بين الهجوم الاستباقي والتصعيد الإقليمي: ماذا تنتظر إسرائيل من إيران؟

محللون إسرائيليون: «حزب الله» تحول من الذخر الإيراني إلى عبء استراتيجي

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي في قاعدة نيفاتيم الجوية بعد ضربات إيرانية لإسرائيل منتصف أبريل (أ.ف.ب)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي في قاعدة نيفاتيم الجوية بعد ضربات إيرانية لإسرائيل منتصف أبريل (أ.ف.ب)
TT

بين الهجوم الاستباقي والتصعيد الإقليمي: ماذا تنتظر إسرائيل من إيران؟

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي في قاعدة نيفاتيم الجوية بعد ضربات إيرانية لإسرائيل منتصف أبريل (أ.ف.ب)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي في قاعدة نيفاتيم الجوية بعد ضربات إيرانية لإسرائيل منتصف أبريل (أ.ف.ب)

ما إن حطت أقدام الجيش الإسرائيلي على أرض لبنان، في العملية البرية المتدحرجة، حتى بدأت تُسمع أنباء عن «نقاشات تنطوي على تهديدات» باتجاه إيران، تستند إلى المعضلة التي تواجه تل أبيب: «هل نخرج إلى هجوم وقائي على منشآت النووي؟».

وترى قيادات إسرائيلية عدة أن «(حزب الله) يوجد في نقطة درك أسفل لم يشهد لها مثيل في كل سنوات وجوده، وهذا يطرح السؤال كيف سيقررون في طهران الرد على سلسلة الضربات التي وقعت عليهم في الأسبوعين الأخيرين... وعلى رأسها تصفية عزيز نظام الإيراني في لبنان، حسن نصر الله. فهل سيتدخلون مباشرة؟ وإذا كان هذا قرارهم، أليس أفضل لإسرائيل أن توجه ضربة استباقية؟».

ويشغل هذا الموضوع الصحافة الإسرائيلية، وخصوصاً المراسلين العسكريين والخبراء الاستراتيجيين الذين يتابعون ما يجري في الجيش وفي مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وبحسب المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت احرونوت»، يوسي يهوشع، فإن «اللغة التي صدرت عن طهران حتى الآن، بثت رسالتين متضاربتين بعض الشيء: من جهة التزام بالوقوف إلى جانب (حزب الله) والثأر على الإهانات الإسرائيلية، وبالمقابل انعدام الدافعية للانزلاق إلى حرب إقليمية من شأنها أن تحدث نتائج بعيدة الأثر... فيحتمل أن يكون الإيرانيون لا يعرفون حقاً كيف يسوون بين الإرادات المختلفة».

إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)

ويشير الكاتب إلى مخاوف في طهران من تعريض البنى التحتية المدنية للخطر، وهو ما قد يحدث إذا ما شنت إيران هجوماً على منشآت استراتيجية إسرائيلية. وقال: «مهما يكن من أمر، فقبل أسبوعين نشأ مسار مشوق: (حزب الله) تحول من ذخر إيراني في مشروع خنق إسرائيل إلى عبء يحاولون الابتعاد عنه».

ويرى محرر الشؤون الاستراتيجية في «يديعوت احرونوت»، نداف ايال، أن الصدام المباشر بين إيران وإسرائيل مطروح على الطاولة.

قراران دراماتيكيان

وأوضح في مقال رئيسي للصحيفة: «قراران دراماتيكيان يوشكان على أن يُتخذا في الفترة القريبة المقبلة من قيادتين في المنطقة. الأولى هي القيادة الإيرانية. فالمرشد الإيراني علي خامنئي، سيتعين عليه أن يقرر كيف سترد إيران على الأحداث في لبنان، وتصفية نصر الله وأيضاً اغتيال إسماعيل هنية».

وتوقع الكاتب في حال قرار إيران بالرد سيكون: هجوم مكثف على إسرائيل، الأمر الذي جربه الإيرانيون وفشل في شهر أبريل (نيسان) الماضي، أو حدث مركز وأليم بقدر ما يمكن – موضوع يحاوله الإيرانيون منذ نصف سنة، بلا نجاح. وأن يواصل المرشد الإيراني استراتيجية «الصبر الاستراتيجي» ويحاول عبرها أن يبني من جديد إمكانية ضرب إسرائيل مع (حزب الله) الذي يعاد ترميمه.

