عقد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم (الأربعاء)، جولة مباحثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يزور العراق حالياً. وأكد رئيس الحكومة العراقية، خلال المباحثات «أهمية العمل الثنائي بين العراق وإيران لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، بما يصب في مصلحة الاستقرار والتنمية».
بدوره، جدَّد الرئيس الإيراني «رغبة الجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين».
ووفق بيان للحكومة العراقية، شهد اللقاء التباحث في جملة من الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك التي تهدف إلى تعزيز مستويات التعاون والشراكة بين البلدين.
وفي مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد، جدد السوداني رفضه «توسعة الصراع» المستمر منذ أكثر من 11 شهراً في قطاع غزة. وقال السوداني «مواقفنا المشتركة إزاء هذا العدوان واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفض توسعة الصراع، وأننا ضد خرق سيادة الدول». ودعا المجتمع الدولي إلى «أن يطلع بمهامه القانونية والأخلاقية». وبعد حرب امتدت بين عامَي 1980 و1988، تعزّزت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأميركي في عام 2003 الذي أطاح بنظام صدام حسين.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، صباح الأربعاء، قد وصل إلى بغداد، في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتخابه في يوليو (تموز) الماضي، يسعى خلالها إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أنه «استقبل الرئيس الإيراني السيد مسعود بزشكيان»، مُرفقاً بيانه بصورة يتصافح فيها الرجلان على مدرج المطار، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وسيعقد السيد السوداني مباحثات موسعة مع الرئيس الإيراني الذي يرافقه في الزيارة وفد موسّع من وزراء الحكومة الايرانية، ستركز على تطوّرات الأوضاع في المنطقة والأحداث في غزة، فضلاً عن البحث في تعزيز ملفات التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري، والشراكة في عدد من قطاعات التنمية. pic.twitter.com/P55KcoZXI9
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء (@IraqiPMO) September 11, 2024
ووضع بزشكيان إكليلاً من الزهور على نصب «قادة النصر قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس» على طريق مطار بغداد الدولي، في مستهلّ زيارته، وجَرَت مراسم وضع الإكليل على النصب التذكاري الذي شُيّد في المكان نفسه الذي قُتل فيه قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الإيراني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، مطلع عام 2020، في ضربة جوية أميركية. وتوجد في العراق عدة أحزاب وفصائل مسلّحة متحالفة مع إيران. وتعمل طهران على زيادة نفوذها بالعراق، منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، بعدوِّها صدام حسين في عام 2003، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وفي سياق متصل، رعى السوداني وبزشكيان مراسم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة. وذكر بيان للحكومة العراقية أن مذكرات التفاهم تم التوقيع عليها من وزيري الخارجية والتجارة ورئيس اتحاد الغرف التجارية من الجانب العراقي، فيما وقعها عن الجانب الإيراني وزيرا الخارجية والاقتصاد.
ووفق البيان، شملت المذكرات ملفات الاقتصاد والتعاون التدريبي والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي والاتصالات، كما تضمنت مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية - الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية.
وقال بزشكيان -وهو معتدل نسبياً- قبل زيارته، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية: «نخطط لتوقيع عدد من الاتفاقيات. سنلتقي مع مسؤولين عراقيين كبار فى بغداد». وبغداد أيضاً حليف وثيق لواشنطن.