تراشق بين زعيم المعارضة التركية ونجل إردوغان حول اللاجئين السوريين

أوزيل تعهد بإرسالهم لبلادهم بعد التخلص من الحكومة الحالية

عمال سوريون في ورشات حرفية بإسطنبول (أرشيفية - تركيا بالعربي)
عمال سوريون في ورشات حرفية بإسطنبول (أرشيفية - تركيا بالعربي)
TT

تراشق بين زعيم المعارضة التركية ونجل إردوغان حول اللاجئين السوريين

عمال سوريون في ورشات حرفية بإسطنبول (أرشيفية - تركيا بالعربي)
عمال سوريون في ورشات حرفية بإسطنبول (أرشيفية - تركيا بالعربي)

تسببت تصريحات من بلال إردوغان، نجل الرئيس التركي، حول انخفاض معدل الجريمة بين اللاجئين السوريين مقارنة بالأتراك، في صدام مع زعيم المعارضة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل الذي تعهد بإرسالهم إلى بلادهم بعد أن ينهي حكم الرئيس رجب طيب إردوغان لتركيا.

وقال أوزيل إن «السيد بلال يقول إنه لا يقبل القول إن السوريين هم سبب زيادة الجرائم في تركيا، ويقول أيضاً إن معدل الجريمة لدى السوريين في تركيا أقل منه لدى الأتراك، ويريد الاحتفاظ بهم هنا».

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (إكس)

وأضاف، أمام حشد من أنصار حزبه في بالكسير (غرب تركيا): «إنني أسأل بلال إردوغان: ما الحكمة في الثناء على السوريين بوصفهم عمالة رخيصة، في حين أن كثيراً من شبابنا عاطلون عن العمل؟ سيد بلال: ليبقَ السوريون هنا، وسوف نرسل حكومة والدك أولاً، ثم نرسل السوريين إلى وطنهم».

بلال إردوغان متحدثاً خلال مخيم شبابي الأحد عن أوضاع اللاجئين السوريين (وسائل إعلام تركية)

وكان بلال إردوغان، خلال لقاء مع مجموعة من الشباب في مخيم شبابي على هامش «مهرجان الاتحاد الدولي للرياضات التقليدية» الذي يتولى رئاسته، قال إن معدلات الجريمة بين اللاجئين في تركيا أقل من معدلاتها بين المواطنين الأتراك؛ «لأنهم يدركون أن ارتكاب أي جريمة قد يؤدي إلى ترحيلهم إلى بلدانهم؛ مما يجعلهم أكثر حذراً وتجنباً للأنشطة غير القانونية».

وأضاف: «أقول هذا بصفتي خبيراً اقتصادياً؛ عادة ما تستفيد الدول اقتصادياً من اللاجئين على المدى المتوسط. إذا قمت بإدارتهم بشكل صحيح، فإنك تربح. معدلات الجريمة لدى اللاجئين في تركيا أقل منها لدى مواطنينا، كيف يمكن للاجئ أن يجرؤ على ارتكاب جريمة؟ يُرحّل على الفور ويعاد إلى بلده. هذه هي الحال في جميع أنحاء العالم؛ يحاول الأشخاص غير المسجلين عدم ارتكاب أي جرائم، حتى لا تقبض عليهم الشرطة».

وأضاف، في إشارة مبطنة إلى المعارضة التركية: «هناك مجموعة من الأشخاص غير الأخلاقيين الذين يحاولون جعل الناس يؤذي بعضهم بعضاً. يفعلون ذلك على حساب الإضرار بالبلد. إنهم يفعلون ذلك من أجل السياسة. إنهم يفعلون ذلك من أجل رفع أصواتهم واحداً أو اثنين في المائة».

وتشهد أعداد السوريين في تركيا تناقصاً خلال الوقت الحالي مع تشديد السلطات التركية قيودها على مخالفة قوانين الإقامة، وتفضيل الرحيل الطوعي في ظل تشجيع الحكومة التركية العودة الطوعية للسوريين إلى مناطق آمنة في شمال بلادهم.

