بعد السنوار... 3 من قادة «حماس» على قائمة الاغتيال الإسرائيلية

يحيى السنوار زعيم «حماس» في غزة يلوّح بيده خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل بمدينة غزة في 24 مايو 2021 (رويترز)
يحيى السنوار زعيم «حماس» في غزة يلوّح بيده خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل بمدينة غزة في 24 مايو 2021 (رويترز)
TT

بعد السنوار... 3 من قادة «حماس» على قائمة الاغتيال الإسرائيلية

يحيى السنوار زعيم «حماس» في غزة يلوّح بيده خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل بمدينة غزة في 24 مايو 2021 (رويترز)
يحيى السنوار زعيم «حماس» في غزة يلوّح بيده خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل بمدينة غزة في 24 مايو 2021 (رويترز)

كشف تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن أبرز المطلوبين على قائمة الاغتيال الإسرائيلية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» يحيى السنوار.

وقالت الصحيفة العبرية إنه «منذ الهجوم الذي نفذته (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تمكن الجيش من إغلاق الحسابات مع عدد من القادة في حركة (حماس). وبعد اغتيال يحيى السنوار في رفح تقلص ما تبقى من القادة المطلوبين، وتبقى ثلاثة من قادة (حماس) البارزين على قوائم الاغتيال».

عز الدين حداد

عز الدين حداد، المكنّى «أبو سهيب»، هو قائد «لواء غزة» في «حماس»، وأحد المقاتلين القدامى في الذراع العسكرية للحركة، ويُعرف بـ«الشبح»؛ لأنه نجا من عدة محاولات اغتيال، وفق الصحيفة.

وتعمل تحت قيادته 6 كتائب، وتقول إسرائيل إنه المسؤول عن إدارة منطقة مدينة وشمال غزة، بعد أن انهارت أجهزة العمل الحكومي خلال الحرب.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل عرضت خلال الحرب مبلغ 75 ألف دولار مقابل رأسه.

وأشارت إلى أنه في 6 أكتوبر، جمع سراً قادة «حماس»، وأعطاهم أمراً جاء فيه أن الهدف الأول هو أسر عدد كبير من الجنود الإسرائيليين في اللحظات الأولى للهجوم، ونقلهم إلى غزة، وبث مباشر للحظات الاستيلاء والسيطرة على المستوطنات المحيطة.

محمد شبانة

محمد شبانة هو قائد «لواء رفح» في كتائب «القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، وتعمل تحت قيادته 4 كتائب، بما في ذلك وحدة من النخبة من الذين قادوا الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر.

وقالت الصحيفة إن شبانة نجا من عدة محاولات اغتيال في الماضي، بما في ذلك خلال العملية البرية للجيش الإسرائيلي في رفح، وفقد خلال الحرب ثلاثة من أبنائه. وبعد اغتيال السنوار، انتشرت شائعات بأنه قُتل أيضاً، وتضع إسرائيل 100 ألف دولار مقابل رأسه.

محمد السنوار

وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فقد «أصبح محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار الذي تم اغتياله، يتصدر قائمة المطلوبين؛ لأنه أحد أبرز المرشحين لرئاسة الحركة»، وتعتقد إسرائيل أن محمد السنوار أصبح بديلاً لمحمد الضيف، زعيم كتائب «القسام» الذي تم اغتياله.

ووفق الصحيفة، فإن محمد السنوار يُعتبر أكثر تطرفاً من أخيه. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفي مقطع فيديو قصير من نفق ضخم يبلغ طوله أربعة كيلومترات، تم نشر لقطات له وهو يتحرك عبره.

ويضع الجيش الإسرائيلي 300 ألف دولار مقابل رأسه.


مقالات ذات صلة

«هكذا يموت الأبطال»... غزيون يفخرون باللحظات الأخيرة من حياة السنوار

المشرق العربي يحيى السنوار مؤسس الجناح العسكري لحركة «حماس» يتحدث خلال تجمع جماهيري في خان يونس جنوب قطاع غزة عام 2011 (أ.ب)

«هكذا يموت الأبطال»... غزيون يفخرون باللحظات الأخيرة من حياة السنوار

«هكذا يموت الأبطال»... بهذه العبارة الموجزة وصف رجل يبلغ من العمر 60 عاماً في قطاع غزة اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار زعيم «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى في بيروت (أ.ف.ب)

قتيلان في غارة إسرائيلية على سيارة شمال بيروت

قُتل شخصان اليوم (السبت) في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة شمال بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي منظر للدمار بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت خيام المدنيين النازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة الإسبوع الماضي (د.ب.أ)

مقتل 11 شخصاً في غارة إسرائيلية على مخيم المغازي وسط غزة

قصف الجيش الإسرائيلي، منزلا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، فجر اليوم السبت، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا على الأقل.

