متهم ثالث ينضم إلى لائحة «إرهاب إيران» في أوروبا

كان محتجزاً لدى الشرطة بتهريب مخدرات

عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
TT

متهم ثالث ينضم إلى لائحة «إرهاب إيران» في أوروبا

عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)

وجّه القضاء الفرنسي الاتهام إلى شخص ثالث للاشتباه بمشاركته في مخطط أمرت به إيران؛ لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة على الملف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». والرجل البالغ من العمر 38 عاماً، تمّ استجوابه في بادئ الأمر في الربيع الماضي حين كان محتجزاً لدى الشرطة، لكنه نفى بشدة هذه الاتّهامات، وفقاً لأحد هذه المصادر.

ولم تتمّ ملاحقته في هذه القضية يومها بل أعيد إلى السجن؛ حيث أودع الحبس على ذمة التحقيق بتهمة تهريب مخدرات. ويوم الخميس، وجّه إليه قاضي تحقيق متخصّص بقضايا مكافحة الإرهاب تهمة التآمر الإرهابي الإجرامي، بحسب ما أفاد مكتب المدّعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.

وسرعان ما قرّر قاضٍ آخر خلال جلسة استماع، عقدت خلف أبواب مغلقة، إيداعه الحبس الاحتياطي على ذمة هذه القضية الجديدة. وبعد الجلسة، رفض محامي الدفاع عن المتّهم الردّ على أسئلة الصحافيين. وكان القضاء الفرنسي وجّه في مطلع مايو (أيار) الماضي، إلى رجل وزوجته تهمة المشاركة في مخطط أمرت به إيران؛ لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، بحسب ما قالت مصادر أمنية وقضائية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي.

«ماركو بولو»

هذه القضية التي تعرف باسم «ماركو بولو»، وكان موقع «ميديا بارت» الفرنسي أول من كشف عنها، تؤشر عودة «إرهاب الدولة الإيراني» في أوروبا، وفقاً لمذكرة صادرة عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية، طبقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المديرية إنه «منذ عام 2015، عادت الأجهزة الإيرانية إلى ممارسة اغتيالات محددة»، موضحة أن «التهديد تفاقم (...) في سياق الحرب بين إسرائيل و(حماس)». وعدت المديرية أنّ المخطط الإيراني يهدف إلى «ضرب أشخاص مدنيين مستهدفين» من أجل زيادة شعور انعدام الأمن في صفوف معارضي النظام الإيراني وداخل «المجتمع اليهودي الإسرائيلي».

ويتهم القضاء الفرنسي إيران بتجنيد أفراد عصابات في أوروبا، وخصوصاً تجار مخدرات، لتنفيذ هذه الاغتيالات. والأهداف التي كان المتّهمون يعتزمون ضربها هي، وفقاً للائحة الاتهامية: موظف سابق في شركة أمنية إسرائيلية يعيش في باريس وثلاثة من زملائه السابقين في منطقة باريس، بالإضافة إلى ثلاثة إسرائيليين ألمان في مدينتي ميونيخ وبرلين.

كما يتهم المحقّقون هذه الخلية بالوقوف خلف 4 حرائق طالت شركات تقع في جنوب فرنسا، و«تخص مواطنين إسرائيليين». ووفق وسائل إعلام فرنسية، فإن الشرطة تشتبه في أن شخصاً يدعى «عبد الكريم. س»، فرنسي - جزائري، هو «المشغل الرئيسي» في فرنسا لـ«خلية» ترعاها إيران، خططت لأعمال عنف في ألمانيا وفرنسا. ويرجح أن يكون التواصل بينه وبين «منسق» الخلية قد تم عن طريق زميل سابق له في السجن.


مقالات ذات صلة

مسعود بزشكيان جرّاح القلب البراغماتي... يجد نفسه معالجاً لأزمات إيران المزمنة

حصاد الأسبوع بزشكيان

مسعود بزشكيان جرّاح القلب البراغماتي... يجد نفسه معالجاً لأزمات إيران المزمنة

لا يُعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي سيبلغ السبعين من العمر الأحد المقبل، من ساسة الرعيل الأول الذين شاركوا في ثورة الخميني عام 1979 أو قادة الأحزاب السي

عادل السالمي (لندن)
حصاد الأسبوع عراقجي (رويترز)

دبلوماسية بزشكيان: انفتاح على الغرب في زمن «التراجع التكتيكي»