والقرار الآخر: هو للقيادة في إسرائيل. فأكثر من أي وقت آخر، في العقد الأخير، فإن هجوماً وقائياً على منشآت النووي الإيرانية يوجد على طاولة أصحاب القرار. ولفت إلى أن «الرافعتين الكبيرتين اللتين بنتهما طهران لأجل ردع إسرائيل، (حزب الله) و(حماس)، تضررتا بشدة. قدرتها على أن ترد على هجوم إسرائيلي محدودة الآن: لكن هذا يمكن أن يتغير إلى ما هو أسوأ. والتوقيت السياسي الذي يصعب فيه على البيت الأبيض فرض فيتو هو اعتبار إضافي. الصدمة الإقليمية من انقلاب الميل – الكفيلة بأن تكون تاريخية – تضيف فقط لأولئك الذين يدعون بأن الفرصة الذهبية حلّت».

وكان الإسرائيليون قد تساءلوا في الماضي إن كان بمقدورهم أن يخوضوا حرباً مع إيران لتدمير قدراتها النووية وتوصلوا إلى قناعة بأنه من دون أن تقود الولايات المتحدة حرباً كهذه لن يكون ممكناً.

ولكن، بعد نجاحات الجيش الإسرائيلي والمخابرات في اختراق أمن «حزب الله» بشكل فاحش وتمكن ضباط مخابرات إسرائيليين من بيع أجهزة اتصال مفخخة انفجرت في وجوه ألوف عناصر الحزب، وكمية الاغتيالات الضخمة التي حققتها لقادة «حزب الله» الأساسيين وفي مقدمتهم نصر الله، وتدمير بطاريات صواريخ مثيرة، أعاد الثقة الزائدة في النفس لدى الجيش ولدى نتنياهو وصارت «الأقدام على الأرض، والرأس في طهران»، كما يقول الصحافي يهوشع.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يعرض بقايا صاروخ باليستي إيراني خلال مؤتمر صحافي في قاعدة جولس العسكرية الثلاثاء (رويترز)

استغلال الفرصة

وأدلى مسؤولون إسرائيليون بسلسلة من التصريحات في الأيام الأخيرة كانت موجهة صراحة إلى طهران، بدءاً بخطاب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، استمراراً لتوجهه المباشر، الاثنين، إلى الشعب الإيراني، وانتهاءً بتصريحات رئيس الأركان هليفي، الأحد، بأن من يعرف كيف يصل إلى اليمن سيعرف كيف يصل أيضاً إلى مسافات مشابهة في أماكن أخرى في المنطقة.

وتساءل المحرر العسكري في صحيفة اليمين «يسرائيل هيوم»، الون بن دافيد: «هل نستغل الفرصة ونهاجم إيران؟». وأشار إلى أسباب عدة تقرب إمكانية مثل هذا الهجوم في الوقت الحالي.

أولاً: إيران مضروبة ومشوشة، وفقدت ذخائر عديدة في المنطقة – وعلى رأسها أساس القدرة العملياتية لـ«حزب الله»، الذي كان يفترض به أن يكون السور الواقي الأساس لها ضد هجوم إسرائيلي على مواقع النووي.

ثانياً: قدرة الرد المباشرة لإيران ضد إسرائيل محدودة، كما تبين في هجوم 14 أبريل، وإسرائيل يمكنها أن تحبط معظمه استناداً إلى قدراتها الدفاعية وبمساعدة شركائها في المنطقة.

ثالثاً: القدرة الدفاعية لإيران محدودة في مواجهة القوة الجوية الهجومية لإسرائيل، التي تفرغت في معظمها بعد أن انتهى أساس المهمة في لبنان.

رابعاً: توجد إيران على مسافة خطوة من قدرة نووية مثبتة (إمكانية لتفجير قنبلة) تضع العالم أمام حقيقة ناجزة.

خامساً: لا يمكن أن نعرف ماذا سيكون مجال العمل الإسرائيلي بعد الانتخابات في الولايات المتحدة وتبعاً لنتائجها.

بالمقابل، توجد أسباب عدة تبعد إمكانية مثل هذا الهجوم الآن؛ أولاً: الخوف من نشوى مبالغ فيها في الجانب الإسرائيلي ومحاولة بلع أكثر مما هو ممكن دفعة واحدة، بينما الساحة الأخرى لا تزال مفتوحة (وعلى رأسها المخطوفون في غزة).