شؤون إقليمية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعترض صاروخا أطلق من جنوب لبنان فوق الجليل الغربي شمال إسرائيل (إ.ب.أ)

مسيّرة من لبنان تستهدف منزل نتنياهو في قيساريا... ولا إصابات

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت) أن مسيرة قادمة من لبنان أصابت منشأة في محيطة مدينة قيساريا الساحلية فيما تم اعتراض مسيرتين أخريين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي يحيى السنوار (يمين) وإسماعيل هنية (يسار) بقطاع غزة في 26 يونيو (حزيران) 2019 (أ.ب)

«حماس» قد تختار زعيماً جديداً لها من خارج غزة بعد مقتل السنوار

يقول خبراء إن زعيم حركة «حماس» القادم الذي سيخلف يحيى السنوار في قيادة المكتب السياسي للحركة سيكون على الأرجح من المقيمين خارج غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الرئيس الفرنسي يهاجم إيران ويحمّلها مسؤولية ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط

الرئيس إيمانويل ماكرون بمعية الرئيس الأميركي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني في برلين الجمعة (إ.ب.أ)
الرئيس إيمانويل ماكرون بمعية الرئيس الأميركي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني في برلين الجمعة (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الفرنسي يهاجم إيران ويحمّلها مسؤولية ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط

الرئيس إيمانويل ماكرون بمعية الرئيس الأميركي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني في برلين الجمعة (إ.ب.أ)
الرئيس إيمانويل ماكرون بمعية الرئيس الأميركي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني في برلين الجمعة (إ.ب.أ)

«هبة باردة، هبة ساخنة»: هكذا يمكن توصيف العلاقة بين فرنسا وإيران، التي تتأرجح بين الحرص على الحفاظ عليها وبين فترات التصعيد. فمن جهة، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع السلطات الإيرانية.

وكان ماكرون الرئيس الغربي الوحيد الذي التقى نظيره الإيراني مسعود بزشکیان في نيويورك، ويستمر في التواصل معه بشكل دوري عبر الهاتف، كما حدث في الفترة الأخيرة.

وجرى آخر اتصال بين المسؤولين، الأحد الماضي، حيث ركّز الطرفان، وفقاً لبيان صادر عن قصر الإليزيه، على تأكيد ماكرون على «مسؤولية إيران في دعم جهود التهدئة، واستخدام نفوذها لتحقيق هذا الهدف مع الأطراف التي تدعمها والتي تساهم في زعزعة الاستقرار، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان».

يتضح من لهجة البيان الرئاسي تبني «نبرة تصالحية» مع التعويل على دور إيجابي لإيران في التهدئة ضمن الحربين الدائرتين حالياً في الشرق الأوسط (غزة ولبنان).

في المقابل، لا يتردد ماكرون، سواء بشكل شخصي أو من خلال وزير دفاعه سيباستيان لو كورنو، المقرب منه، في توجيه الانتقادات لطهران، محملاً إياها مسؤولية زعزعة استقرار المنطقة، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها.

جنديان يمنيان يرفعان في صنعاء صورة قائد حماس يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل أول من أمس (أ.ب)

مسؤولية إيران في حروب المنطقة

تجلّت هذه الازدواجية مجدداً خلال المؤتمر الصحافي المطول الذي عقده ماكرون ليل الخميس - الجمعة في بروكسل، عقب انتهاء أعمال القمة الأوروبية التي سبقتها قمة خليجية - أوروبية. وفي هذا المؤتمر، لم يتوانَ ماكرون عن توجيه انتقاداته الحادة نحو طهران، محمّلاً إياها المسؤولية عن الوضع المتأزم في الشرق الأوسط. وأكد ماكرون في تصريحاته: «إن إيران و(حزب الله) يتحملان مسؤولية كبيرة جداً عن الوضع الحالي. ذلك أنه رغم أن مصلحة لبنان الأساسية كانت في أن يبقى بعيداً عن الحرب، فإن إيران، من خلال دفع (حزب الله) إليها، فضلت خياراً وقحاً بتعريض اللبنانيين (لمخاطر الحرب) وأن تحمي نفسها منها».

وأضاف ماكرون: «لقد سارعت إيران في تصفية (حسن) نصر الله وبدء العمليات (العسكرية) الإسرائيلية، وعلى (حزب الله) أن يستخلص الدروس من ذلك؛ إذ تترتب عليه التزامات، أولها التخلي عن السلاح ووقف الإرهاب والعنف. اليوم، (حزب الله) أضعف بسبب فقدان زعيمه وتدمير قدراته العسكرية، ولا يوجد من يأسف على هذا الوضع. ينبغي على (حزب الله) أن يتيح للبنانيين فرصة التلاقي والعمل معاً لإيجاد حلول للأزمات المتعددة التي تعصف ببلادهم».

