إيران تدين العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي

وصفتها بـ«غير القانونية وغير المبررة» وقالت إن توسيعها استمرار لـ«الضغوط القصوى»

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)
صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)
TT

إيران تدين العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)
صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)

أدانت إيران اليوم (الأحد) ما وصفته بـ«التوسّع غير القانوني وغير المبرر» في العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي، عادّةً إياه استمراراً لسياسة «الضغوط القصوى»، عقب هجومها الصاروخي على إسرائيل هذا الشهر.

ودافع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عن الهجوم الإيراني على إسرائيل، و«أدان بشدة» العقوبات، واصفاً إياها بأنها «غير قانونية وغير مبررة».

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة أن الحزمة الجديدة من العقوبات تستهدف القطاع النفطي برمته، إضافة إلى 20 ناقلة وشركات مقارها في الخارج، اتُهمت جميعها بالضلوع في نقل النفط ومعدات بتروكيماوية إيرانية. وأوضحت الوزارة أن الهدف من العقوبات هو تكثيف الضغط المالي على طهران و«الحد من قدرة النظام على جني العائدات الضرورية لزعزعة استقرار المنطقة ومهاجمة شركاء الولايات المتحدة».

واتهم بقائي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة «سياسة التهديدات والضغوط القصوى»، مضيفاً أنها ليس لها أي تأثير على «عزم إيران على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها القومية ومواطنيها ضد أي انتهاك وعدوان أجنبي». وأضاف أن العقوبات تسمح لإسرائيل «بمواصلة قتل الأبرياء»، عادّاً أنها «تشكل تهديداً لسلام المنطقة والعالم ووحدتهما».

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (موقع الوزارة)

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن بقائي دافع عن هجوم إيران على إسرائيل وعدّه «قانونياً»، وأصر على حق إيران في الرد على العقوبات الجديدة. وكانت إيران قد أطلقت في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي نحو مائتي صاروخ على إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران؛ العملية التي نُسبت إلى إسرائيل، وكذلك اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، والقيادي في «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان في ضاحية بيروت الجنوبية.

وتنص العقوبات على تجميد الأصول؛ سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة، للشركات المستهدفة في الولايات المتحدة، ومنع الشركات التي تتخذ مقراً في الولايات المتحدة، وكذلك منع المواطنين الأميركيين، من التعامل التجاري مع الكيانات المستهدفة بالعقوبات، تحت طائلة الخضوع بدورهم لعقوبات.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها استهدفت ما يُعرف بـ«أسطول الظل» الإيراني من السفن المتورطة ببيع النفط الإيراني في التفاف على العقوبات القائمة. وأضافت أنها صنّفت ما لا يقل عن 10 شركات و17 سفينة بوصفها «ممتلكاتٍ محظورة» بسبب تورطها في شحن المنتجات البترولية والبتروكيماوية الإيرانية. كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على 6 شركات أخرى و6 سفن لتورطها «عمداً في صفقة كبيرة للشراء أو الاستحواذ أو البيع أو النقل أو التسويق للنفط أو المنتجات النفطية من إيران».

ولم يتضح بعد مدى تأثير العقوبات الجديدة على استراتيجية طهران للالتفاف على العقوبات النفطية؛ إذ واجهت السلطات الإيرانية العقوبات السابقة بتغيير هويات السفن وناقلات النفط، بالإضافة إلى استخدام «شركات ظل» تساعدها في التحويلات المالية وإبرام صفقات بيع النفط.

في يونيو (حزيران) الماضي، قلّل محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني وزير الخارجية الأسبق، خلال الحملات الانتخابية، من فاعلية استراتيجية الالتفاف على العقوبات الأميركية، مشيراً إلى أن بيع النفط الإيراني كان يعتمد على مرونة إدارة بايدن التي حاولت إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، رغم العقوبات.

وتأتي هذه العقوبات الجديدة مع ترقّب طبيعة الضربة التي توعدت إسرائيل بتوجيهها إلى إيران رداً على هجومها الصاروخي، في حين بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ أغسطس (آب) الماضي.

