إيران ترفع مستوى الحماية الجوية لمرافقها النووية الاستراتيجية

شملت مفاعل «فوردو» في جنوب طهران

صاروخ ينطلق من منظومة «15 خرداد» للدفاع الجوي خلال مناورات قرب منشأة «فوردو» النووية... فجر الأحد (تسنيم)
صاروخ ينطلق من منظومة «15 خرداد» للدفاع الجوي خلال مناورات قرب منشأة «فوردو» النووية... فجر الأحد (تسنيم)
TT
20

إيران ترفع مستوى الحماية الجوية لمرافقها النووية الاستراتيجية

صاروخ ينطلق من منظومة «15 خرداد» للدفاع الجوي خلال مناورات قرب منشأة «فوردو» النووية... فجر الأحد (تسنيم)
صاروخ ينطلق من منظومة «15 خرداد» للدفاع الجوي خلال مناورات قرب منشأة «فوردو» النووية... فجر الأحد (تسنيم)

أجرت الدفاعات الجوية التابعة للجيش الإيراني، تدريباً عسكرياً لحماية منشآت إيران النووية الاستراتيجية، بما في ذلك منشأة «فوردو»، حيث سرعت طهران عملية إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وسط مخاوف دولية من تغيير مسار برنامجها النووي.

وبدأت قوات الجيش الإيراني، والوحدات الموازية في «الحرس الثوري»، تدريبات عسكرية سنوية باسم «اقتدار»، على أن تنتهي منتصف مارس (آذار) المقبل.

وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية، الأحد، بأن مناورات جرت في وقت متأخر، السبت، لقوة الدفاع الجوي قرب منشأة «فوردو»، الواقعة تحت جبال مدينة قم على بعد 160 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، وشملت مفاعل المياه الثقيلة على بعد 200 كيلومتر غرب منشأة «فوردو».

وقالت الوكالة إن التدريبات تشتمل على وحدات صاروخية ورادارية، ووحدات حرب إلكترونية وتحكم بالمعلومات وتعرف إلكتروني، وأنظمة دفاع جوي؛ بهدف «التقدير الفعلي للفاعلية العملياتية لخطط الدفاع الجوي ضد هجوم العدو، وضمان التفوق الاستخباراتي، وتحقيق القدرة على اكتشاف الأهداف المستهدفة في الوقت المناسب».

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن المناورات شملت تدمير الطائرات المأهولة وغير المأهولة، المهاجِمة من «عدو افتراضي» على منشأة «فوردو»، باستخدام صواريخ من منظومتَي «15 خرداد»، و«تلاش» المحليتين.

وأجرى «الحرس الثوري»، الاثنين، تدريبات على حماية المنشآت الحساسة، وشملت منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم في أصفهان وسط البلاد. كما أعلن اتخاذ إجراءات أمنية إضافية قرب مفاعل «بوشهر» في جنوب البلاد.

مناورات الدفاع الجوي الإيراني في صحراء مدينة قم جنوب طهران... فجر الأحد (تسنيم)
مناورات الدفاع الجوي الإيراني في صحراء مدينة قم جنوب طهران... فجر الأحد (تسنيم)

توقيت حساس

وتأتي هذه الأنشطة العسكرية وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل في المنطقة، بعدما تبادلتا ضربات غير مسبوقة العام الماضي. ودعا مسؤولون إسرائيليون إلى شنِّ هجوم استباقي لمنشآت إيران النووية، بعدما قال الجيش الإسرائيلي، إنه الحق أضراراً جسيمة بمنظومة الدفاع الجوي الإيراني في هجوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأرسلت إيران إشارات، خلال الأشهر الماضية، باحتمال تغيير عقيدتها النووية، إذا ما تعرَّضت بنيتها التحتية الاستراتيجية لهجمات إسرائيلية - أميركية.

وأفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي بأنّ مستشار الأمن القومي جيك سوليفان عرض أخيراً على الرئيس جو بايدن خيارات لشنِّ ضربة أميركية محتملة على منشآت نووية إيرانية، في حال تحرَّكت طهران نحو تطوير سلاح نووي قبل تولي ترمب منصبه.

