غارات إسرائيلية ليلية عنيفة تستهدف مقار «القرض الحسن» في لبنان
إنذارات الاستهدافات تدفع اللبنانيين إلى موجة نزوح جديدة
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم (أ.ب)
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
20
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
غارات إسرائيلية ليلية عنيفة تستهدف مقار «القرض الحسن» في لبنان
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم (أ.ب)
استهدفت غارات إسرائيلية عدة مساء الأحد فروعا لجمعية «مؤسسة القرض الحسن» التابعة لحزب الله في لبنان بعد تحذير للجيش الإسرائيلي من أنه سيستهدفها.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن «عدد الغارات على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وصل إلى 11 غارة، ومنها غارة على فرع القرض الحسن القريب من مطار رفيق الحريري الدولي». وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية دخانا يتصاعد قرب المطار، وهو الوحيد الذي يسيّر رحلات دولية في لبنان. لكن رغم الغارات على الضاحية الجنوبية، تمكنت رحلات جوية تجارية من الهبوط في المطار مساءً.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أيضا أن ضربات استهدفت مؤسسة القرض الحسن في بعلبك والهرمل ورياق في شرق لبنان. وفي بعلبك، ضربت غارة سوقا تجارية فيها مبنى كانت تستخدمه مؤسسة القرض الحسن سابقا على ما أوضحت الوكالة، فيما أخلى السكان المنطقة سريعا بعدما وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيرا بوجوب المغادرة.
#عاجل سكان لبنان، جيش الدفاع سوف يبدأ مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله - ابتعدوا عنها فورًا⭕️يتم تمويل قسم كبير من انشطة منظمة حزب الله الإرهابية من ميزانية الدولة الإيرانية، حيث يستخدم حزب الله هذه الأموال بغية تمويل أنشطته الإرهابية وبضمن ذلك... pic.twitter.com/E6SkEikfHG
في مدينة صيدا الساحلية بجنوب بيروت، دفع الذعر داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ بالقرب من أحد فروع القرض الحسن، النازحين المقيمين فيها إلى المغادرة على عجل بحثا عن الأمان، وتحديدا من خلال التوجه إلى الواجهة البحرية. وأعلن رئيس بلدية صيدا اتخاذ سلسلة تدابير احترازية في المدينة و«أعطى توجيهاته لإخلاء فوري لبلدية صيدا ومقر الشرطة البلدية وغرفة العمليات المشتركة... وأيضا إخلاء مركزي استضافة للنازحين».
وحذّر الجيش الإسرائيلي مساء الأحد من أنه سيبدأ بضرب «بنى تحتية» عائدة للجمعية التابعة لحزب الله، طالبا من السكان الابتعاد عنها فورا. وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة اكس أن «جمعية القرض الحسن تشارك في تمويل النشاطات الإرهابية لمنظمة حزب الله ضد إسرائيل» مشيرا إلى أن الجيش «قرر مهاجمة هذه البنى التحتية».
و«مؤسسة القرض الحسن» جمعية مالية تابعة لحزب الله تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات وتصنفها السعودية على أنها «كيان إرهابي».
إسرائيليون يتجمَّعون في اليوم الذي تمَّ فيه تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين القتلى الذين حددتهم «حماس» على أنهم عوديد ليفشيتز وشيري بيباس وطفلاها كفير وأرييل بيباس الذين اختُطفوا خلال الهجوم المميت الذي شنَّته الحركة في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل (رويترز)
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
20
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
غزة: صفقة الأسرى للاستمرار رغم «أزمة» جثمان شيري بيباس
إسرائيليون يتجمَّعون في اليوم الذي تمَّ فيه تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين القتلى الذين حددتهم «حماس» على أنهم عوديد ليفشيتز وشيري بيباس وطفلاها كفير وأرييل بيباس الذين اختُطفوا خلال الهجوم المميت الذي شنَّته الحركة في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل (رويترز)
قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، إنه سيُفرج غدا السبت عن ست رهائن إسرائيليين، وفق المقابل ستفرج إسرائيل عن 602 من الأسرى الفلسطينيين في سجونها. وتستمر الصفقة رغم أزمة جثمان الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس.
