واشنطن تحثُّ إسرائيل على ضربة محدودة لإيران «تضمن عدم الرد عليها»

نتنياهو متردد بشأن دعوة غالانت إلى واشنطن... و«لوبي إسرائيل» يضغط على بايدن

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)
TT

واشنطن تحثُّ إسرائيل على ضربة محدودة لإيران «تضمن عدم الرد عليها»

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن المباحثات التي يجريها قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، مع المسؤولين الإسرائيليين، التي ستستمر في الاجتماعات المعدة لوزير الدفاع، يوآف غالانت، في البنتاغون، والبيت الأبيض، الأربعاء، ترمي إلى إقناع إسرائيل بأن تكون الضرباتُ لإيران محدودةً، «بغرض مساعدة طهران على استيعابها والامتناع عن الرد عليها بهجوم آخر على إسرائيل».

وذكرت هذه المصادر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «منزعج» من دعوة غالانت إلى واشنطن، ويمتنع حتى الآن عن المصادقة عليها، وذلك لأنه يخشى من أن «يتألب غالانت ومعه الجيش الإسرائيلي ضده».

وذكرت هذه المصادر أن الولايات المتحدة تحاول ضبط الأمور في المنطقة لمنع تدهورها إلى حرب شاملة، وهي تنطلق بذلك من مصالحها المتوافقة مع مصالح إسرائيل. رغم إيمانها بأهمية الضغط العسكري، فإنها تؤيد استخدامه بما يحقق تسويات سياسية. ولا ترى من المناسب القيام بحرب لمجرد الحرب، أو للانتقام.

نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي

كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد اتصل صباح الاثنين بنظيره غالانت، ليجدد التزام واشنطن بردع إيران ووكلائها في المنطقة. وشدد أوستن على أن بلاده لديها قدرات كبيرة في المنطقة لحماية جنودها وموظفيها، وتقديم المزيد من الدعم والحيلولة ومنع التصعيد.

وأكد أوستن على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وفقاً لبيان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي نُشر على حساب الوزارة في منصة «إكس».

وناقش أوستن مع غالانت تصرفات إيران «المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، والأوضاع في لبنان وغزة، واتفقا على مواصلة التنسيق خلال لقائهما.

وأكد أنه سيستضيف نظيره الإسرائيلي غالانت في البنتاغون، يوم الأربعاء، «لمناقشة التطورات الأمنية الجارية في الشرق الأوسط».

وقد عدَّ مقربون من نتنياهو أن هذه الدعوة ومضمونها يعطّلان خطط نتنياهو لضرب إيران، وأنها جاءت لتلزمه بعدم عرقلة زيارة غالانت. وذكرت المصادر أن نتنياهو أجرى مشاورات حول الحرب والتقدم فيها من دون إشراك وزير دفاعه أو رئيس أركان الجيش، وهو ما اعتبر إجراءً عقابياً من جانبه.

من جهته، أبلغه غالانت أنه سيزور واشنطن ليوم واحد فقط، سيلتقي خلاله أوستن ومسؤولين آخرين في البنتاغون ومسؤولي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.

وحسب المصادر السياسية، فإن الإدارة الأميركية منزعجة جداً من «مغامرات» نتنياهو، وتشعر بأنه «يحاول جرّها إلى حرب مع إيران». ونُقل عن مسؤول أميركي قوله إن «نتنياهو يريد توجيه ضربة موجعة لإيران لكي ترد عليه بهجمات صاروخية أقسى، مما سيجبر القوات الأميركية على التدخل ويشعل حرباً واسعة النطاق».

وكتب عاموس هرئيل، محرر الشؤون العسكرية لصحيفة «هآرتس»، الاثنين: «رد الإيرانيون بالنار على إسرائيل بعد اغتيال نصر الله». وأضاف: «وجدت الولايات المتحدة نفسها ترسل قوات كبرى في الجو والبحر لحماية إسرائيل. ومؤخراً فقط بدأ البنتاغون يشك في تأخره بما كان واضحاً لدول المنطقة: لقد اعتقد الأميركيون أنهم يسيطرون على إسرائيل من خلال إرسال قواتهم، ولكن عملياً قدموا دعماً لنتنياهو ليأخذ مخاطر أكبر».