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم لـ60 في المائة، بالقرب من نسبة 90 في المائة اللازمة لإنتاج أسلحة بمنشأتَي «فوردو» و«نطنز». وقالت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، الشهر الماضي، إن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة «فوردو»، فيما وصفته القوى الغربية بأنه «تصعيد شديد الخطورة» في الخلاف القائم مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وقالت الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، إن إيران ستتمكَّن الآن من إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصَّب بنسبة تصل إلى 60 في المائة في «فوردو»، أي نحو 6 أمثال إجمالي ما كانت تنتجه طهران في «فوردو» ومنشأة تجريبية فوق الأرض في «نطنز» خلال الأشهر القليلة الماضية، وتراوح بين 5 و7 كيلوغرامات.

وتشير معايير «الذرية الدولية» إلى أنه من الناحية النظرية، يكفي لإنتاج قنبلة نووية توافر نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، إذا تم تخصيب هذه الكمية إلى مستوى أعلى. وتمتلك إيران بالفعل أكثر من 4 أمثال هذه الكمية، وهو ما يكفي لإنتاج أسلحة أخرى عند مستويات تخصيب أقل.

ضباط من وحدة الدفاع الجوي في الجيش الإيراني خلال مناورات... فجر اليوم (تسنيم)
ضباط من وحدة الدفاع الجوي في الجيش الإيراني خلال مناورات... فجر اليوم (تسنيم)

عودة ترمب

وتصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد انسحاب واشنطن، خلال ولاية دونالد ترمب الأولى، من الاتفاق النووي الذي نصَّ على تخفيف العقوبات الغربية على طهران مقابل الحد من طموحاتها النووية.

ورداً على انسحاب ترمب، بدأ مسار التخلي عن الاتفاق النووي، وكثّفت طهران إجراءاتها لمستويات أعلى مع وصول جو بايدن للرئاسة، قبل 4 سنوات، رغم أنه ابتعد عن سياسة الضغوط القصوى لترمب؛ بهدف تشجيع إيران للانخراط في الدبلوماسية.

وتجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا في 13 يناير(كانون الثاني) في جنيف، بعد نقاشات سابقة استضافتها سويسرا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).

وتأتي هذه المحادثات قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، والذي يدرس فريقة استراتيجية الضغوط القصوى.

وكانت القوى الأوروبية الثلاث منتقدة لإجراءات ترمب عندما انسحب من الاتفاق النووي. وتأمل طهران في تحسين علاقاتها مع القوى الأوروبية مرة أخرى لتخفيف ضغوط ترمب المحتملة.

لكن برنامج إيران النووي المتسارع، ودعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، يشغلان القوى الأوروبية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، إن «إيران هي التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها، وأبعد من ذلك بكثير»، مشدداً على أن «تسارع برنامجها النووي يقودنا إلى نقطة الانهيار»، مشدداً على أن موضوع إيران سيكون من الأولويات في الحوار الذي سيباشره مع ترمب.

وبحسب «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، فإنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تملك أسلحة نووية وقامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

وتقول الدول الغربية إنه لا يوجد مبرر لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي في إطار أي برنامج مدني موثوق، وإنه لا توجد دولة وصلت لهذا المستوى من التخصيب دون أن تنتج قنابل نووية. بينما تنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية

وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا من الدول الموقِّعة على الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وافقت فيه إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم، مقابل رفع العقوبات الدولية.

في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، بأنها مستعدة، إذا تطلَّب الأمر، لتفعيل ما تُسمى آلية «سناب باك» وإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

ومن المقرر أن ينقضي مفعول آلية «سناب باك» في 18 أكتوبر مع انقضاء موعد القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي. وتخشى طهران أن تقدم القوى الأوروبية الثلاث على مثل هذه الخطوة.


مقالات ذات صلة

هولندا تحض طهران على ضمان أمن الملاحة

شؤون إقليمية عراقجي يلتقي نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب في نيويورك سبتمبر الماضي (الخارجية الإيرانية)

هولندا تحض طهران على ضمان أمن الملاحة

حضت هولندا إيران على لعب دور «إيجابي» في خفض التوترات الإقليمية بما في ذلك ضمان أمن الملاحة البحرية، معلنة قلقها إزاء تصاعد التوترات في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية لاريجاني خلال مقابلة صحافية (تسنيم)

لاريجاني يدعو ترمب لتحديد «مصالح اقتصادية» مع إيران

قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، إن أي هجوم على إيران «لن يمر دون عواقب»، داعياً الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «تحديد مصالح اقتصادية مع إيران».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية بارو يغادر بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في قصر الإليزيه في باريس اليوم (أ.ف.ب)

فرنسا: غياب الاتفاق مع طهران ينذر بالصراع

يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، اجتماعاً لمجلس الدفاع بشأن إيران، في حين تواجه طهران مجموعة تحديات وأزمات استراتيجية في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية مقاتلة «إف - 18» على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» خلال رسوها قبالة دانانغ في 5 مارس 2018  (أ.ف.ب)

البنتاغون يرسل حاملة طائرات للمنطقة وسط تصاعد التوتر مع طهران

أمر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، بإرسال تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملةً وسرباً من الطائرات المقاتلة، مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في يناير الماضي (أ.ب)

البيت الأبيض يدرس المفاوضات غير المباشرة مع إيران

بينما تكثف الولايات المتحدة من وجودها العسكري في المنطقة، يناقش البيت الأبيض بجدية عرض إيران بشأن المحادثات النووية غير المباشرة.

إيلي يوسف (واشنطن)

هولندا تحض طهران على ضمان أمن الملاحة

عراقجي يلتقي نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب في نيويورك سبتمبر الماضي (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يلتقي نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب في نيويورك سبتمبر الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT
20

هولندا تحض طهران على ضمان أمن الملاحة

عراقجي يلتقي نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب في نيويورك سبتمبر الماضي (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يلتقي نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب في نيويورك سبتمبر الماضي (الخارجية الإيرانية)

حضت هولندا إيران على لعب دور «إيجابي» في خفض التوترات الإقليمية، بما في ذلك ضمان أمن الملاحة البحرية، بينما نددت طهران بـ«تقاعس» الاتحاد الأوروبي في اتخاذ موقف بشأن التهديدات الأميركية لطهران.

وأعرب وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، عن قلق بلاده إزاء تصاعد التوترات في المنطقة، مشدداً على أهمية الحلول الدبلوماسية لتسوية الخلافات.

ودعا فيلدكامب في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، عباس عراقجي، إلى «دور إيجابي» من طهران في ضمان أمن الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، حسب بيان لـ«الخارجية» الإيرانية.

من جانبه، قال عراقجي إن إيران «ملتزمة» بمواصلة برنامجها النووي «السلمي» وفقاً للقانون الدولي، مشيراً إلى استعداد بلاده لإجراء «مفاوضات جادة من موقع الندية وبشكل غير مباشر»، شرط «توفر بيئة بناءة، والابتعاد عن أساليب التهديد والترهيب والضغوط السياسية».

وعدَّ عراقجي التهديدات الأميركية ضد طهران «غير مقبولة، ومخالفة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي»، محذراً من أن مثل هذه التصريحات «تؤدي إلى تعقيد الأوضاع».

وقال الوزير الإيراني إن طهران «سترد بسرعة وحزم على أي اعتداء يستهدف وحدة أراضيها، وسيادتها، أو مصالح شعبها».

كما انتقد عراقجي «تقاعس» الاتحاد الأوروبي عن «اتخاذ موقف واضح تجاه التصريحات الاستفزازية للمسؤولين الأميركيين، التي تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين»، مذكراً بمسؤولية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في حماية سيادة القانون على المستوى الدولي.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشبكة «إن بي سي نيوز» في مطلع الأسبوع، إن طهران قد تتعرض للقصف، ولفرض رسوم جمركية ثانوية عليها، إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وذلك بعدما رفضت إيران المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة.

وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية إن مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني، ناقش المفاوضات الجارية بشأن برنامج طهران النووي، مع نظيره الروسي سيرجي ريابكوف.

وتناول الجانبان سبل اتخاذ خطوات مشتركة تحقق استقرار الوضع، و«تخفف التوتر الذي أججته دول غربية بشكل مصطنع وغير معقول».

وذكرت الوزارة أن من «غير القانوني وغير المقبول» استخدام القوة العسكرية ضد إيران، والتهديد بضرب بنيتها التحتية النووية، لأن ذلك سيتسبب في «عواقب إشعاعية وإنسانية على نطاق واسع ولا رجعة فيها» على الشرق الأوسط والعالم.

وعرض الكرملين في وقت سابق من العام، التوسط بين الولايات المتحدة وإيران، التي وقعت روسيا معها معاهدة شراكة استراتيجية في يناير (كانون الثاني).