روبيو يروّج لخطط ترمب في زيارته الأولى للشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يزور الإمارات والسعودية وقطر وإسرائيل في النصف الثاني من شهر فبراير (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يزور الإمارات والسعودية وقطر وإسرائيل في النصف الثاني من شهر فبراير (أ.ف.ب)
TT

روبيو يروّج لخطط ترمب في زيارته الأولى للشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يزور الإمارات والسعودية وقطر وإسرائيل في النصف الثاني من شهر فبراير (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يزور الإمارات والسعودية وقطر وإسرائيل في النصف الثاني من شهر فبراير (أ.ف.ب)

في زيارته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط، سيقوم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بالترويج لخطط الرئيس دونالد ترمب ومقترحه بترحيل الفلسطينيين من غزة، وبناء منتجعات على غرار ريفييرا الفرنسية.

ووفقاً لمسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، سيقوم روبيو بجولة تشمل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 18 فبراير (شباط) الجاري بعد حضور مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا.

ويسعى روبيو إلى تخفيف الغضب والرفض العربي الواسع عقب اقتراح ترمب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن وتسلُّم القطاع من إسرائيل وفرض السيطرة الأميركية عليه، التي أسماها ترمب «ملكية طويلة المدى» بهدف إعادة الإعمار. وأشار مسؤولو الخارجية الأميركية إلى أن روبيو بدأ بالفعل محادثات مع قادة المنطقة حول مستقبل غزة وسيواصل هذه المحادثات خلال زيارته للشرق الأوسط.

ترحيل دائم أم مؤقت؟

حاول وزير الخارجية، ومسؤولون آخرون بالبيت الأبيض، الدفاع عن تصريحات ترمب خاصة فيما يتعلق بالانتقاد بأنه يعني ترحيلاً دائماً لإخلاء القطاع من سكانه، حيث أكد روبيو في خلال زيارة لجمهورية الدومنيكان أنه ترحيل بشكل مؤقت، وقال: «غزة غير صالحة للسكن حالياً بسبب المخاطر الناجمة عن الذخائر غير المتفجرة، والناس سيُضطرون للعيش في مكان آخر أثناء عملية إعادة بناء المنطقة». ووصف روبيو اقتراح ترمب بأنه «عرض سخي للغاية للمساعدة في إزالة الأنقاض في القطاع بعد 15 شهراً من القتال بين إسرائيل و(حماس)».

وزير الخارجية يدافع عن خطة ترمب لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة (أ.ف.ب)

وخلال زيارته لجمهورية الدومنيكان، الخميس، قال روبيو إن ترمب يسعى أيضاً للحصول على دعم لإعادة الإعمار من الدول التي تتمتع بالقدرة الاقتصادية والتكنولوجية لدعم غزة. وقال: «أعتقد أن الرئيس ترمب عرض أن يذهب إلى هناك وأن يكون جزءاً من الحل وإذا كانت أي دولة أخرى على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها فسيكون ذلك رائعاً».

وغرد روبيو على منصة «إكس»، قائلاً: «يجب أن تكون غزة خالية من (حماس) وكما قال الرئيس ترمب فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى، إن سعينا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس». ودافع روبيو عن خطة ترمب باعتبارها مبادرة إنسانية، مشيراً إلى أن الإدارات الأميركية السابقة لم تستطع طرح أفكار غير تقليدية للتعامل مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

عرض سخي

ورغم الاعتراضات من المشرعين في الكونغرس والرفض من الدول العربية ومن الحلفاء الأوروبيين، فإن وزير الخارجية الأميركي وصف ترحيل الفلسطينيين بأنه رؤية واقعية للوضع الحالي من أجل إصلاح هذا المكان المدمر. وقال: «الكثير من البلدان في العالم تحب التعبير عن القلق بشأن غزة والشعب الفلسطيني لكن قلة قليلة كانت على استعداد في الماضي للقيام بشيء ملموس بشأنها... إذا كانت أي دولة على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها فسيكون ذلك رائعاً، لكن لا أحد يسارع إلى القيام بذلك، ويجب أن يحدث ذلك».

ودافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن «إنسانية» الفكرة لنقل 1.8 مليون فلسطيني من غزة خارج المنطقة «مؤقتاً» للسماح بإعادة الإعمار. وعرضت صوراً لدمار وقالت إنه «مكان غير صالح لسكن البشر وإنه من الظلم أن نقترح أن يعيش الناس في مثل هذه الظروف المزرية».

وأثارت تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية تساؤلات حول الأطروحات الجديدة لترمب التي تتعارض مع عقود من السياسة الأميركية، التي تدعو إلى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية، من دون فرض نزوح مزيد من الفلسطينيين من غزة أو من الضفة الغربية. حتى إسرائيل لم تطرح فكرة الترحيل وإنما كانت تتناقش مع مسؤولي إدارة بايدن السابقة لصياغة خطة «اليوم التالي» لإعادة الإعمار وشكل الحكم في غزة، ووضعت خطوطاً عريضة لحكم مشترك تشارك فيه السلطة الفلسطينية تحت إشراف الأمم المتحدة، والتأكد من منع «حماس» من السيطرة على القطاع مرة أخرى.


