اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

لبحث فرص التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة

وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)
وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)
TT

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)
وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)

قالت مصادر دبلوماسية تركية إن اجتماعاً خماسياً رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان سيعقد في عمان، الأحد.

ويشارك وزيرا الخارجية والدفاع التركيان، هاكان فيدان، ويشار غولر، ورئيس جهاز المخابرات، إبراهيم كالين، في الاجتماع الذي يهدف إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، تسعى إليه تركيا من أجل إقناع أميركا بسحب دعمها لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بدعوى أنها حليف مهم في الحرب على «داعش».

كانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت، الخميس، أن الأردن سيستضيف، الأحد، اجتماعاً لدول الجوار السوري.

وقالت المصادر التركية، السبت، إن الاجتماع سيعقد بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة ورؤساء أجهزة المخابرات، لبحث فرص التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية.

تحالف إقليمي

وأضافت أن تركيا تولي أهمية كبيرة للتعاون الوثيق مع دول المنطقة في مواجهة التهديدات الأمنية على حدودها وخارجها، في إطار مفهوم «الملكية الإقليمية»، الذي طرحه وزير الخارجية هاكان فيدان في الأشهر الأخيرة، الذي يقوم على فكرة تولي دول المنطقة حل مشاكلها بنفسها بعيداً عن التدخلات الخارجية.

وسبق الاجتماع الخماسي، الذي طرحت فكرته للمرة الأولى من جانب تركيا في صيغة رباعية لم تكن تضم لبنان، سلسلة اجتماعات تمهيدية رفيعة المستوى بين تركيا وكل من الأردن وسوريا والعراق.

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال لقائه رئيس الأركان الأردني يوسف الحنيطي في أنقرة 6 يناير الماضي (الدفاع التركية)

فقد التقى وزيرا الخارجية والدفاع، هاكان فيدان ويشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، نظراءهم الأردنيين في أنقرة في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي، ونظراءهم السوريين في أنقرة في 15 يناير، ومن قبل ذلك نظراءهم العراقيين في بغداد في 14 مارس (آذار) 2024.

وبعد تقارير عن توجه تركي لإنشاء تحالف إقليمي يضم تركيا والأردن والعراق وسوريا، بهدف القضاء على تنظيم «داعش»، أعلن وزير الخارجية هاكان فيدان صراحة عن تشكيل التحالف خلال زيارته للعراق في يناير الماضي.

ودعا فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فياد حسين، إلى بذل جهود إقليمية مشتركة لمواجهة «حزب العمال الكردستاني» في العراق، و«وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، بالإضافة إلى «داعش».

وزيرا الخارجية العراقي فؤاد حسين والتركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في بغداد يناير الماضي (رويترز)

وشدد على أن «حزب العمال الكردستاني» يشكل تهديداً لكل من تركيا والعراق وسوريا.

وترجمت التصريحات على أنها محاولة من تركيا لتشكيل محور إقليمي ضد المسلحين الأكراد والتخلص من وجودهم على حدودها الجنوبية، لكن خبراء ومحللين رأوا أنه من الصعب أن تتحقق شراكة بين بغداد والإدارة السورية الجديدة فيما يتعلق بمواجهة «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية التركية، لاحقاً، إنه تم إعداد خريطة طريق لهذا التحالف، وإن هناك اتصالات جارية في هذا الصدد، وإن اجتماعاً رفيع المستوى بشأنه سيعقد في العاصمة الأردنية عمان قبل منتصف مارس (آذار) الحالي.

وقف دعم أميركا لـ«قسد»

وكرر فيدان، في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، الخميس الماضي، المقترح التركي، حول إنشاء التحالف لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، بديلاً للمهمة الأميركية، قائلاً إنه يمكن للقوات التركية تولي إدارة المخيمات والسجون التي تديرها «قسد» في شمال شرقي سوريا، والتي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي «داعش» وأفراد عائلاتهم، إذا لزم الأمر.

وأوضح فيدان أن «الأمر يتعلق بالاستخبارات والقوة الجوية، لذا، إذا تمكنا، نحن الجيران المباشرين لسوريا، من تشكيل منصة إقليمية خاصة بنا، فسنظل قادرين على محاربة (داعش)، حتى لو قررت أميركا الانسحاب».

إردوغان استقبل وزيري الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات في الإدارة السورية في يناير الماضي (الرئاسة التركية)

وذكر أن القلق الأكبر بالنسبة لتركيا هو «قسد» التي تدعمها أميركا بزعم التحالف معها في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، لافتاً إلى أنه حذر مراراً من أن «قسد»، التي يقدر عدد مقاتليها بنحو 65 ألفاً، يجب أن تحل نفسها وتطرد المقاتلين غير السوريين، وإلا ستواجه خطر التدخل العسكري التركي مجدداً.

وشدد على أنه «لا يمكننا السماح لـ(قسد) بالاستمرار لكننا نريد أن نمنح الإدارة السورية فرصة تولي المسؤولية في هذا الشأن ومعالجة المشكلة بأنفسهم».

وسبق لفيدان أن أكد استعداد تركيا دعم الإدارة السورية الجديدة في تولي مهمة حراسة السجون التي تؤوي عناصر «داعش» في شمال شرقي سوريا.

وحدة سوريا وممارسات إسرائيل

في السياق، أكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أحمد يلدز، أن احتلال «وحدات حماية الشعب الكردية - قسد» ثلث الأراضي السورية يشكل تهديداً خطيراً لوحدة أراضي سوريا.

وقال إن القضاء على هذه الجماعات الإرهابية شرطٌ أساسيٌّ لسوريا مستقلة وموحدة سياسياً، والحفاظ على استقرار سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها يظل «الأولوية القصوى» لتركيا.