مَحال مملوكة لسوريين تعرضت للحرق في أحداث قيصري أواخر يونيو الماضي (إكس)

ووفق آخر الإحصاءات التركية الرسمية، فقد تراجعت أعداد اللاجئين السوريين من نحو 3.7 مليون إلى نحو 3.1 مليون في يوليو (تموز) الماضي.

وأشارت إحصاءات وزارة العدل التركية إلى وصول عدد المشتبه في تورطهم بالجرائم من الرعايا الأجانب، خلال عام 2023، إلى 383 ألفاً و743 أجنبياً، بزيادة تبلغ 100 ألف على عام 2020.

وفي مارس (آذار) 2023، كشف وزير الداخلية التركي السابق، سليمان صويلو، عن أن نسبة المتورطين في الجرائم من الأتراك قياساً إلى عدد السكان بلغت 2.2 في المائة، بينما لم تزد النسبة على 1.3 في المائة بين السوريين؛ بمعنى أن معدل الجريمة لدى السوريين يبلغ نحو نصف المعدل لدى الأتراك.

وتصاعد الخطاب المناهض للاجئين السوريين في الشارع التركي، ومن جانب أحزاب المعارضة، وازدادت القيود على الإقامة والحركة، مع الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها البلاد.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تنفذ قرارها بتوسيع نطاق إجراءات المراقبة ليشمل كل حدودها

أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (أ.ف.ب)

ألمانيا تنفذ قرارها بتوسيع نطاق إجراءات المراقبة ليشمل كل حدودها

تبدأ ألمانيا، اليوم (الاثنين)، تنفيذ قرارها بتوسيع نطاق إجراءات المراقبة المؤقتة عبر حدودها البرية بهدف مكافحة الهجرة غير القانونية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عدداً من طالبي اللجوء الإريتريين خلال مواجهات في سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

إسرائيل تجند مئات اللاجئين الأفارقة... الإقامة مقابل القتال

كُشف النقاب بتل أبيب عن قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باستغلال أوضاع طالبي اللجوء الأفارقة لتجنيدهم في الحرب، مقابل وعود بتسوية أوضاعهم القانونية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي تلامذة في إحدى المدارس اللبنانية (المركزية)

حملة واسعة لمنع تعليم أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين في لبنان

شنّ «التيار الوطني الحر» حملة واسعة ضد الحكومة اللبنانية؛ لسماحها بتسجيل أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين، وانضم إلى الحملة حزب القوات اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية قوات الأمن اليونانية استخدمت القوة لمنع عبور لاجئين سوريين إلى أراضيها في عام 2020 (أرشيفية)

إمام أوغلو ينتقد تحويل أوروبا تركيا إلى «حائط صد للاجئين»

تشكل قضية اللاجئين إحدى القضايا الملحة على أجندة تركيا والاتحاد الأوروبي في ظل تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين إلى الحدود الأوروبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة: )
المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب

لبنان يطلب من «مفوضية اللاجئين» التواصل مع سوريا لإعادة النازحين

طلب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بوحبيب، من مفوضية اللاجئين «تعزيز التواصل» مع الحكومة السورية لإعادة النازحين السوريين من لبنان إلى بلدهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تركيا: حزب إسلامي يفجر جدلاً حاداً بمطالبته بتغيير مادة أساسية في الدستور

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (حسابه في إكس)
زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (حسابه في إكس)
TT

تركيا: حزب إسلامي يفجر جدلاً حاداً بمطالبته بتغيير مادة أساسية في الدستور

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (حسابه في إكس)
زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (حسابه في إكس)

فجرت مطالبة حزب إسلامي متحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بإلغاء المادة الرابعة من الدستور الحالي من مشروع الدستور الجديد المقترح جدلاً حاداً، قبل شروع البرلمان في الأعمال الخاصة به عقب عودته من العطلة الصيفية مطلع أكتوبر (تشرين الأول).

وجاءت المطالبة على لسان زكريا يايجي أوغلو، رئيس حزب الدعوة الحرة المعروف باسم «هدى بار»، الذي انضوى تحت مظلة «تحالف الشعب» مع أحزاب العدالة والتنمية والحركية القومية والوحدة الكبرى في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) العام الماضي.

وقال يايجي أوغلو، خلال مقابلة تلفزيونية: «أخبرتهم واحداً تلو الآخر كما لو كنت أشرح ذلك لأحمق، لكنهم ما زالوا مصرين على عدم القيام بذلك، نحن نقول إن المادة الرابعة من الدستور ينبغي ألا أن تكون موجودة. نحن ضد المادة».

زكريا يايجي أوغلو رئيس حزب «هدى بار» (حسابه في إكس)

وتنص المادة الرابعة من الدستور التركي الحالي، وهي مادة غير قابلة للتغيير، على أن المواد الثلاث الأولى للدستور، التي تنص أولاها على أن تركيا «جمهورية»، والثانية على أن تركيا دولة علمانية اجتماعية، بينما تحدد الثالثة شكل علم الدولة ولغتها (التركية) ونشيدها الوطني، هي مواد غير قابلة للتعديل.

وقال يايجي أوغلو إن حزبه لا يطالب بتغيير المواد الثلاث الأولى من الدستور، وإنما يضع خطاً واضحاً تحت المادة الرابعة، ويؤكد أنها لا يجب أن تكون موجودة.

أوزيل متحدثاً أمام حشد من أنصار حزبه في بالكسير غرب تركيا الاثنين (حسابه في إكس)

وأثارت مطالبة يايجي أوغلو رد فعل من جانب زعيم المعارضة، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الذي قال إن «هؤلاء ضد العلم، وضد النشيد، وضد الجمهورية».

وأضاف أوزيل، خلال تجمع لحزبه في مدينة بالكسير (غرب تركيا)، الاثنين: «ليس لدي ما أقوله لحزب هدى بار، فلا يمكنك تحميل الميكروب المسؤولية بسؤاله (لماذا تسبب المرض؟)، الميكروب هو ميكروب، لكننا نسأل هؤلاء الذين يقولون إنهم قوميون ومحافظون».

وتابع: «السيد إردوغان (الرئيس رجب طيب إردوغان) له صورة خلال الاحتفالات بذكرى انتصار (ملاذ كرد) في بيتليس (جنوب شرق) في 25 أغسطس (آب) الماضي، وعن يساره رئيس حزب هدى بار، ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي... وأنا أسأل بهشلي: ماذا تقول عن (هدى بار)، يا سيد دولت؟ من مع من؟».

وقال: «أولئك الذين يستغلون المشاعر القومية الدينية أثناء جمع الأصوات، يعطون الوجه ويربتون على ظهور من هم ضد علم الأمة والنشيد الوطني، وأولئك الذين ضد أن تصبح أنقرة هي عاصمة تركيا، الآن سقط القناع، حزب الشعب الجمهوري هو ضمانة وحدة هذه الأمة وعلمها ونشيدها».

إردوغان ويايجي أوغلو ودولت بهشلي خلال احتفالات ذكرى ملاذ كرد في أغسطس الماضي (الرئاسة التركية)

وعد نائب رئيس الحزب الديمقراطي، جمال إنجينيورت أن الرئيس رجب طيب إردوغان أوكل المهمة إلى يايجي أوغلو للمطالبة بإلغاء المادة الرابعة من الدستور، حتى يمكن بعد ذلك تغيير المواد الثابتة في الدستور التي لا يمكن تغييرها، ولذلك فهو يتجول بين القنوات ويتحدث بما لا يستطيع أن يقوله إردوغان.

وتأسس حزب «هدى بار»، وهو حزب ديني محافظ، عام 2012، وينشط في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، ويتهم بأنه ذراع سياسية وامتداد لـ«حزب الله التركي» (الإرهابي).

ودخل يايجي أوغلو، و4 من أعضاء حزبه، البرلمان من قوائم حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البرلمانية في مايو 2023.

ومن المنتظر أن يشرع البرلمان التركي عقب عودته من عطلته الصيفية في مناقشة مشروع دستور أعده حزب العدالة والتنمية بالتعاون مع حزب الحركة القومية، يصفه إردوغان بأنه «سيكون دستوراً ليبرالياً شاملاً يليق بالقرن التركي الجديد»، إلا أن المشروع لم يحظ بالتوافق المطلوب.