نتنياهو يُحبط رحلة غالانت إلى البنتاغون ويترك الأميركيين في حيرة

اشترط أن تتم بعد حديث بايدن معه وإقرار طبيعة الرد على إيران

نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يُحبط رحلة غالانت إلى البنتاغون ويترك الأميركيين في حيرة

نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)

منع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يواف غالانت، من السفر إلى واشنطن، الذي كان مقرراً ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء. وأبلغه نتنياهو قبل ساعات من الإقلاع بأن الرحلة لن تتم، وذلك قبيل محادثته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو قرار صدم الأميركيين، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قرر تأجيل زيارته الرسمية المقرر أن يقوم بها هذا الأسبوع إلى واشنطن، وبالتالي تأجيل مناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع نظيره الأميركي لويد أوستن.
وقالت صابرينا سينغ المتحدثة باسم البنتاغون للصحافيين «أُبلغنا للتو بتأجيل الوزير يوآف غالانت رحلته إلى واشنطن».

أفادت «قناة 12» الإسرائيلية بأن نتنياهو أخبر غالانت أنه لا يوافق على زيارة واشنطن قبل أن يتحدث مع بايدن، ويجري مجلس الوزراء المصغر مناقشة حول طبيعة الرد على إيران. وأوضح مكتب رئيس الوزراء أن زيارة وزير الدفاع غير مجدية ما لم يتم اتخاذ قرار رسمي بشأن العمليات الأمنية المقبلة، التي يجب التنسيق بشأنها مع الأميركيين.

وكان من المقرر أن يزور غالانت الولايات المتحدة ليوم واحد للقاء وزير الدفاع لويد أوستن، بعد تلقيه دعوة رسمية من البنتاغون. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن «الأميركيين في حالة صدمة كاملة»، خصوصاً أن بايدن قد تجنب الحديث مع نتنياهو لفترة طويلة، وفي ذكرى السابع من أكتوبر تحدث مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ.

يبدو أن نتنياهو يخشى من منح بايدن «الفضل» لغالانت، ويريد أن يظهر لقاعدته في «الليكود» أنه يمنع غالانت من التنسيق مع الأميركيين. وأشارت «يديعوت» إلى أن الأزمة ليست بين نتنياهو وغالانت فحسب، بل أيضاً مع إدارة بايدن التي تعدُّ غالانت «جهة الاتصال للحرب».

وحسب «قناة 13»، كانت الضربة الإيرانية على جدول المناقشات في واشنطن مع غالانت، وكان هناك قلق من أن إسرائيل قد تهاجم إيران خلال وجوده. وعلق زعيم «معسكر الدولة»، الوزير بيني غانتس، قائلاً إن «إلغاء رحلة وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة يعد انتهاكاً لأمن البلاد في وقت حرج، وذلك لأسباب شخصية وسياسية».


مقالات ذات صلة

تباين أميركي ــ إسرائيلي حول «طبيعة الرد» على إيران

شؤون إقليمية 
جنود إسرائيليون بالقرب من طائرة مقاتلة من طراز «إف-35» الأميركية الصنع بعد هبوطها في إسرائيل بقاعدة «نيفاتيم» الجوية (رويترز)

تباين أميركي ــ إسرائيلي حول «طبيعة الرد» على إيران

برز تباين بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين حول كيفية الرد على الهجمات الباليستية التي شنتها إيران على إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث ألغى رئيس الوزراءز

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية للقاء يجمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

«أكسيوس»: أزمة ثقة بين بايدن ونتنياهو في خضم التوتر الإقليمي

إدارة بايدن تفقد الثقة بالحكومة الإسرائيلية بسبب عدم التنسيق بشأن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط؛ ما يؤثر في الخطط العسكرية للدفاع ضد إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي

واشنطن تحثُّ إسرائيل على ضربة محدودة لإيران «تضمن عدم الرد عليها»

تحاول الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بأن تكون الضربات لإيران محدودةً، «بغرض مساعدة طهران على استيعابها والامتناع عن الرد عليها بهجوم آخر على إسرائيل».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية امرأة إيرانية ترفع علامة النصر أثناء مرورها بجانب أعلام إيران ولبنان و«حزب الله» في أحد شوارع طهران اليوم (إ.ب.أ)

