نتنياهو يناور غالانت وساعر بأنباء الإقالة والتحالف

عائلات الأسرى تعد تغيير وزير الدفاع حكماً بـ«الإعدام» على المحتجزين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (أ.ب)
TT

نتنياهو يناور غالانت وساعر بأنباء الإقالة والتحالف

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (أ.ب)

تفاعلت في إسرائيل، الاثنين، الأنباء عن مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقالة وزير دفاعه، يوآف غالانت، التي بدأت في الرواج تباعاً في أوساط سياسية وإعلامية نقلاً عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء.

وعلى الرغم من نفي خجول أصدره نتنياهو، والمرشح لخلافة غالانت، الوزير السابق، جدعون ساعر؛ فإن ذلك لم يمنع عاصفة من الانتقادات والتشكيك في نيات رئيس الوزراء وساعر، خصوصاً أن نفي الرجلين اقتصر على عدم التوصل، بعد، إلى اتفاق يقضي بانضمام ساعر للتشكيل الحكومي.

وتعززت الشكوك حول إقالة غالانت، مدعومة بتصريحات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قال إنه «منذ أشهر طويلة» يدعو نتنياهو إلى إقالة غالانت، وإنه «حان الوقت لفعل ذلك على الفور». ورأى أنه «يجب تحقيق الحسم في الجبهة الشمالية، وأن غالانت ليس الشخص المناسب لقيادة ذلك».

وساعر خصم قديم لنتنياهو، ويسعى رئيس الوزراء لاستعادته إلى حزبه «الليكود». ووفقاً للتسريبات، سيتولى ساعر منصب وزير الدفاع، ويحظى بوزارة ثانية لنائبه في الحزب زئيف ألكين، وبالمقابل يتنازلان عن حزبهما ويعودان إلى «الليكود»، ويؤيدان قانون إعفاء المتدينين «الحريديم» من الخدمة العسكرية، الذي يعارضه غالانت.

وكان ساعر من القيادات الواعدة في «الليكود»، وحصل مرتين على أعلى نسبة تأييد في الحزب بعد نتنياهو؛ إلا أن هذا جعله محط مؤامرات من رجال نتنياهو، فانشق وأقام حزب «أمل اليمين»، وأسس شراكة مع الوزير السابق بيني غانتس، لكن تجربتهما فشلت، وانشق من جديد، وأقام حزب «اليمين الرسمي»، وراح يتشدد في خطابه المتطرف.

جدعون ساعر (رويترز)

ومع أن ساعر ونتنياهو نفيا التوصل إلى اتفاق، فإن مصادر في الحزبين أكدت أنهما اتفقا، لكن نتنياهو ينوي إنهاء الترتيبات في الموضوع لدى عودته من نيويورك، بعد نحو أسبوعين. وعندما سُئل نتنياهو بشأن ذلك، قال الاثنين: «لست مشغولاً بالشؤون الحزبية، لكنني أبارك كل توسيع للحكومة بمزيد من الأحزاب الصهيونية».

وفي تطور درامي، حذّرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» من أن إجراء نتنياهو حال تنفيذه سيكون «حكماً بالإعدام على أبنائهم في الأسر»، وفي بيان غاضب، قالوا إن: «ساعر معروف برفضه إبرام صفقة تبادل، ورغبته في استمرار الحرب؛ لذلك فإن دخوله إلى الحكومة يشكل إسناداً قويا للتيار الذي يرفض العمل على وجود صفقة؛ ولهذا فإن التفسير الوحيد المنطقي هو أن نتنياهو يريد تقليص عدد المؤيدين للصفقة في الحكومة».

ووصف الوزير السابق في «كابينت الحرب»، غانتس، الاثنين، نتنياهو بأنه يعاني من «سوء تقدير وتشوه في الأولويات». وقال في منشور عبر منصة «إكس»: «بدلاً من أن ينشغل رئيس وزراء إسرائيل بالنصر على (حماس)، وعودة المختطفين، والحرب مع (حزب الله)، والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم، فإنه مشغول بالتحالفات السياسية الساخرة، وتغيير وزير الدفاع قبل حملة ضخمة في الشمال... هذا يدل على سوء التقدير وتشويه الأولويات».

بيني غانتس (رويترز)

كما حذر النائب عن حزب العمل، جلعاد كريف، من أن نتنياهو ما زال متمسكاً بسياسته القديمة لتكريس «الانقسام الفلسطيني»، وتعزيز قوة «حماس» في الضفة الغربية هذه المرة من خلال إضعاف السلطة الفلسطينية.

وقال كريف، الذي يقود اللوبي البرلماني لحل الدولتين خلال مشاركته في مؤتمر صحيفة «هآرتس»، الاثنين، إن نتنياهو ومعه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يسعيان لاستغلال الحرب الجارية في قطاع غزة لتغيير الواقع في الضفة الغربية، ونشر الفوضى.

