إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

واشنطن تدعو شركات مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت

كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)
كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)
TT

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)
كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

رفضت طهران، الجمعة، ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة»، بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا كبرى مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: «إن ادعاء المدعي العام الأميركي بشأن أعمال بعض الدول، بما في ذلك إيران، للتأثير على عملية ونتائج الانتخابات الأميركية لا أساس لها من الصحة ومتحيزة ومكلفة».

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن كنعاني، قوله: «لا يمكن لمسؤولي الحكومة الأميركية أن يبحثوا عن إصلاح الانقسامات والمشاكل الداخلية في هذا البلد، والتي لها جذور بنيوية وسياسية واجتماعية، من خلال اتهام الآخرين، خارج حدود هذا البلد».

وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن «الحكومة الأميركية، التي كانت رائدة في التدخلات غير القانونية في الشؤون الداخلية للدول المستقلة الأخرى، ولديها قائمة طويلة من مثل هذه الأعمال التدميرية في سجلها، لا يمكنها إلقاء اللوم على الآخرين في مشاكلها وأزماتها الداخلية».

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات استخبارات أميركية، قد ذكرت أن إيران متورطة في اختراق حملة دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية 2024، وكذلك محاولة اختراق حملة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة.

تتقارب أرقام الاستطلاعات بين ترمب وهاريس (رويترز)

وأعرب جمهوريون عن استيائهم العميق من غياب رد حاسم على ممارسات طهران. والأسبوع الماضي، دعا رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، مايك تيرنر، إدارة الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ «خطوات فورية» ضد إيران، مؤكداً أن رد الفعل الحالي على هذه التحركات «غير كافٍ بشكل خطير».

وكتب تيرنر رسالة إلى بايدن، أعرب فيها عن قلقه العميق من الممارسات الإيرانية، خصوصاً بعد تأكيدات وكالات الاستخبارات الأميركية أن طهران «تشن حملة موجهة لتهديد نزاهة النظام الديمقراطي الأميركي».

وكثّف النظام الإيراني من مساعيه لاستهداف ترمب وفريقه منذ اغتيال قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عام 2020، متعهداً بالرد، وأشارت تقارير استخبارية إلى أن طهران خططت لعمليات اغتيال بحق مسؤولين أميركيين، مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمبعوث الخاص السابق إلى إيران، براين هوك، إضافة إلى مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، كما أن ترمب نفسه على لائحة المستهدفين.

وقبل أسبوعين، أعلنت شركة «ميتا» الرقمية الأميركية العملاقة، أنها حجبت عدداً من الحسابات عبر تطبيق «واتساب»، تعتقد أنها مرتبطة بمجموعة قرصنة إيرانية، وأنها قد تكون استهدفت سياسيين مقربين من الرئيس الأميركي جو بايدن أو سلفه دونالد ترمب.

تسهيل «في بي إن» للإيرانيين

إلى ذلك، عقد البيت الأبيض اجتماعاً مع ممثلي شركات «أمازون» و«جوجل» و«مايكروسوفت» و«كلاود فلير» وأخرى، أمس الخميس، في مسعى لإقناع شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة بالمساعدة في التهرب من رقابة الإنترنت في بلدان مثل إيران وروسيا.

وتزايد استخدام هذه الأدوات في روسيا وإيران وميانمار ودول تفرض رقابة شديدة على الإنترنت.

ونقلت «رويترز» عن رئيسة صندوق التكنولوجيا المفتوحة، لورا كانينغهام، أن «المقترح المقدم لشركات التكنولوجيا يهدف إلى المساعدة في توفير نطاق ترددي للخوادم بسعر مخفض أو مدعوم بقدر كبير لتلبية الطلب المتزايد بسرعة على تطبيقات الشبكة الخاصة الافتراضية (في بي إن) الممولة من الصندوق الذي تدعمه الولايات المتحدة».

وقالت لورا كانينغهام: «على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا انفجاراً في الطلب على شبكات (في بي إن)، مدفوعاً إلى حد كبير بالمستخدمين الإيرانيين والروس».

وأضافت لورا كانينغهام: «على مدى عقد من الزمان، كنا ندعم بشكل دوري نحو 9 ملايين مستخدم لشبكات (في بي إن) كل شهر، والآن تضاعف هذا العدد أكثر من 4 أضعاف».

