«هدنة غزة»: زيارة مبعوث ترمب إلى المنطقة دفعة لـ«اتفاق وشيك»

إسرائيل ترسل وفداً بقيادة رئيسي «الموساد» و«الشاباك» إلى الدوحة

رد فعل فلسطيني على مقتل نازحين في غارة إسرائيلية على مخيم مؤقت للنازحين جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطيني على مقتل نازحين في غارة إسرائيلية على مخيم مؤقت للنازحين جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: زيارة مبعوث ترمب إلى المنطقة دفعة لـ«اتفاق وشيك»

رد فعل فلسطيني على مقتل نازحين في غارة إسرائيلية على مخيم مؤقت للنازحين جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطيني على مقتل نازحين في غارة إسرائيلية على مخيم مؤقت للنازحين جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وسط تسريبات إعلامية عن حدوث «تقدم» بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، جاءت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة، قبيل أسبوع من مهلة ساكن البيت الأبيض الجديد لإنهاء الأزمة قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.

تلك التطورات، التي تشهد أيضاً انضمام وفد إسرائيلي رفيع المستوى بقيادة رئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، ورئيس «الشاباك»، رونين بار، لمفاوضات الدوحة، يراها خبير مصري، تحدث لـ«الشرق الأوسط» تشي بأن «فرص التوصل لاتفاق قبيل تنصيب ترمب كبيرة للغاية، خصوصاً كونها بمثابة دفعة لإبرام الصفقة المرتقبة».

ونقلت وكالة «رويترز»، عن مسؤول إسرائيلي، مساء السبت، أن ستيف ويتكوف سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه جهود الوسطاء لإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة بالدوحة، بينما أفاد مسؤول إسرائيلي ثانٍ بإحراز «بعض التقدم» بالمحادثات.

وتأتي تلك الزيارة غداة لقاء ويتكوف، في الدوحة، رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبحث الجانبان «الجهود الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة»، وفق بيان لـ«الخارجية القطرية".

وغداة زيارته للدوحة، قال موقع «والا» الإسرائيلي، السبت، إن مبعوث ترمب للشرق الأوسط أبلغ رئيس الوزراء القطري برغبة الرئيس الأميركي المنتخب في «رؤية اتفاق لإعادة الرهائن خلال أيام»، بينما نقل الموقع نفسه عن مسؤولين أن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة شهدت «تقدماً خلال الـ24 ساعة الماضية».

ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي، السبت، أنه تم إحراز تقدم في المفاوضات في قطر حول صفقة الرهائن، وسيدل على ذلك إرسال وفد رفيع المستوى بقيادة رئيس «الموساد» ورئيس جهاز «الشاباك»، إلى الدوحة.

ولاحقاً، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، مساء السبت، أن نتنياهو أصدر تعليماته لرئيس «الموساد» ورئيس «الشاباك» واللواء (احتياط) نيتسان ألون والمستشار السياسي أوفير فالك بالتوجه إلى الدوحة بهدف «مواصلة الجهود للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح رهائننا».

إجلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

وبرأي الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن «الاتفاق (يبدو في الأمتار الأخيرة)، وأن هناك تمهيداً إعلامياً مستمراً، لا سيما في إسرائيل بشأن ذلك»، مؤكداً أن زيارة مبعوث ترمب «دفعة قوية لإنجاز الاتفاق» وستكون بمثابة وضع تفاصيل أخيرة لتعلن قبل أو مع تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.

وكانت «هيئة البث الإسرائيلية»، قالت، مساء الجمعة، إن قطر نقلت «رسالة إيجابية» إلى إسرائيل فيما يتعلق بنيات «حماس» للمضي قدماً في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن. وعقب الرسالة، عقد نتنياهو مناقشات عاجلة مع وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وفريق التفاوض، أسفر عن استعداد للتوصل إلى اتفاقات «مهمة».

ووصف مسؤولون أميركيون لصحيفة «هآرتس» هذه الصفقة بأنها «أفضل صفقة يمكن أن تشهدها (حماس) على الإطلاق»، مشيرين إلى أن العائق الرئيسي يتمثل في عدم وجود ضمانات لربط المراحل.

ويرجح أنور أن ترحل أي خلافات للمرحلة الثانية من الاتفاق، الذي يتم على 3 مراحل، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى ستكون إنسانية ويمكن وصفها بأنها «هدنة إنسانية» أيضاً كالتي حدثت بنهاية 2023، وتشمل كبار السن وما شابه.

ويتوقع أيضاً أن تشهد الساعات المقبلة مزيداً من النقاشات الإيجابية لحسم الصفقة لإعلانها، الأسبوع المقبل، قبل تنصيب ترمب بعد تحذيراته التي أطلقها قبل أيام والشهر الماضي، إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.


