سموتريتش يقتطع 100 مليون شيكل إضافية من السلطة الفلسطينية

الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية تجاوزت 11 مليار دولار

مستوطنون أحرقوا أراضي زراعية فلسطينية في بلدة عصيرة القبلية شمال الضفة الغربية (وفا)
مستوطنون أحرقوا أراضي زراعية فلسطينية في بلدة عصيرة القبلية شمال الضفة الغربية (وفا)
TT

سموتريتش يقتطع 100 مليون شيكل إضافية من السلطة الفلسطينية

مستوطنون أحرقوا أراضي زراعية فلسطينية في بلدة عصيرة القبلية شمال الضفة الغربية (وفا)
مستوطنون أحرقوا أراضي زراعية فلسطينية في بلدة عصيرة القبلية شمال الضفة الغربية (وفا)

عمّق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأزمة المالية في السلطة الفلسطينية، بقراره مصادرة حوالي 100 مليون شيكل (26 مليون دولار) من أموال الضرائب العائدة للسلطة، قائلاً إن الأموال ستُمنح بدلاً من ذلك لعائلات قتلى العمليات الفلسطينية.

وكتب سموتريتش في منشور على منصة «اكس»، أن هذه الخطوة تهدف إلى معاقبة السلطة الفلسطينية على المدفوعات التي تقدّمها لعائلات منفّذي هجمات فلسطينيين. وأضاف: «إن النضال ضد الإرهاب ليس مجرد نضال عسكري، بل هو أيضاً معركة تشمل حرباً ضد التحريض الجامح للسلطة الفلسطينية، وأموال الإرهابيين التي توجّهها من ميزانيتها إلى عائلاتهم».

بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش خلال اجتماع حكومي في تل أبيب 7 يناير الماضي (رويترز)

قرار سموتريتش باقتطاع أموال من السلطة هو الخامس في وقت قصير. ومنذ هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر، واندلاع الحرب في غزة، حجب سموتريتش الأموال المخصصة لغزة عن السلطة الفلسطينية، واحتجز باقي الأموال لأشهر طويلة، ما وضع السلطة الفلسطينية على حافة الانهيار.

ويسعى سموتريتش منذ بداية الحرب إلى تغيير الواقع في الضفة الغربية، وبسط سيطرة مدنية إسرائيلية هناك، وقد دفع قُدماً لمصادرة مناطق واسعة في الضفة، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات جديدة، ومستوطنات قائمة فعلاً، وشرعنة بؤر استيطانية في شمال الضفة الغربية، وإلغاء تصاريح الشخصيات المهمة للمسؤولين الفلسطينيين (VIP)، التي يمكنهم من خلالها التحرك بحرية نسبية، حتى خارج المناطق الفلسطينية، وأبقى على فرض عقوبات مالية إضافية ضد السلطة، وعلى قرار منع دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل.

أموال الضرائب التي يتحكم بها سموتريتش هي الأموال التي تجمعها وزارة المالية الإسرائيلية نيابةً عن الفلسطينيين عند استيراد السلع من الخارج إلى السلطة الفلسطينية، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية تشكّل 65% من ميزانيتها السنوية، وتتراوح التحويلات ما بين 750 إلى 800 مليون شيكل.

ويثير هذا الترتيب خلافات مستمرة، وصلت إلى حد رفض السلطة بعد حرب غزة تسلّم الأموال منقوصة من حصة القطاع، قبل أن تتدخل واشنطن، وتضع حلاً وسطاً، تقوم معه إسرائيل بتحويل أموال المقاصة إلى السلطة، على أن تبقى حصة غزة في عهدة الحكومة النرويجية لحين تسوية الخلافات.

ورغم ذلك فإن إسرائيل احتجزت حتى الحصة التي لا تشمل مدفوعات القطاع، وأخذ سموتريتش عدة قرارات بخصم مبالغ متفاوتة من هذه الأموال، لكنه أرسل الشهر الماضي 435 مليون شيكل (نحو 120 مليون دولار) إلى السلطة في تحويل هو الأول من نوعه منذ أبريل (نيسان).

رئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى يترأس اجتماعاً للفريق الوطني للتنمية الاقتصادية الشهر الماضي (وفا)

وحسب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فإن سلطات الاحتلال ضاعفت اقتطاعاتها من أموال المقاصة منذ الحرب على غزة، لتصل في المتوسط إلى 480 مليون شيكل شهرياً، وبمجمل وصل إلى 6 مليارات شيكل من الأموال الفلسطينية المحتجزة.

إن الضغط الإسرائيلي المتواصل على السلطة يأتي في وقت تراجعت فيه إلى أقصى حد المساعدات العربية والدولية، مع ما سبّبه وباء كورونا من تداعيات على الاقتصاد الفلسطيني، قبل أن تأتي الحرب على قطاع غزة، وتفتك إلى حد كبير بالوضع الاقتصادي.

فلسطينيون يتفقّدون دراجة نارية محترقة بعد هجوم إسرائيلي على مخيم الفارعة قرب طوباس بالضفة (إ.ب.أ)

وتعاني السلطة الفلسطينية في الضفة من وضع مالي حرِج، لم تستطع معه دفع رواتب كاملة ومنتظمة لموظفيها منذ نهاية عام 2021.

وتشير بيانات وزارة المالية لدى السلطة الفلسطينية إلى أن الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية تجاوزت 11 مليار دولار، سواء للموظفين لديها، أو لبنوك محلية وخارجية، وصندوق التقاعد ومقدّمي الخدمات لها في قطاعات مختلفة، وهو ما يقترب من ضِعفَي موازنتها العامة.