وأضاف: «كل قائد عسكري في الضفة الغربية يعرف أن السلطة الفلسطينية تعمل بكل جهد لتثبيت الاستقرار الأمني، وتحافظ على التنسيق الأمني مع إسرائيل. وما نحتاج إليه هو حكومة جدية مخلصة ومسؤولة تعزز التعاون مع هذه السلطة ومع جميع القوى السياسية المعتدلة لدى الفلسطينيين لأجل تخفيف التوتر، لكن حكومة نتنياهو - سموتريتش توجه الضربة تلو الأخرى لهذه القوى، والنتيجة هي تقوية (حماس)».

مستوطن يسير بالقرب من مواقع بناء المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية (أرشيفية - رويترز)

ورأى كريف أن «نتنياهو لا يفعل ذلك بسذاجة بل بوعي كامل؛ فهو لا يستطيع ضرب السلطة مباشرة خوفاً من ردود الفعل الدولية، بينما إذا كانت (حماس) قائدة فسيسهل ضربها. وبذلك يحاول تصفية القضية الفلسطينية وتخليد الاحتلال والصراع، وهذا سيؤدي إلى هجمات شبيهة بهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على البلدات الإسرائيلية المحيطة بالضفة الغربية والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية».

وشهد مؤتمر «هآرتس» كثيراً من التصريحات والمحاضرات والندوات التي أكدت أن سياسة حكومة نتنياهو «كارثية وهدفها تخليد الصراع». وحذرت من أن «اليمين الحاكم يمارس بهدوء تغيير السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين نحو زيادة الاغتراب وتشديد التوتر وتوسيع الاستيطان وزيادة نهب الأرض وترحيل ألوف المواطنين عن بيوتهم».

وأشار كثير من المتحدثين إلى ما يفعله غفير، «الذي يحدث تغييراً جوهرياً في منظومة عمل الشرطة لتصبح شرطة عسكرية تحافظ على الحاكم وليس على القانون».


مقالات ذات صلة

قائد القوات الإسرائيلية في الشمال يدعو لاحتلال قسم من الجنوب اللبناني

المشرق العربي نيران مشتعلة في الجليل داخل الأراضي الإسرائيلية (أ.ف.ب)

قائد القوات الإسرائيلية في الشمال يدعو لاحتلال قسم من الجنوب اللبناني

نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الاثنين، عن مصادر قولها إنها اطلعت على توصية غوردين الذي يرى أن «الظروف مواتية وتتيح للجيش القيام بمثل هذه الخطوة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي 
سوريون يجمعون أمتعتهم استعداداً لمغادرة قرية الوزاني في جنوب لبنان أمس بعدما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات تطالبهم بإخلاء المنطقة (أ.ف.ب)

«منشور إخلاء» إسرائيلي يعزز المخاوف في لبنان

عزّز منشور إسرائيلي، ألقي على بلدات حدودية في جنوب لبنان، مخاوف السكان من توسع الحرب ضد «حزب الله»، خصوصاً أن المنشور طلب منهم إخلاء منازلهم.

كارولين عاكوم (بيروت ) كفاح زبون ( رام الله ) علي ربيع (عدن)
المشرق العربي 
صورة ملصق انتخابي ممزق لبنيامين نتنياهو في 1999 (غيتي)

نتنياهو... كيف سخّر العالمَ لخدمته؟

كيف ارتقى بنيامين نتنياهو من موظف مبيعات في تجارة الأثاث في الولايات المتحدة إلى منصب رئيس وزراء إسرائيل.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عدداً من طالبي اللجوء الإريتريين خلال مواجهات في سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

إسرائيل تجند مئات اللاجئين الأفارقة... الإقامة مقابل القتال

كُشف النقاب بتل أبيب عن قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باستغلال أوضاع طالبي اللجوء الأفارقة لتجنيدهم في الحرب، مقابل وعود بتسوية أوضاعهم القانونية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية حريق في شارع بإسرائيل بسبب الصواريخ التي أطلقتها حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (أرشيفية - رويترز)

إصابة رجل بعد انفجار سيارة قرب حيفا بإسرائيل

ذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها تجري تحقيقات، بعد انفجار سيارة على طريق سريع شمال مدينة حيفا، مما أسفر عن إصابة رجل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

