وصلت حافلتان تقلان معتقلين فلسطينيين أفرجت عنهم إسرائيل، اليوم الخميس، إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة حيث استقبلهم مئات الفلسطينيين، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها أفرجت عن 110 معتقلين فلسطينيين، الخميس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني).
وكانت الحافلتان غادرتا قبل وقت قليل من ذلك سجن عوفر بالضفة الغربية المحتلة، تتقدمهما سيارة تابعة للصليب الأحمر، وذلك في إطار عملية تبادل مع رهائن أُفرج عنهم قبل ساعات في غزة.
وغادر المعتقلون الفلسطينيون السجن الإسرائيلي بعد أن قالت الدولة العبرية إنها تلقّت ضمانات من وسطاء دوليين بشأن «الإفراج الآمن» عن الرهائن خلال عمليات التبادل المستقبلية، وذلك في أعقاب فوضى سادت عملية الإفراج عن 7 أسرى في غزة.
وانطلقت الحافلتان عقب تسلّم إسرائيل 8 من الرهائن المحتجزين في غزة، هم 3 إسرائيليين و5 عمّال تايلانديين.
ظهور زكريا الزبيدي
وتشمل هذه المرحلة من صفقة التبادل بين إسرائيل و«حماس» إطلاق سراح 110 معتقلين فلسطينيين، من بينهم 32 معتقلاً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، حيث سيجري إبعاد 18 منهم، و48 معتقلاً صدرت بحقهم أحكام بالسجن لفترات متفاوتة و30 معتقلاً قاصراً.
وظهر المعتقل زكريا الزبيدي (49 عاماً) وهو يُلوح بإشارات النصر من داخل الحافلة التي أقلّته من السجن.

والزبيدي هو أحد أشهر قادة «كتائب شهداء الأقصى» في مخيم جنين، وقد قاد عملية الهروب الشهيرة في سجن جلبوع الإسرائيلي في 2021.
وأيضاً اُفرج عن محمد فلنة (60 عاماً) الذي اعتُقل عام 1992 بتهمة المشاركة في تفجير حافلة مستوطنين بالضفة الغربية، ومحمد عطية أبو وردة (49 عاماً) الذي اعتُقل عام 2002 بتهمة التخطيط مع آخرين لتفجيرات قتلت 45 جندياً ومستوطناً إسرائيلياً، وعيسى الدرابيع الذي اعتُقل عام 2001 بتهمة محاولة اغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز، وسامي جرادات (56 عاماً) الذي اعتُقل عام 2003 بتهمة الانتماء لـ«سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، والمشاركة في عمليات أدت لمقتل جنود إسرائيليين.
وألقى شبّان حجارة باتجاه 3 مركبات للجيش الإسرائيلي كانت قد خرجت من سجن عوفر لمنع الفلسطينيين من الاقتراب من السجن القريب من بلدة بيتونيا، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 3 فلسطينيين أُصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي خلال مواجهات دارت بين شبّان والجيش قرب سجن عوفر.
وأُطلق سراح 3 رهائن إسرائيليين و5 تايلانديين، في وقت سابق اليوم، في ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة في قطاع غزة.
«ضمانة» بـ«الإفراج الآمن»
وتخلّلت عملية تسليم 7 رهائن في خان يونس جنوب القطاع، مشاهد فوضى عارمة، مما أثار تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودفعه إلى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الـ110 الواردة أسماؤهم على لائحة الإفراج اليوم، قبل أن يتلقّى من الدول الوسيطة «ضمانة» بـ«إفراج آمن» عن الرهائن المتبقين في القطاع.
وأُفرج صباحاً عن الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر، البالغة 20 عاماً، التي خُطفت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خلال هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل، فيما كانت تؤدي خدمتها العسكرية قرب قطاع غزة، في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة الذي شهد خلال الأشهر الأخيرة معارك ضارية.
وبعد ساعات على ذلك، سلّمت حركة «الجهاد الإسلامي» أربيل يهود، البالغة 29 عاماً التي خُطفت في هجوم «حماس» على كيبوتس نير عوز، وغادي موزيس (80 عاماً)، في خان يونس في جنوب القطاع. ويحمل الاثنان الجنسية الألمانية أيضاً.
منزل يحيى السنوار
كما أُفرج عن 5 رهائن تايلانديين من خارج إطار الاتفاق، كانوا قد خُطفوا أيضاً خلال هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل الذي تلته حرب مدمّرة على قطاع غزة.
كان حشد من الفلسطينيين قد تجمّع في خان يونس على مقربة من المنزل المدمّر الذي نشأ فيه يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة «حماس»، الذي قتلته إسرائيل في معركة في أكتوبر الماضي. وكانوا يهتفون ويصرخون ويتدافعون للاقتراب من السيارات التي نقلت الرهائن، وسط عشرات العناصر من حركة «الجهاد الإسلامي» التي قاتلت إلى جانب «حماس»، ومن حركة «حماس»، وعمّت الفوضى.
وبعد تسلّم إسرائيل المفرج عنهم، قال نتنياهو: «أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل إضافي على قسوة حركة (حماس) الإرهابية التي لا توصف». وعلى الأثر، أمر بـ«إرجاء» الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، «إلى حين ضمان مغادرة رهائننا بشكل آمن في المراحل المقبلة».
وبعد مرور بعض الوقت، أعلن مكتب نتنياهو في بيان، أنّ الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر)، «قدّموا التزاماً بضمان الإفراج الآمن عن رهائننا الذين سيجري إطلاق سراحهم في المراحل التالية».