وهشام السيد وأفيرا منجيستو مدنيان دخلا غزة قبل 10 سنوات، وهما محتجزان هناك منذ ذلك الحين.
وذكر مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة "حماس" في بيان "بعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى الصهاينة، سيتم الإفراج غدا السبت وفي إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل، عن 50 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد، و60 أسيرا من الأحكام العالية، و47 أسيرا من أسرى وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم، و445 أسيرا من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر".
حشد يستقبل الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقتهم إسرائيل لدى وصولهم إلى خان يونس في قطاع غزة، السبت 15 فبراير 2025 (أ.ب)
من الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش في بيان، في وقت سابق اليوم، أن عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ستتم غداً (السبت) كما هو مخطط لها. وأضاف: «على الرغم من أن إسرائيل تعدّ عدم قيام (حماس) بإعادة جثة شيري بيباس انتهاكاً خطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار، فإن عملية إطلاق سراح الرهائن المقررة غداً (السبت) ستتم كما هو مخطط لها».
كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه بعد فحص الطب الشرعي، تم التأكد من أن اثنتين من الجثث التي أعادتها الحركة الفلسطينية المسلحة تعودان إلى أرييل وكفير بيباس، اللذين كانا من بين أكثر من 250 شخصاً تم اقتيادهم من إسرائيل إلى قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومع ذلك، لم تكن الجثة الثالثة هي جثة والدتهما، شيري بيباس. وكانت «حماس» قد قالت إن رفات المرأة سيكون من بين الذي تم إرجاعه أمس (الخميس).
Kfir and Ariel were kidnapped alive with their mother yet returned in coffins and alone.Hamas murdered these innocent babies in captivity. We’re heartbroken and outraged—as the world should be. pic.twitter.com/JGuH7YJxjv
وقال الجيش الإسرائيلي: «خلال عملية التعرُّف، تم تحديد أن الجثة الإضافية التي تم تسلمها ليست جثة شيري بيباس، ولم يتم العثور على تطابق مع أي رهينة أخرى. هذه جثة مجهولة وغير محددة». وأضافت: «هذا انتهاك بالغ الخطورة من قبل منظمة (حماس)، التي كانت ملزمةً بموجب الاتفاقية بإرجاع جثث 4 رهائن متوفين. نطالب (حماس) بإرجاع شيري إلى وطنها مع رهائننا جميعاً».
ملصق يظهر شيري بيباس، التي اختطفت إلى غزة مع زوجها وطفليها الصغيرين في 7 أكتوبر 2023 في القدس، الجمعة 21 فبراير 2025 (أ.ب)
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم، عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن حركة «حماس» سلّمت إسرائيل جثمان «امرأة من غزة» بدلاً من جثمان المحتجزة شيري بيباس، عادّاً ذلك «خرقاً» لاتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم نتنياهو «حماس» بارتكاب انتهاك «وحشي وشرير» لاتفاق وقف إطلاق النار.
وصرَّح في بيان نشرته الصحيفة: «سنحرص على أن تدفع (حماس) الثمن كاملاً لهذا الانتهاك» لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين الذي جرى التوصُّل إليه في الشهر الماضي.
وقال نتنياهو في مقطع مصور: «سنتحرك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع (حماس) الثمن كاملاً لهذا الانتهاك الوحشي والشرير للاتفاق».
מדינת ישראל מרכינה ראש על שני ילדים קטנים, תינוקות רכים, אחים - אריאל וכפיר ביבס זכרונם לברכה, ועל עודד ליפשיץ זכרונו לברכה, ממייסדי קיבוץ ניר עוז.שלושתם נרצחו באכזריות איומה בשבי החמאס בשבועות הראשונים של המלחמה.האכזריות של מפלצות החמאס אינה יודעת שום גבול.לא רק שהם חטפו... pic.twitter.com/MSglg9zNcO
وقال نتنياهو إنّ «وحشية وحوش (حماس) لا تعرف حدوداً». وتابع: «لم يكتفوا باختطاف الأب ياردين بيباس والأم الشابة شيري وطفليهما الصغيرين بطريقة سفيهة لا يمكن تصوّرها، بل فشلوا أيضاً في إعادة شيري إلى طفليها الصغيرين، الملاكين الصغيرين، ووضعوا بدلاً من ذلك جثة امرأة من غزة في نعش».
