إيران تكشف عن «مدينة صواريخ» مضادة للسفن

«الحرس الثوري» قال إنها مجهزة بتقنيات تحت الأرض

صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية لجانب من صواريخ مضادة تحت الأرض جنوب إيران
صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية لجانب من صواريخ مضادة تحت الأرض جنوب إيران
TT
20

إيران تكشف عن «مدينة صواريخ» مضادة للسفن

صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية لجانب من صواريخ مضادة تحت الأرض جنوب إيران
صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية لجانب من صواريخ مضادة تحت الأرض جنوب إيران

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، السبت، أن «الحرس الثوري» كشف عن «مدينة صاروخية» مزودة بتقنيات أنشئت تحت الأرض على السواحل الجنوبية للبلاد.

وخلال الأسابيع الماضية كثَّفت إيران من إعلانها المتكرر عن «مدن صاروخية» تحت الأرض، بالتزامن مع نشاط دبلوماسي ناعم يهدف إلى إحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي.

وقال التلفزيون الرسمي، إن بحرية «الحرس الثوري» أزاحت الستار عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض في سواحل إيران الجنوبية، وهي «مجهزة بمنظومات صواريخ مضادة».

وذكرت وكالة «مهر» الحكومية أن القوة البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» كشفت عن مدينة تضم مجموعة من صواريخها «الكروز» المضادة للمدمرات.

وأوضحت الوكالة أن اللواء حسين سلامي، قائد «الحرس الثوري»، تفقَّد حالة الجاهزية القتالية لوحدات الصواريخ البحرية. وقالت إن هذه الصواريخ «جاهزة للعمل في أقصر وقت ممكن، مع تحديثات كبيرة لنظام الأسلحة، إضافة إلى تقنيات الحرب الإلكترونية».

وأكدت وكالة «مهر» أنه «سيتم أيضاً الكشف عن إنجاز دفاعي جديد لهذه القوة».

وكانت قوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري»، قد كشفت في 19 يناير (كانون الثاني)، عن أجزاء من قاعدتها الاستراتيجية الواقعة على عمق كبير تحت الأرض.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، تعليقاً على الكشف عن القاعدة، أن «إيران تهز بعصاها الغليظة، وتكشف عن جانب صغير من مدنها الصاروخية والجوية تحت الأرض وفوقها».

صورة متداولة لحسين سلامي قائد «الحرس الثوري»
صورة متداولة لحسين سلامي قائد «الحرس الثوري»

وكان ترمب قد اكتفى يوم التنصيب، من داخل البيت الأبيض، بالقول إن «إيران بلد مُفلِس وعاجز»، في حين أبدى اهتماماً بملفات داخلية وقضايا دولية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقة مع الصين.

وخلال الأسابيع الماضية كانت إيران تُطلق مواقف دبلوماسية مرنة مع الغرب والأميركيين، بهدف إحياء المفاوضات حول برنامجها النووي.

إلى ذلك، أكَّد رئيس الأركان في الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، استعداد إيران للرد على أي تهديد، وقال إن بلاده «بصفتها قوة إقليمية، تلعب الدور الأساسي والفاعل في المنطقة، ويمكن أن يكون له تأثير على كل التطورات في المنطقة».

وتخشى إيران من عودة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى سياسة «الضغوط القصوى» لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، خصوصاً مع تقدّم برنامجها النووي إلى مستويات تخصيب قريبة من إنتاج الأسلحة.

وعدّت إيران استهداف منشآتها النووية «ضرباً من الجنون»، وأنه سيؤدي إلى «كارثة كبرى» في المنطقة، وطالبت واشنطن بمزيد من الخطوات لكسب ثقة طهران في هذه المرحلة.


مقالات ذات صلة

إيران تهاجم تصنيفها خطراً أمنياً في بريطانيا

شؤون إقليمية صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية للمتحدث باسمها إسماعيل بقائي

إيران تهاجم تصنيفها خطراً أمنياً في بريطانيا

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم (الأربعاء)، إن طهران تنفي ما قالت إنها «اتهامات» من لندن بأنها تحاول تهديد أمن بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة من فيديو يظهر وزير الأمن البريطاني دان جارفيس في أثناء الإداء بشهادة حول إيران الثلاثاء (البرلمان البريطاني)

بريطانيا تدرج إيران ضمن الفئة الأعلى للنفوذ الخارجي

وضعت بريطانيا إيران، بما في ذلك مخابراتها و«الحرس الثوري»، في أعلى مستوى بنظام تسجيل النفوذ الأجنبي، ما يلزم وكلاءها والمرتبطين بها بالتسجيل أو مواجهة السجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إعلان مناهض لإسرائيل في طهران يظهر صواريخ إيرانية أبريل الماضي (إ.ب.أ)

تراشق إيراني - تركي حول «النفوذ» الإقليمي

وصفت إيران تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان بـ«الوقحة»، دعا فيها السلطات في طهران للتخلي عن «سياسة الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية  إطلاق صاروخ كروز خلال تدريبات بحرية مشتركة بين «الحرس الثوري» والقوات البحرية للجيش الإيراني (إيرنا)

مناورات صاروخية بين «الحرس الثوري» والجيش الإيراني لتدمير هدف بحري

أعلنت إيران عن إجراء أول تدريبات صاروخية مشتركة بين الوحدة الصاروخية التابعة لـ«الحرس الثوري» وبحرية للجيش الإيراني، في سياق مناوراتهما السنوية المشتركة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:38

واشنطن تعزز العقوبات ضد شبكة نفطية تمول «الأركان» الإيرانية

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم (الاثنين)، تعزيز العقوبات على شبكة لتصدير النفط الإيراني، متورطة في تمويل أنشطة طهران العسكرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طهران تلوح بقيود إضافية على مهمة غروسي

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)
TT
20

طهران تلوح بقيود إضافية على مهمة غروسي

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)

لوّح البرلمان الإيراني بتشريع قوانين من شأنها فرض مزيد من القيود على مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعا مديرها رافائيل غروسي إلى «ضبط تصريحاته بناء على قواعد فنية غير سياسية».

