أوروبا تدعم إسرائيل وتتمسك بأمنها لكنها تُطالب بتجنب اشتعال المنطقة

3 محاور للتحرك الأوروبي... وفرنسا وبريطانيا تؤكدان مساعدة تل أبيب في التصدي للصواريخ الإيرانية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بمناسبة «حوار برلين الشامل 2024» الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بمناسبة «حوار برلين الشامل 2024» الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تدعم إسرائيل وتتمسك بأمنها لكنها تُطالب بتجنب اشتعال المنطقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بمناسبة «حوار برلين الشامل 2024» الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بمناسبة «حوار برلين الشامل 2024» الأربعاء (أ.ف.ب)

تستشعر العواصم الأوروبية خطر الانزلاق إلى حرب مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط، بعد التطور الخطير المتمثل بالضربات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل، مساء الثلاثاء، وتوعد المسؤولين الإسرائيليين بالرد عليها، فيما هدّدت طهران بأنها سترد على الرد. ويقول خبراء إن الأوروبيين الذين لديهم حضور ومصالح في المنطقة لم يعودوا يستبعدون قيام حرب شاملة تنخرط بها الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل. ولخّص المستشار الألماني أولاف شولتس الموقف بتحذيره من «اشتعال المنطقة».

ويأتي هذا التحذير في وقت أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء، «أنه ستكون هناك عواقب وخيمة لهذا الهجوم (الإيراني)، وسنعمل مع إسرائيل لجعل هذا الأمر واقعاً»، ما يعني عملياً أن القوات الأميركية المحتشدة في المنطقة يمكن أن تكون جزءاً من الرد على إيران. ولاحظ خبراء أن المسؤول الأميركي لم يدعُ إسرائيل إلى ضبط النفس، بعكس ما فعلت واشنطن في الربيع الماضي عندما تعرضت الدولة العبرية لهجوم آخر من إيران. ويرى أكثر من مصدر أوروبي أن ما كان يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مفتوحة مع إيران، توفر الفرصة الذهبية لاستهداف برنامج طهران النووي، بات من الممكن أن يتحقق الآن. لكن الجانب الأوروبي لا يريد على الأرجح الوصول إلى هذا المنزلق غير معروف النهايات.

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في حديثه للصحافة الثلاثاء عن الوضع في الشرق الأوسط (أ.ف.ب)

3 مستويات للتحرك الأوروبي

الملاحظ أن ردود الفعل الأوروبية على الهجوم الإيراني، رغم تشدّدها وحدّتها، لم تصل إلى مستوى ردة الفعل الأميركية. ويمكن حصرها بـ3 محاور رئيسية. وللمحور الأول عنوانان: الأول، التنديد الشديد بالهجمات الإيرانية، والثاني تأكيد التمسك بأمن إسرائيل. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، فجر الأربعاء، بعد اجتماع طارئ دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، أن الأخير «أدان بأشدّ العبارات الهجمات الجديدة التي شنّتها إيران على إسرائيل»، وأن فرنسا «تؤكد التزامها التام بأمن إسرائيل». والأمر نفسه صدر عن ألمانيا حيث عدّ المستشار أولاف شولتس أنه «يتعين إدانة الهجمات الصاروخية الإيرانية بأشد العبارات»، وأن إيران «تجازف بإشعال المنطقة برمتها». وقالت وزيرة خارجيته، أنالينا بيربوك، إن ما حصل «يقود المنطقة أكثر فأكثر نحو الهاوية». من جانبه، شدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على «التزام بريطانيا الثابت» بأمن إسرائيل، وندّد «بأشد العبارات» بالهجمات الإيرانية، مضيفاً أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس». وتعبر هذه المواقف عموماً عن الموقف الأوروبي الغالب مما يجري.

الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني أولاف شولتس في برلين الأربعاء (إ.ب.أ)

أما المحور الثاني فقد باشرت به فرنسا التي دعت إلى عقد جلسة لمجلس الأمن حصلت مساء، فيما سارعت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، التي ترأس بلادها مجموعة السبع، إلى الدعوة إلى عقد اجتماع عن بعد لزعماء هذه المجموعة للنظر في تطورات الموقف في الشرق الأوسط. أما ستارمر فقد عمد إلى القيام بجولة مشاورات موسعة مع قادة أجانب. وقالت مصادر فرنسية إن الغرض من هذه الاتصالات يتعين أن يكون النظر في كيفية احتواء التصعيد. من هنا تأتي دعوة ماكرون «كل الأطراف المعنية بالأزمة في الشرق الأوسط» إلى «إظهار أكبر قدر من ضبط النفس». أما شولتس فقال إن ألمانيا ستواصل مع شركائها العمل من أجل وقف إطلاق النار، وإنه يتعين منع الانفجار الشامل «بأي ثمن». ونُقل عن ميلوني قولها لمجلس الوزراء إن «إيطاليا ستواصل السعي إلى التوصل إلى حل دبلوماسي». وكان هذا الملف رئيسياً في الاجتماع الذي جرى عصر الأربعاء بين الرئيس ماكرون والمستشار شولتس في ألمانيا. ومن المرتقب أن يتوجه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مجدداً إلى الشرق الأوسط بناء على طلب من ماكرون الذي أرسله الأحد الماضي إلى بيروت في محاولة منه لإيجاد وسيلة لخفض التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بمناسبة زيارة الأول لبروكسل الأربعاء (أ.ب)