فلسطينية مع أطفالها تخرج من مخيم جنين عقب غارة القوات الإسرائيلية عليه في وقت سابق (إ.ب.أ)

ويثير هذا الوضع مخاوف من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية في النهاية، ويخشى مسؤولون أمنيون والجيش الإسرائيلي من أن قَطع الأموال عن السلطة الفلسطينية قد يدفع الضفة الغربية نحو انتفاضة أخرى، في وقت تشهد فيه المنطقة بالفعل المزيد من الاضطرابات.

وقتلت إسرائيل في الضفة من بداية الحرب الحالية على غزة أكثر من 600 فلسطيني، واعتقلت آلافاً.

وخلال الفترة نفسها قُتل 25 إسرائيلياً، من بينهم عناصر أمن، في هجمات وقعت داخل إسرائيل، وفي الضفة الغربية، كما قُتل 5 عناصر أمن آخرون في اشتباكات مع مسلحين بالضفة الغربية.


مقالات ذات صلة

مقتل 5 بينهم قيادي من «القسّام» بضربة إسرائيلية في طولكرم

المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون حطام سيارة دمرتها ضربة جوية إسرائيلية في طولكرم اليوم (رويترز)

مقتل 5 بينهم قيادي من «القسّام» بضربة إسرائيلية في طولكرم

أعلنت وسائل إعلام تابعة لـ«حماس» اليوم (السبت) مقتل قيادي في الحركة جراء ضربة إسرائيلية على سيارة بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
آسيا نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول (يسار) وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (يمين) رفقة وزير الخارجية الصيني وانغ يي

«الخارجية الصينية»: نأمل في أن تتمكّن الفصائل الفلسطينية من إقامة دولة مستقلة قريباً

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، اليوم (الخميس)، إن الصين تأمل في أن تتمكّن الفصائل الفلسطينية من إقامة دولة مستقلة في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط»
المشرق العربي صورة أرشيفية لإسماعيل هنية متحدثاً مع صحافيين وأكاديميين في غزة عام 2007 (أ.ف.ب)

هنية... دبلوماسي «حماس» ومهندس نظامها

تؤكد مصادر مقربة من هنية، أنه أبلغها قبل شهر واحد فقط أنه لا ينوي أبداً المنافسة في الانتخابات الداخلية المقبلة لقيادة حركة «حماس» مرة أخرى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون لافتة تحمل صورة زعيم «حماس» إسماعيل هنية خلال مظاهرة في الخليل بالضفة الغربية المحتلة تندد بمقتله الأربعاء (أ.ف.ب)

الصدمة الفلسطينية من اغتيال هنية تعيد مطلب إنهاء الانقسام

بعد الصدمة الكبيرة من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في صفوف الشعب الفلسطيني، عاد للارتفاع المطلب الوطني الشامل بالإسراع في إنهاء…

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي رجل يُشعل النار بإطار سيارة في مدينة الخليل بالضفة الغربية تنديداً بإغتيال هنية (أ.ف.ب)

الضفة الغربية: فلسطينيون يتظاهرون تنديداً باغتيال هنية (صور)

ندّد الفلسطينيون في الضفة الغربية باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الذي قُتل في إيران (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قائد كتيبة «الفرقان» التابعة لـ«حماس»

أعمدة دخان تتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة في 5 أغسطس 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وجماعة "حماس" (أ.ف.ب)
أعمدة دخان تتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة في 5 أغسطس 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وجماعة "حماس" (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قائد كتيبة «الفرقان» التابعة لـ«حماس»

أعمدة دخان تتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة في 5 أغسطس 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وجماعة "حماس" (أ.ف.ب)
أعمدة دخان تتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة في 5 أغسطس 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وجماعة "حماس" (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الإثنين)، في بيان على صفحته على موقع «إكس»، استهداف قيادات بحركة «حماس» في مدينة غزة.

قال أدرعي إنه في إطار مهاجمة مجمّعات القيادة والسيطرة التابعة لحركة «حماس» في مدينة غزة، قضى الجيش على جابر عزيز، قائد كتيبة «الفرقان» التابعة لـ«حماس». واستهدف الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، بناءً على توجيه استخباراتي، قياديين في مجمع قيادة وسيطرة تابع لحركة «حماس» والذي تم تمويهه داخل منطقة مدرستي «حسن سلامة» و«النصر» في مدينة غزة، وفق أدرعي.

وقال أدرعي إنه بناء على معلومات استخباراتية تم التأكيد أن الهجوم على منطقة مدرسة«حسن سلامة» أسفر عن تصفية جابر عزيز الذي كان يتولى وظيفة قائد كتيبة «الفرقان». وقد عمل عزيز قائداً لكتيبة «الفرقان»اعتباراً من عام 2020، بعد أن كان قد شغل سابقاً وظيفة نائب قائد كتيبة «الفرقان»، ونائب قائد كتيبة «الزيتون» وقائد كتيبة «الزيتون» حيث وفي إطار وظيفته الحالية لعب دوراً رئيسياً في التخطيط للهجوم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق أدرعي.

وأشار أدرعي إلى أن جابر عزيز كان مسؤولاً طيلة الحرب الراهنة عن توجيه العديد من المخططات ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والجبهة الداخلية الإسرائيلية والترويج لها. وكان عزيز يشكّل شخصية قيادية بارزة في إدارة القتال لدى لواء غزة في «حماس»، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.