الحكومة الإسرائيلية تدرس خطة ترحيل «ناعمة» لسكان غزة

تبدأ بتشجيع الراغبين في المغادرة أولاً... وتقديرات تضع الرقم بحدود 200 ألف

مصلون بين أنقاض مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون بمدينة غزة في يوم الجمعة الأول من رمضان (أ.ب)
مصلون بين أنقاض مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون بمدينة غزة في يوم الجمعة الأول من رمضان (أ.ب)
TT
20

الحكومة الإسرائيلية تدرس خطة ترحيل «ناعمة» لسكان غزة

مصلون بين أنقاض مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون بمدينة غزة في يوم الجمعة الأول من رمضان (أ.ب)
مصلون بين أنقاض مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون بمدينة غزة في يوم الجمعة الأول من رمضان (أ.ب)

كُشف في إسرائيل اليوم (الجمعة) أن جلسة الحكومة المقررة الأحد ستتداول في «خطة تهجير ناعمة» لسكان غزة تبدأ أولاً بتشجيع «الراغبين» في الهجرة على الانتقال إلى بلد آخر. وتأتي هذه المداولات بعد تشكيل هيئة إدارية في وزارة الدفاع الإسرائيلية مهمتها تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لترحيل أهل غزة إلى الخارج.

وقالت مصادر وزارية إسرائيلية إن خطة التهجير «الناعمة» تأخذ بالاعتبار ضرورة تفادي توجيه اتهامات للدولة العبرية بالتهجير بالقوة، خوفاً من صدور إدانات دولية بارتكاب «جرائم حرب». وألمحت إلى أن إطلاق خطة التهجير في البيت الأبيض لا يدين الرئيس دونالد ترمب، لكونه طرح المسألة كاقتراح، وإنما يدين إسرائيل إذا ارتكبت فعلاً هذه الفعلة. وتابعت أنه لذلك ينبغي الحذر واتباع أساليب «ناعمة» في تهجير الغزيين. وقالت المصادر ذاتها إن هناك استطلاعات أجريت قبل شهور في غزة بيّنت أن 50 في المائة من فلسطينيي غزة أبدوا رغبة في الرحيل عن القطاع المنكوب. وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن نسبة الرغبة في الرحيل أدنى من هذه النسبة بكثير، خصوصاً أن قسماً كبيراً من الراغبين تخلوا عن فكرة الرحيل بمجرد أن طرح ترمب فكرته هذه. وعليه، فإن التقديرات في تل أبيب تضع عدد الراغبين في الهجرة بحدود 200 ألف.

صبي فلسطيني في سوق بجباليا شمال قطاع غزة الجمعة (أ.ب)
صبي فلسطيني في سوق بجباليا شمال قطاع غزة الجمعة (أ.ب)

وترى إسرائيل أن ترحيل 200 ألف شخص إنجاز كبير ينبغي تنفيذه بحذر، ولذلك يتم تكليف لجنة الترحيل الإسرائيلية باتباع طرق ناعمة، مثل فتح أبواب الخروج عبر مطار إسرائيلي أو عبر ميناء أسدود البحري، أو حتى عبر المعابر الحدودية البرية. ومن أجل هذه الغاية، سيتم رصد ميزانية تشجيع خاصة يتم تمويلها من دول الغرب. وتؤكد مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة شريكة في هذه الجهود.

وكان خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان قد حذّروا، الخميس، من أن إسرائيل ليست صادقة في ادعائها بتشجيع الراغبين واستخدام وسائل ناعمة، بل إنها قد استأنفت استخدام سلاح المجاعة في غزة، ضد الفلسطينيين، بقرارها خرق اتفاق وقف النار، ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وقال الخبراء في بيان مشترك: «نشعر بالفزع إزاء قرار إسرائيل بتعليق جميع السلع والإمدادات مرة أخرى، بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزة، عقب قرار مجلس الوزراء الحربي، ودعوات الوزراء لإعادة فتح أبواب الجحيم على القطاع المحاصر».

وأضافوا أن هذه التحركات غير قانونية بشكل واضح بموجب القانون الدولي، وباعتبار إسرائيل القوة المحتلة، فإنها ملزمة دائماً بضمان ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية وخدمات الإغاثة الأخرى، ومن خلال قطع الإمدادات الحيوية عمداً، بما في ذلك تلك المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، والأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن إسرائيل تستخدم المساعدات سلاحاً مرة أخرى، وهذه انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، و«تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي».

