«قادر على إنهاء الحرب»... إسرائيليون متفائلون بعودة ترمب

دونالد ترمب يصعد على المنصة بعد ظهور النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 (رويترز)
دونالد ترمب يصعد على المنصة بعد ظهور النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 (رويترز)
TT

«قادر على إنهاء الحرب»... إسرائيليون متفائلون بعودة ترمب

دونالد ترمب يصعد على المنصة بعد ظهور النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 (رويترز)
دونالد ترمب يصعد على المنصة بعد ظهور النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 (رويترز)

في القدس، انطوت الأنباء عن فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية على أمل في أن تتمكن إدارته الجديدة من إنهاء الحروب المستمرة، حتى أن بعضهم عدَّ فوزه «جزءاً من خطة إلهية».

وتقول إستر هندرسون (44 عاماً)، عندما كانت تتسوق في سوق «محانيه يهودا الشعبية» في المدينة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أومن بأن هذا جزء من خطة إلهية (...) أنه جزء من خطة تظهر لنا الجانب الشرير الأكثر فساداً، العولمة، لقد بدأت في الانهيار».

وتضيف: «ليس الأمر أنني أحب ترمب كثيراً، أنا فقط لا أحب ما يحدث في العالم مؤخراً».

وأظهر استطلاع للرأي أجرته «القناة 12 الإخبارية» الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن 66 في المائة من الإسرائيليين يأملون في رؤية ترمب يعود إلى البيت الأبيض.

وانعكس هذا الشعور لدى الكثير من الأشخاص في الشارع الإسرائيلي، الأربعاء.

يقول يوسي ميزراحي (51 عاماً)، بائع فاكهة في السوق الشعبي: «هذا ممتاز، إنه جيد لليهود».

ويضيف: «الآن نحتاج فقط إلى أن يمدنا بالأسلحة»، مشيراً إلى قدرة ترمب على «إنهاء الحرب».

وفي مقهى في السوق، يقول يحيئيل حاغبي (57 عاماً) إنه «سعيد للغاية» بفوز ترمب، ويحدوه أمل في أن تجلب عودته إلى البيت الأبيض «السلام».

«أومن به»

ويتوقع الرجل الخمسيني أن يستخدم ترمب مهاراته بصفته رجل أعمال ناجحاً للتوسط في السلام بين إسرائيل والقادة الإقليميين، كما فعل في عام 2020 مع اتفاقيات «إبراهيم للسلام» التي أرست التطبيع بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية.

ويضيف حاغبي: «إنه قوي...أنا أومن به. أعتقد أنه قادر على صنع السلام مع العرب... إنهم يحبونه».

ويوضح أنه كان أقل إعجاباً بنائبة الرئيس «الضعيفة» كامالا هاريس، مؤكداً أنها لم تكن لتنجح في إدارة الصراعات الدائرة الآن في الشرق الأوسط.

ويتفق ناتان شلومو (36 عاماً) مع حاغبي، مشككاً في قدرة هاريس والحزب الديمقراطي على الوقوف إلى جانب إسرائيل وإدارة الحروب.

ويقول شلومو، المقيم في القدس: «سيتصرف ترمب في حالة الحرب بوصفه رجلاً... بالطريقة التي من المفترض أن يتصرف بها الرجل التقليدي».

في المقابل، يتعامل إسرائيليون آخرون بحذر مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

ويقول آسا إزهار (63 عاماً) الذي وصل إلى القدس من مدينة موديعين وسط إسرائيل: «لديَّ مشاعر مختلطة».

ويضيف: «أنا قلق بعض الشيء حيال ترمب؛ لأنه متقلب، ويمكن أن يكون متقلباً فيما يتعلق بنا أيضاً».

ويتابع: «لا أنكر أنه أرسى (اتفاقيات إبراهيم)، وغيرها، لكنني آمل ألا يبدأ الحروب بل ينهيها».


مقالات ذات صلة

لبنان: «اتحاد النقل الجوي» ينفي شائعات إخلاء المطار

المشرق العربي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يظهر وسط استمرار القصف الإسرائيلي (رويترز)

لبنان: «اتحاد النقل الجوي» ينفي شائعات إخلاء المطار

نفى «اتحاد النقل الجوي» بلبنان، في بيان، الأربعاء، الشائعات التي انتشرت حول طلب إخلاء مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دمرته غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

فوز ترمب قد يُسرّع مفاوضات «هدنة غزة»... لكن «تسوية عادلة» محل شك

فوز ترمب، الذي وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، حرّك تساؤلات حول إمكانية أن تتلقى جهود الوسطاء مزيداً من الدعم لإبرام هدنة في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترئساً جلسة مجلس الوزراء (رئاسة الحكومة)

لبنان يقرر زيادة عدد أفراد الجيش استعداداً لانتشار محتمل جنوب الليطاني

جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد على أن المدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب والتنفيذ الكامل للقرار 1701.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

خاص فوز ترمب يعزّز المخاوف من إطلاق يد نتنياهو في لبنان

يترقّب اللبنانيون انعكاسات انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، والسياسة التي يعتمدها لحلّ أزمات المنطقة، وكيف سيترجم تعهّداته بوقف الحروب.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أول هرتسي هاليفي (الثاني يساراً) يلتقي كبار الضباط في 4 نوفمبر 2024 (الجيش الإسرائيلي)

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يجب الاستعداد لتوسيع العملية البرية في لبنان

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول هرتسي هاليفي، إن الجيش يجب أن يستعد لتوسيع الهجوم البري ضد «حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

ترمب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)
امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

ترمب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)
امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)

قال محللون إن عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تشديد العقوبات النفطية الأميركية على إيران، مما قد يُقلِّص الإمدادات العالمية.

وقد ينطوي هذا السيناريو أيضاً على مخاطر جيوسياسية، من بينها احتمال إثارة غضب الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

وقد يدعم اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أسعار النفط العالمية. لكن هذا الأثر قد يتراجع بفعل سياسات ترمب الأخرى، مثل تعزيز التنقيب عن النفط محلياً، وفرض رسوم جمركية على الصين قد تُضعف النشاط الاقتصادي، وتلطيف العلاقات مع روسيا، مما قد يفتح المجال أمام شحناتها من النفط الخام الخاضعة للعقوبات.

قال كلاي سيجل، عضو مجلس إدارة لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة المالية في هيوستن، إن «ترمب يسير في مسارين فيما يتعلق بأسعار النفط». وأوضح أن تشديد الإجراءات ضد إيران قد يدعم الأسعار، لكن التأثير قد يتضاءل إذا نفذ ترمب وعوده بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 60 في المائة على الواردات من الصين لحماية الصناعة الأميركية.

ومضى سيجل يقول: «الحرب التجارية التي تؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي قد تقلص الطلب على النفط وتخفض الأسعار».

وارتفعت صادرات النفط الخام الإيرانية إلى أعلى مستوى منذ سنوات في عام 2024؛ لأن طهران وجدت طرقاً للالتفاف على عقوبات تستهدف عائداتها. وأعاد ترمب في رئاسته الأولى فرض عقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران في عام 2018.

وقال ترمب في حملته الرئاسية إن سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط أضعفت واشنطن وزادت جسارة طهران، مما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال والتوسع في مساعيها النووية ودعم نفوذها عبر جماعات مسلحة.

وقال جيسي جونز، من شركة إنيرجي أسبكتس، إن عودة إدارة ترمب إلى حملة «الضغط القصوى» على إيران قد تؤدي إلى انخفاض صادرات النفط الخام الإيرانية مليون برميل يومياً، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

وأضاف: «يمكن تنفيذ هذا بسرعة نسبية دون الحاجة إلى تشريعات إضافية، وذلك من خلال تنفيذ العقوبات الموجودة بالفعل».

وقالت مجموعة «كلير فيو إنيرجي بارتنرز» البحثية إن ما بين 500 ألف إلى 900 ألف برميل يومياً قد تخرج من السوق.

ناقلة النفط الليبيرية «آيس إنيرجي» تنقل النفط الخام من الناقلة الإيرانية «لانا » (بيجاس سابقاً) قبالة سواحل كاريستوس (رويترز)

«المسألة الأهم»

لكن اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران يعني أيضاً اتخاذ إجراءات صارمة ضد الصين التي لا تعترف بالعقوبات الأميركية وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني.

وقال ريتشارد نيفيو، أستاذ بجامعة كولومبيا والمبعوث الخاص الأميركي السابق لإيران: «المسألة الأهم هي مدى الضغط المالي الكبير الذي أنت على استعداد لوضعه على المؤسسات المالية الصينية».

وأضاف نيفيو أن الصين قد ترد من خلال تعزيز العمل في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ودول أخرى. وتعزيز العمل قد يتضمن تقليص الاعتماد على الدولار في الصفقات في النفط والسلع الأخرى.

وتحدث ترمب في نادي نيويورك الاقتصادي في سبتمبر (أيلول) الماضي عن المخاطر التي قد تحملها العقوبات على هيمنة الدولار.

وقال ترمب حينذاك: «استخدمت العقوبات، لكنني أفرضها وأزيلها في أسرع وقت ممكن، لأنها في نهاية المطاف تقتل الدولار، وتقتل كل ما يمثله الدولار».

وأضاف: «لذا أستخدم العقوبات بقوة كبيرة ضد الدول التي تستحقها، ثم أزيلها، لأنك، وانتبه لذلك، ستخسر إيران وستخسر روسيا».

وأقامت الصين وإيران نظاماً تجارياً يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء تحاشياً لاستخدام الدولار، ورغبة في الابتعاد عن الجهات التنظيمية الأميركية، مما يجعل إنفاذ العقوبات أمراً صعباً.

وقال إيد هيرس، الباحث في مجال الطاقة بجامعة هيوستن، إن ترمب قد يقلص أيضاً عقوبات على صناعة الطاقة الروسية فرضتها الدول الغربية رداً على غزو روسيا لأوكرانيا. ووعد ترمب في حملته الانتخابية «بتسوية» الحرب في أوكرانيا حتى قبل توليه المنصب في يناير (كانون الثاني).

وقال هيرس: «أتوقع أن يرفع ترمب جميع العقوبات على النفط الروسي».

ولا تستهدف العقوبات الغربية على النفط الروسي وقف التدفقات، بل تستهدف فقط تقليص عائدات روسيا من المبيعات التي تستخدم خدمات بحرية غربية إلى 60 دولاراً للبرميل. وأدت العقوبات إلى تحويل سوق النفط الروسي من أوروبا إلى الصين والهند، مما كبد روسيا تكاليف إضافية.