عباس أمام البرلمان التركي: «قررتُ الذهاب إلى غزة» مع القيادة الفلسطينية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية التركية بأنقرة الخميس (أ.ف.ب)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية التركية بأنقرة الخميس (أ.ف.ب)
TT

عباس أمام البرلمان التركي: «قررتُ الذهاب إلى غزة» مع القيادة الفلسطينية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية التركية بأنقرة الخميس (أ.ف.ب)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية التركية بأنقرة الخميس (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطاب أمام البرلمان التركي، (الخميس)، أنه سيتوجه إلى قطاع غزة مع «جميع أعضاء القيادة الفلسطينية»، داعياً الى «تأمين وصولنا إليها». ودعا الرئيس الفلسطيني الذي تحدث بالعربية، وفق النص الذي نشرته وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية، زعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة لزيارة غزة، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الرئيس الفلسطيني: «سوف أعمل بكل طاقتي لكي نكون جميعاً مع شعبنا لوقف هذا العدوان الهمجي، حتى لو كلَّفنا ذلك حياتنا». وأضاف: «ليست حياتنا بأغلى من حياة أصغر طفل من قطاع غزة أو من الشعب الفلسطيني».

وأجرى عباس مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في أنقرة (الأربعاء)، تناولت الحرب الدائرة في قطاع غزة، حسبما أعلن مكتب اتصالات الرئيس التركي عبر منصة «إكس». وقال المكتب إن الرئيسين ناقشا «الخطوات اللازمة لإقرار وقف إطلاق نار دائم» في غزة، ضمن أمور أخرى.

في يوليو (تموز)، انتقد إردوغان عباس لعدم استجابته لدعوته إلى زيارة تركيا. وأدرج عباس زيارته أنقرة بعد لقائه بوتين في موسكو، الثلاثاء. وتعود آخر زيارة لعباس الذي يرأس حركة «فتح» الفلسطينية لتركيا إلى أوائل مارس (آذار).


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع عباس التطورات في غزة والأراضي الفلسطينية

شؤون إقليمية استقبال إردوغان لعباس خلال زيارته لتركيا في يوليو 2023 (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع عباس التطورات في غزة والأراضي الفلسطينية

استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مستهل زيارته لتركيا التي تستمر يومين يلقي خلالها كلمة أمام البرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
المشرق العربي الرئيس الروسي مرحباً بنظيره الفلسطيني في نوفو أوغاريفا الثلاثاء (الكرملين - د.ب.أ)

بوتين يؤكد موقف بلاده حيال «جذور المشكلة» وعباس يعوّل على دعم موسكو

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولة محادثات مطولة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، ركّز خلالها الجانبان على الوضع في غزة وآفاق دفع جهود التهدئة.

رائد جبر (موسكو)
العالم بوتين يعرب عن قلقه إزاء أعداد القتلى المدنيين في غزة (أ.ف.ب) play-circle 00:40

بوتين يعرب لعباس عن قلقه إزاء أعداد القتلى المدنيين الفلسطينيين

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يزور موسكو عن «قلقه» إزاء أعداد القتلى المدنيين في غزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي لقاء سابق بين بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس في سوتشي على البحر الأسود عام 2021 (سبوتنيك - أ.ب)

«كارثة غزة» والوضع في المنطقة على أجندة بوتين وعباس

أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد الثلاثاء جولة محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس الذي يقوم بزيارة رسمية إلى موسكو.

رائد جبر (موسكو)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد خطابه أمام الكونغرس (رويترز)

«حماس»: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس «حفلة أكاذيب»

أكد المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني أن الموقف الفلسطيني الدائم هو أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل تكشف عن عمليات إلكترونية إيرانية للتأثير على الرأي العام

TT

إسرائيل تكشف عن عمليات إلكترونية إيرانية للتأثير على الرأي العام

أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز)
أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز)

في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض بنوك إيرانية لهجوم سيبراني، لم تتمكن من وقفها عدة أيام، ولم تعرف بعد خطورة نتائجها، كشفت مصادر استخبارية في تل أبيب أن طهران تقوم بتنظيم حملات «تأثير قوية» لتأجيج الصراعات الداخلية في إسرائيل بين مختلف القوى المتصارعة فيها، من خلال هجمات إلكترونية.

وقالت إن هذه الهجمات الإلكترونية، التي بدأت قبل عدة سنوات، تأججت منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال الحرب على غزة، وتحولت إلى أداة حرب أساسية، تلحق أذى معنوياً.

وقالت هذه المصادر إن عناصر إيرانية تقوم في السنوات الأخيرة بتنفيذ مجموعة من أعمال «التأثير العدائية» في الخطاب الإسرائيلي، هدفها توسيع الشرخ الاجتماعي والسياسي، وتوليد التوتر السياسي والفوضى، وتشجيع المظاهرات وانعدام الثقة في الحكومة ومؤسسات الحكم.

ومنذ اندلاع الحرب، تركز نشاط النفوذ الإيراني على القضايا المتعلقة بالحرب ومحاولة ترسيخ انعدام الثقة بالجيش وبالحكومة وبثّ أجواء الإحباط والتحريض على العنف ضد المواطنين العرب، واختراق عمق الخطاب المحيط بمسألة عودة المختطفين، وتعمل على تشجيع الاستيطان في قطاع غزة.

وتم تنفيذ النشاط في إسرائيل عبر مجموعة متنوعة من منصات التواصل الاجتماعي، باستخدام منتجات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء حسابات مزيفة واستخدام مواقع قائمة في الوقت نفسه، بهدف تقويض قدرة المواطنين على معرفة الحقيقة وطمس التمييز بين الحقيقة والأكاذيب، والضحايا والجناة، والمنتصرين والخاسرين.

ضباط من الجيش السيبراني الإيراني في مركز تابع لـ«الحرس الثوري» (دفاع برس)

أهداف الحملات

وجاء في دراسة مشتركة لمعهد الأبحاث المنهجية الأمنية في مركز التراث الاستخباراتي، ومعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن «العدو لا يستخدم الحسابات المزيفة ويغمر شبكة الإنترنت بالمعلومات والروايات الأصلية فحسب، بل يساعد أيضاً القوى المحلية في إسرائيل نفسها، ويروج أو يدعم المحتوى المحلي أو يستغل السكان المحليين الحقيقيين الذين يرددون محتواه ورواياته وينشرونها. وتعبر هذه الظاهرة عن طمس متزايد للحدود، بما في ذلك الحدود السيادية للدولة، والحدود بين الفضاء المادي والرقمي، والحدود بين عمليات النفوذ والتجميع والتفعيل والتجنيد».

ومن العمليات التي كشف عنها في هذه الدراسة؛ فتح مجموعات تأثير على منصات مختلفة مثل «واتساب» و«تلغرام» و«فيسبوك»، بواسطة جهات قدمت نفسها على أنها مجموعة إسرائيلية يمينية متطرفة.

ومن خلال هذه المجموعات، قاموا بنشر التحريض ضد المواطنين العرب الإسرائيليين بطريقة تقمصت هوية اليمين المتطرف المحلي، وضد قوات الأمن والشخصيات العامة المختلفة، بهدف زرع الفوضى والانقسام في المجتمع الإسرائيلي.

وحاولوا تشجيع التجمعات العنيفة خارج المستشفيات مع نشر معلومات مضللة حول «الإرهابيين» الذين يعالجون في مستشفيات مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل.

وتحمل إحدى المجموعات اسم «قبضة»، وتقدم نفسها على أنها «مجموعة كهانية» يمينية متطرفة، وتعمل على زرع الانقسام والتوترات في المجتمع الإسرائيلي، وزيادة مستوى الاحتكاك والتوتر بين اليهود والعرب. وتقوم الشبكة بتوزيع محتوى متطرف وتحريضي ضد المسلمين من جهة، وضد قوات الأمن الإسرائيلية من جهة ثانية.

ومن بين أمور أخرى، جرت محاولة للاتصال بناشطين إسرائيليين حقيقيين والترويج لمظاهرة في القدس تسببت في توتر أمني كبير. وفي يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما قام ناصر من عصابة «لا فاميليا» بالهجوم على مستشفى شيبا لمنع معالجة فلسطيني معتقل، نشرت إيران عبر قناة «أسد يهودا» على «تلغرام»، تدعي بوجود «إرهابيين فلسطينيين» في مستشفيات مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بهدف تشجيع وصول المتظاهرين والمواطنين وإثارة أعمال شغب وعنف في مختلف المستشفيات في إسرائيل.

وفي 7 أبريل (نيسان) الماضي، نجح الإيرانيون في إرسال شخص غريب إلى منزل والدي المختطفة ليري ألباغ يحمل باقة من الزهور مع رسالة «تهنئة» إلى والديها: «رحمها الله (ليري الباغ). كلنا نعلم أن الدولة هي الأهم». وقد أثار هذا التصرف عاصفة إعلامية. ورأى فيه الباحثون في المعهدين «مدى الألفة والقدرة التي يتمتع بها الإيرانيون على إحداث ضجة إعلامية والسيطرة على الأجندة العامة والإعلامية والتحريض على الكراهية والغضب وانعدام الثقة بين أجزاء مختلفة من المجتمع الإسرائيلي وبين الجمهور الإسرائيلي ومؤسسات الدولة».

الذكاء الاصطناعي

وكان أبرز استخدامات منتجات الذكاء الاصطناعي خلال الحرب، تصميم الملصقات وتوزيع مقاطع الفيديو المزيفة. منتجات الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن مستوى الإنتاج المثالي، لكن جودتها عالية نسبياً ويمكن أن تخدع المواطنين ورجال وسائل الإعلام والمسؤولين المنتخبين عن طريق تشتيت انتباههم.

وتفيد الدراسة أنه «بعد اجتياح (حماس) للبلدات الجنوبية صباح 7 أكتوبر، بدا أن القيادة الإيرانية، التي فوجئت بتوقيت الهجوم، اتخذت قراراً استراتيجياً يسعى إلى وقف سريع لإطلاق النار من أجل الحفاظ على (حماس) كهيئة عسكرية وسياسية كبيرة في قطاع غزة. ولهذا الغرض، فعّل الإيرانيون مبعوثيهم، وعلى رأسهم (حزب الله) والحوثيون والميليشيات الشيعية في العراق، ضد الجيش الإسرائيلي والوجود الأميركي في المنطقة. وكان الهدف هو ممارسة الضغط على واشنطن لوقف دعمها لإسرائيل أو زيادة الضغط على (القدس) لوقف الحرب».

أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز)

«البعد السيبراني»

وفي الوقت نفسه، سعت طهران إلى تجنب استخدام القوة الحركية المباشرة ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة خوفاً من التحول إلى مواجهة مباشرة لها مع القوات الأميركية في الخليج، خاصة في ظل موقف واشنطن غير المسبوق إلى جانب إسرائيل، الذي تضمن إرسال حاملات طائرات للمنطقة وتهديداً واضحاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، لإيران بـ«عدم التدخل في الحرب».

وفي ضوء هذه السياسة، كان البعد السيبراني هو البعد الوحيد الذي يمكن لإيران من خلاله زيادة الاحتكاك المباشر مع إسرائيل خلال الحرب. ومن وجهة نظر طهران، فإن هذا البعد يجعل من الممكن تقاضي الثمن المباشر من إسرائيل دون المخاطرة برد إسرائيلي مباشر، بسبب صعوبة إثبات مسؤولية إيران عن هذا النشاط.

وبذلك، سعت طهران إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الحملة دون المخاطرة بدفع ثمن باهظ مقابل هذه التصرفات. وخلصت الدراسة أن «حقيقة قيام إيران بعمليات نفوذ واسعة النطاق ضد إسرائيل لفترة طويلة، دون الوصول إلى عتبة التصعيد، قد زادت من ثقة إيران في قدرتها على الاستمرار في تعميق هذه العمليات، ضمن استخدام نفس نمط التشغيل، ونفس البنية التحتية التمكينية، وقبل كل شيء، بنفس الأدوات لتحقيق أهدافها».