دمار واسع في النصيرات بوسط قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب)
دمار واسع في النصيرات بوسط قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب)

يذكر أن وزارة الدفاع الإسرائيلية كشفت، مساء الخميس، أن وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، أوعز إلى قوات الجيش بإجراء عملية تبادل بين متظاهرين يُتوقع أن يصلوا في أساطيل احتجاجية إلى ساحل غزة، والسكان الراغبين في مغادرة غزة. وقال الوزير كاتس إن معلومات وصلت إليه تفيد بأن جهات معادية لإسرائيل في تركيا وغيرها تنوي إرسال أسطول تضامن مع غزة إلى شواطئها، فهدد قائلاً: «القوارب التي تصل سيتم إنزال المشاركين فيها وإدخالهم إلى أتون غزة، وبالمقابل سنملأ هذه القوارب بمواطني غزة الذين سيرحلون عبرها إلى الخارج».

إلى ذلك، نشرت حركة «حماس» الجمعة فيديو يظهر أحد الرهائن الإسرائيليين الذكور الأحياء المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، موجهاً رسالة إلى عائلته. وقال الجندي المحتجز متان أنجليست: «التعامل معنا بصفتنا جنوداً ليس كالتعامل معنا بصفتنا أسرى مدنيين. أقول (للرئيس) ترمب أنت الوحيد الذي لديه القوة للتأثير على الحكومة و(رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو. ساهم في إبرام هذه الصفقة لشعب إسرائيل».


مقالات ذات صلة

مقتل 6 أطفال في غارة إسرائيلية على مبنى بمدينة غزة

المشرق العربي مشيعون فلسطينيون يحملون جثة طفل قُتل في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة (د.ب.أ) play-circle 00:31

مقتل 6 أطفال في غارة إسرائيلية على مبنى بمدينة غزة

لقي 6 أطفال حتفهم وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بمدينة غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (الجيش الإسرائيلي) play-circle

وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد بضم مساحات من قطاع غزة

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باحتمال ضمّ أجزاء من قطاع غزة ما لم تفرج حركة «حماس» عن الرهائن، مع توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا سيارات إسعاف مصرية تنتظر «جرحى غزة» في وقت سابق (الصحة المصرية)

مصر تؤكد استمرار فتح معبر رفح من جانبها لاستقبال جرحى غزة

أكد مصدر مسؤول في ميناء رفح البري، أن «الجانب المصري من معبر رفح البري لا يزال مفتوحاً، الجمعة، ولليوم الرابع على التوالي في انتظار السماح بإدخال الجرحى».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي صورة الإعلان عن مقتل أسامة طبش التي نشرها الجيش الإسرائيلي play-circle 00:31

إسرائيل تعلن اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لـ«حماس» في جنوب غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، مقتل أسامة طبش رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة «حماس» في جنوب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا امرأة فلسطينية تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«أزمات الداخل» قد تدفع «حماس» ونتنياهو لاستئناف مفاوضات «هدنة غزة»

استئناف الحرب على قطاع غزة بعد نحو شهرين من «الهدنة»، وسّع من دائرة أزمات حركة «حماس»، لا سيما بمزيد من فقد القيادات، وعودة المنع الإسرائيلي للمساعدات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

صدامات بين الشرطة التركية ومتظاهرين... وحل مجلس نقابة المحامين في إسطنبول

رجال الشرطة يرشون الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بينما يشارك طلاب من عدة جامعات في احتجاج على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول (رويترز)
رجال الشرطة يرشون الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بينما يشارك طلاب من عدة جامعات في احتجاج على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول (رويترز)
TT
20

صدامات بين الشرطة التركية ومتظاهرين... وحل مجلس نقابة المحامين في إسطنبول

رجال الشرطة يرشون الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بينما يشارك طلاب من عدة جامعات في احتجاج على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول (رويترز)
رجال الشرطة يرشون الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بينما يشارك طلاب من عدة جامعات في احتجاج على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول (رويترز)

وقعت صدامات مساء اليوم (الجمعة)، في إسطنبول وإزمير، بين متظاهرين والشرطة خلال مظاهرات دعت إليها المعارضة، دعماً لرئيس بلدية إسطنبول الموقوف منذ الأربعاء، أكرم إمام أوغلو، الذي نفى تهم الفساد الموجهة إليه.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، استخدمت الشرطة الرصاص المطاط في إسطنبول، أما في إزمير التي تعدُّ ثالث أكبر مدينة في البلاد، فقد استخدمت الشرطة مدافع المياه، بحسب لقطات بثتها تلفزيونية محلية.

