عراقجي: لا نعترف بخطوط حمراء... وأميركا تعرِّض حياة جنودها للخطر

انتقد نشر أنظمة صواريخ «ثاد» في إسرائيل

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
TT

عراقجي: لا نعترف بخطوط حمراء... وأميركا تعرِّض حياة جنودها للخطر

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مستهل زيارته إلى بغداد إن بلاده بذلت «جهوداً كبيرة»، في الأيام الأخيرة لاحتواء حرب شاملة في المنطقة، مشدداً على أنها «ليس لديها خطوط حمراء في الدفاع عن شعبها ومصالحها».

وبدأ عراقجي زيارته إلى بغداد في إطار مشاورات إقليمية حول الوضع المتأزم في المنطقة. وفور وصوله إلى العاصمة العراقية، وجَّه عراقجي عبر منصة «إكس» اتهامات للولايات المتحدة بتسليم كميات قياسية من الأسلحة إلى إسرائيل.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، إن الولايات المتحدة ستنشر بطارية «ثاد» للدفاع الجوي في إسرائيل لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، استعداداً لرد متوقع من إيران على الهجوم الإسرائيلي المحتمل.

وأفاد مسؤولون أميركيون بأن إدارة الرئيس جو بايدن تبحث إرسال نظام الدفاع الجوي الصاروخي «ثاد» إلى إسرائيل، ولكن مسؤولاً في وزارة الدفاع أشار إلى أن القرار النهائي لم يُتَّخذ بعد. وذكر مسؤول أميركي أنه كانت هناك مناقشات مستمرة في أواخر الأسبوع الماضي حول نشر نظام «ثاد» في إسرائيل، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

عسكريون أميركيون يجهزون منصة إطلاق صواريخ «ثاد» تمهيداً لنشرها في المنطقة عام 2020 (القيادة المركزية للجيش الأميركي)

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن «الولايات المتحدة ستنقل على الفور إلى إسرائيل بطارية من نظام الدفاع الجوي (ثاد) لاعتراض الصواريخ الباليستية والتهديدات الجوية».

وقال عراقجي إن الولايات المتحدة «تعرِّض حياة جنودها للخطر من خلال نشرهم لتشغيل أنظمة الصواريخ الأميركية في إسرائيل».

وقبل أن يلتقي عراقجي نظيره العراقي فؤاد حسين، وجَّه رسالة قائلاً: «في الوقت الذي بذلنا فيه جهوداً هائلة لاحتواء نشوب حرب شاملة في منطقتنا، أقول بوضوح إنه ليس لدينا خطوط حمراء فيما يخص الدفاع عن شعبنا ومصالحنا».

جاءت تغريدة عراقجي في وقت أعلن فيه المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية»، إسماعيل بقائي، وصول عراقجي إلى بغداد. وقال بقائي: «استمراراً لمشاورات وزير الخارجية عباس عراقجي مع الدول الإسلامية بشأن الوضع المتأزم في المنطقة نتيجة الإبادة الجماعية، واعتداءات الكيان الإسرائيلي في غزة ولبنان، وصلنا إلى بغداد».

وتترقب منطقة الشرق الأوسط وسط حالة من التوتر رد إسرائيل على هجوم صاروخي نفذته إيران، الأسبوع الماضي، رداً على التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان. ولم يسفر الهجوم الإيراني عن سقوط أي قتلى في إسرائيل، وأسفر عن مقتل فلسطيني، ووصفته واشنطن بأنه غير فعَّال، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز».

وتَوَعَّد نتنياهو بأن تدفع إيران «العدو اللدود» ثَمَن الهجوم الصاروخي، بينما قالت طهران إن هجوم عليها سيقابَل «بدمار هائل»؛ ما فاقم المخاوف من حرب أوسع نطاقاً قد تُجَرّ إليها الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة، إنه يعتقد أن إسرائيل لم تقرر بعد كيفية الرد على إيران.


مقالات ذات صلة

العراق يرفض أي «توسيع للحرب» باتجاه إيران وأي «استغلال لأجوائه»

المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في بغداد (رويترز)

العراق يرفض أي «توسيع للحرب» باتجاه إيران وأي «استغلال لأجوائه»

أكّد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الأحد، رفض بغداد أي «استمرار للحرب وتوسيعها باتجاه» إيران، وأي «استغلال للأجواء العراقية كممرّ».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (موقع الوزارة)

إيران تدين العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي

أدانت إيران اليوم (الأحد) ما وصفته بـ«التوسّع غير القانوني وغير المبرر» في العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاعها النفطي، وعدّته استمراراً لـ«الضغوط القصوى».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية امرأة غير محجبة تمر أمام لافتة دعائية للصواريخ الإيرانية في ساحة «ولي عصر» وسط طهران (أرشيفية - رويترز)

مسؤولون أميركيون: إسرائيل لم تقرّر بعد كيفية وموعد الرد على إيران

قال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل لم تتخذ قرارات نهائية بشأن كيفية وموعد الرد على الهجوم الإيراني الأخير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية بايدن في اتصال هاتفي مع نتنياهو في 4 أبريل 2024 (رويترز)

