طهران تسلم موسكو «قريباً» أسلحة موجهة بالأقمار الاصطناعية

«رويترز»: عسكريون روس يتدربون على نظام إيراني للصواريخ الباليستية

منظومة «خرداد» الدفاعية وصواريخ باليستية تُعرَض أمام مقرّ البرلمان الإيراني في ساحة بهارستان وسط طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
منظومة «خرداد» الدفاعية وصواريخ باليستية تُعرَض أمام مقرّ البرلمان الإيراني في ساحة بهارستان وسط طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

طهران تسلم موسكو «قريباً» أسلحة موجهة بالأقمار الاصطناعية

منظومة «خرداد» الدفاعية وصواريخ باليستية تُعرَض أمام مقرّ البرلمان الإيراني في ساحة بهارستان وسط طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
منظومة «خرداد» الدفاعية وصواريخ باليستية تُعرَض أمام مقرّ البرلمان الإيراني في ساحة بهارستان وسط طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

من المحتمل أن تسلم إيران أسلحة موجهة بالأقمار الاصطناعية إلى روسيا؛ لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، وفقاً لـ«رويترز»

ونقلت الوكالة، السبت، عن مصدرَين استخباراتيَّين أن عشرات من العسكريين الروس يتدربون في إيران على استخدام نظام الصواريخ الباليستية قصيرة المدى «فتح - 360». وأضافا أنهما يتوقعان التسليم الوشيك لمئات الأسلحة الموجهة بالأقمار الاصطناعية إلى روسيا لحربها في أوكرانيا.

ويُعتقد بأن ممثلي وزارة الدفاع الروسية وقّعوا عقداً في 13 ديسمبر (كانون الأول) في طهران مع مسؤولين إيرانيين لنظام «فتح - 360» ونظام صواريخ باليستية آخر بنته منظمة الصناعات الجوية والفضائية المملوكة للحكومة الإيرانية المعروفة باسم «أبابيل»، وفقاً لمسؤولي الاستخبارات، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم من أجل مناقشة أمور حساسة.

نماذج من مسيّرات «أبابيل» و«شاهد» الانتحارية في مستودع للجيش الإيراني بمكان مجهول أول من أمس (إ.ب.أ)

«فتح» و«أبابيل»

ونقلاً عن مصادر استخباراتية سرية متعددة، قال المسؤولون إن أفراداً روساً زاروا إيران لتعلم كيفية تشغيل نظام الدفاع «فتح - 360»، الذي يطلق صواريخ بمدى أقصى يبلغ 120 كيلومتراً (75 ميلاً) ورأس حربي يزن 150 كيلوغراماً.

وقال أحد المصادر إن الخطوة «الوحيدة التالية الممكنة» بعد التدريب ستكون التسليم الفعلي للصواريخ إلى روسيا.

وقال خبير عسكري إن موسكو تمتلك مجموعة من صواريخها الباليستية، لكن توريد صواريخ «فتح - 360» قد يسمح لروسيا باستخدام مزيد من ترسانتها لأهداف خارج خط المواجهة، مع استخدام الرؤوس الحربية الإيرانية لأهداف أقرب مدى.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة، وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي، وشركاءها في مجموعة السبع «مستعدون لتقديم رد سريع وشديد إذا ما مضت إيران قدماً في مثل هذه التحويلات»، وفقاً لـ«رويترز».

وقال المتحدث إن هذا «سيمثل تصعيداً دراماتيكياً في دعم إيران لحرب العدوان الروسية ضد أوكرانيا». وقد «حذر البيت الأبيض مراراً وتكراراً من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا».

وقالت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، في بيان، إن بلادها أقامت شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا في مجالات مختلفة، بما في ذلك التعاون العسكري.

ومع ذلك، تقول «تمتنع إيران عن نقل أي أسلحة، بما في ذلك الصواريخ، التي يمكن استخدامها في الصراع مع أوكرانيا حتى ينتهي» كما جاء في البيان.

ورفض البيت الأبيض تأكيد أن إيران تدرب أفراداً عسكريين روساً على صواريخ «فتح - 360»، أو أنها تستعد لشحن الأسلحة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا.

المعرض الدائم للصواريخ الباليستية التابعة لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)

إطار زمني

ولم يذكر المصدران الاستخباراتيان إطاراً زمنياً محدداً للتسليم المتوقع لصواريخ «فتح - 360» إلى روسيا، لكنهما قالا إنه سيكون قريباً. ولم يقدما أي معلومات استخباراتية عن حالة عقد «أبابيل».