كانت إيران حاضرة في كل ما تناوله ماكرون بشأن الوضع في الشرق الأوسط. ولأول مرة، كشف الرئيس الفرنسي عن مشاركة بلاده في التصدي للصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية في شهر أبريل (نيسان) الماضي، رداً على استهداف الطيران الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق.

كما أكد ماكرون، وهو ما سبق أن أشار إليه في مناسبة سابقة، أن القوات الفرنسية المتمركزة في الشرق الأوسط ساهمت في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في التصدي مجدداً للصواريخ الإيرانية الموجهة نحو إسرائيل، في رد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ(حماس)، إسماعيل هنية، خلال مشاركته في تنصيب رئيس الجمهورية الإيرانية الجديد في طهران.

قال ماكرون: «لقد حذّرنا إيران وكل من تحركهم هذه الدولة ضد إسرائيل، ونبّهنا الجميع إلى المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقهم نتيجة توسيع الحرب إلى أنحاء المنطقة كافة. ونددنا منذ البداية بما قاموا به، خصوصاً ما فعله (حزب الله)، الذي لا يهدد فقط أمن الإسرائيليين، بل يعرض جميع اللبنانيين للخطر عن عمد».

كما كشف ماكرون عن سر إضافي خلال المؤتمر الصحافي المشار إليه، حيث قال: «لقد وفّرنا الدعم للعمليات المستهدفة التي قامت بها إسرائيل، والتي يمكن أن تقوم بها ضد (حماس)، حتى لا تتمكن مجدداً من ارتكاب الجرائم». وأشار أيضاً إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الأطراف المعنية وتنسيق الأعمال الدولية، كل ذلك من أجل درء المخاطر التي تشكلها إيران والمجموعات التي تتبع أوامرها.

استناداً إلى تأكيد الرئيس الفرنسي، فإن بلاده تظل دائماً إلى جانب إسرائيل، وتعمل على حمايتها وتأمينها. وأوضح ماكرون أن فرنسا «ساهمت في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية والحوثية». وأضاف: «إن دعمنا لإسرائيل لن يضعف، فإسرائيل لها الحق في أن تنعم بالأمن والسلام مثل أي طرف آخر في الشرق الأوسط. كما أنها تتمتع بالحق في الدفاع عن نفسها ضد أولئك الذين يرفضون حقها في الوجود، (في إشارة إلى إيران وحماس)، والذين يهددون مواطنيها ويهاجمون أراضيها».

وختم بقوله: «سنكون دائماً إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب كما كنا إلى جانبها منذ اليوم الأول، وحتى قبل ذلك».

النبطية التي دمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية أحياء كاملة منها بما فيها مقر البلدية والسوق القديمة (د.ب.أ)

الدور الإيراني في لبنان

يوجه ماكرون سهامه نحو إيران بسبب الدور الذي تلعبه في لبنان؛ حيث تسعى باريس لإنقاذ هذا البلد من براثن الحرب. ويرى الرئيس ماكرون في لبنان «قضية جوهرية ستدافع عنها فرنسا دائماً؛ لأنه يمثل احترام تعددية الطوائف اللبنانية، ولأن قناعته هي أن لبنان يحمل رسالة سلام وتنوع لكل المنطقة».

ونظراً لأن ما يحدث حالياً في الشرق الأوسط «يمس السلام والأمن العالميين»، يؤكد ماكرون أنه يستمر في التواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الإيراني وجميع الأطراف الإقليمية واللبنانية «من أجل تجنب الانفجار الواسع».

ويرى ماكرون أن الطرف الأهم في الأزمة الراهنة هو إيران، التي يتعين عليها «التوقف عن تهديد إسرائيل، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها، والعودة إلى احترام التزاماتها النووية، ووضع حد لأنشطتها الخطيرة في الشرق الأوسط، ووقف تقديم الأسلحة لروسيا التي تستخدمها ضد أوكرانيا».

كما أكد ماكرون في هذه المناسبة مجدداً على ضرورة وضع حد للحرب في غزة والصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، مشيراً إلى أن مقتل يحيى السنوار يمثل «فرصة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن كافة، وفتح الباب أمام عملية سياسية تتمتع بالمصداقية للإسرائيليين والفلسطينيين».

يتضح من ذلك أن ماكرون يحمّل إيران المسؤولية الكبرى عن الوضع الحالي في الشرق الأوسط؛ حيث يرى أن لها دوراً محورياً فيما تعدّه باريس تهديداً للاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فإن هذا الاستنتاج لا يمنعه من السعي للحفاظ على «شعرة معاوية» مع إيران، منطلقاً من رؤية براغماتية للوضع القائم؛ إذ يدرك أن لإيران دوراً فاعلاً ومؤثراً على الوكلاء، مما يجعل الحوار معها ضرورة ملحّة ومفيدة.