أما المحور الأوروبي الثالث فعسكري الطابع. وقالت الرئاسة الفرنسية إنها «تشارك بوسائلها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني». وبالتوازي، أشارت مصادر عسكرية إلى أن فرنسا «شاركت» مساء الثلاثاء في اعتراض الصواريخ الإيرانية، من دون أن يتضح كيف تم ذلك. كذلك، فإن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أفاد بأن القوات المسلحة البريطانية شاركت بدورها في «منع مزيد من التصعيد» عندما أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل مساء الثلاثاء. وذكرت وسائل إعلامية بريطانية أن مقاتلات بريطانية شاركت في دعم إسرائيل خلال الهجوم الإيراني.


مقالات ذات صلة

دول الخليج تؤكد الوقوف مع لبنان وتحذر من اتساع رقعة الحرب

الخليج وزراء خارجية دول الخليج بعد اجتماعهم الاستثنائي في الدوحة الأربعاء (مجلس التعاون)

دول الخليج تؤكد الوقوف مع لبنان وتحذر من اتساع رقعة الحرب

أكد مجلس التعاون الخليجي خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي بالدوحة، مساء الأربعاء، على وقف النار في غزة بشكل فوري، والوقوف مع «لبنان في هذه المرحلة الحرجة».

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
الخليج الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس مسعود بزشكيان لدى لقائهما في الدوحة الأربعاء (الديوان الأميري القطري)

بزشكيان: إسرائيل اغتالت ضيفنا على أرضنا في يوم تنصيبي... وردُّنا القادم سيكون أقوى

أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، استعداد بلاده للردّ «بشكل أقوى وأشد إذا ردّت إسرائيل على هجوم طهران بالصواريخ، الثلاثاء.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
العالم القبة الحديدية تتصدى للصواريخ الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي (أ.ف.ب)

مجموعة السبع: أي نزاع إقليمي واسع النطاق ليس في مصلحة أحد

وعدت مجموعة السبع، اليوم (الأربعاء)، بالعمل بشكل مشترك لخفض التوتر في الشرق الأوسط، وقالت إن الحل الدبلوماسي للنزاع الذي يتسع نطاقه «ما زال ممكناً».

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي ملقى في الصحراء في أعقاب هجوم شنَّته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)

بريطانيا «أدت دورها» لمساندة إسرائيل: مقاتلاتنا دافعت عنها خلال الهجوم الإيراني

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات عدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تحركت، الثلاثاء، للدفاع عن إسرائيل

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز)

بايدن «يعارض» شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية

عبر الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الأربعاء)، عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«القسّام» تعلن مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار في تل أبيب

فرق الإنقاذ الإسرائيلية بموقع إطلاق النار في تل أبيب (أ.ف.ب)
فرق الإنقاذ الإسرائيلية بموقع إطلاق النار في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

«القسّام» تعلن مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار في تل أبيب

فرق الإنقاذ الإسرائيلية بموقع إطلاق النار في تل أبيب (أ.ف.ب)
فرق الإنقاذ الإسرائيلية بموقع إطلاق النار في تل أبيب (أ.ف.ب)

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بيان، اليوم (الأربعاء)، مسؤوليتها عن إطلاق النار في مدينة تل أبيب الإسرائيلية، الذي أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل، أمس، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وأضافت: «تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن عملية يافا البطولية التي نفذها المجاهدان القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل، والتي أدت وفق اعتراف العدو إلى مقتل سبعة صهاينةٍ وإصابة 16 آخرين بعضهم جراحه خطرة».

وبلغت حصيلة الهجوم في محطة حافلات الترام في تل أبيب، أمس، سبعة قتلى على ما ذكرت الشرطة الإسرائيلية.

ووقع الهجوم عند موقف عربات الترام سديورت - القدس بحي يافا في تل أبيب. وفتح المنفذان النار من العربة قبل أن يترجلا منها ويواصلا إطلاق النار مشياً على جادة القدس على ما قالت الشرطة.

وأعلنت الشرطة مقتل أحد المنفذين وإصابة آخر بجروح خطرة.