من ناحيتها، قالت «حماس»، الجمعة، إن أشلاء الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس اختلطت على ما يبدو مع أشلاء بشرية أخرى بين الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية على الموقع الذي كانت محتجزة فيه. وقال إسماعيل الثوابتة المسؤول في «حماس» إن جثة شيري بيباس «تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت على ما يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد. نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها بوحشية مروعة».
ورفضت "حماس"، الجمعة، "تهديدات" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعلها تدفع الثمن على خلفية اتهامها بتسليم الدولة العبرية جثمان امرأة من غزة بدلا من الرهينة شيري بيباس.واستغربت الحركة في بيان "الضجة التي يثيرها الاحتلال في أعقاب ادعائه بأن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق" مع فحص الحمص النووي، ورفضت "التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو في إطار محاولاته لتجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني".وتابعت "لقد تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح"، مشيرة إلى "احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجاً عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين".كذلك، دعت الى "إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية قتلت أثناء القصف الصهيوني".وشددت الحركة الفلسطينية على "جديتنا والتزامنا الكامل بجميع التزاماتنا... فلا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا".
في سياق متصل، أفاد موقع «واي نت» الإخباري بأن إسرائيل بعثت برسائل عاجلة إلى الوسطاء اليوم تبلغهم فيها بأن عدم إعادة «حماس» جثمان شيري بيباس يُشكِّل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وطالبت بإعادة الجثمان.
ونقل الموقع التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي لم يسمّه القول: «لا نعرف لماذا فعلوا ذلك، تلك صدمة كبيرة. نطالب بإعادة (جثمان) شيري».
جنود إسرائيليون يستقبلون التوابيت التي تحمل جثث الرهائن المتوفين الذين حددتهم «حماس» على أنهم عوديد ليفشيتز وشيري بيباس وطفلاها كفير وأرييل بيباس الذين اختُطفوا خلال الهجوم المميت الذي شنَّته الحركة في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل (رويترز)
وأضاف المسؤول أن «من المهم» لإسرائيل المضي قدماً في عملية الإفراج عن الرهائن المقرر إطلاق سراحهم غداً (السبت)، كما هو مخطط لها.
من جهته، قال «منتدى الرهائن» الإسرائيليين، الجمعة، إنّ عدم إعادة حركة «حماس» الرهينة شيري بيباس مع جثتَي طفلَيها أرييل وكفير، الخميس، «أمر مروّع». وأكد المنتدى في بيان أنّ «الأنباء التي تفيد بأنّ الأم شيري لم تتم إعادتها، على الرغم من الاتفاق ومن آمالنا، أمر مروّع ومحزن».
ومن المنتظر أن تسلّم «حماس» 6 رهائن أحياء غداً (السبت) بعد تسليم 4 جثامين، أمس، في إطار اتفاق غزة.
وأعلنت «حماس» في أواخر العام الماضي مقتل شيري بيباس وطفليها في قصف إسرائيلي، لكن إسرائيل لم تؤكد مقتلهم.
وتحوّل الطفلان كفير وأرييل مع والدتهما إلى رمز للصدمة التي عرفتها الدولة العبرية جراء هجوم السابع من أكتوبر 2023. وكانت «حماس» نشرت صوراً للأم المذعورة، بينما كانت تحتضن طفليها أمام منزلهم خلال الهجوم. وانتشرت الصور حول العالم. كانت سن أرييل 4 سنوات، بينما كانت سن كفير 9 أشهر عند اختطافهما. واختُطف والدهما في اليوم ذاته، وأُطلق سراحه خلال عملية تبادل جرت في الأول من فبراير (شباط).