لوحة إعلانية تصور صواريخ باليستية إيرانية كُتب عليها «الوعد الصادق» و«إسرائيل أضعف من شبكة العنكبوت» في ميدان ولي عصر وسط طهران 14 أبريل (أ.ف.ب)

ثانياً: لأن إسرائيل لا يمكنها أن تنفذ عملية كهذه وحدها، وسلوك إدارة الرئيس جو بايدن حتى الآن لا يلمح بأنها ستمنحها ضوءاً أخضر أو مساعدة فاعلة (وحتى سلبية) للهجوم. ثالثاً: لأن هذه ستكون رسالة بدء لحرب أبدية ضد إيران.

ورابعاً: لأنه ليس واضحاً على الإطلاق مدى الضرر الذي يمكن لإسرائيل أن توقعه بالمشروع النووي الإيراني. ويخيل أن هذا البند هو الأكثر حرجاً. فمنشآت النووي العراقية (1981) والسورية (2007) دمّرتها إسرائيل تماماً في هجوم واحد. أما إيران فقد تعلمت الدرس المزدوج ووزعت برنامجها النووي».

«إيران الضعيفة»

وأما محرر الشؤون العسكرية في «هآرتس»، عاموس هرئيل، الذي يرى هو أيضاً أن إيران باتت أضعف في هذه الحرب، فيحذر: «الأمر المقلق جداً في الأسبوع الأخير هو حالة النشوة التي سيطرت على محللين وجنرالات في الاحتياط. يمكن تفهم الحاجة إلى الاحتفال بالإنجازات بعد ضربة 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن من الجدير عدم الخطأ في التفكير بإمبراطورية إسرائيلية عظيمة القدرات التي ستملي طلباتها على كل الشرق الأوسط. من الأفضل التركيز على تحسين الواقع في جنوب لبنان بصورة تمكّن من عودة سكان المنطقة الشمالية إلى بيوتهم، وفي الوقت نفسه عدم نسيان المخطوفين في غزة الذين تم إبعادهم عن أي حوار جماهيري».

صورة التقطها قمر اصطناعي للقاعدة الجوية قرب أصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية في 18 أبريل الماضي (بلانيت لابس بي بي سي - أ.ب)

ويرى غالبية المراقبين في تل أبيب، أن بإمكان إسرائيل أن تدمر في أحسن الحالات 40 في المائة من أجهزة الطرد المركزي، فهل هذا كافٍ؟ هل سيمنع الاستمرار في المشروع النووي؟ أم «أنه سيؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط إلى 200 دولار للبرميل، فندخل إسرائيل في صدام سياسي مع الولايات المتحدة وكل دول الغرب تقريباً وسيمنح شرعية للنظام الإيراني للتقدم إلى قنبلة وسيجعل الحرب إقليمية بشكل كامل ومطلق؟».


مقالات ذات صلة

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

شؤون إقليمية صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

تحليل إخباري دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن يصوت بالإجماع على القرار «2231» بعد أسبوع على توقيع الاتفاق النووي بفيينا في 20 يوليو 2015 (أرشيفية - الأمم المتحدة)

«سناب باك»... إيران تواجه شبح العقوبات الأممية

لوّحت بريطانيا، الأحد، بتفعيل آلية «سناب باك» لمواجهة الخروقات الإيرانية في الاتفاق النووي لعام 2015؛ ما يعرض طهران لخطر العودة التلقائية إلى العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

لاريجاني: تحضيراتنا مستمرة للرد على إسرائيل

أكد علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، استمرار التحضيرات لهجوم ثالث على إسرائيل، وذلك بعد تراجع نسبي في تهديدات طهران بتوجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

وزير دفاع تركيا يستبعد عملية عسكرية جديدة ضد «قسد» شمال سوريا

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)
TT

وزير دفاع تركيا يستبعد عملية عسكرية جديدة ضد «قسد» شمال سوريا

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

استبعد وزير الدفاع التركي يشار غولر شن عملية عسكرية موسعة تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا سبق أن لوّح بها الرئيس رجب طيب إردوغان أكثر من مرة في الأسابيع القليلة الماضية.

في الوقت ذاته، تصاعدت الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بين القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري، الموالي لأنقرة، و«قسد» على محاور في محافظة حلب شمال غربي سوريا.

وقال غولر: «لقد اتخذنا ونتخذ خطوات تاريخية في حربنا ضد الإرهاب؛ للقضاء التام على هذه المشكلة، وضمان أمن بلدنا وأمتنا، وبدلاً من العمليات المحدودة المستهدفة ومحددة التوقيت التي نُفذت في الماضي، فإننا ننفذ اليوم عمليات مستمرة ومتواصلة وشاملة في إطار استراتيجية القضاء على التهديد الإرهابي من مصدره».