بالتزامن مع بداية حكومة مسعود بزشكيان، الذي دعا إلى مزيد من الانفتاح على الغرب وتجنب السياسات الصدامية،

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

الولايات المتحدة توجه اتهامات لـ 3 إيرانيين بالقرصنة والتدخل في الانتخابات

كشفت الولايات المتحدة عن لائحة اتهام بحق 3 إيرانيين على خلفية القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها حملة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (أ.ب)

غموض حول مصير نصر الله وتقديرات إسرائيلية بمقتله

ساد غموض في الساعات الماضية حول مصير زعيم «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، عقب غارات إسرائيلية على مقره في ضاحية بيروت الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في نيويورك يوم 24 سبتمبر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الاجتماع الوحيد مع رئيس غربي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة(رويترز)

تحليل إخباري 4 عوامل رئيسية تبقي إيران بعيدة عن حرب لبنان

إيران حائرة بين التفرج على استهداف «حزب الله» والانخراط إلى جانبه عسكرياً وتتخوف من الانجرار إلى حرب يمكن أن تهدد بقاء نظامها.

ميشال أبونجم (باريس)

نتنياهو: الأمم المتحدة أصبحت «مهزلة مثيرة للازدراء»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (د.ب.أ)
TT

نتنياهو: الأمم المتحدة أصبحت «مهزلة مثيرة للازدراء»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (د.ب.أ)

عدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن الأمم المتحدة أصبحت «مهزلة مثيرة للازدراء»، فيما ندد بتعامل الهيئة غير المنصف مع بلاده.

وقال في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أقول لكم إلى أن يتم التعامل مع إسرائيل - الدولة اليهودية - كباقي البلدان، إلى أن يتم التخلّص من هذا المستنقع المعادي للسامية، سيبقى الأشخاص المنصفون في أنحاء العالم ينظرون إلى الأمم المتحدة على أنها ليست أكثر من مهزلة مثيرة للازدراء».

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تسعى للسلام لكنها تقاتل من أجل البقاء في مواجهة «أعداء متوحشين» يريدون إبادتها. وأكد أن إسرائيل «في حالة حرب وتقاتل من أجل البقاء... لا بد لنا أن ندافع عن أنفسنا في مواجهة هؤلاء القتلة المتوحشين. أعداؤنا لا يسعون إلى تدميرنا فحسب، بل إلى تدمير حضارتنا المشتركة وإعادتنا جميعاً إلى عصر مظلم من الطغيان والإرهاب».

إيران... وحرب السبع جبهات

وأدلى نتنياهو بتعليقاته في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف أهداف لجماعة «حزب الله» المدعومة من إيران في جنوب لبنان وسط مخاوف من تحول الهجمات إلى حرب إقليمية شاملة.

وسعى نتنياهو في كلمته إلى إلقاء المسؤولية في الصراع على إيران العدو اللدود لإسرائيل، قائلاً إن إسرائيل تدافع عن نفسها في مواجهة طهران على سبع جبهات.

ووسط تصفيق الحاضرين وانسحاب بعض المندوبين، منهم الوفد الإيراني، قال نتنياهو: «لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه. والأمر ينطبق على الشرق الأوسط بأكمله. الجنود الإسرائيليون ليسوا حملاناً تُقاد إلى مذبحة وقد قاوموا بشجاعة باهرة».

وأضاف: «لدي رسالة أخرى لهذه الجمعية وللعالم خارج هذه القاعة، نحن ننتصر».

وأكد نتنياهو أن العمليات العسكرية ضد «حزب الله» ستتواصل. وقال: «طالما أن حزب الله يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان».

وضع غزة

وبالنسبة لوضع قطاع غزة الفلسطيني، قال نتنياهو إنه على حركة «حماس» أن تغادر القطاع وألا يكون لها أي دور في إعادة إعمار غزّة، متعهّداً بمواصلة القتال حتى تحقيق «النصر الكامل».

وأضاف: «إذا بقيت حماس في السلطة فستعيد تجميع صفوفها... وتهاجم إسرائيل مرة تلو الأخرى... لذا على حماس أن تغادر».

ونفّذت حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً غير مسبوق في إسرائيل. وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل الرهائن الذين قُتلوا أو قضوا في أثناء احتجازهم في قطاع غزة.

رداً على ذلك، شنّت إسرائيل حرباً مُدمرة في غزة خلفت أكثر من 41 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في حكومة «حماس»، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة.

عاجل ضربة جوية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت وتصاعد دخان من المنطقة