وأشار هرئيل إلى أنه «بعد الصواريخ التي أطلقتها طهران الأسبوع الماضي، توجه نتنياهو إلى الشعب الإيراني بدعوة لإسقاط النظام، وصحافيون مقربون هددوا بالهجوم على مواقع نووية وصناعة النفط التي يعتمد عليها اقتصاد النظام المتعثر».

السيناتور ليندسي غراهام يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن (يمين) لدى وصوله إلى مطار غرينفيل - سبارتانبورغ الدولي في ساوث كارولينا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

وذكرت المصادر الإسرائيلية أنه «مع اقتراب يوم الانتخابات الأميركية، يحظى نتنياهو بدعم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، الذي يحاول تجنيد مسؤولين أميركيين لمساندته في مواجهة ضغوط الرئيس جو بايدن».

وقد وصل وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين إلى إسرائيل الاثنين للتعبير عن دعمه لها، والتقى مع نتنياهو. وصرح النائب الجمهوري ليندسي غراهام بأن «إسرائيل تخوض حرباً مع محور الشر بقيادة إيران، وهي حرب للعالم الحر كله». فيما قال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال إن «إسرائيل والشعب اليهودي تعرضا لأبشع هجوم منذ المحرقة النازية، والآن نحن نرد على هذا الهجوم معاً».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

المشرق العربي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

سعت إسرائيل، أمس (الجمعة)، إلى التوسّع داخل لبنان فيما يمكن وصفه بـ«الوقت الضائع»، بانتظار بدء لجنة المراقبة عملها لتنفيذ اتفاق وقف النار الذي بدأ تنفيذه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي وخلفه طائرة «إف 35» إسرائيلية (آدير) في إحدى القواعد الجوية (أرشيفية - موقع الجيش الإسرائيلي)

57 % من الإسرائيليين يريدون حرباً على إيران

دلت نتائج استطلاع للرأي على أن 57 % من الإسرائيليين يؤيدون تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التي هدد فيها بشن هجمات حربية على إيران.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدلي بتصريحاته على هامش قمة «مجموعة العشرين» في مدينة ريو دي جانيرو (أ.ف.ب) play-circle 01:22

ماكرون يدعو إلى الوقف «الفوري» لأي أعمال «تنتهك» وقف إطلاق النار في لبنان

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الوقف «الفوري» لكل «الأعمال التي تنتهك» وقف إطلاق النار الساري في لبنان منذ الأربعاء، على ما أعلن قصر الإليزيه الجمعة.

المشرق العربي أفراد من الأمن الإسرائيلي يمرّون أمام حافلة مثقوبة بالرصاص في أعقاب هجوم تم الإبلاغ عنه عند تقاطع قريب من مستوطنة أرئيل بالقرب من نابلس بالضفة الغربية في 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:32

إسرائيل: 8 إصابات على الأقل في إطلاق نار على حافلة بالضفة الغربية

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن فلسطينياً أطلق النار على حافلة بالقرب من مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية المحتلة اليوم، ما أسفر عن إصابة 8 على الأقل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من دبابات تنتظر في موقعها بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية 28 نوفمبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: حققنا «إنجازاً استراتيجياً» ومستعدون للهجوم إذا ارتكب «حزب الله» خطأ

قال قائد المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إن الجيش نجح في عملياته في إعادة «حزب الله» إلى الوراء لسنوات عدة، ووصف ذلك بأنه «إنجاز استراتيجي».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إردوغان: سنحافظ على أمن حدودنا... والهجرة قضية حساسة «للعالم أجمع»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: سنحافظ على أمن حدودنا... والهجرة قضية حساسة «للعالم أجمع»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن بلاده سوف تحافظ على أمن حدودها، وستتخذ تدابير إضافية لتحصينها.

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن إردوغان قوله: «في ما يتعلق بالهجرة، هي واحدة من أكثر القضايا الحساسة في الوقت الحالي ليس فقط بالنسبة للبلدان الواقعة على طريق العبور مثل تركيا بل للعالم أجمع».