الجيش الإسرائيلي يدعو الحكومة إلى قبول الاتفاق السياسي مع لبنان

إزالة المظاهر العسكرية في الشمال تمهيداً لإعادة النازحين

جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله»  (رويترز)
جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله» (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يدعو الحكومة إلى قبول الاتفاق السياسي مع لبنان

جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله»  (رويترز)
جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلق «حزب الله» (رويترز)

جنباً إلى جنب مع استمرار الغارات الإسرائيلية والعمليات البرية ضد لبنان والاغتيالات لقادة «حزب الله»، باشر الجيش الإسرائيلي تخفيف المظاهر العسكرية في أعالي الجليل بهدف التمهيد لإعادة السكان النازحين إلى الشمال.

وقالت مصادر عسكرية رفيعة إن الجيش أنهى المهمة التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، وبات يسعى إلى «الحفاظ على إنجازاته العسكرية»، ويطلب من القيادة السياسية الموافقة على الاتفاق الذي تسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى التوصل إليه مع الحكومة في بيروت.

«الوحل» اللبناني

قالت هذه المصادر إن الجيش يرى في التوصل إلى تسوية سياسية في لبنان ضرورة ملحة كي يتجنب التورط في «الوحل» اللبناني، ويحاول حث الحكومة على تسريع الجدول الزمني. ويقول إن «الجدول الزمني العسكري يتسارع، بينما القرارات السياسية تتخذ بوتيرة بطيئة».

وبحسب ما أفادت به صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، فإن الجيش يعتمد أسلوب المراوغة في إدارة العمليات البرية جنوب لبنان، وذلك بهدف إرباك قوات «حزب الله» التي ما زالت بعيدة عن فقدان قدراتها القتالية.

فعلى الرغم من إعلانه عن توسيع عملياته البرية في جنوب لبنان، وقيامه بغارات يومية شرسة في بقية المناطق، فإن القوات الكبيرة التي حشدها على الجبهة الشمالية تنفذ عمليات «محدودة» في قرى جنوب لبنان في إطار التوغل البري «في نطاق الكيلومتر الرابع والخامس من الحدود، لأنه يعتقد أنه أكمل المهمة التي كُلّف بها قبل نحو أسبوعين، والمتمثلة في «إزالة تهديد تسلل قوات وحدة (الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) إلى منطقة الجليل».

مقتل 68 جندياً

وتشير القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى أن الهدف العسكري الحالي في جنوب لبنان هو «الحفاظ على الإنجازات»، واستهداف منصات إطلاق الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التابعة لـ«حزب الله»، والتي تهدد مناطق مثل حيفا وجبل الكرمل. وخلال العمليات البرية المستمرة منذ نحو شهر ونصف الشهر، قُتل 68 جندياً ومواطناً إسرائيلياً، مقارنة بخسائر قد تصل إلى نحو 25 ضعفاً في الجانب اللبناني، وفقاً لتقديرات الجيش، كما أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وتتقدم القوات الإسرائيلية إلى «خط القرى الثاني»، مع تجنُّب اجتياح المدن الكبرى مثل مرجعيون وبنت جبيل. وتشدد مصادر عسكرية على أن الوضع الحالي يُعدّ «مثالياً» من حيث الإنجازات، رغم التحديات المرتبطة بعمليات طويلة الأمد وسط ظروف شتوية قاسية متوقعة.

هدية ترمب

نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إنهم فوجئوا بالتقرير الأميركي الذي يفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تنتظر حتى دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض، لتقديم «هدية» له، تتمثل بوقف إطلاق النار في لبنان. وأكدوا أنهم يفضلون التوصل إلى اتفاق سريع، ويحذرون من تداعيات استمرار العمليات البرية جنوب لبنان في ظل الطقس الشتوي القاسي في المنطقة، ويحاولون تجنب «الغوص في الوحل اللبناني في شتاء غير مخطط له، بعد 14 شهراً من المعارك على مختلف الجبهات».

جنديان إسرائيليان يجمعان بقايا صاروخ أُطْلِق من لبنان على حيفا الأحد (أ.ب)

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن نهاية الحرب في الشمال، والانتقال إلى حرب طويلة الأمد قد تستمر لسنوات في قطاع غزة، سواء تم الإفراج عن الرهائن أم لا، ستشكل نهاية الحرب الطويلة التي كانت الحكومة تأمل في إطالتها. وسيؤدي ذلك، وفقا للتقرير، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهي خطوة تخشى منها حكومة بنيامين نتنياهو، وقد تشمل أيضاً الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما يعكس التباين في الجدول الزمني للجيش الذي يسعى لتحويل «إنجازاته العسكرية» إلى واقع أمني واستراتيجي جديد، وبين القيادة السياسية المعنية بإطالة أمد الحرب.

إزالة المظاهر العسكرية

وكانت مصادر عسكرية رفيعة قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي بدأ في إزالة المظاهر العسكرية من المنطقة الحدودية مع لبنان، في خطوة تشير إلى احتمالية إعادة سكان البلدات التي جرى إخلاؤها في بداية المواجهات مع «حزب الله»، إلى منازلهم «قريباً»، بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد.

مبنى في حيفا أصابه صاروخ من لبنان (رويترز)

وذكر التقرير أن الجيش يعتزم سحب جميع الجنود من داخل البلدات الشمالية، وإعادتهم إلى القواعد والمواقع العسكرية، مع الإبقاء على عناصر الأمن «المدنيين» فقط، مثل فرق الطوارئ والمسؤولين الأمنيين المحليين، إلى جانب الوسائل الأمنية المتوفرة لديهم. كما أزال الجيش مؤخراً جميع الحواجز العسكرية والمكعبات الأسمنتية من الطرق المحاذية للمنطقة الحدودية، بما في ذلك الطرق التي كانت مغلقة أمام حركة المدنيين، خلال العام الماضي، بسبب تهديد استهداف المارين فيها بصواريخ مضادة للمدرعات.

ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤولين عسكريين قولهم إن «الوضع في الشمال تغير. لم تعد هناك مناطق يُمنع التنقل فيها، ولا حاجة لاستخدام طرق التفافية. بإمكان المدنيين الآن التحرك بحرية على هذه الطرق بفضل سيطرة الجيش داخل الأراضي اللبنانية».


مقالات ذات صلة

رئيس إسرائيل يلغي رحلته لأذربيجان بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور

شؤون إقليمية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ (إ.ب.أ)

رئيس إسرائيل يلغي رحلته لأذربيجان بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور

ألغى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» في باكو بأذربيجان؛ لأن تركيا رفضت السماح لطائرته بالمرور.

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت (يمين) مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين في الكنيست 2009 (غيتي)

أولمرت يُصارح الإسرائيليين: مجتمعنا يحب الظهور كضحية للكراهية

صارح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، مواطنيه بأن ما حدث في هولندا ضد المشجعين الإسرائيليين ناجم عن «الممارسات الوحشية» التي تقوم بها بلاده.

شؤون إقليمية متظاهر إسرائيلي خلال احتجاج ضد بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر الماضي (أ.ب)

اتهام 3 إسرائيليين هاجموا منزل نتنياهو بـ«الإعداد لانقلاب عسكري»

وجَّه وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، تهمة «الإعداد لانقلاب عسكري» إلى 3 موقوفين إسرائيليين أطلقوا قنبلتين ضوئيتين على منزل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

نظير مجلي (تل ابيب)
شؤون إقليمية يهود متدينون يصطفون في مكتب تجنيد إسرائيلي لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية في قاعدة تجنيد في كريات أونو بإسرائيل في 28 مارس 2024 (رويترز)

إسرائيل ترسل إخطارات تجنيد لمزيد من اليهود «المتدينين»

أصدر الجيش الإسرائيلي إخطارات استدعاء للتجنيد لمزيد من «المتزمتين دينياً» دينياً اليوم الأحد لتعزيز قواته أثناء القتال على الحدود الجنوبية والشمالية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

توقيف 3 مشتبه فيهم بعد إطلاق قنبلتين ضوئيتين قرب منزل نتنياهو

أعلنت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيليان، الأحد، توقيف 3 مشتبه فيهم بعد إطلاق قنبلتين ضوئيتين، السبت، قرب منزل نتنياهو الذي لم يكن موجوداً فيه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

اتهام 3 إسرائيليين هاجموا منزل نتنياهو بـ«الإعداد لانقلاب عسكري»

متظاهر إسرائيلي خلال احتجاج ضد بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر الماضي (أ.ب)
متظاهر إسرائيلي خلال احتجاج ضد بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر الماضي (أ.ب)
TT

اتهام 3 إسرائيليين هاجموا منزل نتنياهو بـ«الإعداد لانقلاب عسكري»

متظاهر إسرائيلي خلال احتجاج ضد بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر الماضي (أ.ب)
متظاهر إسرائيلي خلال احتجاج ضد بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر الماضي (أ.ب)

بعد اعتقال 3 نشطاء إسرائيليين معارضين، بينهم ضابط برتبة عقيد في جيش الاحتياط، للاشتباه بأنهم أطلقوا قنبلتين ضوئيتين على بيت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وجَّه وزير القضاء ونائب رئيس الوزراء، ياريف ليفين، للموقوفين تهمة «الإعداد لانقلاب عسكري».

وقال ليفين: «أرفض ما قالته الشرطة والاستخبارات الداخلية (الشاباك) من أن الحديث يجري عن حادث خطير، إنه ليس فقط حادثاً خطيراً، بل هو حلقة في سلسلة عمليات عنيفة وخطيرة، تُنفَّذ منذ سنتين بشكل متواصل، هدفها أن تعم الفوضى، ويجري اغتيال رئيس الحكومة، والإطاحة بالحكومة المنتخبة بواسطة انقلاب عسكري عنيف».

ودعا ليفين، إلى «استئناف العمل على تنفيذ خطة الحكومة لـ(الإصلاح القضائي)» التي أثارت قبل أكثر من عام احتجاجات عارمة شملت مئات ألوف المتظاهرين، وكادت تؤدي إلى سقوط الحكومة، لكن هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أدى إلى وقفها.

وقال الوزير ليفين إن «القنبلتين أُطلقتا على خلفية معارضة سياسات نتنياهو في موضوع غزة، وخطة (إصلاح القضاء)؛ ولذلك يجب رفض الصفقة والعودة إلى الخطة».

كيف بدأت القضية؟

الشرطة الإسرائيلية كانت قد أعلنت، فجر الأحد، اعتقال 3 أشخاص للاشتباه في تورطهم في إطلاق قنبلتين ضوئيتين على منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في قيسارية، مساء السبت.

وبحسب البيان، فقد جرى تحويل الثلاثة إلى تحقيق مشترك يجريه «الشاباك»، ووحدة «لاهاف 433» في الشرطة، بينما تم فرض حظر نشر تفاصيل من ملف التحقيق.

وبحسب مصادر في الشرطة، فإن المعتقلين في الستينات من العمر، ومعروفون بوصفهم نشطاء في حركة الاحتجاج ضد نتنياهو، وسبق أن اعتُقل أحدهم، في الأسبوع الماضي، خلال الاحتجاج قبالة منزل نتنياهو، وإن أحد المعتقلين ضابط برتبة عميد في جيش الاحتياط.

عناصر من الشرطة الإسرائيلية قرب منزل نتنياهو في قيسارية الشهر الماضي (إ.ب.أ)

وقال «الشاباك» والشرطة الإسرائيلية إن قنبلتين ضوئيتين أُطلقتا على مقر منزل نتنياهو الخاص في قيسارية، من دون التسبب بأي أضرار، وأشار إلى أن نتنياهو وعائلته لم يكونوا في المنزل في ذلك الوقت.

وذكرت الشرطة أنها «فتحت تحقيقاً مشتركاً مع جهاز (الشاباك)، حيث يدور الحديث عن حادث خطير، ويشكل تصعيداً خطيراً، وبناءً عليه سيجري اتخاذ الإجراءات اللازمة».

«يخدم نتنياهو»

أثار الحادث ردود أفعال غاضبة، خصوصاً لدى قادة مظاهرات الاحتجاج الذين أكدوا أنه حادث عنف خطير يخدم نتنياهو نفسه، ويؤدي إلى تشويه سمعة المتظاهرين.

وقالوا إنهم «يريدون ألا يرتبط الحادث بهم، خصوصاً أنه قبل أسبوعين قام أحد نشطاء اليسار بإلقاء قنبلة دخانية على بيت نتنياهو في القدس، من دون أن يُحدث أضراراً، وتبين أن من قام بهذا العمل هو يوفال بيرتس، نجل المدير العام لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، وقد ضُبطت بحوزته قنابل عدة من هذا الصنف، واعترف بأنه جلبها ليقذفها على بيت نتنياهو.

وتجنب نتنياهو وعائلته التوجه إلى منزله في قيسارية، منذ أسابيع بعدما تمكّن «حزب الله»، أواخر الشهر الماضي، من استهدافه بتفجير طائرة مسيَّرة على المنزل مباشرة، وتفجير مسيرة أخرى بالقرب منه قبل أسبوع.

منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية (وسائل إعلام إسرائيلية)

وسعى نتنياهو يومها إلى استغلال محاولة اغتياله، وأعلن أنه ينوي سَنّ قانون يمنع الكشف عن أماكن وجود رئيس الحكومة، حفاظاً على أمنه.

وتوجه إلى هيئة القضاة الذين يحاكمونه بتهم «فساد» في المحكمة المركزية في القدس، طالباً تأجيل المحاكمة، وكان أحد أسباب ذلك هو أن وصوله إلى المحكمة يجعله مكشوفاً للعدو الذي يدير عليه حرباً، لكن المحكمة رفضت طلبه.

رجال نتنياهو

وعلى الخط دخل فوراً رجال نتنياهو، واتهموا مناوئيه بالمشاركة في التحضير لعملية اغتيال. وقال رئيس الكنيست، أمير أوحانا، إن «العنوان كان على الجدران وفي الطرقات والمنشورات التحريضية وفي المظاهرات. إن إطلاق القنبلتين على منزل رئيس الحكومة هو نتيجة مباشرة للسياسة التي تجاهلت خلال السنوات القليلة الماضية التصعيد بالأقوال والأفعال».

وتابع: «لقد عودتنا المستشارة القضائية للحكومة والجهاز القضائي أن هناك من يُسمح لهم، وهناك من لا يجوز لهم».

كما خرج الرئيس هرتسوغ، ببيان يدين إلقاء القنبلتين، ويعده «تدهوراً خطيراً»، وانضم إليه في الإدانة جميع رؤساء المعارضة، يائير لبي، وبيني غانتس، وافيغدور ليبرمان، ويائير غولان، ودعوا الشرطة والمخابرات إلى الكشف عن الضالعين في هذا الحدث.

لكن رجال نتنياهو رفضوا هذا الاستنكار، وعدُّوه مجرد «ضريبة كلامية».

يأس المتظاهرين

تجدر الإشارة إلى أن المتظاهرين ضد نتنياهو توقفوا منذ الأسبوع الماضي عن التظاهر أمام بيت نتنياهو في قيسارية، وانتقلوا إلى بيته في القدس.

ومع اليأس من قدرتهم على تجنيد ما يكفي من الجمهور إلى المظاهرات، توجهت عائلات الرهائن إلى الرئيس الأميركي المنتخَب، دونالد ترمب، لمطالبته بالتدخل للضغط على نتنياهو، والانخراط في أحداث الحرب مباشرة، وعدم الانتظار حتى يحين موعد دخوله البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتساءلوا، في مؤتمرهم الصحافي الأسبوعي: «كيف يمكن أن يكون هناك اقتراح إسرائيلي لإنهاء الحرب في الشمال (مع لبنان)، ولكن لا توجد مبادرة إسرائيلية لإنهاء الحرب في الجنوب (غزة)؟... وكيف يمكن أن يرفض نتنياهو صفقة لإطلاق سراح أبنائنا، حتى بعد هزيمة حماس؟».

وتوجهت إلى ترمب، باسم عائلات الرهائن، والدة الجندي الأسير متان عناف تسينغوكر: «فخامة الرئيس ترمب، من فضلك انخرط بأحداث الحرب من اليوم، نتنياهو يرفض إنهاء الحرب في غزة فَتَدَخَّلْ لإقناعه».

متظاهرون يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى مع «حماس» يتظاهرون يوم السبت في تل أبيب (أ.ب)

ورأت تسينغوكر في حديثها إلى ترمب أن «نتنياهو تخلى عن المختطفين منذ زمن طويل، وهو يضحي بهم وبالجنود، بينما يعمل شركاؤه المتطرفون على إقامة المستوطنات في غزة». وقالت: «يُطلب منا أن ننتظر دخول ترمب إلى البيت الأبيض، لكن ليس لدى الخاطفين وقت (...) لن ينجو المختطفون من الشتاء».

وقد اعترف قادة الاحتجاج بأنهم يستصعبون تجنيد جماهير غفيرة إلى المظاهرات، رغم أن الغالبية الساحقة من الجمهور تؤيد الصفقة، وتفضلها على استمرار الحرب، وهم يعزون هذا أولاً إلى القنوط والكسل وفقدان الأمل بالتغيير والتأثير، ولكنهم يشيرون أيضاً إلى عنصر الخوف.

وكما قال موشيه تدلر، أحد القادة البارزين للمظاهرات: «الحرب تبقي المواطنين في بيوتهم. يخافون من صفارات الإنذار؛ لذلك لا يخرجون من البيت، ويفضلون البقاء مع الأولاد والأحفاد، ونتنياهو يعرف ذلك، ويستغله جيداً للتخلص من الملف».

أغلبية تؤيد صفقة

أظهر استطلاع للرأي العامّ الإسرائيلي، نشرت نتائجه «القناة 12»، أن نحو 70 في المائة من الإسرائيليين، يرون أن التوصّل إلى اتفاق تبادُل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، هو الأمر «الأهمّ» الآن، وأن نصفهم أكّدوا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لا يمكنه إدارة الحكومة، في الوقت نفسه الذي يشهد محاكمته بشأن الاتهامات الكثيرة المتّهم فيها.

وبحسب الاستطلاع، فإن 69 في المائة من الإسرائيليين، يرون أن «الأهمّ» هو التوصّل لاتفاق يجري بموجبه إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، بينما رأى 20 في المائة فقط أن استمرار الحرب في غزة هو «الأهمّ».

وذهب 52 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، إلى أن أسباب عدم التوصّل إلى اتفاق لتبادُل أسرى هي «أسباب سياسيّة»، بينما عدّ 36 في المائة أن عدم التوصل إلى اتفاق وراءه «أسباب جوهرية».

محتجون ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتظاهرون يوم السبت في تل أبيب (أ.ب)

وسُئل المشاركون في الاستطلاع عمّا إذا كان يمكن لنتنياهو، الاستمرار في تولّي مهامه رئيساً للحكومة، في الوقت نفسه الذي تجري محاكمته بتهم جنائية، ليقول 50 في المائة إنه «لا يمكنه» القيام بذلك، بينما ذكر 42 في المائة أنه قادر على القيام بالأمرين معاً في الوقت نفسه، بينما أجاب 8 في المائة بـ«لا أعلم».

لكن عندما سئل المستطلعون عن الشخصية السياسية الأنسب لمنصب رئيس الحكومة، حصل نتنياهو على تأييد 38 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، مقارنةً برئيس المعارضة الحالي، يائير لبيد، الذي حصل على 27 في المائة.

أما مقابل رئيس حزب «المعسكر الوطني»، بيني غانتس، فقد حصل نتنياهو على تأييد 37 في المائة من المستطلعة آراؤهم، بينما حصل غانتس على نسبة 30 في المائة من المشاركين.

وفقط تفوق نفتالي بينيت، على نتنياهو، وحظي بنسبة 37 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، بينما رأى 35 في المائة أن نتنياهو هو الأنسب لتولّي المنصب.