على الرغم من نفي كل الفرقاء، تصر أوساط سياسية في تل أبيب على أن هناك جهوداً تُبذل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب «المعسكر الرسمي» بيني غانتس، لإعادة التحالف بينهما وإجهاض محاولات اليمين المتطرف لإفشال المرحلة الثانية من صفقة التبادل واستئناف القتال في غزة.
وقالت مصادر سياسية مقربة من غانتس، إن انسحاب حزب إيتمار بن غفير من الحكومة، وتهديد سموتريتش بالانسحاب في حال استئناف المفاوضات على المرحلة الثانية، يهددان ليس فقط بسقوط الحكومة بل أيضاً بإجهاض الصفقة وإبقاء 65 محتجزاً إسرائيلياً لدى «حماس». وهذا أمر يحتم على غانتس أن يتقدم المعركة ويعمل على إنقاذ الصفقة. وأكدت أنه بالإضافة إلى محاولات سياسيين إسرائيليين لدفع غانتس إلى هذه الخطوة، هناك إشارات تدل على أن الإدارة الأميركية أيضاً تجس النبض لدى غانتس، وتحاول دفعه إلى دخول حكومة نتنياهو وإنقاذ الصفقة. وهو من جهته أبلغ جاريد كوشنر أنه مستعد لتوفير كل الظروف لنتنياهو حتى يجهض تهديدات بن غفير وسموتريتش.
وبحسب هذه المصادر، دُعي غانتس إلى واشنطن في الأسبوع الماضي والتقى عدداً من السؤولين في فريق الرئيس دونالد ترمب، وبينهم صهره ومستشاره في ولايته الأولى، جاريد كوشنر. ومع أن الأنباء تحدثت عن التركيز في اللقاءات على خطط الإدارة الأميركية لتوسيع اتفاقيات إبراهيم وفتح آفاق سياسية في المنطقة، فإن موضوع الانضمام إلى الحكومة احتل مكانة أساسية في الحوار، بل اهتم كوشنر بمعرفة ما إذا كان حزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد أيضاً معنياً بالدخول إلى الحكومة.
وقد نفى غانتس بشدّة في الأيام الأخيرة هذه التقارير، لكنه أكد أنه التقى مع نتنياهو بشأن توفير ما وصفه بـ«شبكة أمان»، للمضيّ قدماً في اتفاق تبادل الأسرى. وقال في تصريحات إن «نتنياهو سيحصل على كل ما يحتاجه، وكل ما يلزم لعودة المختطفين (الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة) إلى منازلهم، هذه هي المهمة الأهم». وبشأن إمكانية عودته إلى الحكومة، ذكر أنه «من الواضح أنه لا ينبغي التكهّن؛ فهي ببساطة غير واردة».
ووفق تقرير لموقع «واللا» الإخباري، فقد ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية، خلال الأيام الأخيرة، أن رئيس حزب «شاس»، أرييه درعي، يحاول توسيع صفوف الائتلاف، ويدفع نحو إمكانية إعادة انضمام «المعسكر الوطني» الذي يترأسه غانتس إلى الحكومة، «من أجل مواصلة اتفاق الرهائن، والمضيّ قدماً أيضاً في توسيع اتفاقيات إبراهيم».
ولفت التقرير إلى أنه حتى الآن، «لم يظهر أي من نتنياهو أو غانتس أي استعداد»، في حين «نفت دائرة درعي ذلك بشدة، وتقول دائرة نتنياهو أيضاً إن الأمر ليس على جدول أعماله، وإنه لا ينوي في الوقت الحاليّ تفكيك كتلة اليمين».
ويرى مراقبون أن نتنياهو هو الذي يقف وراء نشر هذه الأنباء، وذلك في إطار ممارسة الضغوط على سموتريتش كي يتراجع عن تهديده بالانسحاب من الحكومة.
يُذكر أن غانتس انضم في الماضي مرتين إلى حكومة نتنياهو وكانت تجربته فيهما مريرة. وقد أعلن أنه لن يعود إلى هذا الخطأ مع نتنياهو مهما كلف الأمر.