وفي وقت سابق من هذا العام، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إقناع إسرائيل بالتغاضي عن الرد الواسع على الضربة الإيرانية في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، مقابل فرض عقوبات على طهران. وبعد الهجوم الإيراني الأخير، تسعى واشنطن إلى الحد من نطاق الرد الإسرائيلي المرتقب، تجنباً لاشتعال الشرق الأوسط برمّته. وأعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن معارضته الضربات التي قد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ونصح بعدم توجيه ضربات ضد البنية التحتية النفطية.


مقالات ذات صلة

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

شؤون إقليمية تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

أعلن مسؤول عسكري كبير في إيران تنظيم مناورات عسكرية واسعة، براً وجواً وبحراً، تأخذ طابعاً هجومياً دفاعياً، خلال الأيام المقبلة، بهدف «ردع تهديدات الأعداء».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ملصقات ممزقة لحسن نصر الله وقاسم سليماني على جدار السفارة الإيرانية في سوريا (رويترز) play-circle 02:17

طهران: إعادة فتح سفارتنا تعتمد على «سلوك» حكام سوريا

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن طهران «ستتخذ قرارها بشأن إعادة فتح سفارتها لدى دمشق بناء على سلوك وأداء حكام سوريا».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران : )
شؤون إقليمية تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

إيران تستعد لمناورات «ضخمة» وسط التوتر مع إسرائيل

أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عن تنظيم مناورات عسكرية شاملة «هجومية - دفاعية»، بهدف التصدي لـ«التهديدات» المحتملة بما في ذلك إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
خاص امرأة إيرانية تمشي أمام لوحة جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران (أ.ف.ب)

خاص إيران في ربع قرن... صراع «الثورة» والدولة

مع انقضاء ربع قرن من الألفية الثالثة، تبلغ «الثورة الإسلامية» في إيران منتصف عقدها الرابع بأسئلة عن الصراع بين الآيديولوجية والمصالح في عالم متغير.

عادل السالمي (لندن)
المشرق العربي أسعد حسن الشيباني المكلف بحقيبة الخارجية السورية (سانا)

الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سوريا

حث أسعد الشيباني، وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، إيران، على احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)
تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)
TT

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)
تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

أعلن مسؤول عسكري كبير في إيران تنظيم مناورات عسكرية واسعة، براً وجواً وبحراً، تأخذ طابعاً هجومياً دفاعياً، خلال الأيام المقبلة، بهدف «ردع تهديدات الأعداء»، خصوصاً إسرائيل.

وقال قائد غرفة العمليات المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال غلام علي رشيد، إن وحدات الجيش و«الحرس الثوري» ستنفّذ مناورات «قوية ومكثفة» خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وأوضح رشيد أن المناورات «تُنفَّذ بدقة وإبداع في التخطيط، بهدف تحقيق عنصر المفاجأة وإرباك الأعداء، ومواجهة أي تهديد محتمل». وأشار إلى تصاعد التوترات مع إسرائيل في وقت مبكر من العام الحالي، قائلاً إن «العدو الصهيوني يعاني من أوهام وأخطاء في حساباته».

لكنه قال إن «الجمهورية الإسلامية، وبناءً على عقيدتها الدفاعية، لن تكون البادئة بأي حرب في المنطقة».

وأكد رشيد أن الهجوم الإيراني الأخير في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) كشف عن أن إسرائيل «ليست محصنة أو منيعة أمام هجمات إيران»، لكنه تحاشى الإشارة إلى الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر، الذي استهدف منشآت صاروخية ومنظومات رادار إيرانية.

وشهدت إسرائيل في الأيام الأخيرة نقاشاً حول إمكانية توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية. كما تحدثت تقارير عن سعي إسرائيلي لإقناع الولايات المتحدة بتوجيه ضربة مزدوجة إلى الحوثيين وإيران، على حد سواء.