وكانت السلطات التركية احتجزت إمام أوغلو يوم الأربعاء، بتهم الفساد والإرهاب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد أكد في وقت سابق، أن أنقرة لن ترضخ لـ«إرهاب الشارع»، وذلك بعد دعوة حزب الشعب الجمهوري لاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد.

وأكد الرئيس التركي أنه لن يكون هناك تسامح مع أي تهديد للنظام العام، وتعهد بالوقوف بحزم ضد أعمال التخريب والعنف في الشوارع. وأضاف في خطاب: «لن نسمح بالإخلال بالنظام العام. لن نستسلم للتخريب».

وحذرت الحكومة التركية، الجمعة، من دعوات «غير قانونية» من المعارضة الرئيسية لتنظيم احتجاجات في الشوارع بسبب اعتقال أوغلو، بعد مظاهرات شارك فيها الآلاف في أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين.

300 ألف متظاهر

وأعلن أوزغور أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، أن 300 ألف متظاهر تجمعوا في إسطنبول مساء اليوم، لدعم إمام أوغلو.

وقال أمام مبنى بلدية إسطنبول، حيث تجمع محتجون: «نحن 300 ألف شخص»، مضيفاً أن المتظاهرين تجمعوا في عدة أماكن بأكبر مدينة في تركيا، بسبب إغلاق طرق وجسور، ما منع الناس من الوجود في مكان واحد».

اعترضت شرطة مكافحة الشغب التركية طريق متظاهرين حاولوا التوجه إلى ميدان تقسيم انطلاقاً من مقر بلدية إسطنبول (إ.ب.أ)
اعترضت شرطة مكافحة الشغب التركية طريق متظاهرين حاولوا التوجه إلى ميدان تقسيم انطلاقاً من مقر بلدية إسطنبول (إ.ب.أ)

إمام أوغلو ينفي التهم

إلى ذلك، أظهرت وثيقة قضائية اطلعت عليها «رويترز»، أن إمام أوغلو نفى تهم الفساد الموجهة إليه. وقال في دفاعه: «أرفض بشدة جميع الادعاءات».

ووُجهت إلى إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة ومنافس محتمل لإردوغان، ما لا يقل عن 40 سؤالاً بشأن مناقصات لبلدية إسطنبول.

ضباط الشرطة يستخدمون الغاز المسيل للدموع أثناء الاشتباكات مع الناس أثناء احتجاجهم على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في إسطنبول (أ.ب)
ضباط الشرطة يستخدمون الغاز المسيل للدموع أثناء الاشتباكات مع الناس أثناء احتجاجهم على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في إسطنبول (أ.ب)

حل مجلس نقابة المحامين في إسطنبول

إلى ذلك، أقيل نقيب محامي إسطنبول وأعضاء مجلس النقابة الملاحقون بتهمة «الدعاية الإرهابية» و«نشر معلومات خاطئة»، من مناصبهم الجمعة، بموجب قرار قضائي نشرته جمعية محامين.

ويأخذ عليهم القضاء التركي مطالبتهم بتحقيق حول مقتل صحافيين كرديين تركيين نهاية ديسمبر (كانون الأول) في سوريا، بعدما استهدفتهما مسيرة تركية، على ما أفادت منظمة غير حكومية، في منطقة كانت تتواجه فيها فصائل موالية لتركيا مع مقاتلين أكراد.

وقال نقيب المحامين إبراهيم كابوغلو، بعد خروجه من محكمة تشاغليان في إسطنبول: «إنه يوم أسود. ولعلّنا قد شهدنا في كنف قصر العدل هذا انهيار النظام القضائي» التركي.

وقال رئيس اتحاد نقابات المحامين في تركيا أرينتش صاغكان: «لا أحد له سلطة إسكات نقابات المحامين»، مندداً بـ«قرار مشين».

وقد أطلقت إجراءات إقالة نقيب محامي إسطنبول ومجلس نقابته في يناير (كانون الثاني). وندّدت النقابة وقتذاك، بتدبير «لا أساس قانونياً له».

ونقيب محامي إسطنبول هو نائب سابق من حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إلى صفوفه إمام أوغلو.

وأوقف العضو في مجلس نقابة محامي إسطنبول فرات إبوزديمير، في مطار إسطنبول عند عودته من اجتماع لمجلس أوروبا في ستراسبورغ، وهو مسجون منذ أواخر يناير (كانون الثاني)، بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية».