طيار إسرائيلي شارك في الهجوم على إيران يروي تفاصيل الضربة

بنيامين نتنياهو يشارك في اجتماع أمني بوزارة الدفاع في تل أبيب خلال الضربة التي استهدفت إيران نهاية الأسبوع الماضي (مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي - أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو يشارك في اجتماع أمني بوزارة الدفاع في تل أبيب خلال الضربة التي استهدفت إيران نهاية الأسبوع الماضي (مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي - أ.ف.ب)
TT

طيار إسرائيلي شارك في الهجوم على إيران يروي تفاصيل الضربة

بنيامين نتنياهو يشارك في اجتماع أمني بوزارة الدفاع في تل أبيب خلال الضربة التي استهدفت إيران نهاية الأسبوع الماضي (مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي - أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو يشارك في اجتماع أمني بوزارة الدفاع في تل أبيب خلال الضربة التي استهدفت إيران نهاية الأسبوع الماضي (مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي - أ.ف.ب)

عرضت صحيفة «تليغراف» البريطانية ما وصفته بطيار شارك بأول عملية كبرى تنفّذها إسرائيل ضد إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت إن الطيار الذي أطلقت عليه «الرائد س»، نفّذ مئات العمليات المعقّدة خلال فترة خدمته التي استمرت 10 أعوام في سلاح الجو الإسرائيلي، ولكن لم يكن أيّ منها أكثر صعوبةً من العملية التي شُنّت ضد إيران الشهر الماضي.

وأضافت أن الطيار هبط مُحاطاً بعشرات الطائرات المقاتلة من طراز «إف - 16»، وطائرات التزوّد بالوقود، في «مساحة مظلمة» بالشرق الأوسط في 26 أكتوبر، وكانت المهمة لها هدفان واضحان: ضرب أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ومواقع إنتاج الصواريخ الباليستية.

وأثناء توجيه طائرته «إف - 16» عبر المجال الجوي الإيراني، كان «الرائد س» مثله مثل جميع طياري المقاتلات الإسرائيليين؛ يعلم أنه قد يُسقَط أو يُؤخذ رهينةً في أراضي العدو، ولكنه فعل ذلك «بفخر».

وكان هناك طيار يجلس خلفه مباشرة، ويُدخل إحداثيات الأهداف في نظام الطائرة، بينما كان «الرائد س» يحلق بالطائرة ويجوب المجال الجوي بحثاً عن أي تهديدات، ثم أسقط القنابل، مما يمثّل أول عملية جوية كبرى ضد إيران في تاريخ إسرائيل.

ولم يتمكن الطيار من الكشف عن المناطق التي تعرّضت للهجوم، لكن إيران أكّدت أن القواعد العسكرية في عدة مناطق ضُرِبت.

إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها باللغة العبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

وقال «الرائد س» للصحيفة من قاعدة «رامون» الجوية في صحراء النقب، إن العملية كانت «مباشرة»، وإن كل طيار قد أنجز مهمته: «نحن نتدرّب على هذه المواقف، وأنت مستعدّ عقلياً قدر الإمكان»، مضيفاً أن فكرة القبض عليك في إيران أو العراق أو سوريا «مخيفة».

وأضاف: «لكن لديّ أيضاً كثير من الثقة في قدراتي، وبالطبع، في قدرات مساعدي»، وهذا لا يعني أن العملية جاءت دون ضغوط، حيث أوضح: «لقد قضيت وقتاً طويلاً في الانتظار على المدرج، كل ما تفعله هو محاربة الأفكار في رأسك، والتفكير فيما سيحدث».

ونظراً لتعقيد العملية، استعدت إسرائيل لارتكاب أخطاء على طول الطريق، التي كان من الممكن أن تؤثر على نتيجة الهجوم، ولكن مقاتلاتها تدرّبت واستعدّت لعمليات بعيدة المدى مثل هذه «لسنوات»، وبعد عام من الحرب الأكثر كثافةً في تاريخ إسرائيل، يعتقد أفراد القوات الجوية أنهم اكتسبوا ميزة كبيرة من تجاربهم «التكتيكية».

وقال: «أعتقد أن أحد الأشياء التي تساعد حقاً هو أننا اكتسبنا خبرة من الحرب، إذا فكّرت في الضربات العملياتية التي قمت بها قبل 3 سنوات في غزة، كنت متحمّساً ومتوتراً للغاية قبل الإقلاع».

وشرح «الرائد س» كيف كانت العملية ضد إيران «الأكثر أهميةً على الإطلاق» في مسيرته المهنية التي استمرت عقداً في القوات الجوية.

وقال: «كانت ليلة خاصة جداً، وسأظل أتذكّرها دائماً، ولكن في اللحظة التي هبطت فيها، كنت أُخطّط بالفعل لمهمتي التالية، ورحلتي التالية».


مقالات ذات صلة

اتهام مسؤول أميركي بتسريب وثائق عن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران

شؤون إقليمية مقاتلة إسرائيلية تغادر للمشاركة في الهجوم على إيران 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

اتهام مسؤول أميركي بتسريب وثائق عن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران

يواجه مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) اتهامات بتسريب وثائق سرية تظهر خطط إسرائيل للانتقام من إيران بسبب هجوم صاروخي مطلع الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إسرائيل تنفي تسريب صور لمنشأة نووية حساسة (أرشيفية - رويترز)

هاكرز إيرانيون يُسربون «صوراً خاصة» لمسؤولين إسرائيليين

شهدت إسرائيل حادثة تسريب سيبراني جديدة، إذ قامت مجموعة «حنظلة» المرتبطة بإيران بنشر صور خاصة لمسؤولين إسرائيليين بارزين، ضمن ما وصفه المراقبون بالتصعيد الأخير…

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

تحليل إخباري إيران أمام تحدي مواصلة سياساتها أو التفاوض مع ترمب

من غير الواضح حتى الآن طبيعة السياسة التي سيعتمدها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تجاه إيران، لكن احتمال عودته إلى سياسات عهده الأول قد يكون الأكثر ترجيحاً.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية غروسي (وسط) ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات مع إسلامي في أصفهان مايو الماضي (إ.ب.أ)

إيران تتطلع لـ«مسار جديد» مع «الذرية الدولية»

تتطلع طهران إلى وضع مسار جديد للتعاون مع مدير «الذرية الدولية»، رافائيل غروسي، غداة تحذيره من أن «هوامش المناورة بدأت تتقلص»، بشأن البرنامج الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية عراقجي في لحظة تأمل خلال مشاركة في اجتماع الحكومة اليوم (الرئاسة الإيرانية)

إيران تُحذر ترمب من العودة إلى استراتيجية «الضغوط القصوى»

حذرت طهران الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أن تجريب نسخة ثانية من استراتيجية «الضغوط القصوى» سيؤدي إلى «فشل أكبر».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

هاكرز إيرانيون يُسربون «صوراً خاصة» لمسؤولين إسرائيليين

إسرائيل تنفي تسريب صور لمنشأة نووية حساسة (أرشيفية - رويترز)
إسرائيل تنفي تسريب صور لمنشأة نووية حساسة (أرشيفية - رويترز)
TT

هاكرز إيرانيون يُسربون «صوراً خاصة» لمسؤولين إسرائيليين

إسرائيل تنفي تسريب صور لمنشأة نووية حساسة (أرشيفية - رويترز)
إسرائيل تنفي تسريب صور لمنشأة نووية حساسة (أرشيفية - رويترز)

شهدت إسرائيل حادثة تسريب سيبراني جديدة، إذ قامت مجموعة «حنظلة» المرتبطة بإيران بنشر صور خاصة لمسؤولين إسرائيليين بارزين، ضمن ما وصفه المراقبون بالتصعيد الأخير في الحرب السيبرانية بين الطرفين. تضمنت الصور المسربة لقطة لنائب رئيس وزراء سابق وهو عارٍ إلى جانب امرأة، وصوراً أخرى قيل إنها من داخل مركز أبحاث نووي إسرائيلي، وفقاً لصحيفة «التايمز».

وأكدت المجموعة أن الصور والمعلومات المسرَّبة جرى الحصول عليها عبر اختراق الأجهزة الخاصة ببعض السياسيين والمسؤولين العسكريين والعلماء النوويين في إسرائيل، في إشارة إلى عملية اختراق تهدف إلى التأثير النفسي وخلق انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.

ومن بين الصور التي نُشرت، ظهر وزير الدفاع السابق بيني غانتس في وضع غير رسمي مع أصدقائه، وتضمنت اللقطات صورة له على سرير إلى جوار امرأة. كما تضمنت التسريبات صوراً شخصية لناتان شارانسكي، نائب رئيس وزراء سابق، إلى جانب مواد أخرى تخص شخصيات إسرائيلية من بينها دبلوماسيون وملحقون عسكريون سابقون.

كما شملت التسريبات صوراً، قال الهاكرز إنها من داخل مركز «سوريك للأبحاث النووية» في إسرائيل، وأُرفقت بلقطات شاشة لأسماء علماء نوويين يشاركون في مشروع مسرع الجسيمات التابع للمركز. إلا أن لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية نفت صحة هذه الادعاءات، مؤكدةً بعد تحقيقاتها أن الصور لا تخص أي منشآت نووية إسرائيلية.

وحسب الصحيفة، شهدت إسرائيل ارتفاعاً حاداً في الهجمات السيبرانية منذ هجوم حركة « حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تُشير التقديرات إلى أن معدل الهجمات تضاعف ثلاث مرات خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وتنوعت الاستهدافات لتشمل وزارات حكومية، مثل وزارتي الدفاع والعدل، بالإضافة إلى مؤسسات بحثية وأخرى معنية بالشؤون الاجتماعية.

ويؤكد الخبراء أن هدف مثل هذه الهجمات ليس سرقة البيانات فحسب، بل خلق تأثير نفسي وتأجيج التوترات الداخلية.

في هذا السياق، يشير كيفين بومونت، خبير الأمن السيبراني، إلى أن النطاقات المبكرة لمواقع مجموعة «حنظلة» أظهرت حركة مرور من عناوين بروتوكول إيرانية، مما يعزز فرضية تورط طهران في هذه الهجمات.

تأتي هذه التطورات في إطار صراع سيبراني مستمر بين إيران وإسرائيل، يعود لأكثر من عقد، حيث اتُّهمت إسرائيل بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) في هجوم «ستوكسنت» الشهير الذي أضرّ بمشاريع إيران النووية عبر تدمير أنظمة الحواسيب في منشأة «نطنز».

مع تصاعد التوتر السيبراني، تظل الحرب الإلكترونية بين إيران وإسرائيل محوراً أساسياً في العلاقات المتوترة بين البلدين، في ظل محاولات متبادلة للتأثير في الرأي العام وإضعاف العدو من الداخل.