مبعوث ترمب في القطاع دعماً لتنفيذ «اتفاق غزة» كاملاً

مخاوف من أن يفجّر نتنياهو مفاوضات المرحلة الثانية

أفراد الأمن الأميركيون والمصريون في نقطة تفتيش عند ممر نتساريم على طريق صلاح الدين وسط غزة (أ.ف.ب)
أفراد الأمن الأميركيون والمصريون في نقطة تفتيش عند ممر نتساريم على طريق صلاح الدين وسط غزة (أ.ف.ب)
TT
20

مبعوث ترمب في القطاع دعماً لتنفيذ «اتفاق غزة» كاملاً

أفراد الأمن الأميركيون والمصريون في نقطة تفتيش عند ممر نتساريم على طريق صلاح الدين وسط غزة (أ.ف.ب)
أفراد الأمن الأميركيون والمصريون في نقطة تفتيش عند ممر نتساريم على طريق صلاح الدين وسط غزة (أ.ف.ب)

دعم ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثانية في أثناء زيارته إسرائيل، الأربعاء، فيما أثارت تقارير مخاوف من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيفجّر الاتفاق في مفاوضات المرحلة الثانية.

ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط (رويترز)
ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط (رويترز)

وقالت «القناة 11» الإسرائيلية، إن ويتكوف طلب من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم تنفيذ صفقة وقف النار في غزة كاملة، مؤكداً لهم أن الرئيس ترمب يتوقع تنفيذ صفقة التبادل بالكامل، وأنه يجب حل الخلافات السياسية والأمنية داخل إسرائيل.

وفي مؤشر على إيلاء ترمب أهمية لإنجاح الصفقة، زار ويتكوف قطاع غزة بصحبة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وتفقد محور «نتساريم» في القطاع، ليصبح بذلك أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور غزة منذ نحو 15 عاماً.

وقالت قناة «كان» إن ويتكوف وصل إلى نتساريم تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وخلال ذلك، تفقد نقطة تفتيش المركبات الفلسطينية المتجهة شمالاً من شارع صلاح الدين.

أفراد الأمن الأميركيون والمصريون في نقطة تفتيش عند ممر نتساريم على طريق صلاح الدين وسط غزة (أ.ف.ب)
أفراد الأمن الأميركيون والمصريون في نقطة تفتيش عند ممر نتساريم على طريق صلاح الدين وسط غزة (أ.ف.ب)

وجرت زيارة غزة قبل لقاء ويتكوف مع نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن زيارة ويتكوف هدفت إلى دفع الاتفاق إلى الأمام، بما في ذلك ترتيب المحادثات التمهيدية للمفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.

ويُفترض أن تبدأ هذه المفاوضات في اليوم الـ16 من تنفيذ الاتفاق الحالي، أي الأسبوع المقبل، وهي المحادثات الأهم، لأن الولوج إلى المرحلة الثانية، يعني وقفاً دائماً للنار.

وجرت عمليتا تبادل بين إسرائيل و«حماس» حتى الآن، ويُفترض أن تجري عملية ثالثة يوم الخميس. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، أن إسرائيل تلقت قائمة الرهائن الذين سيطلق سراحهم من أسر «حماس» الخميس، وتضم أربيل يهودا التي كادت تفجّر الاتفاق، قبل أن يجري التوصل إلى اتفاق خاص بشأنها.

وستطلَق يهودا (29 عاماً) إلى جانب أغام بيرغر (19 عاماً)، وغادي موزيس البالغ من العمر 80 عاماً و5 مختطفين تايلانديين مقابل 110 أسرى فلسطينيين. وقالت «القناة 12»، إنه بعد جولتين ناجحتين للإفراج عن المختطفين، هناك تأهب كبير في إسرائيل للجولة الثالثة، وفي إسرائيل يخشون أن تتسبب «حماس» مرة أخرى في خلق صعوبات في اللحظة الأخيرة بعد اتهامها إسرائيل بتأخير نقل المساعدات إلى قطاع غزة.

مخاوف أمنية

وبينما يمضي الاتفاق قدماً، أثار مسؤول أمني إسرائيلي المخاوف من أن نتنياهو لا ينوي إنجاحه حتى النهاية. وقال إن «المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق ستفشل خلال المرحلة الأولى الحالية».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن المسؤول قوله إن القرارات في المرحلة الثانية ستكون مصيرية أكثر بكثير، وهي مناقضة للغاية لما تعهدت به الحكومة وما أقسم نتنياهو على أنه لن يقبل به.

وأضاف المسؤول: «يوجد كثير من المصاعب والتهديدات، وهي سياسية حزبية بالأساس، لن تسمح لنتنياهو بالتوقيع على صفقة».

ويعتقد أن يكون الاتفاق الذي تريده أميركا جزءاً من مسار سياسي أشمل في المنطقة على طاولة المباحثات بين نتنياهو والرئيس ترمب كذلك.

نتنياهو إلى واشنطن

وأعلن مكتب نتنياهو أنه سيلتقي ترمب في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء المقبل. وفي الدعوة، التي أشارت أيضاً إلى أنها الأولى التي يجري توجيهها إلى زعيم أجنبي منذ عودته إلى البيت الأبيض، كتب ترمب إلى نتنياهو: «أتطلع إلى مناقشة كيفية تحقيق السلام لإسرائيل وجيرانها، والجهود المبذولة لمواجهة خصومنا المشتركين».

ومن بين الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال صفقة إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار، التي جرى تنفيذها جزئياً والتي لا تزال قيد التطوير بين إسرائيل و«حماس». وذكرت تقارير أن ترمب حريص على تنفيذ جميع مراحل الاتفاق المعقد المكون من ثلاث مراحل، في حين يواجه نتنياهو ضغوطاً سياسية من أقصى اليمين في ائتلافه لاستئناف القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى.

وقد انسحب حزب «عوتسما يهوديت» من الحكومة بالفعل احتجاجاً، وهدد حزب «الصهيونية المتدينة» المتحالف معه بالحذو حذوه إذا لم تستمر الحرب.

وسوف يحتاج نتنياهو، الذي لا يزال يتعافى من عملية جراحية لاستئصال البروستاتا خضع لها قبل شهر، إلى طلب وقف مؤقت لمحاكمته الجارية في قضايا فساد -التي يدلي فيها حالياً بشهادته- للسفر إلى واشنطن.

حزمة حوافز

وفقاً لأخبار «القناة 13»، لدى واشنطن حزمة من الحوافز التي تأمل أن تقنع من خلالها نتنياهو بالحفاظ على وقف إطلاق النار، الذي من المفترض أن يُنهي الحرب ويشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.

وتشمل هذه الحوافز الموافقة على تشريع لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ودعم الإدارة المعلن لقرار إسرائيل بقطع العلاقات (أونروا) وتحركات أخرى مثل رفع التأخير في تسليم القنابل الثقيلة التي فرضتها إدارة بايدن، وإلغاء العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين العنيفين.

وحسب القناة فإن اقتراح ترمب إخراج الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، كان أيضاً جزءاً من حملة الحوافز. وقال تقرير لهيئة الإذاعة الإسرائيلية (كان) إن «نتنياهو سيسعى للحصول على موافقة ترمب على مواصلة الحرب». وقال مسؤولون إسرائيليون كبار لهيئة البث إن تل أبيب تريد التنسيق مع واشنطن بشأن قائمة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك غزة ولبنان وإيران والتطبيع، وهو ما كان ترمب مهتماً بتحقيقه منذ فترة طويلة. وقبل أن يصل إسرائيل، التقى ويتكوف، الثلاثاء، حسين الشيخ، المستشار الكبير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وناقش اللقاء اليوم التالي للحرب في غزة، وإمكانية تسلم السلطة الفلسطينية، للقطاع.


مقالات ذات صلة

القصف الإسرائيلي في سوريا يضع «خطوطاً حمراء» أمام العهد الجديد

شؤون إقليمية سوريون دروز من مجدل شمس المحتلة يرفعون الأعلام السورية ويحيون الذكرى الثالثة والأربعين لإضرابهم العام ضد قرار الضم الإسرائيلي للجولان الجمعة الماضي (إ.ب.أ)

القصف الإسرائيلي في سوريا يضع «خطوطاً حمراء» أمام العهد الجديد

قالت مصادر سياسية في تل أبيب إن قصف إسرائيل غربي درعا في الجنوب السوري رسالة سياسية مطعمة بحضور عسكري وخط أحمر لن يسمح لأي قوة عسكرية بتجاوزه.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر (أرشيفية - رويترز)

ديرمر المقرّب من نتنياهو بدل رئيس «الموساد» لترؤس فريق التفاوض بشأن الرهائن

يقود وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المحادثات في المرحلة الثانية من اتفاق إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار مع «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي متظاهرون من حركة «ألف شاب من أجل فلسطين» التركية في إسطنبول يرفعون لافتات «ارفعوا أيديكم القذرة عن غزة» و«غزة للغزيين» (رويترز)

تركيا تحذر من نكوص نتنياهو على اتفاق غزة

حذرت تركيا من نكوص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد استلام جميع الرهائن.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو: ملتزم بخطة ترمب لإنشاء غزة أخرى

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أنه يتعيّن عليه أن يلتزم بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لما بعد الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة تُظهر إنشاءات في مستوطنة رامات شلومو بالقدس الشرقية (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل تخطط لبناء نحو ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية

قالت منظمة مراقبة مناهضة للاستيطان، الاثنين، إن إسرائيل طرحت مناقصة لبناء ما يقرب من ألف وحدة للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلّة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

القصف الإسرائيلي في سوريا يضع «خطوطاً حمراء» أمام العهد الجديد

قوات إسرائيلية في الأراضي السورية (حساب الجيش الإسرائيلي)
قوات إسرائيلية في الأراضي السورية (حساب الجيش الإسرائيلي)
TT
20

القصف الإسرائيلي في سوريا يضع «خطوطاً حمراء» أمام العهد الجديد

قوات إسرائيلية في الأراضي السورية (حساب الجيش الإسرائيلي)
قوات إسرائيلية في الأراضي السورية (حساب الجيش الإسرائيلي)

قالت مصادر سياسية في تل أبيب، اليوم الأربعاء، إن القصف الذي قام به الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، في محيط بلدة سعسع غربي درعا في الجنوب السوري، «يحمل رسالة سياسية مطعمة بحضور عسكري. وفيه خط أحمر لن يسمح لأي قوة عسكرية تجاوزه، في وادي اليرموك؛ أكانت تلك قوة تابعة للنظام أو تنظيمات إرهابية منفلتة».

وادعت هذه المصادر أن هناك فرقاً عسكرية عديدة تتحرك في الجنوب السوري، وتتحدى القوات السورية المستحكمة هناك، وإسرائيل مصرة على مواجهتها وإفهامها بأن «اللعب مع إسرائيل يكلف ثمناً باهظاً».

جندي إسرائيلي يعبر لافتة تشير إلى معسكر زيواني التابع لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) قرب معبر القنيطرة 7 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي يعبر لافتة تشير إلى معسكر زيواني التابع لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) قرب معبر القنيطرة 7 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف في بيان، مساء الثلاثاء، عن أن طائراته الحربية قصفت أهدافاً عسكرية تابعة للنظام السوري السابق في محيط بلدة سعسع جنوبي سوريا. وقال إن الهجوم شمل تسع غارات، ونفذ بتوجيه من الفرقة 210 في الجيش الإسرائيلي، وإن العمليات العسكرية «ستستمر لإزالة أي تهديدات على إسرائيل»، وفق تعبيره.

من التوغل الإسرائيلي الأخير في القنيطرة بسوريا (رويترز)
من التوغل الإسرائيلي الأخير في القنيطرة بسوريا (رويترز)

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه استهدف «وسائل قتالية تعود للنظام السوري السابق»، في إشارة إلى استهداف مقدرات عسكرية سورية دون تقديم تفاصيل عن طبيعتها.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن طائرات الاحتلال استهدفت ثلاث دبابات سورية في محيط بلدة سعسع، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً من الجولان السوري المحتل. وأكدت أن الدبابات المستهدفة كانت محملة بأسلحة وذخائر، لكنها لم تكن قد دخلت الخدمة العسكرية لدى السلطات السورية الجديدة بعد، وأن الغارات استهدفت منع وصول الدبابات إلى القوات التابعة للسلطات السورية الجديدة، أو إلى جهات أخرى وصفتها بأنها «إرهابية».

إلا أن أوساطاً عسكرية أخرى اعترفت بأن هذا القصف هو جزء من الرسائل التي تحاول إسرائيل تمريرها إلى العهد الجديد في دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد، ومفادها أن إسرائيل موجودة بقوة في سوريا، وبفضل حربها على «حزب الله» وإيران، كان لها صلة بسقوط النظام، ولن تتقبل تجاهلها. وقد تفوه بذلك رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عندما قال بعد لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو: «لم تحصل على الزهور من دمشق بعد سقوط الأسد، لكن لا بأس في ذلك. المهم أننا لن نسمح لأحد بأن يهاجمنا».

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (يمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس في القدس (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (يمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس في القدس (رويترز)

وكان نتنياهو قد أعلن في جلسة الحكومة، الأحد الماضي، أن سقوط نظام الأسد لم يكن في صالح إسرائيل، وهو يحرص على توجيه انتقادات شديدة لدول الغرب على مناصرتها العهد الجديد.

وقد أكدت المصادر العسكرية في تل أبيب أن إسرائيل تقوم بنشاطات مكثفة في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، فقد شنت نحو 500 غارة دمرت بها الغالبية العظمى من القدرات الدفاعية وسلاحي الطيران والبحرية، وسيطرت على المنطقة العازلة التي أنشئت بموجب اتفاقية فصل القوات مع سوريا بعد حرب «يوم الغفران» في عام 1974. ووسّعت إسرائيل نطاق احتلالها في الجولان، لتسيطر على 400 كيلومتر مربع، في عمق 15 - 20 كيلومتراً على طول الحدود من جبل الشيخ وحتى أقصى الجنوب في الجولان، واحتلت جميع قمم جبل الشيخ التي تعدّ استراتيجية وتطل على الأراضي السورية واللبنانية وسيطرت على جميع منابع المياه والسدود التي تزود الجنوب السوري بالماء.

قوات الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ (حساب الجيش الإسرائيلي)
قوات الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ (حساب الجيش الإسرائيلي)

وقد ادعى نتنياهو بأن هذا الاحتلال مؤقت وعزاه إلى واقع أن الجيش السوري التابع للأسد هو الذي برح مواقعه، فاحتلها الجيش الإسرائيلي بشكل مؤقت حتى لا تنتشر الفوضى. لكن وزير الدفاع في حكومته، يسرائيل كاتس، الذي زار قواته التي تحتل جبل الشيخ قال إن هذه المناطق الحيوية ستبقى بأيدي إسرائيل طيلة سنة 2025 وأكثر، حتى يصبح هناك نظام حكم واضح المعالم يقيم علاقات رتيبة مع إسرائيل.

وفي الأسبوع الماضي، ألمحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى وجود خطة إسرائيلية تتركز على «منطقة حيازة» للجيش الإسرائيلي تمتد إلى عمق 15 كيلومتراً داخل سوريا و«منطقة نفوذ» مع سيطرة استخباراتية على عمق 60 كيلومتراً. ويحظر دخول أي قوة عسكرية للعهد الجديد أو غيره إليها.

من التوغل الإسرائيلي الأخير في القنيطرة بسوريا (رويترز)
من التوغل الإسرائيلي الأخير في القنيطرة بسوريا (رويترز)

ويزعم مسؤولون كبار تحدثوا إلى الصحيفة العبرية، أن هذه المنطقة ضرورية لأمن إسرائيل، وهدفها «ضمان عدم تمكن الموالين للنظام الجديد أو غيرهم من إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان، وعدم تطور أي تهديد لها هناك».

وذكرت الصحيفة أنه ورغم تأكيد الإدارة السورية الجديدة في دمشق أنها ليست في صراع مع إسرائيل، وتصريحات قادتها بأنهم يحترمون اتفاقية فصل القوات من سنة 1974 ويلتزمون بها، فإن تل أبيب لا تخاطر، فهي لا تضمن العهد الجديد، بل تعبر عن استغرابها من احتضان الغرب له، وتنتقد التدفق على دمشق من الوزراء الغربيين وتعدّه «عمى سياسياً».

ونقلت عن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء السياسي الأمني: «الغرب يرسل الآن ممثلين كباراً إلى دمشق على أمل أن تتحقق بالفعل تصريحات الجولاني حول الاعتدال. والغرب، بذلك يختار بإرادته العمى. فهؤلاء هم أخطر الناس في العالم».

دروز من قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل يلوحون بالأعلام السورية في أثناء مشاركتهم في مظاهرة يوم 14 فبراير في الذكرى الـ43 على ضم الهضبة الاستراتيجية التي احتلتها إسرائيل من سوريا خلال حرب 1967 (أ.ف.ب)
دروز من قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل يلوحون بالأعلام السورية في أثناء مشاركتهم في مظاهرة يوم 14 فبراير في الذكرى الـ43 على ضم الهضبة الاستراتيجية التي احتلتها إسرائيل من سوريا خلال حرب 1967 (أ.ف.ب)

وبحسب المسؤول، فقد أرسل «المتمردون» في سوريا رسائل إلى إسرائيل تفيد بأنهم لا ينوون الدخول في حرب معها، لكنه شكك في ذلك، وذكر: «قد يكون هذا صحيحاً لمدة عام أو عامين أو ربما حتى 10 أو 20 عاماً، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن ألا يوجهوا نيرانهم نحونا بعد حين».