وقالت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، في بيان صحافي، إن على «غروسي تجنب التصريحات السياسية، والالتزام بقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المجال الفني».

كان غروسي قد دعا إيران، في 3 مارس (آذار) 2025، إلى «الشفافية وتوضيح أنشطتها النووية غير المعلنة».

صورة نشرتها «الذرية الإيرانية» لرئيسها محمد إسلامي خلال زيارة غروسي لمعرض الصناعات النووية في أصفهان مطلع مايو 2024
صورة نشرتها «الذرية الإيرانية» لرئيسها محمد إسلامي خلال زيارة غروسي لمعرض الصناعات النووية في أصفهان مطلع مايو 2024

وأوردت وكالة «مهر» الحكومية أن «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أصدرت بياناً رداً على التصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية»، ودعته إلى «تجنب أن تكون أداة في يد بعض المتنمرين في العالم».

وقالت اللجنة البرلمانية: «إذا أخذنا بعين الاعتبار أن 92 في المائة من عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة في العالم طيلة تاريخها كانت في إيران خلال سنوات تنفيذ الاتفاق النووي، فكيف يمكنهم أن يزعموا أن الصناعة النووية الإيرانية ليست سلمية».

وشدّدت اللجنة الإيرانية على أن «الوكالة الدولية للطاقة ملزمة بتقديم المساعدة الفنية للدول الأعضاء في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك إيران».

وذكرت اللجنة أن «دولاً مختلفة مثل فرنسا وألمانيا لديها التزامات نووية واسعة النطاق تجاه إيران، والمديونية الإيرانية بمليارات الدولارات»، داعية مدير الوكالة الدولية إلى العمل على «إلزام هذه الدول بدفع دينها للشعب الإيراني».

وخلص بيان اللجنة البرلمانية إلى أنه «من أجل حماية المصالح الوطنية، فإن البرلمان سوف يقدم أيضاً رداً حاسماً من خلال الموافقة على قوانين جديدة سيتم تنفيذها إذا لاحظ سلوكاً يتعارض مع مصالح الأمة الإيرانية».

وكان البرلمان الإيراني قد أقرّ، مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2020، قانون «الإجراء الاستراتيجي للردّ على العقوبات الأميركية»، بعدما تأكدت هزيمة ترمب أمام جو بايدن في الانتخابات الرئاسية ذلك العام.

ولاحقاً، اتخذت إيران إجراءات متقدمة في برنامجها النووي، بموجب قانون الإجراء الاستراتيجي، الذي أصبح سارياً مع بدء رئاسة بايدن قبل 4 سنوات، ورفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة، ومن ثم إلى 60 في المائة، وقلصت إلى حد كبير تعاونها مع مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

ومنذ عام 2019، شهدت إيران تصعيداً ملحوظاً في أنشطتها النووية، عقب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، خلال ولايته الأولى، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه باراك أوباما. غير أن وتيرة هذا التصعيد تسارعت بشكل أكبر خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي سعى دون جدوى إلى إحياء الاتفاق.

وفي يناير (كانون الثاني) 2021، وخلال الأسابيع الأولى من ولاية بايدن، رفعت إيران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة.

وفي فبراير (شباط) من العام نفسه، أوقفت العمل بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي. ثم في أبريل (نيسان) 2021، صعّدت طهران من خطواتها برفع مستوى التخصيب إلى 60 في المائة، ما أثار مخاوف دولية متزايدة بشأن تقدم برنامجها النووي.

ترمب يَعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
ترمب يَعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

مباحثات روسية - إيرانية

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، إن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف ناقش مع السفير الإيراني كاظم جلالي الجهود الدولية الرامية لحلّ الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

لكن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني نقلت عن السفارة الإيرانية في موسكو أن اللقاء ناقش مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة سوريا وفلسطين.

وأفادت وكالة «مهر» الحكومية بأن «الجانبين تبادلا وجهات النظر حول التعاون بين إيران وروسيا في المحافل الدولية لتعزيز العمليات متعددة الأطراف والالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقوانين المتفق عليها دولياً، فضلاً عن دعم المبادرات المشتركة في مجال الحفاظ على السلام والأمن الدوليين»، دون الإشارة إلى البرنامج النووي.

وكان الكرملين قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن المحادثات المقبلة بين روسيا والولايات المتحدة ستشمل مناقشات حول البرنامج النووي الإيراني.

وأعربت روسيا عن استعدادها للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدة عزمها بذل كل الجهود الممكنة لتسهيل التوصل إلى حلّ سلمي للخلاف القائم بشأن برنامج طهران النووي.