إسرائيل تكشف عن عمليات إلكترونية إيرانية للتأثير على الرأي العام

تحاول تعميق الصراعات الداخلية بين مختلف الفئات

TT

إسرائيل تكشف عن عمليات إلكترونية إيرانية للتأثير على الرأي العام

أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز)
أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز)

في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض بنوك إيرانية لهجوم سيبراني، لم تتمكن من وقفها عدة أيام، ولم تعرف بعد خطورة نتائجها، كشفت مصادر استخبارية في تل أبيب أن طهران تقوم بتنظيم حملات «تأثير قوية» لتأجيج الصراعات الداخلية في إسرائيل بين مختلف القوى المتصارعة فيها، من خلال هجمات إلكترونية.

وقالت إن هذه الهجمات الإلكترونية، التي بدأت قبل عدة سنوات، تأججت منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال الحرب على غزة، وتحولت إلى أداة حرب أساسية، تلحق أذى معنوياً.

وقالت هذه المصادر إن عناصر إيرانية تقوم في السنوات الأخيرة بتنفيذ مجموعة من أعمال «التأثير العدائية» في الخطاب الإسرائيلي، هدفها توسيع الشرخ الاجتماعي والسياسي، وتوليد التوتر السياسي والفوضى، وتشجيع المظاهرات وانعدام الثقة في الحكومة ومؤسسات الحكم.

ومنذ اندلاع الحرب، تركز نشاط النفوذ الإيراني على القضايا المتعلقة بالحرب ومحاولة ترسيخ انعدام الثقة بالجيش وبالحكومة وبثّ أجواء الإحباط والتحريض على العنف ضد المواطنين العرب، واختراق عمق الخطاب المحيط بمسألة عودة المختطفين، وتعمل على تشجيع الاستيطان في قطاع غزة.

وتم تنفيذ النشاط في إسرائيل عبر مجموعة متنوعة من منصات التواصل الاجتماعي، باستخدام منتجات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء حسابات مزيفة واستخدام مواقع قائمة في الوقت نفسه، بهدف تقويض قدرة المواطنين على معرفة الحقيقة وطمس التمييز بين الحقيقة والأكاذيب، والضحايا والجناة، والمنتصرين والخاسرين.

ضباط من الجيش السيبراني الإيراني في مركز تابع لـ«الحرس الثوري» (دفاع برس)

أهداف الحملات

وجاء في دراسة مشتركة لمعهد الأبحاث المنهجية الأمنية في مركز التراث الاستخباراتي، ومعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن «العدو لا يستخدم الحسابات المزيفة ويغمر شبكة الإنترنت بالمعلومات والروايات الأصلية فحسب، بل يساعد أيضاً القوى المحلية في إسرائيل نفسها، ويروج أو يدعم المحتوى المحلي أو يستغل السكان المحليين الحقيقيين الذين يرددون محتواه ورواياته وينشرونها. وتعبر هذه الظاهرة عن طمس متزايد للحدود، بما في ذلك الحدود السيادية للدولة، والحدود بين الفضاء المادي والرقمي، والحدود بين عمليات النفوذ والتجميع والتفعيل والتجنيد».

ومن العمليات التي كشف عنها في هذه الدراسة؛ فتح مجموعات تأثير على منصات مختلفة مثل «واتساب» و«تلغرام» و«فيسبوك»، بواسطة جهات قدمت نفسها على أنها مجموعة إسرائيلية يمينية متطرفة.

ومن خلال هذه المجموعات، قاموا بنشر التحريض ضد المواطنين العرب الإسرائيليين بطريقة تقمصت هوية اليمين المتطرف المحلي، وضد قوات الأمن والشخصيات العامة المختلفة، بهدف زرع الفوضى والانقسام في المجتمع الإسرائيلي.

وحاولوا تشجيع التجمعات العنيفة خارج المستشفيات مع نشر معلومات مضللة حول «الإرهابيين» الذين يعالجون في مستشفيات مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل.

وتحمل إحدى المجموعات اسم «قبضة»، وتقدم نفسها على أنها «مجموعة كهانية» يمينية متطرفة، وتعمل على زرع الانقسام والتوترات في المجتمع الإسرائيلي، وزيادة مستوى الاحتكاك والتوتر بين اليهود والعرب. وتقوم الشبكة بتوزيع محتوى متطرف وتحريضي ضد المسلمين من جهة، وضد قوات الأمن الإسرائيلية من جهة ثانية.

ومن بين أمور أخرى، جرت محاولة للاتصال بناشطين إسرائيليين حقيقيين والترويج لمظاهرة في القدس تسببت في توتر أمني كبير. وفي يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما قام ناصر من عصابة «لا فاميليا» بالهجوم على مستشفى شيبا لمنع معالجة فلسطيني معتقل، نشرت إيران عبر قناة «أسد يهودا» على «تلغرام»، تدعي بوجود «إرهابيين فلسطينيين» في مستشفيات مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بهدف تشجيع وصول المتظاهرين والمواطنين وإثارة أعمال شغب وعنف في مختلف المستشفيات في إسرائيل.

وفي 7 أبريل (نيسان) الماضي، نجح الإيرانيون في إرسال شخص غريب إلى منزل والدي المختطفة ليري ألباغ يحمل باقة من الزهور مع رسالة «تهنئة» إلى والديها: «رحمها الله (ليري الباغ). كلنا نعلم أن الدولة هي الأهم». وقد أثار هذا التصرف عاصفة إعلامية. ورأى فيه الباحثون في المعهدين «مدى الألفة والقدرة التي يتمتع بها الإيرانيون على إحداث ضجة إعلامية والسيطرة على الأجندة العامة والإعلامية والتحريض على الكراهية والغضب وانعدام الثقة بين أجزاء مختلفة من المجتمع الإسرائيلي وبين الجمهور الإسرائيلي ومؤسسات الدولة».

الذكاء الاصطناعي

وكان أبرز استخدامات منتجات الذكاء الاصطناعي خلال الحرب، تصميم الملصقات وتوزيع مقاطع الفيديو المزيفة. منتجات الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن مستوى الإنتاج المثالي، لكن جودتها عالية نسبياً ويمكن أن تخدع المواطنين ورجال وسائل الإعلام والمسؤولين المنتخبين عن طريق تشتيت انتباههم.

وتفيد الدراسة أنه «بعد اجتياح (حماس) للبلدات الجنوبية صباح 7 أكتوبر، بدا أن القيادة الإيرانية، التي فوجئت بتوقيت الهجوم، اتخذت قراراً استراتيجياً يسعى إلى وقف سريع لإطلاق النار من أجل الحفاظ على (حماس) كهيئة عسكرية وسياسية كبيرة في قطاع غزة. ولهذا الغرض، فعّل الإيرانيون مبعوثيهم، وعلى رأسهم (حزب الله) والحوثيون والميليشيات الشيعية في العراق، ضد الجيش الإسرائيلي والوجود الأميركي في المنطقة. وكان الهدف هو ممارسة الضغط على واشنطن لوقف دعمها لإسرائيل أو زيادة الضغط على (القدس) لوقف الحرب».

أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز)

«البعد السيبراني»

وفي الوقت نفسه، سعت طهران إلى تجنب استخدام القوة الحركية المباشرة ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة خوفاً من التحول إلى مواجهة مباشرة لها مع القوات الأميركية في الخليج، خاصة في ظل موقف واشنطن غير المسبوق إلى جانب إسرائيل، الذي تضمن إرسال حاملات طائرات للمنطقة وتهديداً واضحاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، لإيران بـ«عدم التدخل في الحرب».

وفي ضوء هذه السياسة، كان البعد السيبراني هو البعد الوحيد الذي يمكن لإيران من خلاله زيادة الاحتكاك المباشر مع إسرائيل خلال الحرب. ومن وجهة نظر طهران، فإن هذا البعد يجعل من الممكن تقاضي الثمن المباشر من إسرائيل دون المخاطرة برد إسرائيلي مباشر، بسبب صعوبة إثبات مسؤولية إيران عن هذا النشاط.

وبذلك، سعت طهران إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الحملة دون المخاطرة بدفع ثمن باهظ مقابل هذه التصرفات. وخلصت الدراسة أن «حقيقة قيام إيران بعمليات نفوذ واسعة النطاق ضد إسرائيل لفترة طويلة، دون الوصول إلى عتبة التصعيد، قد زادت من ثقة إيران في قدرتها على الاستمرار في تعميق هذه العمليات، ضمن استخدام نفس نمط التشغيل، ونفس البنية التحتية التمكينية، وقبل كل شيء، بنفس الأدوات لتحقيق أهدافها».


مقالات ذات صلة

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

شؤون إقليمية ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

كشفت إيران عن إحباط عمل تخريبي في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، بواسطة عمود «مفخخ» لأجهزة الطرد المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في واشنطن (أ.ب) play-circle 01:45

بلينكن لتسليم ترمب «خطة متكاملة» لغزة ما بعد الحرب

حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي على دعم خطته لما بعد الحرب في غزة، كاشفاً أنها ستسلم إلى الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية إيرانية تمر أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها باللغة العبرية: «في الدم الذي سفكته ستغرق» نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

إسرائيل تتهم إيران بمحاولة خطف رجل أعمال

اتهم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، إيران بمحاولة اختطاف رجل أعمال إسرائيلي عبر استدراجه إلى دولة ثالثة.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
شؤون إقليمية صاروخ ينطلق من منظومة «15 خرداد» للدفاع الجوي خلال مناورات قرب منشأة «فوردو» النووية... فجر الأحد (تسنيم)

إيران ترفع مستوى الحماية الجوية لمرافقها النووية الاستراتيجية

أجرت الدفاعات الجوية التابعة للجيش الإيراني، تدريباً عسكرياً لحماية منشآت إيران النووية الاستراتيجية، خصوصاً منشأة فوردو، حيث تسارع طهران إنتاج اليورانيوم 60 %.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الدخان يتصاعد بعد غارات جوية إسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء (أ.ف.ب)

إيران تندد بضربات إسرائيلية «وحشية» ضد الحوثيين في اليمن

نددت إيران بهجمات «وحشية» شنها الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، على اليمن، حيث وجّهت تل أبيب ضربات إلى أهداف للمتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسرائيل تستعد لتشويش «أفراح حماس» عند تنفيذ الصفقة

غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)
غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستعد لتشويش «أفراح حماس» عند تنفيذ الصفقة

غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)
غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)

ضمن الاستعدادات الميدانية التي تقوم بها المؤسسات الإسرائيلية، على اختلاف مواقعها واهتماماتها، لإتمام صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع «حماس»، تحتل مهمة التشويش على ما يسمى في تل أبيب «أفراح حماس» مكانة رفيعة. ففي أروقة الحكومة وأجهزة الأمن، يتوقعون أن تعدّ «حماس» هذه الصفقة انتصاراً لها على إسرائيل، على الرغم عن الدمار الهائل في غزة والعدد الرهيب للقتلى (أكثر من 46 ألفاً ويتوقع أن يرتفع العدد إلى 70 ألفاً بعد كشف الجثث تحت الردم) والجرحى جسدياً (نحو 120 ألفاً) ونفسياً (كل سكان القطاع).

ووفقاً لمتابعة تصريحات القادة الإسرائيليين وتصرفاتهم، توجد تغيرات جوهرية في تل أبيب ومفاهيم وقيم جديدة بسبب هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

فإذا كان هؤلاء القادة، يتعاملون في الماضي مع هذه الأفراح باستخفاف ويتركون للشعب الفلسطيني محاسبة قادته عليها، يوجد تراجع كبير في الثقة بالنفس، عن ذلك الماضي. واليوم يخشون من أي مظاهر احتفالية. وتبذل القيادات الإسرائيلية جهوداً كبيرة جداً لمنعها.

ومما كشف النقاب عنه في الساعات الأخيرة، فإن أكثر الأمور إزعاجاً لهم، هو أن يخرج الأسرى الفلسطينيون، الذين سيتحررون من السجون الإسرائيلية بموجب الصفقة، وهم يرفعون راية النصر (V).

لذلك؛ قرَّروا إعداد حافلات النقل لتكون من دون نوافذ أو حتى من دون شبابيك، حتى لا تنقل كاميرات الصحافة صور أي منهم. وتستعد قوات الجيش في الضفة الغربية لمنع أي مهرجانات احتفالية بعودة الأسرى بالقوة. وستترك الاحتفالات في قطاع غزة فقط، إذا حصلت، بحيث تتم هناك على خلفية الدمار الهائل؛ ما يجعلها بائسة.

مخافة الرسائل

وكشفت مصادر حقوقية في رام الله عن أن مصلحة السجون، وجنباً إلى جنب مع إعداد ملفات الأسرى الذين سيطلق سراحهم، تقوم بإجراءات كثيفة لمنع الأسرى من نقل رسائل من زملائهم الذين سيبقون في الأسر الإسرائيلي ولا تشملهم الصفقة. وخلال تفتيش أحد الأسرى، اكتشفت رسالة في فمه، من أحد الزملاء إلى ذويه، فتعرَّض لعقاب شديد. وتم نقل الأسرى من سجونهم إلى معتقل عوفر الكبير، وهم مكبَّلون ومعصوبو العيون. وتم تهديدهم بإعادة الاعتقال في حال خالفوا التعليمات.

تعتيم إعلامي

وفي إسرائيل نفسها، تستعد السلطات لاستقبال المحتجزين (وهم 33 شخصاً، من الأطفال والنساء والمسنين والمرضى)، وسط تعتيم إعلامي شامل، على عكس ما جرى في الصفقة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وهي تعتقد أن إطالة وقت الأسر، على هذه الشريحة من المحتجزين، يترك آثاراً شديدة. ولا تكون هذه الآثار جسدية فحسب، بل تكون لها آثار نفسية جسيمة.

إسرائيلية تمرّ بجانب جدار عليه صور الأسرى لدى «حماس» في القدس الأربعاء (إ.ب.أ)

وعليه، تم إعداد عامل اجتماعي لكل محتجز محرر، وطواقم الطب النفسي في خمسة مستشفيات وتخصيص غرفة خاصة لكل واحد منهم تتيح اختلاءهم مع أفراد عائلاتهم، وتقرر منع لقاءات لهم مع السياسيين. وكشفت وزارة الصحة عن أنها أعدت ملفاً لكل محتجز، عن أمراضه واحتياجاته الخاصة وإعداد برنامج غذائي ملائم له، واضعين في الحسبان النقص المتوقع في مستوى التغذية والنقص الكبير في الوزن.

وكشفت صحيفة «هآرتس»، الأربعاء، عن ممارسات قمع جديدة تزايدت مع قرب إطلاق سراح الأسرى. ومما جاء في شهادات الأسرى قول أحدهم: «منذ وصولي إلى هنا، عيوني معصوبة ويدي مكبلة طوال الوقت حتى عند الذهاب إلى الحمام. أنا أجلس كل الوقت في الحظيرة مع 50 شخصاً آخر». وقال آخر من أسرى غزة: «نحن نمر بتنكيل مفزع. طوال اليوم نجلس وأيدينا مكبلة وعيوننا معصوبة. الجنود يشتموننا، ويسمحون لنا بالنوم في منتصف الليل، بعد ساعة يقومون بإيقاظنا ويطلبون منا الوقوف لنصف ساعة، بعد ذلك يعيدوننا للنوم، بعد ساعة يقومون بإيقاظنا، هكذا طوال الليل. نحن بصعوبة ننام ثلاث ساعات. وفي الصباح يتم أخذ فرشات المعتقلين التي ننام عليها، وهم يبقون على الأرض مكبلين حتى الليلة المقبلة».

وأشار تقرير لمصلحة السجون إلى أنه مقابل 1300 أسير فلسطيني يتوقع تحريره، هناك 5500 أسير فلسطيني تم اعتقالهم خلال الحرب، ليصبح إجمالي عدد الأسرى 11 ألفاً. ومعظم الغزيين الذين تم اعتقالهم أثناء الحرب يُحتجَزون في إسرائيل بقوة قانون «المقاتلين غير القانونيين»، الذي يمكّن من السجن دون محاكمة لكل من ادُعي ضده بأنه شارك في النشاطات العدائية ضد الدولة.

ويسمح هذا القانون بحرمان المعتقلين من حق الالتقاء مع محامٍ لفترة طويلة، 45 يوماً، وفي بعض الحالات 75 يوماً، وينص على إحضارهم للمثول أمام قاضٍ فقط بعد 45 يوماً على الاعتقال. وهناك 500 من بين الـ3400 غزي المعتقلين الآن في إسرائيل حتى الآن لم يلتقوا محامياً.

متظاهرون إسرائيليون يطالبون باستعادة الأسرى أثناء تجمع في تل أبيب ليل الثلاثاء (أ.ف.ب)

وبحسب تقرير «هآرتس»، فإن «معظم المعتقلين تم احتجازهم في البداية في غزة، وبعد ذلك تم نقلهم إلى سديه تيمان. بعد التحقيق معهم تم نقلهم إلى معتقلات عسكرية أخرى مثل محنيه عوفر وعناتوت أو قاعدة نفتالي في الشمال. مظاهر العنف تظهر، حسب الشهادات، في كل مراحل الطريق، في التحقيق، في منشآت الاعتقال وبالأساس على الطرق. وكنا قد نشرنا في (هآرتس) عن حالة قام خلالها الجنود المرافقون لمعتقلين من خان يونس، بشبهة قتل اثنين منهم، ظهرت على رأس كل منهما علامات ضرب وعلى جسديهما ظهرت علامات التكبيل».

انسحاب جزئي

وعلى الصعيد العسكري، يستعد الجيش الإسرائيلي للانسحاب الجزئي من مناطق عدة في قطاع غزة، في غضون أيام قليلة وبأقصى السرعة، جنباً إلى جنب مع توجيه ضربات قاسية لأي محاولة من «حماس» بالظهور كمن تحتفظ بقوتها العسكرية في تنفيذ عمليات. وهي تمارس القصف الجوي يومياً ولا تترك يوماً يمر من دون قتلى وجرحى، حتى لو كان معظمهم من المدنيين، وخصوصاً الأطفال والنساء والمسنين.