تقرير: على بايدن قصف إيران لإظهار أنها «نمر من ورق»

قال أستاذ التاريخ في جامعة ماكجيل الكندية جيل تروي، في مقال نشره موقع «هيل»، إنه يتعين على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يقول لإسرائيل عن قصف إيران: «سنقوم بذلك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية محطة إطلاق لنظام الدفاع الصاروخي الأميركي «ثاد» في إسرائيل (أ.ف.ب)

مصادر: أميركا تنشر نظام «ثاد» للدفاع الجوي في إسرائيل

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه استعداداً لرد متوقع من إيران، ستنشر الولايات المتحدة بطارية «ثاد» للدفاع الجوي في إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إيران تدين العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)
صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)
TT

إيران تدين العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)
صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو 2023 (رويترز)

أدانت إيران اليوم (الأحد) ما وصفته بـ«التوسّع غير القانوني وغير المبرر» في العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي، عادّةً إياه استمراراً لسياسة «الضغوط القصوى»، عقب هجومها الصاروخي على إسرائيل هذا الشهر.

ودافع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عن الهجوم الإيراني على إسرائيل، و«أدان بشدة» العقوبات، واصفاً إياها بأنها «غير قانونية وغير مبررة».

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة أن الحزمة الجديدة من العقوبات تستهدف القطاع النفطي برمته، إضافة إلى 20 ناقلة وشركات مقارها في الخارج، اتُهمت جميعها بالضلوع في نقل النفط ومعدات بتروكيماوية إيرانية. وأوضحت الوزارة أن الهدف من العقوبات هو تكثيف الضغط المالي على طهران و«الحد من قدرة النظام على جني العائدات الضرورية لزعزعة استقرار المنطقة ومهاجمة شركاء الولايات المتحدة».

واتهم بقائي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة «سياسة التهديدات والضغوط القصوى»، مضيفاً أنها ليس لها أي تأثير على «عزم إيران على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها القومية ومواطنيها ضد أي انتهاك وعدوان أجنبي». وأضاف أن العقوبات تسمح لإسرائيل «بمواصلة قتل الأبرياء»، عادّاً أنها «تشكل تهديداً لسلام المنطقة والعالم ووحدتهما».

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (موقع الوزارة)

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن بقائي دافع عن هجوم إيران على إسرائيل وعدّه «قانونياً»، وأصر على حق إيران في الرد على العقوبات الجديدة. وكانت إيران قد أطلقت في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي نحو مائتي صاروخ على إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران؛ العملية التي نُسبت إلى إسرائيل، وكذلك اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، والقيادي في «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان في ضاحية بيروت الجنوبية.

وتنص العقوبات على تجميد الأصول؛ سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة، للشركات المستهدفة في الولايات المتحدة، ومنع الشركات التي تتخذ مقراً في الولايات المتحدة، وكذلك منع المواطنين الأميركيين، من التعامل التجاري مع الكيانات المستهدفة بالعقوبات، تحت طائلة الخضوع بدورهم لعقوبات.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها استهدفت ما يُعرف بـ«أسطول الظل» الإيراني من السفن المتورطة ببيع النفط الإيراني في التفاف على العقوبات القائمة. وأضافت أنها صنّفت ما لا يقل عن 10 شركات و17 سفينة بوصفها «ممتلكاتٍ محظورة» بسبب تورطها في شحن المنتجات البترولية والبتروكيماوية الإيرانية. كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على 6 شركات أخرى و6 سفن لتورطها «عمداً في صفقة كبيرة للشراء أو الاستحواذ أو البيع أو النقل أو التسويق للنفط أو المنتجات النفطية من إيران».

ولم يتضح بعد مدى تأثير العقوبات الجديدة على استراتيجية طهران للالتفاف على العقوبات النفطية؛ إذ واجهت السلطات الإيرانية العقوبات السابقة بتغيير هويات السفن وناقلات النفط، بالإضافة إلى استخدام «شركات ظل» تساعدها في التحويلات المالية وإبرام صفقات بيع النفط.

في يونيو (حزيران) الماضي، قلّل محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني وزير الخارجية الأسبق، خلال الحملات الانتخابية، من فاعلية استراتيجية الالتفاف على العقوبات الأميركية، مشيراً إلى أن بيع النفط الإيراني كان يعتمد على مرونة إدارة بايدن التي حاولت إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، رغم العقوبات.

وتأتي هذه العقوبات الجديدة مع ترقّب طبيعة الضربة التي توعدت إسرائيل بتوجيهها إلى إيران رداً على هجومها الصاروخي، في حين بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ أغسطس (آب) الماضي.

وفي وقت سابق من هذا العام، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إقناع إسرائيل بالتغاضي عن الرد الواسع على الضربة الإيرانية في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، مقابل فرض عقوبات على طهران. وبعد الهجوم الإيراني الأخير، تسعى واشنطن إلى الحد من نطاق الرد الإسرائيلي المرتقب، تجنباً لاشتعال الشرق الأوسط برمّته. وأعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن معارضته الضربات التي قد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ونصح بعدم توجيه ضربات ضد البنية التحتية النفطية.