مقالات ذات صلة

«أشبه بالقبر»... غزاوي يحفر ملجأ لعائلته للاحتماء من البرد والقصف (صور)

المشرق العربي الأب الفلسطيني تيسير عبيد وأسرته داخل الحفرة في دير البلح (أ.ف.ب)

«أشبه بالقبر»... غزاوي يحفر ملجأ لعائلته للاحتماء من البرد والقصف (صور)

حفر فلسطيني نازح في التربة الطينية بالمخيم، حفرةً مربعةً بعمق مترين تقريباً، غطَّاها بقماش مشمع مشدود فوق إطار خشبى ليحمي عائلته من البرد.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فتاة فلسطينية تقف أمام منزلها في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

عائلة فلسطينية تنشد العدالة بعد مقتل أطفالها في غارة إسرائيلية بالضفة الغربية

كانت بتول بشارات تلعب مع شقيقها رضا في قريتهما بالضفة الغربية المحتلة. وخلال لحظات، قتلت غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة الطفل مع اثنين من أبناء عمومتهما.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على المياه في دير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)

وسط «تحديات كبيرة»... بلدية غزة تكافح لتأمين لتأمين المياه للمواطنين

أعلنت بلدية غزة، اليوم (السبت)، أنها تواصل جهودها لتأمين المياه للمواطنين في ظل انقضاء 463 يوماً من الحرب على القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

رغم تسريبات عن «شروط جديدة» فإن عدة مؤشرات تشي بأن الاتجاه نحو «صفقة» في قطاع غزة يزداد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة في وقت سابق (رويترز)

تحليل إخباري مصر ترفض وجود قوات أجنبية في غزة... ما البدائل؟

وسط حديث يتصاعد عن خطط «لليوم التالي» في غزة، جددت مصر رفضها وجود قوات أجنبية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

جيش إسرائيل يرجّح أن يكون قتل أحد سكان كيبوتس خلال التصدي لهجوم «حماس»

مقاتلون فلسطينيون خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 (أ.ب)
مقاتلون فلسطينيون خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 (أ.ب)
TT

جيش إسرائيل يرجّح أن يكون قتل أحد سكان كيبوتس خلال التصدي لهجوم «حماس»

مقاتلون فلسطينيون خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 (أ.ب)
مقاتلون فلسطينيون خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 (أ.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن تحقيقاً داخلياً خلص إلى أنه «من المرجح جداً» أن يكون قد قتل أحد سكان كيبوتس في قتال مع عناصر حركة «حماس» خلال هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

التحقيق الذي أدلى خلاله جنود ومدنيون بإفاداتهم، سعى لتبيان سبب وفاة تومر إلياز أرافا ووالدته ديكلا أرافا، وهما من سكان كيبوتس ناحل عوز الذي يعد من بين الأكثر تضرراً من جراء هجوم «حماس».

وقال الجيش إنه بناء على تقييم فريق المحققين، كان إلياز أرافا قد خُطف في بادئ الأمر على يد عناصر في «حماس» وأجبروه على التوجّه إلى المنازل لإقناع السكان بالخروج.

وبيّن التحقيق أن إلياز أرافا تمكّن من الهرب والاختباء بعد مرور ساعة ونصف ساعة. ورأى جنود وحدة وصلت إلى الكيبوتس للإسناد «شخصاً مشبوهاً» أطلقوا النار عليه. وخلص التحقيق إلى أنه «من المرجح جداً أن الشخص كان تومر إلياز أرافا الذي قُتل من طريق الخطأ بنيران (الجيش الإسرائيلي) بسبب تحديد هوية خاطئ».

وجاء في البيان أن مقاتلي «حماس» خطفوا في الأثناء والدة إلياز أرافا، واقتادوها بسيارة نحو غزة.

وتابع البيان: «خلال اقتيادها بسيارة نحو غزة أطلقت النيران على السيارة من الجهة الخلفية»، ما أدى إلى مقتلها.

وقال الجيش إن التحقيق «يشير إلى احتمال معقول أن تكون ديكلا أرافا قتلت بنيران (الجيش الإسرائيلي) لوجودها في سيارة حدّدتها القوات على أنها لإرهابيين فارين». وأضاف أنه «في الحالتين، من غير الممكن تحديد سبب الوفاتين على وجه اليقين».

بعد الهجوم، دفعت مخاوف من أن يكون إسرائيليون كثر قد قُتلوا بنيران صديقة، الجيشَ إلى فتح تحقيقات.

في بئيري، وهو أيضاً من الكيبوتسات الأكثر تضرراً من هجوم «حماس»، أفاد شهود لوسائل إعلام إسرائيلية بأن دبابة أطلقت النار على منزل كانت «حماس» تحتجز فيه 14 شخصاً.

وأدى هجوم «حماس» إلى مقتل 1208 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية. وقُتل ما لا يقل عن 46 ألف شخص معظمهم من المدنيين في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس».