أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الحرب الروسية - الأوكرانية يجب أن تنتهي على أساس وحدة أراضي أوكرانيا، معرباً عن اعتقاده بأن إرهاق الطرفين سيؤدي إلى وضع جديد في عام 2025. وقال فيدان إنه يجب إيجاد حل عادل للحرب في إطار سلامة ووحدة أراضي أوكرانيا، لافتاً إلى استمرار العمل في البحث عن أرضية مشتركة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف فيدان، في تصريحات لصحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، يوم الأحد، إن أياً من الطرفين لا يريد أن يظهر بوصفه خاسراً في هذه العملية. وتابع أن «تركيا لديها علاقات متميزة مع الطرفين، ولا تتردد في الاستماع إلى كليهما وتتحدث إليهما، والصديق يتحدث بشدة. نعتقد بأن الإرهاق لدى الطرفين قد يتسبب في ظهور وضع جديد عام 2025، سننتظر ونرى الوضع».
الوساطة التركية
وناقش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش مشاركته في قمة مجموعة «بريكس» التي عُقدت في مدينة قازان بجنوب روسيا الأسبوع قبل الماضي، سبل إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وجدَّد استعداد تركيا للقيام بدور الوساطة بين موسكو وكييف.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، طرح بوتين مبادرةً للتوصل إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا، تقوم على وقف روسيا إطلاق النار فوراً وإعلان استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من جميع المناطق الروسية الجديدة، مع إعلان كييف تخليها عن نواياها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتنفيذ عملية نزع السلاح واجتثاث النازية، وقبول وضع الحياد وعدم الانحياز، والخلو من الأسلحة النووية. وشدد بوتين على ضرورة أن يتم خلال ذلك، رفع وإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا.
وسبق أن استضافت تركيا مفاوضات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بعد أشهر من اندلاع الحرب التي بدأت في 24 فبراير (شباط) 2022، كما توسَّطت في عملية لتبادل الأسرى، لكن تعاونها العسكري مع أوكرانيا وتأييدها انضمامها إلى «الناتو» يجعلان موسكو لا تقبل دورها وسيطاً لإنهاء الحرب.
التعاون العسكري التركي - الأوكراني
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية، الجمعة، إن التعاون العسكري التقني بين تركيا وأوكرانيا «أمر مثير للاستغراب»، نظراً لرغبة أنقرة في التوسط لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية. وأضاف: «لسوء الحظ تواصل أنقرة التعاون مع نظام كييف في المجال العسكري التقني، وتستخدم القوات المسلحة الأوكرانية الأسلحة التركية لقتل العسكريين والمدنيين الروس».
ولفت لافروف إلى أن «هذا الأمر لا يمكن إلا أن يثير الاستغراب في ظل تصريحات القيادة التركية حول استعدادها لتقديم خدمات الوساطة، ومع ذلك، فإن روسيا تقدر جهود تركيا للمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية». وأضاف: «كان الجانب التركي هو الذي قدَّم في ربيع عام 2022 منصة إسطنبول للتشاور مع ممثلي كييف، كما أسهم في إبرام صفقة الحبوب، لكن مفاوضات إسطنبول دفنها «الأنجلوسكسونيون» من خلال منع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من إبرام اتفاقات كان يمكن أن توقف القتال، وتضمن توازن مصالح الأطراف المعنية».
وحتى الآن، تواصل تركيا مساعيها من أجل استئناف اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا وتركيا برعاية الأمم المتحدة، في 22 يوليو (تموز) 2022 في إسطنبول، وسمحت بخروج 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وانسحبت روسيا من الاتفاقية التي كانت تُجدَّد كل 4 أشهر، في يوليو 2023 بعد عام من سريانها، لعدم تنفيذ الشق المتعلق بالسماح لها بتصدير الحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة عبر البحر الأسود.