طرد صحافي من «جويش كرونيكل» لتقارير مزيَّفة عن «حماس» تخدم نتنياهو

طرد صحافي من «جويش كرونيكل» لتقارير مزيَّفة عن «حماس» تخدم نتنياهو
TT

طرد صحافي من «جويش كرونيكل» لتقارير مزيَّفة عن «حماس» تخدم نتنياهو

طرد صحافي من «جويش كرونيكل» لتقارير مزيَّفة عن «حماس» تخدم نتنياهو

كشفت مصادر إعلامية في تل أبيب، عن أن الصحافي إيلان بيري، الذي فُصل من العمل في صحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية؛ بسبب نشره «تقارير بعيدة عن الدقة»، إسرائيلي ومقرّب من مؤيدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ونشر أنباء مختلقة ووثائق مزيفة لخدمة نتنياهو، بحيث يستخدمها للتخريب على أي اتفاق هدنة. الخبر دفع بأربعة كتاب بريطانيين من خلفية يهودية يكتب 3 منهم في «الغارديان»، بالاستقالة من «جويش كرونيكل»، بعيداً عن الفضيحة المهنية.

من بين الوثائق، تسريب لصحيفة ألمانية وثيقة مزعومة وضعتها حركة «حماس»، وعثر عليها الجيش الإسرائيلي في حاسوب زعيم الحركة، يحيى السنوار، للإيقاع بإسرائيل وحمْلها للانسحاب من محور فيلادلفيا، ومن ثم تهريب الرهائن الإسرائيليين إلى اليمن وإيران، «لكن نتنياهو كان يقظاً فأفشله».

النائبة في الكنيست (البرلمان)، ميراف كوهن، تقدمت إلى المستشارة القضائية للحكومة، مطالبة بفتح تحقيق جنائي ضد مكتب نتنياهو ومحاكمة من زوّدوا الصحافي بالمواد المزيفة.

وقالت كوهن، وهي من حزب «يش عتيد» المعارض، إن هذا النشر استهدف ليس فقط بث أنباء كاذبة، بل العمل على إجهاض صفقة تبادل يمكنها أن تنقذ 101 إسرائيلي من أسر «حماس»؛ ما يعني شبهات المساهمة في قتل إسرائيليين. وفي هذا جنحة خطيرة يجب أن يدفع ثمنها السياسيون الذين وقفوا وراءها بوعي كامل.

ميراف كوهن عندما كانت وزيرة المساواة الاجتماعية في حكومة لبيد (فيسبوك)

وتوجه نائب آخر، هو مئير كوهن، بإجراء تحقيق في لجنة الخارجية البرلمانية، حول هذه الفضيحة. وقال: «في نهاية المطاف هناك وثائق سرية في حوزة الجيش سرَّبها سياسيون لخدمة أغراض حزبية وسياسية وشخصية. وفي هذا مخالفة أمنية خطيرة تجب محاسبتهم عليها».

في الأثناء، وبحسب الصحافي رونين بيرغمان، مراسل الشؤون السياسية والأمنية لصحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«نيويورك تايمز»، فإن ايلان بيري اسم غير حقيقي، واسمه هو إيلي يفراح. وهو ليس كما يعرض نفسه في الشبكات الاجتماعية «بروفسور وصحافي من 25 سنة ومقاتل شارك في تحرير الرهائن في عينتيبة»، بل هو محتال وصحيفة «جويش كرونيكل»، التي تعدّ أقدم صحيفة يهودية في العالم، وقعت في حبائله ونشرت له تقارير عدّة يغلب عليها التشويه والتزييف.

لكن المشكلة لا تقتصر على هذا الصحافي وتلك الصحيفة، إنما تكمن في أولئك الذين يزودونه بالمعلومات، ويبدو أنهم هم الذين مدّوه بوثائق مزيفة، وليس له وحده، بل لإعلاميين آخرين خارج وحتى داخل إسرائيل. وفعلوا ذلك بشكل ممنهج بغرض خدمة مصالح نتنياهو وحكومته.

فقد وقعت صحيفة «بيلد» الألمانية، مثلاً، في المطب، نهاية الأسبوع الماضي، عندما نشرت «وثيقة وضعتها حركة (حماس)، وعثر عليها الجيش الإسرائيلي في حاسوب زعيم الحركة، يحيى السنوار».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (رويترز)

وأشار رونين بيرغمان، في تقريره، إلى أن مطالعة الوثيقة الكاملة التي استندت «بيلد» إليها، تظهر صورة معاكسة تماماً لمضمونها. فهذه الوثيقة عبارة عن مقترح قدمه «المستوى المتوسط» في «حماس»، تطرق فيه إلى مسودة اتفاق جرى تقديمها إلى إسرائيل. وحسب التقرير، فإن الوثيقة كتبتها الاستخبارات العسكرية في «كتائب القسام»، «لكن أهميتها ضئيلة، وبالتأكيد ليست بإيعاز من السنوار، ولم تُقبل التوصيات فيها. وخسارة أنها لم تقبل؛ إذ إنها تتضمن رأياً معتدلاً قياساً بآراء قدمتها (حماس) إلى الوسطاء بعد أيام معدودة، وبضمنها موافقة على مقترحات سيسر إسرائيل أن تتبناها، من بينها زيارة الصليب الأحمر للمخطوفين».

