالة الرئيس دونالد ترمب.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن رئيس البرلمان محمد قاليباف، قوله إن ترمب «يريد فرض شروطه بالقوة، ومن ثم يطالب بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهو ما لن تقبله إيران».

وأشار قاليباف إلى أن بلاده ستواصل المفاوضات مع الدول الخمس في الاتفاق النووي، بهدف إجهاض الحظر بالجهود الدبلوماسية.

وقال رئيس البرلمان: «إيران لا تقول إنها لن تتفاوض، لكن إذا تمكنت من الانتفاع اقتصادياً من الاتفاق النووي ستجلس إلى طاولة المفاوضات، بحيث تصدر نفطها وتتمكن مصارفها من التعامل المالي مع العالم، ويتمكن المستثمرون من الاستثمار في عموم البلاد».

وكشف قاليباف أن «الخارجية الإيرانية تعد رداً على رسالة ترمب، رغم أنه مزق اتفاقاً التزمت به الإدارة الأميركية عام 2015».

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد كشف في السابع من مارس (آذار) عن أنه بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية يضغط فيها للتفاوض بشأن الملف النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

وسلّمت سلطنة عُمان الرسالة الموجّهة من ترمب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي استبعد عقد محادثات مع الولايات المتحدة، وأفاد بأن المفاوضات المقترحة «لن تؤدي إلى رفع العقوبات، بل ستتسبب في تشديدها».

توتر وتهديدات

وأبلغت إيران مجلس الأمن الدولي أن الرئيس الأميركي ومسؤولين آخرين أدلوا بتصريحات «متهورة واستفزازية»، وجهوا من خلالها اتهامات لا أساس لها، وهددوا باستخدام القوة ضد طهران.

وكان ترمب قد حمَّل إيران «مسؤولية أي هجمات أخرى تنفذها جماعة الحوثي»، وأنها «ستواجه عواقب وخيمة».

في غضون ذلك، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن «مسيّرة تجسس أميركية انسحبت من المجال الجوي الإيراني بعد اعتراضها بمقاتلة ومسيرة إيرانيتين».

ونقلت الوكالة عن الجيش الإيراني أنه «في حالة تأهب للدفاع عن حدود البلاد»، كما هددت القوة الجوية التابعة لـ«الحرس الثوري» بأنها ستُسقط أي «طائرة معادية» تدخل المجال الجوي الإيراني.

محادثات فيينا

إلى ذلك، صرَّح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، بأن بلاده «ملتزمة» بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وذلك بعد لقائه مديرها العام رافائيل غروسي.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن غريب آبادي قوله إن من الممكن حل الخلافات مع وكالة الطاقة الذرية، بشرط ألا تكون الوكالة الأممية خاضعة للضغوط، وأن تتخذ «نهجاً مستقلاً».

وشدد المسؤول الإيراني على أن بلاده ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق الضمانات. وأضاف غريب آبادي، في منشور على منصة «إكس»، أن المحادثات في فيينا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت «صريحة وبناءة».

وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين 14 مارس 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين 14 مارس 2025 (رويترز)

من ناحيته، قال غروسي، في منشور: «لقد جاء اللقاء مع نائب وزير الخارجية غريب آبادي في الوقت المناسب». وأضاف أن التعاون «لا غنى عنه لتوفير ضمانات موثوقة للطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني».

ويُثير البرنامج النووي الإيراني خشية الدول الغربية التي يتهم بعضها طهران بالسعي إلى تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.

وأبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقاً عام 2015 أتاح فرض قيود على برنامجها النووي وضمان سلميّته، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية. لكن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 خلال الولاية الأولى لترمب، وأعادت فرض عقوبات صارمة على إيران.


مقالات ذات صلة

هل فريق ترمب منقسم بشأن إيران؟

شؤون إقليمية ترمب يؤدي التحية عند نزوله من الطائرة الرئاسية «مارين ون» في نيوجيرسي السبت الماضي (أ.ف.ب)

هل فريق ترمب منقسم بشأن إيران؟

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تناقضات في استراتيجيته تجاه إيران؛ حيث يجمع بين التهديدات العسكرية وعروض التفاوض بشأن البرنامج النووي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الأركان محمد باقري وقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده خلال الكشف عن ترسانة باليستية  (التلفزيون الرسمي)

«الحرس الثوري» يكشف عن ترسانة صاروخية جديدة وسط التوتر مع واشنطن

كشف «الحرس الثوري» الإيراني عن ترسانة «صواريخ باليستية» جديدة تحت الأرض، وسط تصاعد التوترات مع واشنطن، التي استأنفت استراتيجية «الضغوط القصوى» على طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية غروسي يستمع إلى كاظم غريب آبادي على هامش مباحثاتهما في فيينا 17 مارس الحالي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

غروسي: محادثاتنا مع إيران لم تحقق تقدماً

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن آخر جولة محادثات مع مسؤول إيراني رفيع لم تسفر عن تقدم يُذكر في التحقيق النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك في بريفان مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان (د.ب.أ)

إيران تجهّز ردها على رسالة ترمب وتراهن على «المقاومة المستمرة»

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن إيران تعكف على إعداد ردّ على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إجراء محادثات نووية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية إيرانية تنظر إلى لافتة في مدخل مكتب لصرف العملات بينما تتراجع قيمة الريال الإيراني في طهران بداية الشهر الماضي (رويترز)

انهيار جديد للعملة الإيرانية وسط توترات جيوسياسية

هبطت العملة الإيرانية إلى مستوى أقل من المليون ريال مقابل الدولار، فيما يسود الاعتقاد أن العقوبات ستستمر طويلاً مع استئناف استراتيجية الضغوط القصوى.