وقال مصدر استخباراتي ثالث من وكالة أوروبية أخرى إنه تلقى معلومات تفيد بأن روسيا أرسلت جنوداً إلى إيران للتدريب على استخدام أنظمة الصواريخ الباليستية الإيرانية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال المصدر الثالث، الذي رفض أيضاً الكشف عن اسمه؛ بسبب حساسية المعلومات، إن مثل هذا التدريب هو ممارسة قياسية للأسلحة الإيرانية الموردة لروسيا.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، إن إيران باعت صواريخ وطائرات دون طيار لروسيا، لكنها لم تزودها بصواريخ «فتح - 360». وأضاف المصدر أنه لا يوجد حظر قانوني على بيع طهران مثل هذه الأسلحة لروسيا.

وقال المسؤول: «إن إيران وروسيا تشاركان في الشراء المتبادل للأجزاء والمعدات العسكرية. إن كيفية استخدام كل دولة لهذه المعدات هو قرارها بالكامل»، مضيفاً أن إيران لم تبع أسلحة لروسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.

وأضاف المسؤول أنه في إطار التعاون العسكري، سافر المسؤولون الإيرانيون والروس كثيراً بين الدولتين.

وقالت «وكالة أنباء تسنيم» شبه الرسمية الإيرانية في يوليو (تموز) 2023، إن نظام تدريب جديد لـ«فتح - 360» تم اختباره بنجاح من قبل القوات البرية التابعة للحرس الثوري في البلاد.

وقال جاستن برونك، زميل الأبحاث الأول في القوة الجوية في «المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)»، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره لندن: «إن تسليم أعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من إيران إلى روسيا من شأنه أن يمكّن من زيادة الضغط على أنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية التي تعاني بالفعل من إرهاق شديد».

وقال «بوصفها تهديدات باليستية، لا يمكن اعتراضها بشكل موثوق إلا من خلال المستوى الأعلى من الأنظمة الأوكرانية»، في إشارة إلى الدفاعات الجوية الأكثر تطوراً التي تمتلكها أوكرانيا مثل «باتريوت» الأميركية الصنع، وأنظمة «سامب - تي» الأوروبية.

وضع «نووي» أفضل

وكان تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أشار إلى أن إيران تجري أبحاثاً تجعلها في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية، وفقاً لتقييم جديد أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية.

والتحول في وجهة نظر واشنطن بشأن الجهود النووية الإيرانية يأتي في وقت حرج، حيث أنتجت إيران ما يكفي من الوقود النووي عالي التخصيب لإنتاج بضعة أسلحة نووية.

وقال مسؤول أميركي إن مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد بأن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي.

كما لا يوجد لديه دليل على أن المرشد الإيراني علي خامنئي يفكر في استئناف برنامج الأسلحة النووية في بلاده، الذي تقول الاستخبارات الأميركية إنه تم تعليقه إلى حد بعيد في عام 2003.

ولكن تقريراً، قدمه مدير الاستخبارات الوطنية إلى الكونغرس في شهر يوليو، حذّر من أن إيران «قامت بأنشطة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي، إذا اختارت القيام بذلك».

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً وتكراراً إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران أبداً بالحصول على سلاح نووي، مما أثار احتمال القيام بعمل عسكري إذا قررت واشنطن أن طهران شرعت في جهد مكثف لبناء جهاز نووي. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب الانتخابية تعلن تعرضها للاختراق

الولايات المتحدة​ المرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركيّة دونالد ترمب (ا.ف.ب)

حملة ترمب الانتخابية تعلن تعرضها للاختراق

أعلن فريق حملة المرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركيّة دونالد ترمب، تعرّضه للاختراق، متّهماً «مصادر أجنبيّة» بتسريب اتّصالات داخليّة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إيرانيون يمرون أمام ملصق للمرشد خامنئي وإسماعيل هنية في طهران (أ.ف.ب)

إيران تعزل «الانتقام» عن «الهدنة»... ولا خلاف بين الرئيس و«الحرس»

أطلقت إيران، السبت، رسائل تصعيد جديدة، بعدما عزلت ردها على إسرائيل عن اتفاق محتمل لوقف النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة (أرشيف) إيران متهمة بتزويد الحوثيين بصواريخ بحرية لمهاجمة السفن (أسوشييتد برس)

مصادر مخابراتية: إيران ستزود روسيا بمئات الصواريخ الباليستية قريباً

قال مصدران مخابراتيان أوروبيان لـ«رويترز» إن عشرات الأفراد العسكريين الروس يتلقون التدريب في إيران على استخدام أنظمة الصواريخ الباليستية قريبة المدى (فتح-360).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية سيدة محجبة أمام صورة لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران (د.ب.أ)

إيران: لا علاقة بين حقنا في الدفاع عن أنفسنا ووقف إطلاق النار بغزة

أعلنت إيران اليوم (السبت) أنها تمتلك الحق في «الدفاع المشروع» عن نفسها، وأن ذلك لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
شؤون إقليمية مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي (رويترز)

تقييم استخباراتي أميركي: إيران في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية

تجري إيران أبحاثاً تجعلها في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية، وفقاً لتقييم جديد أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية، بحسب تقرير.


تقييم استخباراتي أميركي: إيران في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية

مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي (رويترز)
مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي (رويترز)
TT

تقييم استخباراتي أميركي: إيران في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية

مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي (رويترز)
مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي (رويترز)

تجري إيران أبحاثاً تجعلها في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية، وفقاً لتقييم جديد أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».

والتحول في وجهة نظر واشنطن بشأن الجهود النووية الإيرانية يأتي في وقت حرج، حيث أنتجت إيران ما يكفي من الوقود النووي عالي التخصيب لإنتاج بضعة أسلحة نووية.

وقال مسؤول أميركي إن مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي. كما لا يوجد لديه دليل على أن المرشد الإيراني علي خامنئي يفكر في استئناف برنامج الأسلحة النووية في بلاده، والذي تقول الاستخبارات الأميركية إنه تم تعليقه إلى حد بعيد في عام 2003.

ولكن تقريراً قدمه مدير الاستخبارات الوطنية إلى الكونغرس في شهر يوليو (تموز) حذر من أن إيران «قامت بأنشطة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي، إذا اختارت القيام بذلك».

تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بشكل حاد منذ هددت إيران بضرب إسرائيل في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هينة في طهران، والتي ألقت إيران باللوم فيه على الإسرائيليين. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً وتكراراً إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران أبداً بالحصول على سلاح نووي، مما أثار احتمال القيام بعمل عسكري إذا قررت واشنطن أن طهران شرعت في جهد مكثف لبناء جهاز نووي. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة.

وهاجم الجمهوريون إدارة بايدن، زاعمين أنها لم تفعل ما يكفي لتعزيز العقوبات الاقتصادية وإنفاذها. لكن مسؤولي إدارة بايدن يقولون إن قرار الرئيس السابق دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 مكّن إيران من تسريع أنشطتها النووية.

يقول الخبراء إن التغيير في التقييم الاستخباراتي الجديد ينبع من العمل البحثي العلمي والهندسي الذي كانت إيران تقوم به على مدار العام الماضي.

وأوضح المسؤول الأميركي أن البحث الذي تجريه إيران «قد يقلص الفجوة المعرفية التي تواجهها طهران في إتقان القدرة على بناء سلاح»، رغم أن المخابرات الأميركية تؤكد أن ذلك لن يُقلص الوقت الذي تحتاجه البلاد لصنع الأسلحة.

وأضاف المسؤول الأميركي أن بعض هذا العمل، الذي لا يزال مستمراً، ربما كان يُعتبر في الماضي مؤشراً على أن طهران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية. ولكن وكالات الاستخبارات الأميركية تعيد النظر في معاييرها لتقييم الأنشطة النووية الإيرانية في ضوء ما تعلمه عن البرنامج.

مسؤولو إدارة بايدن يقولون إن قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 مكّن إيران من تسريع أنشطتها النووية (رويترز)

وقالت المتحدثة باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية: «لا تمتلك إيران برنامجاً نووياً عسكرياً نشطاً».

ولم يقدم المسؤولون الأميركيون أي تفاصيل بشأن طبيعة العمل الذي يُعتقد أن إيران تقوم به. ومع ذلك، كانت هناك في الأشهر الأخيرة مخاوف بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين بشأن الأبحاث المتعلقة بالتسليح التي تجريها إيران، بما في ذلك النمذجة الحاسوبية وعلم المعادن، وفقاً لأشخاص مطلعين على هذه القضية.

وهذا العمل يشكل جزءاً من منطقة رمادية بين وضع المكونات اللازمة لصنع سلاح نووي، مثل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وإنتاج معدن اليورانيوم، وبناء الجهاز بالفعل. والأنشطة البحثية الإيرانية هي في العموم أعمال ذات استخدام مزدوج، مما يسمح لطهران بالادعاء بأن العمل مخصص لأغراض مدنية.

كما يشير التقييم الأميركي إلى «أنه كانت هناك زيادة ملحوظة هذا العام في التصريحات العامة الإيرانية حول الأسلحة النووية، مما يشير إلى أن الموضوع أصبح أكثر تداولاً».

حتى لو لم تشرع إيران في تطوير الأسلحة الفتاكة، فإن تقرير الاستخبارات أضاف أن طهران تسعى إلى استغلال القلق الدولي بشأن وتيرة برنامجها «للضغط على المفاوضات والرد على الضغوط الدولية المتصورة».