وأضاف غولر، في كلمة، الثلاثاء، خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 في لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي: «قواتنا تواصل هذه العمليات ضد حزب (العمال) الكردستاني و(منظمة المجتمع الكردستاني) في شمال العراق، وحزب (الاتحاد الديمقراطي) ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، وتم القضاء على ألفين و564 إرهابياً منذ بداية العام الحالي».

غولر وعدد من مساعديه في وزارة الدفاع خلال مناقشة الموازنة الجديدة للوزارة في البرلمان التركي الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

وأدلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بأكثر من تصريح أكد فيه أن تركيا ستقوم بعملية لاستكمال الحلقات الناقصة في الحزام الأمني بطول الحدود السورية بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً، ولن يكون هناك تنازل عن هذه المسافة في عمق أراضي سوريا بمنع التهديدات الإرهابية القادمة من هناك.

وأعلنت روسيا صراحة معارضتها لأي عملية عسكرية قد تفكر تركيا بتنفيذها في شمال سوريا؛ لأن ذلك من شأنه زعزعة الاستقرار، كما ستستفيد منه بعض المجموعات المتشددة مثل «هيئة تحرير الشام».

وذكر غولر أن تنفيذ الإجراءات الأكثر فاعلية على الحدود يتم من أجل حماية أمن البلاد وإغلاق الممرات الإرهابية والمعابر غير القانونية، مضيفاً: «وفقاً لحالة التهديد الناشئة والتطورات، فإن الإجراءات على حدودنا يتم تحديثها وتحسينها باستمرار، سواء من حيث تعزيزات القوات أو من الناحية التكنولوجية، وبالتالي منع المهربين من المرور عبر حدودنا».

تركيا أنشأت سوراً مزوداً بأحدث التقنيات على الحدود مع سوريا مع دوريات عسكرية مستمرة (وزارة الدفاع التركية)

بالتوازي، شهد محور مارع بريف حلب الشمالي قصفاً متبادلاً بين «قسد» والقوات التركية، وسقط عدد من القذائف بالقرب من القاعدة التركية في قرية «تل مالد» بريف مارع ضمن منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة.

في السياق ذاته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 4 مدنيين وإصابة 3 آخرين بتفجير مقر عسكري في قرية عريشة في ريف رأس العين بمنطقة «نبع السلام» في شمال غربي الحسكة، تستخدمه الفصائل الموالية لتركيا في عمليات تهريب البشر إليها.

وقُتل 7 من عناصر الفصائل في التفجير ذاته، والذي نفذته عناصر من القوات الخاصة في «قسد» في عملية تسلل إلى نقطة عسكرية تابعة لفرقة «الحمزات»، أحد فصائل الجيش الوطني السوري.

قصف متبادل بين القوات التركية و«قسد» في شمال حلب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وأسقطت «قسد» مسيرتين مسلحتين أطلقتهما القوات التركية باتجاه قرية مرعناز التابعة لناحية شرا بريف عفرين شمال حلب، قبل الوصول إلى أهدافهما.

وأوقفت قوات مكافحة الإرهاب في تركيا 14 مشتبهاً بالانتماء إلى «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد»، في عملية بمدينة إسطنبول، ضمن تحقيقات يُجريها مكتب جرائم الإرهاب التابع للنيابة العامة بالمدينة.

على صعيد آخر، هاجم الرئيس رجب طيب إردوغان أحزاب المعارضة، وبخاصة حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر هذه الأحزاب، بسبب موقفها من اللاجئين السوريين.

وقال إردوغان، في تصريحات عقب ترؤسه اجتماع حكومته في أنقرة ليل الاثنين - الثلاثاء، إن «أولئك الذين يشوهوننا وحزبنا وحكومتنا ينبغي محاسبتهم على الخطاب العنصري ضد السوريين المضطهدين خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في الفترة من 14 إلى 28 مايو (أيار) 2023».

أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا (إعلام تركي)

وتبنى حزب «الشعب الجمهوري»، وأحزاب قومية في صفوف المعارضة كـ«النصر» و«الجيد»، خطاباً متشدداً خلال الحملات الانتخابية، بُني على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتحميلهم المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا، مع وعود بالتخلص من مشكلة اللاجئين خلال عامين من تسلم الحكم.

وتوسع التيار الرافض لوجود السوريين في تركيا بسبب هذا الخطاب من جانب المعارضة، وانتقل إلى أوساط المحافظين من مؤيدي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم مع تعمق الأزمة الاقتصادية.