المعارضة التركية تنتخب رئيساً مؤقتاً لبلدية إسطنبول بعد سجن إمام أوغلو

رئيس بلدية إسطنبول بالوكالة نوري أصلان يتحدث بعد أن انتُخب المجلس البلدي رئيساً مؤقتاً لإدارة المدينة في إسطنبول 26 مارس 2025 (رويترز)
رئيس بلدية إسطنبول بالوكالة نوري أصلان يتحدث بعد أن انتُخب المجلس البلدي رئيساً مؤقتاً لإدارة المدينة في إسطنبول 26 مارس 2025 (رويترز)
TT
20

المعارضة التركية تنتخب رئيساً مؤقتاً لبلدية إسطنبول بعد سجن إمام أوغلو

رئيس بلدية إسطنبول بالوكالة نوري أصلان يتحدث بعد أن انتُخب المجلس البلدي رئيساً مؤقتاً لإدارة المدينة في إسطنبول 26 مارس 2025 (رويترز)
رئيس بلدية إسطنبول بالوكالة نوري أصلان يتحدث بعد أن انتُخب المجلس البلدي رئيساً مؤقتاً لإدارة المدينة في إسطنبول 26 مارس 2025 (رويترز)

ذكرت محطة «إن تي في» التلفزيونية أن المجلس البلدي الذي تديره المعارضة في مدينة إسطنبول التركية انتخب، اليوم، رئيس بلدية مؤقتاً لإدارة المدينة بعد حبس رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو على ذمة المحاكمة بسبب اتهامات بالفساد ينفيها هو وأنصاره، ويصفونها بأنها مسيسة.

وأدى اعتقال إمام أوغلو، الأسبوع الماضي، إلى خروج أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة في أكثر من عقد، وإلى حملة اعتقالات واسعة مع نزول مئات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء البلاد في احتجاجات سلمية. وإمام أوغلو هو أبرز منافس سياسي للرئيس رجب طيب إردوغان.

وقال حزب المعارضة الرئيسي، حزب «الشعب الجمهوري»، الذي يتزعمه إمام أوغلو، وزعماء غربيون وأحزاب معارضة أخرى وجماعات حقوقية، إن سجن رئيس البلدية، الأحد، خطوة مناهضة للديمقراطية تهدف إلى القضاء على تهديد انتخابي لإردوغان، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتنفي الحكومة ممارسة أي نفوذ على القضاء، وتؤكد استقلال المحاكم. ووصف إردوغان، المهيمن على المشهد السياسي التركي منذ أكثر من عقدين، الاحتجاجات التي عمت البلاد بأنها «استعراض»، وحذّر من عواقب قانونية، ودعا حزب «الشعب الجمهوري» إلى الكف عن «استفزاز» الأتراك.

لوحة إعلانية رقمية تعرض صورة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال اجتماع للمجلس البلدي لانتخاب رئيس بلدية مؤقت لإدارة المدينة بعد سجن إمام أوغلو في انتظار المحاكمة في إسطنبول 26 مارس 2025 (رويترز)
لوحة إعلانية رقمية تعرض صورة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال اجتماع للمجلس البلدي لانتخاب رئيس بلدية مؤقت لإدارة المدينة بعد سجن إمام أوغلو في انتظار المحاكمة في إسطنبول 26 مارس 2025 (رويترز)

وذكرت «إن تي في» أن أعضاء المجلس البلدي، وعددهم 314، اختاروا نوري أصلان لرئاسة بلدية إسطنبول بتأييد 177 صوتاً. ومن المقرر أن يدير رئيس البلدية المؤقت شؤون المدينة للفترة المتبقية في ولاية إمام أوغلو. ويحظى حزب «الشعب الجمهوري» بأغلبية في المجلس البلدي.

ويمنع انتخاب رئيس بلدية مؤقت الحكومة من تعيين أمين لإدارة البلدية، مثلما فعلت في العديد من المدن الأخرى، وخاصة في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية، وذلك وسط حملة قانونية مستمرة منذ أشهر على المعارضة.

ومنذ اعتقال إمام أوغلو، انخفضت الأصول المالية التركية بصورة حادة، مما دفع البنك المركزي إلى استخدام احتياطياته لدعم الليرة. وأكدت الحكومة أن تأثير هذه التقلبات سيكون محدوداً ومؤقتاً.

وأكد حزب «الشعب الجمهوري» أنه سيواصل حشد الدعم والضغط على الحكومة. ودعا إلى مقاطعة عدد من وسائل الإعلام والعلامات التجارية والمتاجر التي يصفها بأنها مؤيدة لإردوغان.

وتخطط المعارضة أيضاً لعقد مؤتمر استثنائي في السادس من أبريل (نيسان) لمنع السلطات من تعيين أمين لإدارة الحزب بعد فتح الادعاء العام تحقيقاً في مخالفات مزعومة حول المؤتمر الأخير للحزب في 2023.