الجيش الإيراني يتوعد إسرائيل برد «مدمر» على أي هجوم

قال محمد رضا عارف نائب الرئيس الإيراني إن التهديدات «لن تدفع إيران للوراء»، وقلل من تأثير غياب حسن نصر الله على تغيير نهج إيران وجماعة «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
خاص سليماني وقاآني في صورة نادرة منشورة على ملصق في معرض تابع لمكتب المرشد الإيراني

خاص إسماعيل قاآني... «رجل الظل» الذي أخفق في ملء فراغ سليماني

يواجه إسماعيل قاآني الذي تولى قيادة «فيلق القدس» بعد مقتل قاسم سليماني تحديات كبيرة في ملء الفراغ الذي خلفه سلفه، مما يعكس صعوبة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

عادل السالمي (لندن)

بايدن صرخ في وجه نتنياهو ووصفه بـ«كذاب لعين»

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية/ رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية/ رويترز)
TT

بايدن صرخ في وجه نتنياهو ووصفه بـ«كذاب لعين»

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية/ رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية/ رويترز)

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه «كذاب لعين»، بعد دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى رفح بقطاع غزة، وصرخ بايدن في وجه رئيس الوزراء بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية إلى مقتل أحد كبار قادة «حزب الله»، وفقاً لكتاب قادم للصحافي الأميركي بوب وودوارد، حسبما نقلت صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.

وأصبحت العلاقة بين الزعيمين متوترة بشكل متزايد خلال ربيع عام 2024، وفقاً لشبكة «سي إن إن» التي حصلت على نسخة مسبقة من الكتاب بعنوان «حرب».

ووفقاً للمقتطفات، خلال مكالمة هاتفية في أبريل (نيسان) الماضي، سأل بايدن نتنياهو: «ما استراتيجيتك يا رجل؟»، فردَّ نتنياهو بأن إسرائيل يجب أن تدخل رفح، مدينة الحدود بين غزة ومصر، التي أصبحت آخر معقل لحركة «حماس» في غزة. فأجابه بايدن: «بيبي، ليست لديك استراتيجية»، وفق ما أورده وودوارد في كتابه.

وفي مايو (أيار)، دخلت القوات الإسرائيلية رفح، وقبلها في أبريل، زُعم أن إسرائيل اغتالت اثنين من جنرالات «الحرس الثوري» في القنصلية الإيرانية في دمشق بسوريا.

وبعد أن ساعدت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إسرائيل على اعتراض معظم الصواريخ والمُسيرات التي أطلقتها إيران رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية، حثَّ بايدن نتنياهو على عدم الرد والاكتفاء بأخذ «الفوز»، بعد النجاح الكبير في التصدي للهجوم الإيراني.

ووفقاً للكتاب، رأى بايدن الرد الإسرائيلي المحدود على الهجوم الإيراني نجاحاً. وقال بايدن للمستشارين: «أعلم أنه سيفعل شيئاً، لكنَّ الطريقة التي أضع بها حداً لذلك هي أن أقول له ألا يفعل شيئاً».

وبعد دخول إسرائيل رفح، قال بايدن عن نتنياهو: «إنه كاذب لعين». وقال بايدن في جلسة خاصة، وفقاً لوودوارد: «هذا الابن اللعين، بيبي نتنياهو، إنه رجل سيئ. إنه رجل سيئ لعين!».

وكانت مجلة «بوليتيكو» أول من أفاد بأن بايدن كان يستخدم هذه العبارة للحديث عن نتنياهو في فبراير (شباط)، لكنَّ البيت الأبيض أصدر نفياً سريعاً.

في يوليو (تموز)، قتلت إسرائيل فؤاد شكر، القائد العسكري الأعلى لجماعة «حزب الله». صرخ حينها بايدن في المحادثة التالية مع نتنياهو: «بيبي، ماذا بحق الجحيم؟»، مضيفاً: «أنت تعلم أن تَصوُّر إسرائيل في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد هو أنك دولة مارقة، وممثل مارق».

لعب فؤاد شكر دوراً رئيسياً في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983 الذي أسفر عن مقتل 241 من أفراد الخدمة الأميركية. وكانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مقتل شكر.