مقالات ذات صلة

الرئيس الأميركي ترمب يجري محادثات مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي

الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني في الإمارات خلال اللقاء (وام)

الرئيس الأميركي ترمب يجري محادثات مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي

بحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني في الإمارات، آفاق الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي - واشنطن)
آسيا حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

هل تقترب الصين من بناء حاملة طائرات نووية؟

ما زالت الصين تسعى لتوسيع قدراتها البحرية بخطوات لافتة، في خطوة قد تقلص الفجوة بينها وبين القوى البحرية الكبرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار «تسلا» في إحدى وكالات بيع السيارات (د.ب.أ)

«تسلا» تحصل على أول التراخيص اللازمة لتشغيل سيارات أجرة روبوتية

قالت هيئة تنظيمية بولاية كاليفورنيا إن شركة تسلا للسيارات الكهربائية حصلت على أول التراخيص المطلوبة لكي تتمكن أخيراً من إطلاق خدمة سيارات أجرة روبوتية

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
شؤون إقليمية 
رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)

إيران تربط التفاوض مع أميركا بـ «المنافع»

ربطت إيران جلوسها إلى طاولة مفاوضات مع الإدارة الأميركية، بالحصول على «منافع اقتصادية»، وأكدت أنها تعمل على صياغة ردٍّ على رسالة الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ صورة ملتقطة في 16 مارس 2025 تظهر وصول أعضاء مزعومين في منظمة «ترين دي أراغوا» الإجرامية الفنزويلية إلى مركز احتجاز الإرهابيين في مدينة تيكولوكا بالسلفادور حيث أرسلت أميركا أكثر من 200 عضو مزعوم في عصابة فنزويلية إلى السجن في السلفادور (أ.ف.ب)

واشنطن تهدد بعقوبات إضافية على فنزويلا إذا لم تقبل مواطنيها المرحلين

هدّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، اليوم (الثلاثاء)، بفرض عقوبات إضافية على فنزويلا، إذا لم توافق على قبول مواطنيها المُرحّلين من الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الآلاف يتظاهرون في القدس ضد نتنياهو

تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس ضد نتنياهو على خلفية اتهامه بممارسات غير ديمقراطية ومواصلة الحرب في غزة (أ.ب)
تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس ضد نتنياهو على خلفية اتهامه بممارسات غير ديمقراطية ومواصلة الحرب في غزة (أ.ب)
TT

الآلاف يتظاهرون في القدس ضد نتنياهو

تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس ضد نتنياهو على خلفية اتهامه بممارسات غير ديمقراطية ومواصلة الحرب في غزة (أ.ب)
تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس ضد نتنياهو على خلفية اتهامه بممارسات غير ديمقراطية ومواصلة الحرب في غزة (أ.ب)

تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس، الأربعاء، ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية اتهامه بممارسات غير ديمقراطية ومواصلة الحرب في قطاع غزة، متجاهلاً مصير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع المحاصر.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، شارك في المظاهرة التي جرت قرب مبنى البرلمان وتعدّ الأكبر منذ أشهر، عائلات وأقارب الرهائن في غزة، ومعارضين لرئيس الوزراء. وأتى التحرك بدعوة من مجموعات معارضة عقب إعلان نتنياهو عزمه إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار.

وقال زيف برار (68 عاماً) الذي حضر من تل أبيب للتظاهر في القدس: «نأمل أن ينضم كل شعب إسرائيل إلى هذا الحراك، لن نتوقف حتى نستعيد ديمقراطية البلد وحرية الرهائن».

وهتف المتظاهرون ضد رئيس الوزراء وهم يرتدون قفازات حمراء: «يداك ملطختان بالدماء»، و«أنت الرئيس وأنت الملام».

وأتى التحرك بعدما عاود الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات كثيفة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل المئات يومي الثلاثاء والأربعاء، بحسب تقديرات وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».

وحمل متظاهرون آخرون لافتات كُتب عليها «الضغط العسكري سيقتلهم» في إشارة إلى الرهائن، و«أنقذوا إسرائيل من نتنياهو».

ورأى أقارب الرهائن أن إعطاء رئيس الوزراء الضوء الأخضر لاستئناف الضربات على القطاع يعني «التضحية» بالرهائن.

وخطف خلال هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.

ويتهم المتظاهرون نتنياهو باستغلال الحرب ضد الحركة الفلسطينية للتهرب من الانتقادات الداخلية وتركيز السلطة بيد السلطات التنفيذية.

وكان مشروع الإصلاح القضائي، الذي يهدف إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا، قد أدى إلى حركة احتجاجية ضخمة في بداية عام 2023، أثارت انقساماً في البلاد.

وقالت ياعيل بارون (55 عاماً) التي وصلت من منطقة موديعين (وسط): «أشعر بأن السنتين الأخيرتين كانتا مثل الكابوس... الوقت لإنقاذ البلاد ومن أجل الديمقراطية، ينفذ».

وأعلن نتنياهو عزمه إقالة بار الأحد، مشيراً إلى أنه لم يعد يثق به بعد فشله في الحؤول دون هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأتى ذلك بعدما أطلقت حكومة نتنياهو إجراءات لعزل مستشارتها القضائية التي عُرفت بمواقف معارضة لسياسة رئيس الوزراء.