إيران تتهم ألمانيا «بتجاهل» حقيقة أن شارمهد كان «إرهابياً»

عراقجي يحضر اجتماع «3+3» لجنوب القوقاز في أنقرة (أ.ف.ب)
عراقجي يحضر اجتماع «3+3» لجنوب القوقاز في أنقرة (أ.ف.ب)
TT

إيران تتهم ألمانيا «بتجاهل» حقيقة أن شارمهد كان «إرهابياً»

عراقجي يحضر اجتماع «3+3» لجنوب القوقاز في أنقرة (أ.ف.ب)
عراقجي يحضر اجتماع «3+3» لجنوب القوقاز في أنقرة (أ.ف.ب)

اتّهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ألمانيا «بتجاهل حقيقة» أن جمشيد شارمهد كان متهماً بـ«الإرهاب» في سياق الأزمة الدبلوماسية بين برلين وطهران التي أثارتها وفاة المعارض الحائز الجنسية الألمانية في إيران.

و أعلنت إيران في 28 أكتوبر، عن تنفيذ حكم الإعدام بحق شارمهد البالغ من العمر 69 عاماً. إلا أن المتحدث باسم القضاء صرح بعد ثمانية أيام بأنه توفي قبل تنفيذ الإعدام، مشيراً إلى أن الوفاة كانت لأسباب طبيعية.

وأصدرت محكمة في طهران في فبراير (شباط) 2023 حكماً بالإعدام في حق شارمهد لإدانته بتهمة «الإفساد في الأرض» والضلوع في هجوم استهدف مسجداً في شيراز (جنوب) في أبريل (نيسان) 2008 أوقع 14 قتيلاً ونحو 300 جريح.

وأثار الإعلان عن إعدام شارمهد أزمة دبلوماسية مع برلين التي استدعت سفيرها في إيران وأغلقت ثلاث قنصليات إيرانية في ألمانيا.

وفي مقابلة مع أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية، نشرت السبت، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: «يؤسفني أن يؤثّر ذلك على العلاقات الألمانية – الإيرانية، وكنت أتمنّى تفادي الأمر».

وأردف عراقجي في المقابلة مع المجلة الألمانية: «لكن ذلك كان يقتضي تعاون الحكومة الألمانية وإقرارها بأن جمشيد شارمهد كان إرهابياً، بدلاً من أن تدافع عن شخص داس على كلّ القيم الإنسانية».

ولا تعترف إيران بالجنسية المزدوجة لمواطنيها.

وكان شارمهد المولود في طهران، هاجر إلى ألمانيا في الثمانينات قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في 2003. وكان مهندس برمجيات عمل وكتب لموقع إلكتروني تابع لمجموعة «تندر» (رعد) المعارضة الإيرانية في الخارج التي تدعو للعودة إلى النظام الملكي الذي أطاحت به الثورة عام 1979.

وتصنّف طهران هذه المجموعة التي اتهمت شارمهد بإدارتها في عداد «المنظمات الإرهابية».

ودان القضاء الإيراني شارمهد كذلك بتهمة التواصل مع ضباط في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركيين، وبأنه «حاول الاتصال بعملاء من الموساد الإسرائيلي» حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت ابنة المعارض غزالة شارمهد: «لا نثق بأي شيء. يتوجب علينا الحصول على دليل من تحقيق مستقلّ يتمّ إجراؤه خارج إيران».

وتساءلت: «إن حدثت جريمة قتل، فهناك جثّة. فأين هي إذن الجثّة؟».

وصرّح وزير الخارجية الإيراني في مقابلته مع «دير شبيغل» بأنه «إذا طلبت عائلته رسمياً نقل الجثّة إلى أي مكان للدفن، فلا مانع في رأينا»، مؤكّداً: «لقد قدمنا المعلومات التي لدينا إلى السلطات الألمانية، وأن شارمهد ليس على قيد الحياة، سواء تمت معاقبته أو مات موتاً طبيعياً، فهذه مسألة ثانوية».

وأقرّ وزير الخارجية الإيراني بأن «البيان الذي نشرته نيابة طهران بهذا الخصوص غامض، وأنه لا يوجد أي ذكر للإعدام في هذا البيان. وعلى أي حال، فإن القضاء الإيراني سينشر المزيد من المعلومات في هذا الصدد إذا لزم الأمر»، وفق الترجمة العربية لتصريحاته التي أوردتها وكالة «إرنا».

وندّد عراقجي في المقابلة بما عدّه «ازدواجية المعايير الغربية» في حقّ حلفاء إيران، كـ«حماس» و«حزب الله»، في حربهم على إسرائيل.

وقال: «نحن لا نسمي (حماس) و(حزب الله) وكلاء، بل هذه حركات مستقلة تقاتل من أجل أهداف عادلة، نسميها حركات تحرير».

وقال عراقجي للمجلة الألمانية أن «إيران تدعم هذه الجماعات أيضاً، ولا نستفيد من هذا الدعم سوى أننا ندعم المثل الإنسانية والتحررية. (حماس) والفلسطينيون يقاتلون من أجل تحرير أرضهم، و(حزب الله) يقاتل من أجل تحرير جنوب لبنان».


مقالات ذات صلة

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

شؤون إقليمية رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

تجد إيران نفسها مضطرة إلى تغليب خيار الحوار مع «الترويكا» الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بسبب مجموعة من العوامل المتشابكة داخلياً وخارجياً.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

تحليل إخباري دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص شغل الدكتور جمال مصطفى السلطان منصب السكرتير الثاني للرئيس صدام حسين وهو متزوج من ابنته حلا play-circle 02:19

خاص جمال مصطفى: الرئيس قال «عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلفنا باغتياله»

يؤكد جمال مصطفى السلطان أن الرئيس صدام رفض اغتيال ضيفه الخميني، ويعتبر تسمية «الكيماوي» ظلماً لعلي حسن المجيد.

غسان شربل
شؤون إقليمية مجلس الأمن يصوت بالإجماع على القرار «2231» بعد أسبوع على توقيع الاتفاق النووي بفيينا في 20 يوليو 2015 (أرشيفية - الأمم المتحدة)

«سناب باك»... إيران تواجه شبح العقوبات الأممية

لوّحت بريطانيا، الأحد، بتفعيل آلية «سناب باك» لمواجهة الخروقات الإيرانية في الاتفاق النووي لعام 2015؛ ما يعرض طهران لخطر العودة التلقائية إلى العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي السوداني مع الرئيس الإيراني خلال زيارة في سبتمبر الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية الأحد عن فقدان منظومة الكهرباء لـ5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل.

فاضل النشمي (بغداد)

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)
رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)
TT

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)
رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

تجد إيران نفسها مضطرة إلى تغليب خيار الحوار مع «الترويكا» الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بسبب مجموعة من العوامل المتشابكة داخلياً وخارجياً.

في المقام الأول، تخشى طهران تفعيل آلية «سناب باك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي لإعادة العقوبات الأممية.

كما أن احتمالات تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية - أميركية لمنشآتها النووية باتت مصدر قلق كبير. وفي الوقت نفسه، تحاول طهران دق إسفين بين أوروبا وواشنطن عبر الانفتاح على التفاوض مع «الترويكا»، بهدف منع توافقهما ضدها.

إقليمياً، تراجع نفوذ «حماس» و«حزب الله» جعل طهران أكثر عرضة للضغوط، في وقت تخشى فيه العزلة الدولية إذا ما تصاعدت المواجهة مع المجتمع الدولي. كما أن ضيق هامش المناورة أمام إيران، نتيجة التغيرات الإقليمية والدولية يجعل الحوار خياراً أقل تكلفة مقارنة بالتصعيد.

كما تعاني إيران أزمة اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات؛ مما يدفعها لخفض التوتر.