وندد يلدز خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا ليل الجمعة - السبت، بالتوغل العسكري الإسرائيلي المستمر في الأراضي السورية، باعتباره عقبة تعترض استقرار سوريا وإدارتها الجديدة، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد تصرفات إسرائيل التوسعية والمزعزعة للاستقرار.

مندوب تركيا الدائم بالأمم المتحدة أحمد يلديز (الخارجية التركية)

وعبر يلدز عن ارتياح بلاده لتعاون سوريا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل إزالة الأسلحة الكيميائية من المنطقة بشكل كامل، معتبراً أن هذا الموقف الذي اتخذته الإدارة الجديدة في سوريا يمثل مرة أخرى «فرصة تاريخية» لإغلاق ملف الأسلحة الكيميائية أمام الجميع.

ولفت إلى أن تركيا نقلت، منذ البداية، مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، ثم إلى الإدارة السورية الجديدة، مؤكداً استعدادها لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا في هذه القضية.

وقال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الأربعاء الماضي، إن بلاده ملتزمة بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدمير بقايا برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، أثناء مشاركته في الدورة الـ108 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بمقرها الرئيسي في مدينة لاهاي الهولندية.


مقالات ذات صلة

سوريا «الهشة» تحت ضغط العقوبات والاعتداءات الإسرائيلية

المشرق العربي دبابة إسرائيلية تدخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا قرب بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل في 17 مارس 2025 (إ.ب.أ)

سوريا «الهشة» تحت ضغط العقوبات والاعتداءات الإسرائيلية

تواصل إسرائيل توغلاتها وغاراتها على سوريا، فيما تتحدث واشنطن عن إمكان تخفيف العقوبات عن دمشق.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك (الدفاع التركية)

تركيا تؤكد بقاء قواتها وتتحدث عن تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري

قالت وزارة الدفاع التركية إن الفترة المقبلة قد تشهد تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري أو أفراد اتصال في وزارتي الدفاع لتحديد الاحتياجات العاجلة وتلبيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جنود عراقيون ينتشرون عند سياج خرساني ممتد على أجزاء من الحدود مع سوريا (إعلام أمني)

«خلية أزمة» عراقية للتنسيق مع سوريا... برئاسة السوداني

شكّل العراق «خلية أزمة» أمنية تنسق مع الإدارة الجديدة في سوريا، في حين نفى الجيش العراقي حصول اشتباكات في مناطق الشريط الحدودي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي الشرع مستقبلاً الوفد الألماني في قصر الشعب (سانا) play-circle 00:48

الشرع يستقبل بيربوك... وافتتاح سفارة ألمانيا في دمشق

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اليوم (الخميس)، وفداً من ألمانيا على رأسه وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سجن رومية في لبنان (متداولة)

بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري إلى دمشق

أفاد مسؤول قضائي لبناني بأن بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري، من أصل أكثر من ألفين يقبعون داخل السجون اللبنانية المكتظة، في ملفّ شائك بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

اليونان تستبعد عقد اجتماع رفيع المستوى قريباً مع تركيا بعد سجن إمام أوغلو

العَلم اليوناني يرفرف فوق مبنى البرلمان في أثينا باليونان 1 مارس 2023 (رويترز)
العَلم اليوناني يرفرف فوق مبنى البرلمان في أثينا باليونان 1 مارس 2023 (رويترز)
TT

اليونان تستبعد عقد اجتماع رفيع المستوى قريباً مع تركيا بعد سجن إمام أوغلو

العَلم اليوناني يرفرف فوق مبنى البرلمان في أثينا باليونان 1 مارس 2023 (رويترز)
العَلم اليوناني يرفرف فوق مبنى البرلمان في أثينا باليونان 1 مارس 2023 (رويترز)

قال متحدث باسم الحكومة اليونانية، اليوم الاثنين، إنه من غير المرجح عقد اجتماع رفيع المستوى مع تركيا في المستقبل القريب، لمناقشة الخلافات القائمة بين الجانبين منذ وقت طويل، وذلك عقب إلقاء القبض على رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ورغم كونهما عضوين في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، فإن هناك خلافات بين الدولتين، منذ عقودٍ، حول حدودهما البحرية في بحر إيجه والمجال الجوي، فضلاً عن قضية قبرص المقسّمة عرقياً.

وبعد اتفاقهما، عام 2023، على طي صفحة الماضي وإصلاح العلاقات، كان البَلدان يستعدان لعقد مجلس تعاون رفيع المستوى، هذا العام، لمناقشة القضايا الثنائية.

لكن المتحدث باسم الحكومة اليونانية بافلوس ماريناكيس قال، في مؤتمر صحافي، اليوم، إنه من غير المرجح عقد الاجتماع في المستقبل القريب، وذلك بعد القبض على إمام أوغلو المنافِس السياسي الأبرز للرئيس رجب طيب إردوغان.

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يلقي كلمة في إسطنبول بتركيا 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وأصدرت محكمة تركية حكماً بسجن إمام أوغلو، أمس الأحد، في انتظار محاكمته بتُهم تتعلق بالفساد، وذلك في خطوةٍ أثارت أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال ماريناكيس إن الوضع في تركيا «مُقلق»، وإن اليونان تُراقبه ومتمسكة بموقفها الرافض لما وصفته بالتنازلات على حساب «سيادة القانون والحريات السياسية».

وأضاف: «في ظل الظروف الراهنة، من الصعب، كما تعلمون، عقد اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين اليونان وتركيا في أنقرة قريباً».