رفع صور الرهائن لدى «حماس» خلال مظاهرات في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عنهم (أ.ف.ب)

ونقل التقرير عن مصدر إسرائيلي رفيع في دائرة الأسرى والمفقودين، مطلع على تفاصيل المفاوضات مع «حماس» حول صفقة تبادل، حول ما نشر في «بيلد» أنه «حتى بمصطلحات الآلة السامة (لدعم نتنياهو) التي عممت هذه التشويهات، فإن الحملة كانت ضارة وشريرة وشيطانية بشكل خاص». وقدم مثلاً آخر على ذلك، ما نشره بيري في «جويش كرونيكل»، من أن السنوار وضع خطة للإيقاع بإسرائيل وحمْلها على الانسحاب من محور فيلادلفيا، لكن نتنياهو كان يقظاً فأفشله.

ونقل عن المصدر الأمني الرفيع قوله إن تعميم وثائق مفبركة على وسائل إعلام أجنبية، كأنها باسم «حماس» أو كتلك التي زُيّفت بشكل خطير، وتقول إن «(حماس) توشك على تهريب مخطوفين إلى إيران»، وكأنها من وثائق السنوار، هو تنكيل عبثي بعائلات المخطوفين، وهذا كله من أجل تدعيم اعتبارات سياسية ضيقة وأنانية لرئيس الحكومة.

سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي تحضر صلاة جماعية في القدس من أجل إطلاق سراح الرهائن وسلامتهم (رويترز)

وكانت سارة، زوجة بنيامين نتنياهو، نقلت، خلال لقائها مع عائلات رهائن إسرائيليين، الخبر الكاذب الذي نشرته صحيفة «جويش كرونيكال»، وظهر منه وكأن «حماس» على وشك تهريب الرهائن من غزة إلى إيران واليمن، وهو خبر «يدعم عملياً ادعاء نتنياهو بأنه يحظر الانسحاب من محور فيلادلفيا ولو لفترة قصيرة».

وقال المصدر الإسرائيلي، إن «مخاوف عائلات المخطوفين استندت بالطبع إلى صفر حقائق ومائة في المائة كذب وتسميم».

والدة ميا شيم وممثلو عائلات المختطفين لدى مسلحي «حماس» في غزة يعقدون مؤتمراً صحافياً في تل أبيب 17 أكتوبر (أ.ب)

ويصف جهاز الأمن الإسرائيلي حملة نتنياهو، بأنها «حملة تضليل تمارسها جهات إسرائيلية بشكل مخالف للقانون على الجمهور الإسرائيلي، ومن خلال تشويه معلومات سرية»، وفقاً لتقرير بيرغمان، الذي أضاف: «الوثيقة المذكورة كُتبت بعد أن قدم الوسطاء في المفاوضات إلى (حماس) مقترحاً لاتفاق، في 8 أبريل (نيسان) الماضي»، وكانت الوثيقة بين سلسلة تحليلات وتوصيات حول كيفية العمل، قدمتها الاستخبارات العسكرية التابعة لـ«كتائب القسام»، والآراء التي تضمنتها هذه الوثيقة كانت «مفاجئة بشكل إيجابي».

وشدد التقرير على أن «الآراء والتوصيات في الوثيقة لا تعكس عدم الرضا من التوصل إلى صفقة، وإنما العكس تماماً. وتصف الوثيقة كيف بإمكان (حماس) الحصول على أفضل فائدة بإمكانها الحصول عليها من صفقة كهذه، وكيف بالإمكان التقدم نحوها، وما الذي سترفضه إسرائيل، وما لن ترفضه، وكذلك كيف بالإمكان ممارسة ضغط على إسرائيل كي توافق على الصفقة».

صورة وزّعها الجيش الإسرائيلي لجنوده داخل قطاع غزة 30 أغسطس (أ.ف.ب)

وحسب بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن الأمر الجديد في وثيقة «حماس» هو «نحو الإيجاب، لكن هذا الجديد لم يوافق عليه طاقم (حماس) في المفاوضات»، وإن هذه الوثيقة هي من بين مجموعة هائلة تشمل عشرة ملايين وثيقة على الأقل ومقاطع فيديو توثق أربعين عاماً عُثر عليها في غزة بعد 7 أكتوبر.

وجاء في التقرير، أن إسرائيل لم تولِ أهمية لهذه الوثيقة وصُنّفت بمستوى أهمية منخفض، «لكن في إطار الحملة (الإسرائيلية التضليلية) اهتمت جهة معينة بتسريب هذه الوثيقة، وكأن أهميتها دراماتيكية».