وتُساعد تقنية الشبكة الخاصة الافتراضية (في بي إن) المستخدمين على إخفاء هويتهم، وتغيير موقعهم على الإنترنت في كثير من الأحيان لتجاوز القيود الجغرافية على المحتوى، أو التهرب من تكنولوجيا رقابة حكومية، من خلال توجيه الإنترنت عبر خوادم خارجية خارج سيطرة الحكومات.

إيران تفرض منذ عقود قيوداً صارمة على استخدام محركات البحث الرقمية (إ.ب.أ)

ويدعم صندوق التكنولوجيا المفتوحة بشكل خاص شبكات «في بي إن» المصممة للعمل في الدول التي تقيد الوصول إلى الإنترنت.

وضخت الولايات المتحدة تمويلاً متزايداً لشبكات «في بي إن» التي يدعمها الصندوق في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، وفقاً لما ذكرته «رويترز» بشكل حصري في ذلك الوقت.

لكنها تكابد لتلبية الطلب المتزايد في دول مثل روسيا وميانمار وإيران، إذ تُقيد الرقابة الشديدة على الإنترنت الوصول إلى معلومات خارجية.

وقالت لورا كانينغهام: «إن نحو 46 مليون شخص يستخدمون الآن تقنية الشبكة الخاصة الافتراضية المدعومة من الولايات المتحدة شهرياً»، لكنها أضافت أن جزءاً كبيراً من الميزانية جرى توجيهه لتغطية تكلفة استضافة كل هذا القدر من الاستخدام على خوادم القطاع الخاص.


مقالات ذات صلة

إيران: العمليات العسكرية بريفَي إدلب وحلب جزء من «مخطط أميركي - إسرائيلي»

المشرق العربي أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة خلال العمليات العسكرية في ريفَي حلب وإدلب (لقطة من فيديو نشرته الفصائل السورية المسلحة)

إيران: العمليات العسكرية بريفَي إدلب وحلب جزء من «مخطط أميركي - إسرائيلي»

وصف إسماعيل بقائي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية هجمات الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا على ريفَي حلب وإدلب بأنها «انتهاك» لاتفاقات أستانة.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية ظريف مشاركاً في أول اجتماع للحكومة بعد تعيينه نائباً للرئيس للشؤون الاستراتيجية يوم 4 أغسطس الماضي (الرئاسة الإيرانية)

تيار إيراني متشدد يدفع ظريف إلى حافة الاستقالة

تدرس الحكومة الإيرانية طلباً من البرلمان لمتابعة «الوضع القانوني» لمحمد جواد ظريف، نائب الرئيس، الذي يبدو أنه في مواجهة جديدة مع التيار المحافظ بالبرلمان.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية غروسي أجرى محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

عراقجي: قد نذهب إلى إنتاج أسلحة نووية

قبل يوم واحد من اجتماع إيراني مع «الترويكا الأوروبية» في جنيف، قالت طهران إنها بدأت ضخ الغاز في الآلاف من أجهزة الطرد المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 27 نوفمبر 2024 في ريف حلب تظهر تصاعد الدخان جراء المعارك الدائرة بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري (د.ب.أ)

مقتل ضابط كبير بالحرس الثوري الإيراني في سوريا

أورت شبكة «أخبار الطلبة» الإيرانية، الخميس، أن البريغادير جنرال كيومارس بورهاشمي بالحرس الثوري الإيراني، قُتل في سوريا على أيدي «إرهابيين» مرتبطين بإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه قادة في البحرية الإيرانية يوم 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إيران تطوي حرب لبنان وتعود إلى سجال المال والنفط

رغم ترحيبها الرسمي، أظهرت طهران مواقف متحفظة من وقف النار في لبنان، وحتى مع تكرار تأكيدها الرد على إسرائيل، قالت إنها ستراعي «التطورات في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)

نتنياهو ينفي طلب «رأي» قيادة الجبهة الداخلية بشأن تأجيل الإدلاء بشهادته

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو ينفي طلب «رأي» قيادة الجبهة الداخلية بشأن تأجيل الإدلاء بشهادته

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه تواصل مع قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي لـ«إصدار رأي» حول ما إذا كان من الآمن بالنسبة له الإدلاء بشهادته في محاكمة الفساد الجارية بشأنه، وفق بيان أصدره مكتبه.

وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليومية أن نتنياهو «يواصل محاولة إيجاد طرق لتأجيل شهادته»، بعد أن منحته المحكمة تأجيلاً لعدة أيام فقط.

ووفق تقرير الصحيفة الإسرائيلية، أشار نتنياهو إلى أن مقر المحكمة التي تجري فيها محاكمته ليست آمنة بالنسبة له، لأنها تفتقر إلى ملجأ مناسب ضد القنابل.

وأوضح في البيان: «لم يطلب رئيس الوزراء من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) تأجيل شهادته، ولا من قيادة الجبهة الداخلية... وكل إجراءاته الأمنية يجري ترتيبها من قبل (الشاباك)»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وعلى الرغم من أنها ألمحت إلى أن نتنياهو يُحاول عرقلة محاكمته بتهم الفساد وإطالة أبحاثها، وافقت المحكمة المركزية في القدس على طلبه بشكل جزئي، وقررت تأجيل بدء الاستماع لشهادته 7 أيام، من الاثنين المقبل إلى الاثنين الذي يليه.

ورفضت المحكمة ادعاءات نتنياهو بأنه يطلب التأجيل لأسباب أمنية، أو لأخرى تتعلق بانشغالاته الكثيرة في شؤون الدولة، خصوصاً صدور مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، من المحكمة الجنائية الدولية، وقالت إن المحكمة المستمرة منذ 4 سنوات، يجب أن تُسرع من وتيرة انعقادها، ولا يجوز تأجيلها أكثر مما حصل حتى الآن.

وهذا يعني أن نتنياهو سيضطر إلى المثول أمام المحكمة 3 أيام في الأسبوع، كل مرة 7 ساعات. وستعقد المحكمة العليا جلسة لها خلال أيام، لتُقرر إن كان يستطيع في هذه الحالة أن يدير شؤون الدولة، أو عزله عن منصب رئيس الحكومة، على الأقل خلال ساعات الإدلاء بشهادته.

وواجه نتنياهو تحقيقات في الشرطة طيلة سنتين، انتهت في سنة 2020 بتقديم لائحة اتهام ضده في 3 قضايا، هي: «قضية 1000»: الغش وخيانة الأمانة، إذ يُتهم بتلقي هدايا، خصوصاً السيجار وزجاجات الشمبانيا، من رجال أعمال ذوي نفوذ، مقابل خدمات سياسية. و«قضية 2000»: الغش وخيانة الأمانة؛ حيث يُتهم بعرض مساعدة لصحيفة «يديعوت أحرونوت» المحلية على تحسين توزيعها مقابل تغطية صحافية في صالحه. و«قضية 4000»: تلقي الرشوة والغش وخيانة الأمانة.

وبُنيت هذه الاتهامات على واقع قيام نتنياهو باستغلال منصبه في رئاسة الوزراء ووزارة الاتصالات وقت حدوث المخالفات المزعومة؛ إذ يُتهم بتشجيع اتخاذ قرارات حكومية في صالح كبير حاملي أسهم شركة «بيزيك» للاتصالات، شاؤول إلوفيتش، مقابل تغطية إيجابية من موقع «واللا» الإخباري، الذي يملكه إلوفيتش. وينفي نتنياهو بشدة جميع التهم الموجهة إليه، ويصفها بحملة من خصومه السياسيين ضده، وتعهد «بتطهير سمعته».

لكنه، من وراء الكواليس، يدير محادثات غير مباشرة مع النيابة لإنهاء المحاكمة باتفاق يقضي بإلغاء التهم القاسية، والإبقاء على تهم بسيطة. وقد فشلت المحادثات حتى اليوم؛ لأن النيابة تطالب بأن يعترف بالتهم، ويترك الحياة السياسية، وعندها تتنازل عن طلب الحكم عليه بالسجن، وهو يرفض الاعتراف، ويرفض اعتبار التهم «عاراً يستوجب الاستقالة»، ويصر على البقاء في الحكم حتى نهاية الدورة البرلمانية التي انتخب فيها، أي في أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2026.